بوابة الوفد:
2024-09-29@07:38:58 GMT

فى عيدها العالمى.. لغة الضاد.. بحر يتلألأ بالدر

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

«إن الذى ملأ اللغات محاسنا جعل الجمال وسره فى الضاد».. قالها يوما أحمد شوقى ليوجز بها وصفًا بليغًا للغتنا العربية، تلك اللغة التى تعد سجلًا للتاريخ والفنون والآداب ومجمعًا للبلاغة، واختيار الله لتكون كلمته على أرضه، تصدح الألسنة وتتبتل إلى الخالق بحروفها التى شرفت بحمل كتابه للعالمين.. إنها اللغة العربية، أقدم اللغات السامية، بحر يتلألأ الدر كامنًا فى أحشائه فلا يصل إليه إلا كل غواص عليم.

يقول جورج سارتون، فى حق العربية: «لقد حقق العرب عباقرة الشرق أعظم المآثر فى القرون الوسطى فكتبوا أعظم المؤلفات قيمة وأكثرها نفعًا باللغة العربية التى كانت فى منتصف القرن الثامن لغة العلم الراقي»

لأن الإلمــام باللغة العربية يساعـد أبناءنا على الاستمتاع بما تصفه من روائع وكنوز فى تراثهـا القديم.

* دور العربية فى عصر النهضة

ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التى تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التى تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزاً لإنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا فى عصر النهضة. وأتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقى.

* لغة الخطاب السياسي

ولأن اللغة أساس الهوية؛ لذلك كانت اللغة العربية صلب الهوية المصرية وأساسها، فاللغة العربية لها مكانتها العالمية المُعتَرَف بها فى المحافل الدولية، وفى هيئات الأمم المتحدة، فقد كان أول خطاب سياسى أُلقِى باللغة العربية فى الأمم المتحدة هو خطاب الرئيس المصرى جمال عبد الناصر فى أكتوبر عام 1960م، ثم تلته خطابات السادة رؤساء الدول العربية فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، مستخدمة اللغة العربية الفصحى، ومن ذلك: كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى باللغة العربية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 24 سبتمبر 2019م.

* اليوم العالمى للغة العربية

ولهذا كله، ولأنها تُعدّ ركناً من أركان التنوع الثقافى للبشرية، وإحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً فى العالم، إذ يتحدث بها يومياً ٤٥٠ مليون نسمة من سكان المعمورة؛ لذا فقد خصص يوم للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وهو الثامن عشر من ديسمبر من كل عام. 

وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية لأنه اليوم الذى اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 1973 قرارها التاريخى بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة فى المنظمة، ومنذها والعالم يحتفل بلغة الضاد بشكل دورى.

* لغة إعلامية

تعد العربية الفصحى اللغة الرسمية للخطاب الإعلامى فى البلاد، سواءً فى القنوات الإعلامية المكتوبة أم المسموعة أم المرئية، ذلك أنها تتوفر بها خصائص اللغة الإعلامية بأبنيتها وتراكيبها اللغوية التى تسهم بنصيب كبير فى التأثير على المتلقي، سواءً أكان قارئًا أم مشاهدًا؛ لذا يحرص الإعلاميون على السلامة اللغوية، وضبط الخطاب الإعلامي، مما يساعد فى صنع منتج إعلامى متميز فى بناء مادته اللغوية ومحتواه الفني، لا سيما مع تقدم التقنيات التكنولوجية التى أتاحت الوصول إلى المحتوى الرقمى للخطاب الإعلامى فى أى وقت، فاللغة العربية الفصحى التى تحملها أجهزة الإعلام هى التى يفهمها من يتكلمون العربية على كافة الأصعدة وفى مختلف المستويات وبين الشعوب العربية، فاللغة العربية الفصحى هى اللغة الوحيدة التى يلتقى عندها أهل العربية فى جميع أقطارهم يتكلمون ويكتبون بها.

