وزيرالمغرب: السنة السادسة للمناطق تعاني من الجفاف
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
يتجه المغرب، حيث تعتبر الزراعة قطاعا حيويا، للعام السادس على التوالي من الجفاف بسبب انخفاض هطول الأمطار في الأشهر الأخيرة المرتبط بتغير المناخ، حسبما قال وزير التجهيز والماء المغربي، نزار بركة.
وأضاف وزير التجهيز والماء المغربي، نزار بركة،"لقد دخلنا مرحلة حرجة بعد خمس سنوات متتالية من الجفاف لم تشهدها بلادنا من قبل".
وأضاف الوزير أن هطول الأمطار انخفض بنسبة 67 في المائة في الأشهر الأخيرة مقارنة بعام يعتبر طبيعيا ، وأن "الأشهر الثلاثة الأخيرة (من أكتوبر إلى ديسمبر) تظهر أننا نتجه إلى عام آخر من الجفاف".
في المغرب، توظف الزراعة ثلث السكان في سن العمل وتمثل 14٪ من صادرات البلاد.
وقد تفاقم الإجهاد المائي في المغرب بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما زاد من تبخر المياه من السدود. تتوقع وزارة الزراعة ارتفاع متوسط درجة الحرارة بمقدار 1.3 درجة مئوية بحلول عام 2050.
وقال السيد بركة إن خزانات الدولة الواقعة في شمال إفريقيا ممتلئة حاليا بنسبة 23.5٪ فقط ، مقارنة ب 31٪ في نفس الوقت من العام الماضي ، وهو "وضع خطير للغاية".
وأضاف "آمالنا كبيرة للأشهر الثلاثة المقبلة التي (عادة) تكون الأكثر أمطارا في بلادنا".
وإذا تعذر ذلك، ستضطر السلطات المحلية في بعض المناطق إلى قطع إمدادات المياه، عادة في الليل.
وفي مواجهة الإجهاد المائي المتزايد، تراهن السلطات على مشاريع تحلية مياه البحر، مثل المشروع المقرر أن يبدأ البناء الشهر المقبل في الدار البيضاء، أكبر تجمع سكاني في البلاد مع أكثر من ستة ملايين نسمة.
بحلول نهاية عام 2027 ، يخطط المغرب لبناء سبع محطات لتحلية المياه بسعة إجمالية تبلغ 143 مليون متر مكعب سنويا.
ويوجد حاليا 12 محطة لتحلية المياه في البلاد، بطاقة إجمالية تبلغ 179.3 مليون متر مكعب سنويا، وفقا للبيانات الرسمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أخبار المغرب من الجفاف
إقرأ أيضاً:
الجفاف وارتفاع الحرارة يهددان إنتاج الزيوت العطرية في أرياف تونس
عين دراهم،تونس"أ ف ب": تشهد تونس موجة جفاف للسنة السادسة على التوالي، وبسبب نقص الموارد المائية المتأتية أساسا من الأمطار تراجعت نسبة امتلاء الـ36 سدّا المتمركزة غالبيتها في محافظات الشمال الغربي إلى 20%، وهي نسبة لم تشهدها البلاد منذ عقود.
وتنتج تونس نحو 10 آلاف طن من الزيوت العطرية والطبية سنويًا، تمثل نبتة الإكليل الجبلي وحدها أكثر من 40% من صادرات البلاد إلى الأسواق الفرنسية والأميركية. ومع ذلك، تواجه النساء العاملات في هذا القطاع تحديات متزايدة بسبب الجفاف الممتد وندرة الموارد الطبيعية، فيما تسعى النساء العاملات في هذا المجال إلى إيجاد بدائل تحافظ على مصدر رزقهن وتحمي البيئة الطبيعية في آنٍ واحد.
