صحيفة الأيام البحرينية:
2025-05-02@09:03:03 GMT

العمر مجرد رقم

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

العمر مجرد رقم

جملة يتم ترديدها كثيرًا، خصوصًا من قبل بعض النساء وليس جميعهن حتى نكون منصفين «والجملة هدفها الهروب من ذكر العمر الحقيقي»، ولقد سمعت ممثلة مصرية مشهورة في أحد الحوارات معها بحضور حشد صغير تقولها مع ابتسامة كبيرة مرسومة على شفتيها عند سؤالها عن عمرها، وهذه الممثلة تجاعيد وجهها واضحة رغم كمية المكياج الصارخة التي وضعتها والإضاءة المركزة عليها لكي تخفي قدر الإمكان التقدم بالعمر الواضح للصغير قبل الكبير، وأيضا هي مشهورة بعمليات التجميل التي تجريها بين فترة وأخرى وتعلن عنها وسائل الإعلام المتابعة لأخبارها.

العمر ليس مجرد رقم، فالعلم يظهر لنا كيف أن الإنسان ينمو ويتغير جسديًا وفكريًا في كل يوم يعيشه، كما أن هناك دراسات طبية رصينة تقول إن بعض الشعوب علامات الشيخوخة والتقدم بالعمر تظهر عليهم أسرع من غيرهم، وذلك لظروف كثيرة تعيشها هذه الشعوب المسكينة، وأغلبها شعوب فقيرة تعيش ظروفًا عصيبة لا تحسد عليها. علماء الاجتماع الاجلاء درسوا الموضوع كثيرًا، وقالوا إن لكل مرحلة عمرية مميزات وعيوبًا، مرحلة الطفولة جميلة بسبب حنان الأم والأب واللعب وبداية دخول المدرسة، ومرحلة الشباب فيها المغامرة والمواقف والاختيارات، ومرحلة الشيخوخة فيها الهدوء والراحة بعد مسيرة العمل والحياة بحلوها ومرها. لا يمكن أن نبطئ الأيام التي تمضي بسرعة، لكن علينا أن نعيشها مستسلمين للقدر، وأن نبحث عن السعادة لنا ولغيرنا ونبتعد عن المشاكل والهموم، وعلماء النفس والطب مجتمعين يقولون إن من يعيش حياة طبيعية بسيطة خالية من التعقيد يعيش طويلاً.
بروفيسور حسين علي غالب بابان أكاديمي وكاتب كردي مقيم في بريطانيا

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

أبو بكر سيسي... جريمة هزت عرش ديموقراطية فرنسا الهشة| تقرير

في مشهد صادم هزّ فرنسا، قُتل الشاب المسلم أبو بكر سيسي، البالغ من العمر عشرين عامًا، إثر تعرضه لطعنات غادرة داخل مسجد خديجة في بلدة "لاجرند كومب"، جنوب البلاد.

 الجريمة التي وقعت يوم الجمعة 25 أبريل الماضي، لم تكن مجرد حادث فردي، بل تُجسّد تصاعد موجات الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، على خلفية مناخ سياسي وثقافي واجتماعي يزداد تطرفًا يوما بعد يوم.

على الرغم من إدانة الرئيس الفرنسي ووزير داخليته للجريمة، فإن المراقبين يرون أن ردود الفعل السياسية لم ترقَ إلى مستوى الاعتراف بطبيعة الجريمة كفعل إرهابي بدوافع عنصرية. توصيف الحادث كـ"جريمة فردية" أو مجرد "تطرّف" يتجاهل السياق الأوسع: تصاعد خطاب الإسلاموفوبيا في الإعلام والسياسة، وتنامي اليمين الشعبوي، وشيطنة الرموز الإسلامية في الفضاء العام.

يرى خبراء وباحثون في قضايا الفكر الإسلامي أن الجريمة تعبّر عن تحوّل التطرف الفكري إلى فعل عنيف منظم ضد المسلمين، ويجب أن تُصنف قانونيًا كعمل إرهابي، كما تُصنف أفعال أخرى ذات دوافع دينية أو عقائدية. الفارق أن هذا الإرهاب لا يأتي من "الآخر"، بل من داخل المجتمع الفرنسي ذاته، وتحديدًا من بيئة مشبعة بخطاب عدائي تجاه الإسلام.

ويُحمّل مراقبون السياسات الفرنسية مسؤولية جزئية في خلق بيئة مشجعة على مثل هذه الأفعال، من خلال تضييق الخناق على الرموز الدينية، وتجريم الحجاب في المدارس، وربط الإسلام بعدم التوافق مع "قيم الجمهورية".

في المقابل، برزت أصوات سياسية مثل زعيم حركة "فرنسا الأبية"، جان لوك ميلونشون، كمدافع عن حقوق المسلمين والمهاجرين. ميلونشون أدان الجريمة بشدة، ودعا إلى تظاهرة تندد بالإسلاموفوبيا، إلا أن وزير الداخلية هاجم الخطوة واعتبرها "استغلالًا سياسيًا"، مما أثار انتقادات واسعة.

هذا التوتر يكشف الصدع العميق داخل المشهد السياسي الفرنسي، بين قوى تؤمن بالتعددية الثقافية، وأخرى تقتات على الشعبوية والتخويف من الإسلام لتأمين مكاسب انتخابية قصيرة المدى.

تكشف الجريمة أيضًا أزمة الهوية العميقة التي تعاني منها الجمهورية الفرنسية، التي ما زالت تتعامل مع العلمانية بوصفها حاجزًا ضد الدين، لا إطارًا للتعايش. المسلمون الفرنسيون – أبناء هذا الوطن ثقافيًا وتعليميًا – ما زالوا يُنظر إليهم كـ"غرباء" بفعل تراث استعماري لم تُغلق جراحه بعد، وسياسات إقصائية عمّقت شعور التهميش لديهم.

تحذّر تقارير حقوقية وأكاديمية من أن الكراهية، عندما تُشرعن سياسيًا أو تُغذّى إعلاميًا، لا تبقى مجرد فكرة، بل تتحوّل إلى عنف مادي يستهدف حياة الأبرياء. حالة "أبو بكر سيسي" ليست استثناءً، بل واحدة من حلقات في سلسلة متنامية من العنف العنصري الذي بات يهدد السلم المجتمعي في فرنسا وأوروبا.

طباعة شارك فرنسا إسلاموفوبيا ماكرون

مقالات مشابهة

  • أبو بكر سيسي... جريمة هزت عرش ديموقراطية فرنسا الهشة| تقرير
  • "مش مجرد حب" لـ رامي جمال تجني إشادات واسعة من الجمهور
  • نائب رئيس اتحاد العمال: نظام الأجور في مصر تغير كثيرًا منذ تولي الرئيس السيسي الحكم
  • نائب رئيس اتحاد العمال: نظام الأجور تغير كثيرًا منذ تولي الرئيس السيسي الحكم
  • عامل إقليم الحوز يشارك في المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي استعداداً للاستحقاقات الكروية الكبرى التي تشرف عليها المملكة المغربية
  • الوزير الشيباني: إن أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام، وتجارب المنطقة والعالم شاهدة على الكلفة الباهظة التي دفعتها الشعوب جراء التدخلات الخارجية، والتي غالباً ما تُبنى على حساب المصالح الوطنية، وتخدم أ
  • ريدناب: ما قولته عن توخيل «مجرد مزحة»
  • ترانزيت الحياة
  • «الفارس الشهم 3» تدعم نازحي غزة لمواجهة شبح الجوع
  • على رأسها الأدوية.. إليك السلع الأساسية التي تركزت عليها الاعتمادات