وتعتمد البرامج التلفزيونية على فن الحوار القائم على جماليات اللغة، وتداولية استعمال الجمل والعبارات من قِبَل المتحاورين، وكذلك النشرات الإخبارية تهتم فى المقام الأول بإذاعة الأخبار السياسية أو الثقافية أو الاقتصادية التى تنهض فى بنائها اللغوى على الأساليب الخبرية، وتعتمد فى المقام الأول على بلاغة الكلمة وفصاحتها، وعلى جماليات فن الإلقاء من قِبَل المذيعين؛ مما يُعَبر عن حضور اللغة العربية وهيمنتها على لغة الخطاب الإعلامي، سواءً المسموع أو المرئي، فاللغة (بألفاظها وتراكيبها) هى الوسيلة الأولى فى الوسائل الإعلامية للتأثير على المتلقي؛ ولذلك باتت العربية الفصحى هى الأكثر تداولًا والأشهر رواجًا فى وسائل الإعلام؛ لاعتمادها على قوة الكلمة، وتأثيرها فى نفوس المستمعين؛ ولذلك نلحظ اهتمام بعض الإعلاميين بانتقاء اللفظ الذى يتسم بالفصاحة والبلاغة وقوة التأثير لجذب انتباه المتلقى.

* ضعف الأداء.. الازوداجية..  أهم المشكلات

وتعد ظاهرة ضعف الأداء اللغوى وشيوع الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية واللجوء إلى العامية وعدم سلامة النطق وازدواجية اللغة وشيوع ما يسمى بالفرانكواراب بين الشباب، من أهم المشكلات التى تواجه الخطاب الإعلامى المعاصر، لذا فإنه يجب قصر اللغة الإعلامية على الفصيح من الأساليب العربية، من أجل الحفاظ على الهوية الحضارية للدولة المصرية، والتأكيد على عربيتها، والحد من الغزو اللغوى الذى يهيمن على معظم الوسائل الإعلامية، فعلى الرغم من حرص معظم الإعلاميين فى قنوات الخطاب الإعلامى المختلفة على التحدث بالعربية الفصحى (فى كثير من الأحيان)، فإننا نجد مستوى لغويًّا مغايرًا تمامًا للفصحى، يتسم بالمزج بين معيارى الفصحى والعامية؛ مما يبرز التداخل بينهما فى لغة الخطاب الإعلامي، ومن هنا تقع على مؤسسات الدولة -خاصة مجمع اللغة العربية- مسؤولية مراقبة اللغة الإعلامية فى وسائلها المختلفة بالتنسيق مع المجلس الأعلى للإعلام.

ذلك أن فصاحة الاستعمال اللغوى فى وسائل الإعلام -سواءً المقروء أو المسموع– تساعد فى تيسير دخول الفصحى إلى كثير من المنازل بكل سهولة ويسر؛ ومن ناحية أخرى فإن وسائل الإعلام تُسهِم بنصيب كبير فى نشر الفصحى من خلال إعداد الكوادر الإعلامية، وتدريبها على التحدث بالفصحى، وتشجيعها على استعمال الفصيح من الأبنية والتراكيب اللغوية فى خطابها الإعلامى الذى يصل إلى كثير من البيوت دون استئذان.

* دور الجامعات فى الحفاظ على اللغة

تضطلع كليات الإعلام وأقسام الإعلام بكليات الآداب فى الجامعات المصرية المختلفة بدور مهم فى تدريس مقررات اللغة العربية، نحوًا وصرفًا وبلاغةً ونقدًا، ضمن برامجها الدراسية، واشتراط جودة التحدث بالعربية الفصحى ضمن شروط القبول بها، وأن يكون الإعلامى الذى يتصدر المشهد الإعلامى متحدثًا جيدًا باللغة العربية الصحيحة فى بنائها وأسلوبها اللغوى. كذلك يجب الاهتمام بالبرامج اللغوية ضمن مخرجات أقسام الإعلام؛ لضمان جودة الخطاب الإعلامي، ووضع ميثاق شرف لغوي، وأن يكون فى كل برنامج مجموعة من الإعلاميين الأكفاء الماهرين فى قواعد اللغة العربية؛ لتصحيح الأخطاء اللغوية الشائعة أولًا بأول، والحد من استعمال اللغات الأجنبية فى البرامج الإعلامية الوطنية.

* دور المؤسسات الأخرى

ولا يقتصر الأمر على دور المؤسسات الإعلامية الفاعل فى الحفاظ على اللغة، بل إن للبيت دورا مهما فى تعليم الأطفال قبل سن الدراسة أهمية الفصحى والحفاظ عليها، من خلال إكسابهم مهارات القراءة والاطلاع، مما يجعل اللغة يسيرة جارية على ألسنتهم منذ الصغر، ثم يحين دور المدرسة والمناهج الدراسية التى يجب انتقاؤها بعناية، وغربلتها من الحشو والتلقين،  واستخدام وسائل تكنولوجية متطورة فى تدريسها، حتى يصبح تعليم اللغة محفزا لا منفرا، وحتى نعيد للفصحى مجدها الذى نبتغيه.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عصر النهضة الخطاب الإعلامی العربیة الفصحى باللغة العربیة وسائل الإعلام اللغة العربیة العربیة فى العربیة ا

إقرأ أيضاً:

برغم القانون حقوق المرأة على مائدة الدراما المصرية

دائما ما كانت الدراما مرآة للمجتمع، وتؤثر الدراما فى عقول وقلوب الملايين، وتخترق عوالمهم، وتترك أثرًا مباشرًا فى نظرتهم لمختلف أمور وإشكاليات الحياة.

