وكالة بغداد اليوم:
2024-10-05@06:09:43 GMT

المرض الهولندي .. خطر يبطش بالعراق

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

المرض الهولندي .. خطر يبطش بالعراق

بقلم المهندس: حيدر عبدالجبار البطاط 


المرض الهولندي ويعرف في علم الاقتصاد  بأنه العلاقة السلبية  بين ازدهار الاقتصاد بسبب وفرة الموارد الطبيعية وانخفاض قطاع الصناعات التحويلية و الزراعية. 


إن تعبير المرض الهولندي هو مصطلح دخل قاموس المصطلحات الاقتصادية على الصعيد العالمي منذ أكثر من 60 عاما. 

و هو اسم لـ حالة من الكسل والتراخي الوظيفي أصاب الشعب الهولندي في النصف الأول من القرن الماضي 1900 - 1950، بعد اكتشاف النفط في بحر الشمال


يحاول مصطلح المرض الهولندي  .

. توصيف الظاهرة التي رصدها علماء الاقتصاد والسياسة بالنسبة لما حدث للهولنديين بالذات بعد اكتشاف النفط والغاز الطبيعي في المناطق التابعة لهم في بحر الشمال.

يقول البروفيسور جوزيف ستغليز وهو الاقتصادي المرموق و الحاصل على جائزة نوبل 

( بعد اكتشاف هذه الموارد الطبيعية السخية اكتشف الهولنديون أنهم يواجهون معدلات متزايدة من البطالة و تفشي ظاهرة الإعاقة بين صفوف القوى العاملة ).

وقد زاد من تفاقم الظاهرة أن أدت  الموارد الطبيعية إلى ارتفاع أسعار صرف العملة الوطنية في هولندا فكان أن ارتفعت أسعار السلع التي أنتجتها هولندا مما أفضى إلى عجز هذه السلع عن المنافسة في أسواق التصدير بل جعل الواردات من الخارج أقل سعراّ ومن ثم أفضل اختياراً  للمستهلك المحلي، وكانت نتيجة هذا كله اضمحلال نشاط  الإنتاج الزراعي و الصناعي .


وفي ظل هذا العزوف عن الإنتاج وهذا الاضمحلال للنشاط الصناعي ادى الى ان تقل  فرص العمل وتشتد آفة البطالة.


والمعنى الاشمل  للمرض الهولندي في هذا المجال ينصرف إلى مفهوم العلاقة بين التوسع في استغلال هذه الموارد الطبيعية المعدنية و النفطية وبين الانكماش في مجال الصناعات التحويلية. 

وهي نفس العلاقة التي تفضي إلى مزيد من العوائد المالية وقليل من فرص العمل الوطنية وربما مزيد من استيراد المواد و القوى العاملة الأجنبية التي تتمتع بمهارات خاصة ومطلوبة في ظل انكماش تصدير المنتجات المحلية المصنّعة التي تفقد باطراد مزاياها النسبية من جهة، ولا تكاد تصمد للمنافسة السعرية في أسواق التبادل التجاري الدولي من جهة أخرى.


و اذا اخذنا نموذج  نيجيريا  مثلاً 

حلت بهذا البلد الإفريقي الكبير اندفاع نحو النفط وموارده وعوائده وثرواته، وفي ثنايا هذه الاندفاع جاءت الإصابة بكل أعراض المرض الهولندي. 


وكان طبيعيا أن يؤدي هذا الى تكوين ثروات  طائلة لشراذم من الأفراد الذين ضمتهم دوائر أو جماعات المصالح الفردية أو العشائرية أو الفئوية الضيقة وتم ذلك أولا على حساب خطط التنمية.. 

وتم ذلك ثانيا لحساب استشراء سلوكيات الفساد بين صفوف حملة المسؤوليات وراسمي السياسات وصانعي القرارات وتم ذلك أخيرا لصالح الاحتكارات العالمية للطاقة و لم يستفيد غالبية  الشعب الإفريقي منها شيئا مذكورا.

