صحيفة الأيام البحرينية:
2024-12-19@08:56:32 GMT

العمر مجرد رقم

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

العمر مجرد رقم

جملة يتم ترديدها كثيرًا، خصوصًا من قبل بعض النساء وليس جميعهن حتى نكون منصفين «والجملة هدفها الهروب من ذكر العمر الحقيقي»، ولقد سمعت ممثلة مصرية مشهورة في أحد الحوارات معها بحضور حشد صغير تقولها مع ابتسامة كبيرة مرسومة على شفتيها عند سؤالها عن عمرها، وهذه الممثلة تجاعيد وجهها واضحة رغم كمية المكياج الصارخة التي وضعتها والإضاءة المركزة عليها لكي تخفي قدر الإمكان التقدم بالعمر الواضح للصغير قبل الكبير، وأيضا هي مشهورة بعمليات التجميل التي تجريها بين فترة وأخرى وتعلن عنها وسائل الإعلام المتابعة لأخبارها.

العمر ليس مجرد رقم، فالعلم يظهر لنا كيف أن الإنسان ينمو ويتغير جسديًا وفكريًا في كل يوم يعيشه، كما أن هناك دراسات طبية رصينة تقول إن بعض الشعوب علامات الشيخوخة والتقدم بالعمر تظهر عليهم أسرع من غيرهم، وذلك لظروف كثيرة تعيشها هذه الشعوب المسكينة، وأغلبها شعوب فقيرة تعيش ظروفًا عصيبة لا تحسد عليها. علماء الاجتماع الاجلاء درسوا الموضوع كثيرًا، وقالوا إن لكل مرحلة عمرية مميزات وعيوبًا، مرحلة الطفولة جميلة بسبب حنان الأم والأب واللعب وبداية دخول المدرسة، ومرحلة الشباب فيها المغامرة والمواقف والاختيارات، ومرحلة الشيخوخة فيها الهدوء والراحة بعد مسيرة العمل والحياة بحلوها ومرها. لا يمكن أن نبطئ الأيام التي تمضي بسرعة، لكن علينا أن نعيشها مستسلمين للقدر، وأن نبحث عن السعادة لنا ولغيرنا ونبتعد عن المشاكل والهموم، وعلماء النفس والطب مجتمعين يقولون إن من يعيش حياة طبيعية بسيطة خالية من التعقيد يعيش طويلاً.
بروفيسور حسين علي غالب بابان أكاديمي وكاتب كردي مقيم في بريطانيا

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

مؤمن الجندي يكتب: وصفة للفوضى

تحت أضواء الشهرة الساطعة، وقف وسط الهتافات، لكنه شعر بغربة لم يستطع إخفاءها.. أمس، كان صوتًا صارخًا يدافع عن مبادئه ويهاجم خصومه، أما اليوم فقد انقلب المشهد؛ صار في صفوف من انتقدهم، متذرعًا بالاحتراف والفرص.

مؤمن الجندي يكتب: انكسار روح مؤمن الجندي يكتب: عرّافة الكواكب في شقة "سِباخ"

لم تكن المشكلة في التغيير نفسه، بل في التخلي عن كل ما كان يمثله؛ وحين خطا إلى موقعه الجديد، لم يأتِ معه إلا الفوضى؛ شروخ خفية بدأت تظهر، كأن قيمه المهدورة انتقمت منه، لتذكّره أن النجاح بلا مبادئ قد يكون بداية السقوط.

في عالم الاحتراف، حيث يعلو صوت الإنجاز ويُصمت صوت الأخلاق، تبرز قصص تُظهر كيف يمكن للمصالح أن تزيح المبادئ جانبًا، وكيف تتحول القيم إلى مجرد شعارات تُستخدم وقت الحاجة وتُطوى في اللحظة التالية.

يبدو المشهد مألوفًا: شخص كان يومًا ما خصمًا شرسًا، بل لربما هاجم بقسوة كل ما يمثله الطرف الآخر! ثم يأتي يوم يقف فيه على الجانب المقابل، في صفوف من كان أمس عدوه، مُبررًا ذلك بأنه "الاحتراف"! لكن هل حقًا يمكن للاحتراف أن يكون ذريعة كافية للتخلي عن المبادئ؟

الاحترافية بلا أخلاق.. وصفة للفوضى

الاحترافية الحقيقية لا تعني مجرد إتقان العمل وتحقيق النتائج، بل تحمل في طياتها احترامًا للمبادئ والقيم.. عندما يطغى الجانب المادي أو المهني على الجانب الأخلاقي، فإن النتيجة تكون غالبًا كارثية.

في البيئة التي تتجاهل فيها القيم، تنتشر الفوضى وتنمو بذور الانقسام! فمن يتخلى عن ماضيه وقيمه بسهولة، قد لا يكون لديه ولاء حقيقي لأي جهة؛ وسرعان ما يتحول هذا الشخص إلى مصدر للاضطرابات والمشاكل، لأنه ببساطة لم يدخل المكان بروح تصالحية أو إيمان حقيقي بما يمثله.

المجتمع يتسم أحيانًا بالتسامح مع الأخطاء، ولكنه لا ينسى؛ من يهاجم شيئًا ثم يصبح جزءًا منه يُبقي دائمًا ظلالًا من الشك حول نواياه! التساؤل يصبح حاضرًا دائمًا: هل هذا الشخص موجود هنا لإيمان حقيقي بما يفعله، أم أن وجوده لأهداف أخرى؟

في النهاية، يمكن لأي إنسان أن يبرر أفعاله، ويمكن للمجتمع أن يقبل تلك التبريرات أو يرفضها.. لكن الحقيقة تبقى أن المبادئ ليست مجرد أدوات تُستخدم للوصول إلى القمة ثم تُترك جانبًا! إنها ما يبقى مع الإنسان عندما يواجه نفسه في المرآة، وهي ما يصنع منه شخصية تُحترم، حتى في أصعب الظروف.. الاحتراف لا يجب أن يكون عذرًا للتخلي عن القيم، بل على العكس، يجب أن يكون وسيلة لتجسيدها بشكل أكبر، لأنه في لحظات الصمت، ستدرك أن الاحتراف بلا قيم ليس إلا رحلة نحو فراغٍ لا يُملأ، وأن المبدأ الذي يُباع لا يمكن استعادته مهما علا التصفيق.

للتواصل مع الكاتب الصحفي والإعلامي مؤمن اضغط هنا 

مقالات مشابهة

  • فلسطين بريئة لهذه الأسباب
  • مؤمن الجندي يكتب: وصفة للفوضى
  • فينيسيوس أكثر من مجرد لاعب كرة قدم
  • أنشيلوتي قبل نهائي انتركونتيننتال : باتشوكا عانى كثيرًا أمام الأهلي وبوتافوجو .. ويجب علينا احترامه
  • الجديد: الوضع الاقتصادي ليس مثالياً ويحتاج إلى كثير من العمل
  • "الثقافة وبناء الحضارات".. ضمن نقاشات ثقافة الفيوم
  • ‏العُمْر “ليس” مجَرَّد رقم
  • الصحفيين العرب: فلسطين في قلب كل عربي ولها وضع خاص لدى جميع الشعوب
  • جمال فهمي: حرية الصحافة ركيزة أساسية والالتزام بالمبادئ الأخلاقية تأخر كثيرًا
  • بشار مافى حتى رساله واحده