وتستهدف الدراما فى السنوات الأخيرة، إبراز قضايا المرأة المصرية، ومناقشة المعاناة التى تعيشها داخل مجتمعنا، بهدف تصحيح الأفكار الخاطئة والعادات والتقاليد الخطأ التى نشأ عليها المجتمع، والعمل على تمكينها والتوعية بإسهاماتها ودورها فى مختلف المجالات.

وتناولت العديد من المسلسلات قضايا المرأة، كان آخرها مسلسل «برغم القانون» الذى يعرض حاليا على شاشة الفضائيات المصرية وحقق نجاحا ضخما، لإثارته قضية مهمة وهى صعوبة إثبات النسب دون وجود الزوج أو قسيمة الزواج، كما يتطرق للعديد من القوانين الخاصة بالمرأة، ولا يعتبر هذا هو العمل الأول الذى يتم تقديمه لمناقشة قضايا المرأة ولكن سبقه العديد من الأعمال الناجحة والتى كانت سببا فى تغيير بعض التشريعات والقوانين الخاصة بحقوق المرأة، خاصة قضايا، الوصايا على الأبناء، التعليم، المساواة، تمكين المرأة، والميراث والتمكين السياسى، والزواج المبكر، وختان الإناث، واقتحام المرأة مجالات العمل غير التقليدية، وواكبت الدراما التليفزيونية، توجهات الدولة التى تولى المرأة اهتمامًا كبيرًا ودعمًا غير مسبوق فى شتى المجالات الحياتية.

ومن أبرز الأعمال الدرامية التى ناقشت قضايا المرأة، مسلسل «تحت الوصاية» الذى ناقش تشريعات الوصايا للأسرة بعد وفاة الأب، أيضا مسلسل «خلى بالك من زيزى» لأمينة خليل والذى فتح الباب أمام مرض نفسى خطير وهو ADHD، والذى جعل الأهالى يتعرفون على مرض لم يكونوا يعلمون عنه شيئًا يتعرض له أبناؤهم، ويؤثر بشكل اساسى على الحياة الزوجية وصعوبتها، أيضا مسلسل «عملة نادرة» الذى ناقش قضايا الثأر والميراث فى الصعيد، وكذلك مسلسل «ستهم»، المستوحى من قصص حقيقية، الذى قدمت فيه الفنانة روجينا نموذجا واقعيا من المرأة التى قررت التخلى عن أنوثتها، كذلك مسلسل «حضرة العمدة» الذى ناقش قضية تمكين المرأة فى حق الحصول على منصب العمودية، كما ناقش المسلسل قضية تزويج القاصرات، وهى إحدى القضايا التى تنتقص من حقوق المرأة، وقبلها مسلسل «القاصرات» الذى ناقش فى القضية بعمق النجم الراحل صلاح السعدنى، بالإضافة إلى مسلسل «ليه لأ» لمنة شلبى الذى ناقش قضية تبنى المرأة للاطفال دون زواج.

النقاد: الدراما قادرة على تغيير القانون

وذهبنا إلى رأى النقاد حول مدى قدرة تلك الأعمال على التأثير فى المجتمع، وقال الناقد طارق الشناوى: «إننا ما زلنا نحتاج للمزيد من الأعمال الدرامية لدعم قضايا المرأة»، مؤكدا أن المجتمع الذى تكون فيه المرأة هى البطل هو مجتمع صحيح، وأنه من غير المعقول أن بعض الدول المرأة فيها تحكم الدولة، والمرأة لدينا لم تحصل على كامل حقوقها، موضحا أن دور الفن يبرز كأحد أهم العناصر الفاعلة فى بناء المستقبل، فمنذ فجر التاريخ، كان للفن تأثير عميق على المجتمعات، فهو لسان حال الشعوب، ومعبر عن ثقافاتهم، ومرآة تعكس آمالهم وطموحاتهم.