وإذا كان من المعروف أن لكل مرض آثارا جانبية، فمن الآثار الجانبية ـ السلبية للإصابة بالمرض الهولندي ما يتعدى من مجال الاقتصاد إلى مجال الممارسة السياسية..

وفي هذا السياق أيضا تأتي الدراسة المهمة التي قدمها الأستاذان «ريكي لام» و«ليونارد ونتشيكون» من مركز النمو الاقتصادي في جامعة بييل. 

و من خلال هذه الأعراض التي قام الأستاذان الأميركيان بتشخيصها تحت عنوان «الديكتاتورية كأسلوب لإدارة الحكم» 

ويذهبان في تل ك البحوث إلى أن الثروات الطارئة المتأتية من موارد طبيعية سخية ومطلوبة في سوق الاقتصاد العالمي ـ معدنية او نفطية ـ تضفي على النظام والنشاط الاقتصادي ما يمكن وصفه بأنه «الطابع الريعي».

وهو طابع يدر أموالا ولكنه يكون مضر مع استمراره، ناهيك عن تسببه بتعطيل قوى العمل ومواهب الإبداع وأنشطة الإنتاج وكلها تودي الى تدمير  عناصر وإمكانات التنمية والتقدم في أي بلد من البلدان.


ويرى الباحثان المذكوران أيضا أن تلك الثروات الريعية الطائلة لا تؤدي فقط إلى إبطاء خطى النمو الاقتصادي الناتج عن العمل والإنتاج.. 

بل إنها تؤدي كذلك إلى توليد اتجاهات أو بالأدق بيئات أو مناخات سياسية تنمو في غمارها النزعات السلطوية وأساليب الحكم الاستبدادية حيث يتم الزواج غير الشرعي كما قد نسميه، بين الثروة والسلطة التي في النهاية تؤدي الى تدمير البلدان.


وحيث تنتفخ حسابات الرؤساء والوزراء والجنرالات في مصارف أوروبا وأميركا مع تقلص حظوظ مواطنيهم من مقدرات بلادهم، مما يولد مشاعر السخط بين هؤلاء المهمشين اقتصاديا والمنبوذين اجتماعيا ومن ثم لا تجد احتكارات الثروة في تلك الأقطار مناصا من أن تلجأ إلى المزيد من إجراءات القمع الديكتاتوري للإبقاء على الأوضاع دون تحوّل أو تغيير (حالة الستاتيكو كما يقول مصطلح العلوم السياسية) وهكذا يوضع هذا البلد أو ذاك من بلدان العالم الثالث (في أفريقيا و اسيا بالذات) على متن عجلة من النار كما يقول شكسبير يدور في قطرها الملتهب مواطنوه وإمكاناته وآفاق مستقبله على السواء.

و في الختام فان المرض الهولندى هو اعتماد البلدان على الثروات الطبيعية الناضبة مثل النفط و ترك الثروات المتجددة مثل الزراعة و الصناعة و تدمير الجهد الوطني و ايقاف عجلة التطور و البحث العلمي و تفشي البطالة و التلوث و التخلف ؟؟

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الموارد الطبیعیة

إقرأ أيضاً:

هذا المرض يمكن أن يتلف الكبد لسنوات دون أن يتم اكتشافه

يُعتقد أن أربعة من كل 10 أشخاص يعانون من حالة خطيرة محتملة في الكبد تُعرف باسمMASLD، ومن الممكن عكسها إذا تم اكتشافها مبكرا.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، وترجمته "عربي21"، فإن جيرالدين فرانك كانت تتطلع إلى الاحتفال بعيد ميلادها الثاني والستين عندما لاحظ ابنها بعض الاصفرار في عينيها. لم يكن قلقا للغاية ولكنه أراد منها مراجعة الطبيب.

اتضح أن عيني جيرالدين كانت تظهر عليها علامات اليرقان. كانت تعاني من تليف الكبد، وهو ندبات شديدة في الكبد تستغرق عادة سنوات، أو حتى عقودا، لتتطور.

