عواصم «وكالات»: قال سكان ووسائل إعلام فلسطينية إن إسرائيل قصفت مناطق في جباليا في شمال قطاع غزة خلال الليل ودارت اشتباكات ومعارك حتى صباح اليوم كما أعلن الجيش الإسرائيلي زيادة عدد القتلى في صفوفه في اشتباكات مع حركة المقاومة حماس.

وتقول قوات الاحتلال إنها تستعد لتوسيع الهجوم البري ليشمل مناطق أخرى، لكن سكان جباليا أفادوا باستمرار الضربات الجوية والقصف من دبابات إسرائيلية قالوا إنها توغلت أكثر داخل عمق المدينة.

إلى ذلك، وصف يفتاح رون تال وهو قائد سابق للقوات البرية الإسرائيلية ساحة المعركة في غزة الواقعة وسط المباني بأنها «الأكثر تعقيدا وتحصينا» في العالم، وتتطلب مشاة ودبابات ومدفعية وفرق مهندسين.

وقال لراديو الجيش: «أعتقد أن ما يحدث الآن هو نتاج معركة صعبة في منطقة مكدسة وفي هذا النوع من المعارك تكون هناك خسائر كبيرة» مشيرا إلى أن المقاومة الشرسة التي تواجهها قواته تجعل من أمد الحرب أن يطول أكثر مما كان متوقعا في السابق، موضحا بأن قوات الاحتلال تتعرض يوميا لهجمات متكررة سواء في مواقعها أو في رصد تحركاتها مما يوقع المزيد من القتلى والجرحى في صفوف العسكرين.

في هذه الأثناء، تأمر قوات الاحتلال الإسرائيلية السكان بمغادرة المناطق الشمالية من قطاع غزة، لكن قواتها تقصف أيضا أهدافا في الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع الساحلي الصغير.

وفي رفح على الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر قال مسعفون فلسطينيون إن ضربة جوية إسرائيلية على منزل أدت إلى استشهاد شخصين.

وقال زياد، وهو مسعف وأب لستة أطفال لـ«رويترز» عبر الهاتف: «يطلبون من الناس التوجه إلى دير البلح (وسط غزة) حيث يقصفون ليل نهار».

وقال رمزي العايدي وهو من سكان غزة وحاصل على دكتوراه في القانون: «هؤلاء أشخاص يعني الأصل بأن يكونوا آمنين في بيوتهم ومحميين بموجب القانون، لكن القانون الدولي سقط، لو كانت إسرائيل هي من تقع مكان الفلسطينيين لقامت الدنيا ولم تقعد».

وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها دمرت خمس دبابات إسرائيلية في محيط جباليا مما أدى إلى سقوط أفراد طواقمها بين قتيل ومصاب بعد إعادة استخدام صاروخين غير منفجرين أطلقتهما إسرائيل في وقت سابق.

وأكد رئيس الوزراء دولة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتانياهو اليوم إن إسرائيل «تدفع ثمنا باهظا» في الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بعد مقتل 14 عسكريا منذ الجمعة.

وقال نتانياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة «ندفع ثمنا باهظا جدا في الحرب لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال»، مؤكدا أن «المقاومة تحدث خسائر كبيرة في صفوف قواته». وتابع نتانياهو «لنكن واضحين، هذه حرب طويلة وسنقاتل حتى النهاية رغم الخسائر الكبيرة التي نفقدها يوميا في العتاد والقوات. وعلى حدودها الشمالية، تواجه إسرائيل حزب الله اللبناني ويتبادل الجانبان إطلاق النار.

من جهتها، أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم، قتل ستة جنود إسرائيليين جراء تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة راجلة متوغلة وسط قطاع غزة.

وقالت القسام، في منشور أورده «المركز الفلسطيني للإعلام» عبر منصة «إكس» اليوم: «تمكن مجاهدو القسـام من تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة صهيونية راجلة متوغلة في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة وأكد مجاهدونا مقتل ستة جنود صهاينة وإصابة آخرين». وأشارت إلى استهداف ثلاث دبابات إسرائيلية بقــذائف «الياسين 105» على مشارف بمخيم ومدينة جباليا البلد شمال قطاع غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن اليوم أسماء تسعة جنود قتلوا في معارك في قطاع غزة، مما يرفع عدد الجنود، الذين قتلوا منذ أمس إلى 14 عسكريا. وفي تطور لافت، أظهرت دراسة إسرائيلية شاملة، أن الأحداث التي شهدتها إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، كانت لها آثار بعيدة المدى، ولا سيما على الصحة العقلية للمواطنين، بحسب ما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، اليوم.

وأجرت الدراسة بشكل مشترك، البروفيسورة دانا تسور بيتان من جامعة حيفا، ومركز شلفاتا للصحة العقلية، والبروفيسور يوفال نيريا من جامعة كولومبيا، بشأن التداعيات النفسية لأحداث السابع من أكتوبر، والتي أثرت على 420 إسرائيليا من سن 18 عاما فأكثر.