وأوضح أن الأعمال التى تطرح هى أعمال متباينة المستوى وبها تناقض، ولا نستطيع أن نقول إن جميعها قدمت مشكلات المرأة بشكل جيد وصحيح، ولكن هذا هو حال الدراما والتباين جزء طبيعى من الحالة الفنية، مؤكدا أن أقوى الأعمال الفنية التى ناقشت مشكلات وقضايا المرأة كان فيلم «أريد حلا» والذى عرض عام 1975، من بطولة الفنانة فاتن حمامة والفنان رشدى أباظة، وكانت له نتائج هائلة فى المجتمع، كما أن مسلسل «تحت الوصاية» للفنانة منى زكى، من أفضل الأعمال الفنية التى طرحت فى السنوات الأخيرة لمناقشة القضايا الاجتماعية للمرأة، سواء من ناحية الكتابة أو الإخراج، وهناك أعمال أخرى ناقشت قضايا المرأة ولكن كان بها بعض المشكلات الفنية فى طرح القضية مثل مسلسل «حضرة العمدة»، وعن مسلسل «برغم القانون» الذى يعرض حاليا، قال إنه لم يشاهده حتى الآن.

وأوضح أن فيلم «رفعت عينى للسماء» والذى حصد جائزة العين الذهبية مناصفة كأفضل فيلم تسجيلى، من أهم الأفلام الحديثة التى ناقشت قضايا المرأة، وسلط الضوء على القضايا التى تؤرقهن كالزواج المبكر والعنف الأسرى وتعليم الفتيات، وسرد عددا كبيرا من المشاكل وطرح عددا من القضايا التى تواجه الفتيات والمرأة.

وأكد أن الدراما ما زالت محتفظة للمرأة بقوتها ومكانتها، لذلك نجد أن نحو 50% من الأعمال الدرامية بطولات نسائية، لأن الدراما التليفزيونية تقدم الحياة بشكل واقعى، وذلك على عكس السينما التى هزمت المرأة فيها، ولكنها انتصرت على الشاشة الصغيرة، خاصة أن العديد من الأعمال الدرامية تطرح عددًا من المشكلات المختلفة.

وقالت الناقدة ماجدة خير الله: «إن الدراما تقدم أنواعا من القضايا المختلفة لدعم المرأة ومناقشة مشاكلها وانجازاتها»، لافتة إلى أن الدراما تشهد صحوة كبيرة فى تصدير القضايا النسائية التى تهم أكبر شريحة فى المجتمع، والتى تعبر عن صدق مقولة «المرأة نصف المجتمع» وما تلعبه من دورٍ كبير وجاد فى الحياة الاجتماعية، والتى تناقش ما يشغل المرأة وطرح قضاياها مثل تأخر سن زواج الفتيات أو المرأة المعيلة وحالها بعد الطلاق، أو تعرضهن للتحرش والقهر الاجتماعى.

وأكدت أن الدراما قدمت العديد من نماذج المرأة مثل المرأة المحامية التى لديها مشكلاتها، مؤكدة أن الدراما ليست مقصرة، والدراما ليست دورها أن تحل أزمات المرأة على أرض الواقع، ولكن دورها مناقشة القضية وإلقاء الضوء عليها، وأنه ينبغى على الجهات المعنية ووسائل الإعلام والإعلاميين على منابرهم الإعلامية أن يقوموا بالتنبيه ودعم قضايا المرأة والعمل على حلها.

وتابعت أن مرآة الدراما تعكس تمثيلًا واقعيًا لقضايا النساء ومشكلاتهن، ومحاولات لمعالجة هذه المشكلات، ونلاحظ أن الدراما تنتصر للمرأة فى النهاية، وتنصفها و تؤازرها، لما تلعبه من دورٍ كبير فى دعم ومساندة المرأة المصرية.

مؤلفة «برغم القانون»: عبرنا عن هموم المرأة بواقعية

وقالت الكاتبة نجلاء الحدينى، مؤلفة مسلسل «برغم القانون»، إنها عند كتابة شخصية «ليلى» حرصت على أن تكون قريبة من غالبية النساء، بحيث يجدن فيها ما يعبر عن مشاعرهن وهمومهن وأفكارهن، وخوفهن على أطفالهن، وتعكس الشخصية تحملهن للكثير فى سعيهن نحو الأمان، والتضحيات التى قد لا تكون دائمًا فى محلها، بالإضافة إلى إصرارها على الوصول إلى بر الأمان، كما أرادت إظهار قوتها فى مواجهة الظلم الذى تتعرض له، وعدم استسلامها حتى تنال حقها.