قال ابنها ديفيد فرانك، وفقا للصحيفة، إن أمه كانت تعاني من زيادة الوزن وزارت الأطباء بسبب حالات أخرى، لكنها لم تذكر أبدا سماع أي مخاوف بشأن كبدها. قال: "كيف يكون من الممكن، مع كل التقدم الطبي، ألا يعلم أحد أن هذه مشكلة؟".


يمكن أن يحدث تليف الكبد في المراحل المتأخرة من مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي، أوMASLD، والذي يحدث عندما تتراكم الدهون في الكبد ويمكن أن يؤدي إلى الالتهاب والندبات.

MASLD، الذي كان معروفا حتى وقت قريب باسم مرض الكبد الدهني غير الكحولي، يُقدر أنه يؤثر على ما يقرب من 4 من كل 10 أشخاص في جميع أنحاء العالم. إنه السبب الأسرع نموا لاحتياج الناس إلى زراعة الكبد في الولايات المتحدة.

من الممكن إيقاف تقدمه أو حتى عكس الضرر، لكن المرضى غالبا لا يتم تشخيصهم حتى فوات الأوان للقيام بذلك.

ونقل التقرير عن الدكتورة مينا بانسال، رئيسة قسم أمراض الكبد في كلية الطب إيكان في ماونت سيناي في نيويورك، قولها إنه "في الغالب بدون أعراض، حتى تنتهي هذه المرحلة. وعادة عندما يكون مصحوبا بأعراض، يكون متقدما جدا".

يعاني الأشخاص المصابون بـ MASLD من زيادة الدهون في الكبد وعامل خطر أيضي واحد أو أكثر، بما في ذلك السمنة وارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم.

يعاني حوالي واحد من كل أربعة مرضى من شكل أكثر تقدما يسمى التهاب الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي، أو MASH. في هذه الحالة، يؤدي تراكم الدهون إلى الالتهاب وتلف الخلايا، وفي بعض الحالات، تندب الكبد. قالت الدكتورة بانسال إن ما يصل إلى 1 من كل 5 أشخاص مصابين بالتهاب الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي سيتطور إلى تليف الكبد، مما قد يؤدي إلى فشل الكبد وزيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد.

وقالت الدكتورة ماري رينيلا، مديرة أمراض الكبد الدهنية والتمثيل الغذائي في جامعة شيكاغو للطب، إنه حتى مع تليف الكبد، قد لا يشعر المرضى بالمرض لسنوات. ومع ذلك، عندما تبدأ وظائف الكبد في التدهور، يمكن للمرضى أن يراكموا السوائل في البطن، أو يصابوا باليرقان أو يعانون من التشوش الذهني الناجم عن تراكم السموم في الدم.

من هم المعرضون للخطر؟
نقلت الصحيفة، عن خبراء الكبد قولهم إن المرضى المصابين بداء السكري من النوع 2 أو السمنة - وخاصة أولئك الذين يعانون من الدهون الزائدة حول البطن - هم الأكثر عرضة للخطر. في هؤلاء المرضى، يمكن أن تؤدي مقاومة الأنسولين والإفراط في تناول السعرات الحرارية، وخاصة من الدهون المشبعة والكربوهيدرات، إلى تراكم الدهون في الكبد مما يجعله عرضة للإصابة. وتفرز الدهون نفسها مواد كيميائية تسبب الالتهابات وتتلف خلايا الكبد.

قال الدكتور أرون سانيال، مدير معهد سترافيتز- سانيال لأمراض الكبد والصحة الأيضية في كلية الطب بجامعة فيرجينيا كومنولث، إن الأشخاص اللاتينيين معرضون لخطر متزايد لأنهم أكثر عرضة من عامة السكان للإصابة بقضايا التمثيل الغذائي وحمل متغير وراثي يمكن أن يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد.

يحاول الكبد علاج الضرر عن طريق إنتاج الكولاجين، الذي يترك ندوبا على الأنسجة المصابة.
ومع ذلك، إذا استمرت الدهون والالتهابات في إتلاف الكبد، "فسوف تتراكم تدريجيا المزيد والمزيد من الندوب"، كما أوضح الدكتور بانسال. يُطلق على هذا التليف، والذي يصنفه الأطباء على مقياس من صفر إلى أربعة، حيث تكون المرحلة الرابعة هي تليف الكبد. (يمكن أن يحدث تليف الكبد أيضا بسبب الإفراط في تناول الكحول بمرور الوقت).