فضلا عن ذلك، وخلال السنوات الأخيرة، واصلت معدلات الحرارة ارتفاعها خلال الصيف وتجاوزت الخمسين درجة مئوية في بعض المناطق، وكنتيجة لذلك، تكلّف التغيرات المناخية الاقتصاد التونسي 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي، وفق إحصاءات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وتمثل النساء في سنّ العمل نصف السكان في تونس البالغ عددهم حوالى 12 مليون نسمة، إلا أن 27.9% فقط منهن ناشطات اقتصاديا، كما أن نسبة البطالة بينهن 21.3% وغالبا ما يشغلن وظائف هشة، ما يجعلهن أكثر عرضة للأزمات الاقتصادية والمناخية، وفق تقارير أممية، وحوالى 70% من القوة العاملة في قطاع الزراعة من النساء، ويواجهن التداعيات المباشرة للتغير المناخي، لا سيما "في ظل هشاشة أوضاعهن الاقتصادية والاجتماعية التي تعيق تمكينهن من الوصول إلى فرص اقتصادية بديلة"، بحسب الأمم المتحدة.
اذ يستفيد المجمع النسائي الريفي من تدريب تقدمه منظمات دولية مثل "منظمة الأغذية والزراعة" للأمم المتحدة، لمساعدتهنّ على الحفاظ على الثروة الحرجية أمام تزايد تهديدات تغيرات المناخ. لكن وبالرغم من ذلك، فإن الوضع بالنسبة لمبروكة العثيمني ساء لدرجة تقول "لم أعد بإستطاعتي تجهيز طلبيات العملاء من خلال جمع الكميّات المطلوبة، وأضطر تبعا لذلك للرفض لأن النبات قلّ"، ما يؤثر مباشرة على دخل المجمع.
وتواجه النساء العاملات في جمع الأعشاب البرية شمال غربي تونس تحديات متزايدة نتيجة تغير المناخ، حيث أصبحت الأمطار شحيحة ودرجات الحرارة مرتفعة بشكل غير مسبوق، مما أثر على كميات الأعشاب البرية المستخدمة في استخلاص الزيوت الطبية والعطرية.
وعلى إحدى هضاب جبال الشمال الغربي تتابع مبروكة العثيمني، وهي مشرفة على مجمع لتقطير الزيوت، عاملاتها وهن يكافحن لجمع الأعشاب. "شتّان بين ما كان عليه الوضع وما أصبحنا نعيشه اليوم. بالكاد نحصل على نصف الدخل، وأحيانًا لا يتجاوز الثلث"، تقول العثيمني البالغة من العمر 62 عامًا.
وتسعى عشرات النساء في قرية التباينية الواقعة بمنطقة عين دراهم إلى جمع أعشاب مثل نبتة القضوم (المستكة) من الغابات الممتدة، رغم أن سلالهن لا تمتلئ كما كانت في السابق. اذ تشير العثيمني إلى أن تغير المناخ أثر بشكل واضح على إنتاج الأعشاب البرية، موضحة أن "الأمراض التي تظهر بسبب ارتفاع درجات الحرارة ساهمت في تقليل إنتاج الزيوت".
حيث تدير العثيمني منذ أكثر من عقدين مجمع "البركة" الذي يشغّل 51 امرأة، تعتمد عليه العديد من الأسر في منطقة الشمال الغربي، حيث تسجل معدلات فقر تصل إلى 25.8% مقارنة بالمعدل الوطني البالغ 15.3%.
من جهتها تصطحب منجية السوداني (58 عاما) ابنتها العشرينية معها خلال عمليات التقطير داخل المجمع. وتؤكد "كنا خلال السنوات السابقة نجمع ما بين 3 و4 أكياس كبيرة من أوراق النباتات، وهذه الأيام لم نعد نحصّل كيسا واحدا والمناخ هو السبب".
وتضيف بينما تملأ خزان آلة التقطير "كنا نجمع بمعدل 4 كيلوغرامات من نبتة الضرو، وأصبحت الكمية لا تتجاوز 1.5 كيلوغرام ما يؤثر على مدخول العائلة" و"بطبيعة الحال عندما ينقص المنتوج ينقص الدخل".
وكشفت دراسة نشرها "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" في سبتمبر الفائت، أن الأضرار التي لحقت بالغابات نتيجة التغيّر المناخي تؤثر بشكل كبير على سكانها الذين يعتمدون على مواردها لكسب رزقهم، و"تعاني النساء بشكل خاص من التأثيرات حيث اصبحت الانشطة التي يمارسنها أكثر صعوبة ومشقة".