كما تناولت الدراسة الاستراتيجيات التي اعتمدها الإسرائيليون المذكورون للتعامل مع مثل هذه التأثيرات، وكشفت عن وجود ارتفاع ملحوظ في استهلاك المواد المؤدية للإدمان بين المواطنين، بعد اندلاع الحرب. وذكرت الدراسة أن 16% ممن شاركوا فيها، أشاروا إلى وجود زيادة طفيفة في نسبة استخدامهم للنيكوتين، بينما أشار 10% إلى زيادة استهلاكهم للكحول، فيما أبلغ 5.5% عن زيادة تعاطيهم للحشيش (القنب). كما شهد استخدام الأدوية الموصوفة التي قد تؤدي إلى الإدمان، ارتفاعا كبيرا، حيث زاد استخدام المهدئات بين11% ممن شملتهم الدراسة، واستخدام الحبوب المنومة بين 10%، واستخدام المسكنات بين 8%.

وعلى الأرض، حيث المباني المنهارة وأخرى محترقة وسيارات محطمة، يتنقل رجال الدفاع المدني من جثة إلى أخرى ويلفون بالأكفان مجموعة من شهداء حرب غزة المستمرة منذ 11 أسبوعا. وبينما تقاتل إسرائيل من أجل انتزاع السيطرة الكاملة على شمال القطاع، يعكس المشهد في مخيم جباليا للاجئين الخطر المميت الذي يشكله القصف الجوي والغارات الجوية المتواصلة على الفلسطينيين.

وجرى تصوير تلك المشاهد في لقطات نشرها الدفاع المدني الفلسطيني تظهر أيضا عاملا يحفر بيده في محاولة لانتشال جثة محترقة على ما يبدو من تحت الأنقاض.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم الأحد بأن عدد الشهداء الفلسطينيين في الصراع تجاوز 20 ألف شهيد، ويُعتقد أن آلاف الجثث الأخرى لا تزال تحت الأنقاض.

ونزح كل سكان غزة تقريبا، وعددهم 2.3 مليون نسمة يقطنون إحدى أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم. وتقول إسرائيل إنها حققت سيطرة عملياتية شبه كاملة على شمال غزة وتستعد لتوسيع هجومها البري ليشمل مناطق أخرى، لكن سكان جباليا أفادوا بأن القصف الجوي مستمر وكذلك قصف الدبابات الإسرائيلية التي قالوا إنها توغلت داخل المدينة أمس.

وشوهد فلسطينيون من خان يونس في الجنوب يبحثون بين الأنقاض عن متاعهم بعد غارة جوية مؤخرا. وبينما يقف وسط الأنقاض قال سامي بريس، أحد سكان خان يونس، إن منزله دُمر وإن الغارة الجوية وقعت في منطقة كان من المفترض أن تكون آمنة.

وأضاف «هذا هو الأمن والأمان الذي تزعمه إسرائيل».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

محلل عسكري إسرائيلي: بيانات الجيش عن خسائر المقاومة الفلسطينية غير متسقة ومتناقضة

#سواليف

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تقريرًا أعده المحلل الاستخباري الإسرائيلي #يوسي_ميلمان حول مجريات #الحرب على قطاع #غزة وخارجه.

أثار ميلمان في تقريره شكوكًا حول موثوقية #البيانات التي يقدمها #جيش_الاحتلال الإسرائيلي عن #خسائر #المقاومة_الفلسطينية.

وأشار ميلمان إلى وجود تضارب في الأرقام التي يعلنها الجيش الإسرائيلي حول خسائر حركة حماس، إذ ورد في التقرير أن الجيش قد أعلن مؤخرًا، مقتل حوالي 14 ألفًا من مقاتلي المقاومة وأسر حوالي 4 آلاف منهم، إضافة إلى آلاف الجرحى منذ 7 أكتوبر، لكنه لاحظ أن ضابطًا كبيرًا في الجيش قدم رقمًا مشابهًا حول عدد القتلى قبل أكثر من نصف عام؛ مما يثير الشكوك حول دقة ومصداقية هذه البيانات.

مقالات ذات صلة تقرير يذكر بقصة بايدن ورئيسة اسرائيل الراحلة غولدا مئير 2024/07/22

تتجلى الطريقة الأخرى التي يحاول بها الجيش الإسرائيلي تضخيم عدد الخسائر في صفوف حركة حماس في إحاطاته العسكرية، من خلال إعطاء درجات عسكرية لقادة حماس بعد تصفيتهم، مثل “قائد كتيبة” أو “قائد لواء”، أو “نجاح الجيش الإسرائيلي في تفكيك كتائب وألوية”.
انطباع مضلل

وأضاف ميلمان أن عدد المقاتلين في كتائب وألوية القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أقل بكثير من عدد الأفراد في كتائب وألوية الجيش الإسرائيلي، موضحا أن اللواء في الجيش الإسرائيلي يتكون من حوالي 4000 جندي، بينما يتكون اللواء في كتائب القسام من حوالي 1500 مقاتل فقط، مؤكدا أن هذا الفرق الكبير يوجِد انطباعًا مضللًا لدى الجمهور الإسرائيلي حول حجم الخسائر.