يمكن للأطباء تحديد المرضى الذين قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بمرض متقدم باستخدام درجة FIB-4، والتي يتم حسابها باستخدام اختبارات المعمل الروتينية. ولكن نظرا لأن مثل هذا الفحص غير منتشر، قال الدكتور سانيال، فإن المرضى غالبا لا يتم تشخيصهم حتى يتعرضوا لمضاعفات تليف الكبد. قال الدكتور سانيال: "لم يستيقظ هذا الشخص مصابا بتليف الكبد. يستغرق الأمر أكثر من 20 عاما حتى يتطور".

بحلول الوقت الذي تم فيه تشخيص جيرالدين فرانك، لم تعد الحالة قابلة للعلاج. توفيت بعد خمسة أسابيع.

يمكن عكس MASLD في المرحلة المبكرة من خلال فقدان الوزن والتغييرات الغذائية. إذا توقف تراكم الدهون والالتهاب عن إتلاف الكبد، يمكن أن يعود العضو إلى طبيعته.

يوصي الأطباء بالنظام الغذائي المتوسطي، إلى جانب 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع من التمارين الهوائية [مثل المشي والجري وركوب الدراجة الهوائية والسباحة] وتدريبات المقاومة [مثل استخدام الأثقال أو ثقل الجسم لتمرين العضلات].


أثبتت جراحة السمنة أنها تعمل على عكس التليف، ويأمل العديد من الأطباء أن تساعد أدوية إنقاص الوزن مثل Ozempic  أيضا في وقف تطور أمراض الكبد. وافقت إدارة الغذاء والدواء مؤخرا على عقار  resmetirom، والذي يمكنه علاج التليف في المرحلة 2 أو 3 عن طريق إيقاف الالتهاب وتقليل الندبات في الكبد.

ساعدت تغييرات نمط الحياة شاوانا جيمس-كولز، 54 عاما، مديرة منطقة مدرسية في ولاية بنسلفانيا، في إدارة حالتها. بعد تشخيص إصابتها بمرض الكبد الدهني غير الكحولي والتليف في المرحلة 2-3 في عام 2021، بدأت العمل مع طبيب وخبير تغذية لإجراء تغييرات صغيرة، مثل ممارسة اليوجا على الكرسي قبل العمل والمشي يوميا. راقبت تناولها للكربوهيدرات والسكر، واستبدلت دقيق الشوفان الفوري الحلو الذي كانت تحب تناوله على الإفطار بعجة بدلا من ذلك.

فقدت السيدة جيمس كولز 50 رطلا، وأصبح تليفها الآن في المرحلة 0-1. قالت: "الحفاظ على ذلك سيكون أمرا بالغ الأهمية".

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة: أحمد زكي كان يندمج في التمثيل إلى درجة المرض النفسي
  • أجواء العراق صحوة في الغالب.. والحرارة ضمن معدلاتها الطبيعية
  • مجموعة 7G: يجب إيقاف خطر إيران وأذرعها بالعراق والمنطقة لتجنب الحرب
  • هذا المرض يمكن أن يتلف الكبد لسنوات دون أن يتم اكتشافه
  • ورشة عمل لمناقشة التحديات التي تواجه القطاع الخاص
  • حاكم الشارقة يكشف عن مشروع فريد للحفاظ على الحياة الطبيعية للحيوانات
  • مؤسسة اقتصادية تحدد اسباب ارتفاع اسعار الدولار بالعراق وتتوقع وصوله لـ1600 دينار
  • التحقيق في استهداف قاعدة للتحالف الدولي بالعراق.. توقيف مسؤول أمني
  • أسعار الذهب في الأسواق المحلية بالعراق
  • عقب انتشار الملاريا بالجزائر.. بلدية غدامس: لدينا مخاوف من حركة الهجرة غير القانونية التي قد تنقل المرض