الاحتلال يواصل عدوانه في غزة .. والجوع يهدد السكان
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
غزة «وكالات»: كّثفت إسرائيل اليوم عملياتها العسكرية في غزة، عشية عيد ميلاد يحلّ حزينا وقاتما في بيت لحم بينما لا يجد الفلسطينيون المهددون بالمجاعة مكانا آمنا من القصف في قطاع غزة المحاصر.
والى جانب الدمار الهائل الذي سوّى عددا ضخما من الأبنية والأحياء السكنية بالأرض، الأوضاع الإنسانية كارثية في قطاع غزة حيث باتت غالبية المستشفيات خارج الخدمة، فيما تتخوّف الأمم المتحدة من مجاعة تهدّد مجمل السكان.
في رفح في جنوب القطاع، قالت نور بربخ النازحة من شرق خان يونس وهي حامل وأم لثلاثة اولاد، « أولادي سيموتون من الجوع. فقدوا الكثير من الوزن. ويستيقظون ليلا من النوم بسبب الجوع».
وأضافت لوكالة فرانس برس «أن نموت شهداء أفضل من الموت من الجوع».
ويعكس المشهد في مخيم جباليا للاجئين الخطر المميت الذي يشكله القصف الجوي والغارات الجوية المتواصلة على الفلسطينيين.
من جهة أخرى قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس اليوم إن النظام الصحي في غزة يتعرّض للتدمير، مجددا الدعوة لوقف إطلاق النار.
وأشاد تيدروس بالعاملين في القطاع الطبي في غزة الذين يواصلون عملهم في ظل ظروف لا تنفك تزداد صعوبة. وقال في منشور على منصة إكس إن «القضاء على النظام الصحي في غزة هو مأساة»، مضيفا «نحن مستمرون في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار».
وشدّد تيدروس على أنه «في مواجهة انعدام مستمر للأمن وتدفّق المصابين، هناك أطباء وممرضون وسائقو سيارات إسعاف وغيرهم يواصلون بذل الجهود لإنقاذ الأرواح».
ودمّر القصف مناطق واسعة من القطاع البالغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة يعانون من شح في المياه والأغذية والوقود والأدوية من جراء حصار مطبق فرضته إسرائيل التي لم تسمح إلا بإدخال كميات محدودة من المساعدات الانسانية.
وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن «من بين مستشفيات غزة البالغ عددها الإجمالي 36 مستشفى، هناك تسعة فقط تعمل الآن بشكل جزئي، وكلها في الجنوب».
وأوفدت المنظمة بعثات إلى مستشفيي الشفاء والأهلي الواقعين في شمال قطاع غزة واللذين أصيبا بأضرار بالغة.
ووصفت المنظمة مشاهد مرضى متروكين يستجدون الطعام والماء بأنها «لا تحتمل».
وحذّرت من أن نسبة أفراد طواقم الرعاية الصحية الذين لا زالوا يعملون في غزة تقتصر على 30 بالمائة. وتعرضت المستشفيات المحميّة بموجب القانون الدولي الإنساني لقصف إسرائيلي بشكل متكرر في غزة منذ اندلاع الحرب. وتتواصل جهود الوسطاء المصريين والقطريين لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة بين إسرائيل وحماس.
وأفاد مصدر قيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن أمينها العام زياد النخالة مع وفد الى القاهرة. وأوضح أن «الزيارة تاتي تلبية لدعوة مصرية للتباحث في سبل وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة وصفقة التبادل»، وأن الوفد «سيقدم رؤية الحركة حول وقف العدوان وانسحاب قوات العدو من القطاع وإعادة الإعمار».
وشدد على ربط الحركة «أي تبادل للاسرى بمفهوم الجميع مقابل الجميع بعد وقف إطلاق النار وليس قبله، ضمن عملية سياسية يتفق عليها الشعب الفلسطيني، ممثلا بمختلف قواه السياسية».
واتهم فلسطينيون الجيش الإسرائيلي اليوم بتعذيبهم أثناء اعتقالهم في قطاع غزة، مؤكدين لوكالة فرانس برس تعرضهم الى «الضرب» لفترات طويلة. واعتقل الجيش الإسرائيلي مئات من الفلسطينيين في قطاع غزة خلال عملياته البرية التي بدأت في 27 من أكتوبر، وقام بالتحقيق معهم للاشتباه بارتباطهم بحركة المقاومة (حماس) وفصائل أخرى. وأطلق سراح ما يناهز عشرين من هؤلاء وأدخلوا مستشفى النجار في مدينة رفح بجنوب القطاع المحاصر.