وقالت، إنها لم تتوقع أن يحقق المسلسل النجاح الكبير بعد اذاعة عدة حلقات منه، لافتة إلى أن فكرة المسلسل بدأت عندما تحدث المنتج ريمون مقار فى عرض فكرة المسلسل، ما أثار حماسها للعمل عليه، لافتة إلى أنها استغرقت أكثر من عام فى كتابة المسلسل، وهو ما أتاح لها الفرصة لتطوير حبكة قوية وإضافة تفاصيل تغنى العمل دراميًا، ما أعطى للشخصيات والأحداث عمقًا ومصداقية ظهرا بوضوح فى المسلسل.

وأوضحت أن الحفاظ على الحبكة المشوقة وتماسك الأحداث مع الحفاظ على سرعة الإيقاع وجاذبية الموضوع كان من أبرز الصعوبات التى قابلتها، خاصة أن العمل يمتد إلى 30 حلقة، كما أنها كانت حريصة على رسم الشخصيات بشكل متسق من حيث الدوافع والسلوك، وتطور الأحداث، وأن يكون لكل شخصية أسلوب حوار يعكس مستواها الاجتماعى ونشأتها، كما أن هناك صعوبة واجهتها فى دمج الخطوط الدرامية ومشاهد المواجهة بين الشخصيات، بالإضافة إلى البحث المكثف حول شخصية المرأة البورسعيدية وطبيعتها هناك، فضلًا عن المراجعات القانونية لضمان دقة المعلومات المقدمة فى العمل.

مؤلفا تحت الوصاية: كشفنا حقائق خطيرة عن تشريعات المواريث

وتحدث مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، خالد دياب وشيرين دياب، عن بعض كواليس كتابة العمل الذى حقق نجاحًا كبيرا، خلال موسم رمضان الماضى 2023، من بطولة الفنانة منى زكى.

وقالا كتابة المسلسل استغرقت 6 أشهر، تقاسم خلالها شيرين وخالد الأدوار، إذ تولى كل منهما خطوطًا درامية داخل السيناريو، ثم تبادلا الأدوار، ليضيف كل منهما وجهة نظره على ما كتبه الآخر، ويؤكد خالد دياب عدم وجود توافق بينهما فى الكتابة، لكن فى النهاية كان يتم حسم الأمر لصالح القصة، وبدورها، تقول شيرين دياب إنها تتولى كتابة الجزء الخاص بالمرأة فى كل أعمالهما الفنية المشتركة، مشيرة إلى أنها كانت معنية فى المسلسل بالعلاقة بين حنان وشقيقتها، وأطفالها، والنساء اللاتى تلتقيهن.

وأضافت شيرين، حكاية مسلسل تحت الوصاية حكايتى الشخصية، وكل المشاهد اللى عاشتها البطلة فى المسلسل مشاهد حقيقية 100%، تخوفنا ألا يتحمس أى شخص لفكرة مسلسل «تحت الوصاية»، وكانت فرصة «هايلة»، لأننا تخيلنا أن الموضوع صعب لأى منتج أن يتحمس له فى ظل منافسة رمضان الشديدة.

واستكملت شيرين دياب فى تصريحاتها عن المسلسل: «فى الغالب مسلسلات قضايا المرأة تُعرض خارج رمضان والشركة المنتجة هى التي اختارت طرحها فى موسم رمضان»، والحمد لله ان الجمهور تفاعل معه بشكل كبير وحاز على العديد من الجوائز بسبب واقعيته، وبالفعل قضية إرجاع المال للمجلس الحسبى قضية خطيرة وتشريع يحتاج إلى مناقشة.

وعلق المخرج والمؤلف خالد دياب، على حديث شقيقته قائلًا: «عمرنا ما كنا هنعمل المسلسل لو لم نمر بهذه التجربة فى عائلتنا، وأعتقد أن جزءًا من نجاح المسلسل هو ذهول الناس من اكتشاف هذه الحقائق».

وعلى الرغم من مأساوية القضية التى يطرحها المسلسل، فإنه لم يقع فى فخ الميلودراما، حسب خالد دياب الذى يشير إلى أنه اتفق مع المخرج على تقديم الحلقات كما لو كانت 15 فيلمًا سينمائيًا، لكل منها بداية ووسط ونهاية.

مدحت العدل: احترام المرأة قانونى فى الكتابة

أكد الدكتور مدحت العدل، الكاتب والشاعر والسيناريست، أن احترامه للمرأة تعلمه من والدته، خاصة أنها كانت سيدة قوية.