ولفت إلى أنه رغم نجاح الجيش الإسرائيلي في ضرب معظم الترسانة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية، والقضاء على ورش خراطة المعادن التي تعمل مع المقاومة، فإن حماس والجهاد الإسلامي لا تزالان تملكان قدرات صاروخية.

ويدرك الجيش الإسرائيلي -بحسب التقرير- أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى تحولها إلى حرب استنزاف طويلة الأمد؛ مما يدفع حماس إلى تغيير استراتيجيتها القتالية من قتال شبه نظامي إلى خلايا حرب عصابات تقليدية تعتمد على تكتيك “اضرب واهرب”، منوهًا إلى أن خوفًا متزايدًا يترسخ لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية من استمرار اشتعال حرب استنزاف متعددة الجبهات تشمل غزة، ولبنان، واليمن، والضفة الغربية، حيث تعمل إيران خلف الكواليس لتنسيق ودعم هذه الجبهات.
نقطة ضعف

وفيما يتعلق بالغارة الإسرائيلية على ميناء الحديدة اليمني، ذكر التقرير أنه رغم تحقيق إسرائيل لـ”بعض النجاحات في الهجمات الجوية على الحوثيين في اليمن، فإن هذا لا يضمن توقف هجماتهم بالطائرات المسيّرة والصواريخ”، وقد كشف ميلمان أيضا عن نقطة ضعف في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، حيث أظهرت الطائرات المسيّرة الحوثية قدرتها على اختراق الحدود والوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.

وأشار ميلمان إلى أن إسرائيل تعمل بالفعل على تطوير منظومة دفاعية لمواجهة الطائرات المسيّرة والصواريخ، وقذائف الهاون، وهي نظام “درع الضوء”، الذي يعتمد على الليزر الصلب، والذي يكلّف بضعة مليارات شيكل، وتعمل شركتا “رفائيل” و “إلبيت” على تطويره. ويتميز هذا النظام بتكلفة منخفضة لكل طلقة، ولكنه يواجه تحديات في نطاق الاعتراض، الذي يصل إلى 10 كيلومترات فقط، مما يتطلب نشر عدة أنظمة لتغطية الحدود الشمالية بشكل كامل.

ونوه إلى أن الجيش الإسرائيلي قد قام بالفعل بنشر منظومة تجريبية لهذا السلاح الدفاعي في محيط غزة، من أجل تجربتها ميدانيًّا، إلا أن الشركتين اللتين تقومان بتطوير المنظومة تعانيان من نقص في المهندسين، في ظل نجاح كوريا الجنوبية في تطوير منظومة مشابهة، وهو ما قد يؤثر في عائدات تصدير السلاح الإسرائيلي.

وأخيرًا، قال ميلمان إن الجيش الإسرائيلي والمنظومة الأمنية يدركان أن الحل الأمثل للأزمة الحالية يتمثل في التوصل إلى تسوية تشمل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار على جميع الجبهات؛ مما يسهم في انتعاش الاقتصاد الإسرائيلي وتحسين صورة إسرائيل في العالم، مؤكدا أن نتنياهو يقف عائقا رئيسيا أمام تحقيق هذا الحل، إذ يعتبر أن صفقة إطلاق سراح الرهائن تمثل تهديدًا لمستقبله السياسي.

مقالات مشابهة

  • محلل عسكري إسرائيلي: بيانات الجيش عن خسائر المقاومة الفلسطينية غير متسقة ومتناقضة
  • البغدادي: ما أعدّته المقاومة للعدو أكثر بكثير ممّا يتخيل والأيام ستثبت ذلك
  • خسائر فادحة لميناء إيلات الإسرائيلي منذ بداية الحرب في غزة
  • محور المقاومة يصعّد في حرب الاستنزاف
  • مياه الصرف الصحي تغمر شوارع جباليا وتحذيرات من مكاره صحية
  • تصاعد التوترات بعد الغارة الإسرائيلية على اليمن.. خسائر فادحة لميناء إيلات
  • وقع الإسرائيلي في الفخ ونجح كمين يافا!
  • عسكري إيراني لـبغداد اليوم: ننتظر من الفصائل العراقية الدخول على خط المواجهة
  • عسكري إيراني لـبغداد اليوم: ننتظر من الفصائل العراقية الدخول إلى المعركة بقوة ضد إسرائيل
  • المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعاً للعدو الإسرائيلي في موقع المنارة