وقال مدير المستشفى مروان الهمص إن هؤلاء «يعانون كدمات وآثار الضرب ووصلوا المستشفى للعلاج اليوم». وأوضح أحد المفرج عنهم ويدعى نايف علي (22 عاما)، لفرانس برس أنه اعتقل من حي الزيتون في شرق مدينة غزة.
وأضاف «قاموا بوضعنا في شاحنات واخذونا إلى مكان لا نعرفه. منطقة باردة مثل الثلج»، متابعا «كانوا يسكبون علينا مياها باردة (..) ثم أخذونا إلى السجن وتعرضنا للتعذيب والضرب. ممنوع الكلام. ممنوع نزع عصبة العينين. وممنوع فك الأصفاد». وأشار علي الى أن الإسرائيليين «كانوا يرمون الخبز ولا يقبلون إطعامنا إياه. جعلونا نموت من الجوع». وأوضح «قاموا بإزالة الأصفاد الحديدية ثم قاموا بتقييدنا بأصفاد بلاستيكية. في الحافلة كنت مجبرا على إنزال رأسك وممنوع رفعه. ثم قاموا برمينا على الحدود مع مصر، وبقينا نمشي لحين وصولنا معبر رفح» الحدودي. من جهته، جلس خميس البرديني (55 عاما) على سرير في المستشفى بينما بدت آثار الأصفاد والكدمات على جسده، وفق فيديو لفرانس برس.
وقال «لثلاثة أيام. لا تعرف أين انت وإلى اين تذهب. طوال الليل (يسكبون)مياه باردة فوقك وبالنهار ضرب وضرب».
وأضاف «ذهبنا بعدها إلى السجن ولم نعرف اي سجن وما اسمه».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
فيضان النيل الأبيض يهدد حياة السكان وخزان جبل أولياء في خطر
اجتاحت فيضانات غير مسبوقة مناطق واسعة من النيل الأبيض في السودان، مما أدى إلى نزوح الآلاف بعد غرق المنازل وتشريد العائلات، وسط تحذيرات من انهيار وشيك لخزان جبل أولياء.
التغيير: وكالات
اجتاحت فيضانات غير مسبوقة مناطق النيل الأبيض في السودان، مما أدى إلى نزوح الآلاف من السكان بعد غرق المنازل وتشريد العائلات، وسط تحذيرات من خطر انهيار وشيك لخزان جبل أولياء.
ارتفعت مناسيب النيل الأبيض بشكل خطير، مما غمر العديد من القرى والمدن، وأدى إلى نزوح جماعي للسكان. وثّقت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مأساوية للهاربين من الفيضان، كان أبرزها من الجزيرة أبا والمناطق المحيطة بها. صور وفيديوهات تعكس يأس الأهالي وخوفهم من المستقبل المجهول.
خزان جبل أولياء في خطر
وسط هذه الكارثة، تتصاعد المخاوف من انهيار خزان جبل أولياء بسبب الضغط الهائل الناتج عن الفيضانات المستمرة. الخزان، الذي تستخدمه قوات الدعم السريع كجسر عسكري، قد ينهار في أي لحظة، مما يهدد حياة مئات الآلاف من المواطنين على ضفاف النيل الأبيض.
أكد الدكتور عثمان التوم، وزير الري الأسبق، نقلا عن العربية، أن سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة أدت إلى فقدان السيطرة على الخزان، الذي كان أداة أساسية لتنظيم تدفق المياه. ومع غياب الفنيين والمهندسين، أصبح من المستحيل فتح بوابات السد لضبط مناسيب المياه، ما يزيد من مخاطر الفيضانات غير المحكومة.
خلفية عن خزان جبل أولياء
يقع خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم على النيل الأبيض، وقد شُيّد في عام 1938. يُعتبر أول سد مائي في العالم شُيد لصالح دولة أخرى. كان الخزان يهدف لضمان حقوق مصر في مياه النيل، وفق اتفاقية مياه النيل لعام 1929. ورغم أن الخزان فقد جزءًا كبيرًا من أهميته بعد بناء السد العالي في مصر، إلا أنه لا يزال يمثل منشأة حيوية للسودان في ري الأراضي الزراعية وإنتاج الطاقة الكهربائية.
شدد الدكتور التوم على ضرورة استعادة وزارة الري السيطرة على الخزان، مؤكدًا أن استخدامه كمنشأة عسكرية يجب أن يتوقف فورًا لتجنب كارثة تفوق كل التوقعات.
الوسومالسودان خزان جبل أولياء فيضانات النيل الأبيض كارثة