وقال، إن مسلسلات «عملة نادرة» و«لأعلى سعر» و«حارة اليهود» كانت تتحدث عن المرأة، لافتا إلى أنه يؤمن بأن المرأة هى أساس الحياة وليس الرجل، وأن الحرية مرأة والكرامة مرأة وكل شىء جميل هو المرأة.

واستطرد العدل، أنه يرى أن المرأة العربية سيدة قوية جدا وأنه لولاها لما نجحت كل هذه الأوطان، لافتا إلى أن المرأة العربية تعمل أكثر من الرجل، هى التى تعمل وتربى وتخلق أجيالا ربما أفضل من الرجل العربى، مشيرا إلى أن والدته كانت مُعلمة وأن تأثيرها عليه وعلى أشقائه قوى جدا، وأنها مثال بالنسبة له وكتب عنها قصائد كثيرة، قائلا: «المرأة المصرية والعربية تتحط فوق الراس، أرفع لها القبعة وأقول لها لولاكِ ما كان هناك أى نجاح ولا أى شىء إيجابى لهذا الوطن لولا المرأة»، مؤكدا أنه منحاز للمرأة فنا وفكرا ومشاعر وكل شيء.

أساتذة الإعلام: التركيز الدرامى وصف المرأة كسلعة لسنوات طويلة

ورصدت الدكتورة نسرين عبدالعزيز، أستاذة الإعلام والباحثة فى مجال المرأة والدراما، وقالت: «منذ بداية الألفية الثانية، كان التركيز الدرامى على المرأة بوصفها سلعة لإرضاء الرجل، وعُرضت أعمال لم تكن منصفة للمرأة من قبيل مسلسل كـ(الحاج متولي)، الذى جعل حياة بطلاته منافسة للفوز برضا الزوج، وجمع الرجل أربع زوجات فى بيت واحد، واستطاع أن يتزوج من يريد بماله، وهى رسائل استمرت فى أعمال تالية مثل (العطار والسبع بنات) و(الزوجة الرابعة).

وأضافت «عبدالعزيز»: «الوضع بدأ يتغير مع تركيز الدراما على مشكلات المرأة فى محاولة للتصالح معها، وإن لم يكن الوضع سيئًا طوال الوقت، حيث ظهرت أعمال على فترات تناقش قضايا المرأة ودورها فى الحياة».

وتؤكد تقارير رسمية سلبية نظرة الدراما للمرأة فى السنوات السابقة، ففى دراسة عرضتها الدكتورة سوزان القلينى، مقررة لجنة الإعلام بالمجلس القومى للمرأة، بداية العام الماضى، تناولت صورة المرأة فى الدراما فى الفترة من 2016 إلى 2020، قالت سوزان القلينى: «إن الدراما لم تواكب التطور فى قضايا المرأة واقعيًا، ولم تعكس الإنجازات والنجاحات التى حققتها، وركزت على أدوارها التقليدية وأحيانًا السلبية».

لكن يبدو أن هذا الوضع تغير مؤخرًا، حيث أشار تقرير لجنة الإعلام بالمجلس القومى للمرأة المصرية، والذى تضمّن رصدًا للأعمال التى قُدمت فى رمضان الماضى، والبالغ عددها 26 مسلسلًا عرضت على المحطات المصرية كافة، إلى أن الصورة السلبية للنساء فى معظم المسلسلات تحولت إلى إيجابية فى النصف الثانى من رمضان، لتظهر قدرة النساء على مواجهة التحديات.

 

مقالات مشابهة

  • أشرف غريب يكتب: الإسكندرية تنتظر مهرجانها
  • اختيار الفائزين بجائزة محمد بن راشد للغة العربية
  • السحر فى واقعنا المعاصر
  • إعلام المواجهة بين الإسلاميين والقوى المدنية في السودان و أدوات التواصل ومضامين الخطاب
  • ولي عهد الفجيرة يؤكد مكانة اللغة العربية وأهمية الحفاظ عليها
  • محمد بن حمد: للغة العربية مكانة عظيمة وتاريخ عريق
  • مجتمع النفايات الفكرية «٤»
  • برغم القانون حقوق المرأة على مائدة الدراما المصرية
  • وزير الأوقاف يثمن دور الإعلام في إبراز استراتيجية الوزارة الكاملة لتطوير الخطاب الديني
  • عمّان.. الشاعر الكتالوني جوان مارغريت مترجما إلى العربية