من الطبيعي جدًا والمحفِّز ، عندما يقترب كل عام من نهايته ، نشعر فيه بنوع من الإثارة في داخلنا، ونستعد لبدء لعام آخر مملوء بالأهداف وتحقيق الأحلام، ورغم أني حققت في هذا العام العديد من أهدافي وبدأت بالتخطيط لأخرى، إلا أني في بعض الأيام توقفت عن التفكير في تحقيق ما أرغب في الوصول أو الحصول على ما أريده، حتى لو كان كوبًا من القهوة، ويرجع هذا لأسباب عديدة، لكنها لم تجعلني أحمل أي ذكرى سيئة عن هذا العام ولو كانت بحجم كلمة.
لكن ما أزعجني منذ شهر ديسمبر ، أن رأيت عددًا من الأشخاص في مواقع التواصل ، يعلنوا عن ترك من كانوا جزءاً في حياتهم في هذا العام سواء من البشر أو المواقف.
جاءت هذه الإعلانات بما يشبه تصفيات نهائية للأشهر والأيام والذكريات، لكن في الحقيقة، مثل هذا الأمر يدل على سلبية مطلقة، فإن التركيز على ما حدث من خطأ أو شخص بدلًا من التفكير في القوة المكتسبة في النفس أو النجاح في التجاوز، لا يساعد في نمو الشخصية، أو بدء عام جديد بقدرة على مواجهة ما فيه من أيام قد تكون أصعب من سابقتها.
كل عام يأتي يحمل معه أحداثًا تترك أثرها علينا، لذلك علينا تقبُّل كل ذلك، نعم يحق لنا الإعتراض والتقبُّل فيما يوافق الموقف أو الحدث، والتفكير فيها كأمور عابرة مصيرها التلاشي.
هنا لا أريد أن أكون مثالية وأمارس التنظير عليك عزيزي القارئ، لكن النظر فيها كجوانب سلبية تؤثر عليك بصورة تجعلك “متحطم” طيلة الوقت، وترك نقاط القوة فيما تواجهه ، هو ما يبعد الآخرين عنك متجنبين الحديث الجلوس معك، فيما تظن بتصفيتهم من حياتك بنهاية العام .
عمومًا، حين قررت كتابة هذا المقال لم أفكر في نجاحاتي أو ما حققته من أهداف بقدر تذكُّر الأيام التي قضيتها بين السعادة والتعب وارتكاب الأخطاء، بالإضافة إلى الذين فارقتهم ، والذين ما زالوا في حياتي منذ أعوام، لأني في خضم كل ذلك أعلم أني في كل عام أحملهم معي لعام آخر، وفي كل عام سأواجه أحداثًا مختلفة عما سبقها من أعوام، وسأرتكب أخطاء أخرى تختلف عن سابقتها، وفي ذلك كله لن أشعر بالندم.
لكني ما أفكر فيه لختام هذا العام ، بأني مستعدة لعام قادم بسهولة أيامه وعثرات طريقه، وبأني ممتنّة لما مضيت فيه وتجاوزت وتعلمت من صعوبته، وبأني أختم العام بمقال أكتبه وأنا أشعر بأني بخير.
@i1_nuha
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: هذا العام کل عام
إقرأ أيضاً:
بعد تولي عون رئاسة البلاد.. ماذا توقعت موديز بشأن الاقتصاد اللبناني؟
اصدرت وكالة التصنيف الدولية "موديز" تقريرها الأخير بشأن الاقتصاد اللبناني حيث توقعت انه سيتعرض لانكماش بنسبة 2% في العام 2025، علي أن يسجل نمواً بنسبة 0,8% في العام 2026.
وقالت الوكالة أن هذا التوقع يأتي في ظل استقرار الوضع السياسي بعد انتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيساً للبنان في نهاية العام 2022، مما سيسهم في تشكيل حكومة جديدة بصلاحيات كاملة.
واشارت "موديز" الي أن انتخاب عون سيساعد في تعزيز الثقة لدى المانحين الدوليين، ما يساهم في تأمين التمويل الدولي للبنان. كما أشارت إلى أن عودة العمل بشكل كامل إلى مؤسسات الدولة سيشكل خطوة مهمة نحو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في 2023، والذي يعد أساسياً لاستقرار الوضع الاقتصادي.
وبخصوص الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الحرب الأخيرة، نبهت الوكالة إلى أن الخسائر قدرت بحوالي 8,5 مليارات دولار، منها 3,4 مليارات دولار كأضرار مادية. وتوقعت "موديز" أن ينكمش الاقتصاد اللبناني بنحو 10% في العام 2024، بينما من المتوقع أن يشهد تحسناً في العام 2025 إذا استمر وقف إطلاق النار.
أما على صعيد التضخم، فقد لوح التقرير إلى أن معدلاته انخفضت بشكل ملحوظ من 221,3% في 2023 إلى 67,4% في 2024، مع توقعات بتراجعها إلى 41,3% في 2025 و35,1% في 2026.
كما أكدت الوكالة أن استدامة الدين العام لا يمكن تحقيقها إلا من خلال خفض كبير في نسبة الدين الحكومي من الناتج المحلي الإجمالي، التي تقدر حالياً بنسبة 150% في نهاية 2024.