اتهامات ورسائل تخوين تتطاير تسريبات روائحها الكريهة من كواليس صراعات اللجان الإلكترونية الإخوانية الجديدة وتكشف عن "التمويل المشبوه" المُخصص لدعم وترويج شبكة من حسابات وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي المُكلَّفة بنشر الشائعات والأكاذيب والمعلومات المغلوطة المُضرة بالأمن القومي لعدد من الدول العربية، والغطاء هذه المرة هو "دعم القضية الفلسطينية" ونشر الوعي المزعوم من خلال فريق إلكتروني، كانوا يتوهمون أنه "سيكون الأقوى والفريد من نوعه"، وكانت بداية القصيدة "نهب وتكويش" وبدأ الفريق في الترويج لحملة تبرعات كبرى لمشروع العمل العالمي الداعم لخزائن المنتفعين!!

في الرابع عشر من ديسمبر 2023، كشف حليف "الإخوان" السابق عمرو عبد الهادي بعضًا من تسريبات مشروع الفريق الإلكتروني الإخواني الجديد، الذي بدأ أعماله بعد السابع من أكتوبر 2023، وقال: إن أحد العاملين في شبكة تليفزيونية عربية معروفة قدَّم له معلومات تؤكد أن الإخواني (ع.

ز) معد البرامج في القناة الكبرى تم إعفاؤه من مهام عمله وتكليفه بإدارة مشروع اللجان الجديد، ووضعوا تحت تصرفه ملايين الدولارات الأمريكية وسافر إلى إحدى الدول وعقد اجتماعات مع أعضاء التنظيم الإخواني المرشحين للعمل، ثم سافر إلى ماليزيا واستأجر مقرًا يشغل بناية كاملة، يتم تخصيصه لإدارة منظومة متكاملة، ولكن تأخر تنفيذ المشروع إلى أن وقعت هجمات السابع من أكتوبر والعدوان على غزة فتم التعجيل بموعد البداية.

وزعم الهارب عمرو عبد الهادي أن تطبيق المشروع يظهر واضحًا من تحليل حسابات منصة (X) الخاصة ببعض الشخصيات التابعة والموالية لدولتين من الدول الحاضنة للتنظيمات الإرهابية، حيث كان يتم إعادة التغريد من الحسابات بأعداد تتراوح بين الخمسمائة مرة إلى خمسة آلاف لنفس الأشخاص حسب القوائم المُوزعة، بينما كان الفريق يستبعد عدة شخصيات من الدعم ومن بينهم أعضاء في الكيان المعروف باسم "المجلس الثوري" وآخرين من الخارجين على قواعد السمع والطاعة.

وقال حليف التنظيم الإخواني الإرهابي: "كانت كثافة الترويج موجهة إلى حسابات محددة منها حساب الإعلامي الإخواني (أ. م) المُستبعد من عمله في القناة التليفزيونية الكبرى بقرار أمريكي، وكذلك حساب صحفي (متهم من قيادات إخوانية) بتقديم المساعدة لقوات الأمن المصرية في الوصول إلى قيادي إخواني كان من المطلوبين بعد فض اعتصام (رابعة) وتم ضبطه مساء التاسع والعشرين من أغسطس 2013، وكذلك حساب إخواني آخر متهم ببيع جنسيات إحدى الدول.

وأشار عبد الهادي إلى أنه أجرى حصرًا ورصدًا لأعمال الفريق الإلكتروني وقام بتصنيف الحسابات المدعومة فتبين له أنها مصنفة عدة فئات منها ما يتم دعمه بقوة ومنها ما يتم دعمه بنصف القوة أو الأقل، ومنها ما يتم دعمه للتمويه والتغطية على أعمال اللجان، وكانت مرات إعادة التغريد تبدأ من خمسمائة مرة، والبعض يصل إلى ألفين وأخرى إلى خمسة آلاف مرة.

وفي استعجال مبكر للمكاسب والمغانم، أعلنت إدارة المشروع أنها فتحت باب تلقي التبرعات من الجاليات العربية في الدول الغربية وذلك بادعاء أن مشروعها "سوف يدعم الأحزاب والشخصيات الداعمة للقضية الفلسطينية في أي انتخابات برلمانية أو بلدية مقبلة"، وذلك لخلق قوى سياسية "تواجه الصهيونية"، واعترفت الإدارة بأن حملة التبرعات لقيت استجابة مُبشرة.

وبالعودة إلى الحسابات التي تحدث عنها حليف "الإخوان" السابق، يتبين أن الفريق الإلكتروني نجح في دعم بعضها، بينما فشل مبكرًا في تحقيق أهدافه الأولية ولم يحقق التأثير المطلوب بعد نحو شهرين من عمله وتسببت الخلافات والنزاعات بين أعضائه في عرقلة تنفيذ الحملات الموجهة بشكل خاص إلى مصر ودول الخليج عبر منصة (X).

وفي تعليقه على الفشل المبكر للمشروع، قال الهارب عمرو عبد الهادي: "الخلاصة يا سادة أنه حينما يُوكل أي مشروع لمن لا أهل له تكون نهايته الانهيار، لأنه بدأ منحرفًا تقوده الأهواء والأموال ولا تقوده المصلحة العامة"، وتابع: "فأبارك للقائمين عليه ملايين الدولارات في حساباتهم وأقول لمن أعطاهم ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي تنفق أموالك في تلك الشلل الاخوانية الفاشلة".

وعلى الجانب اﻵخر وفي رد فعل سريع على العمل الإقصائي الانتقائي للفريق الإلكتروني الجديد، بدأت مجموعة من حلفاء التنظيم الإخواني بالخارج في تنفيذ عدة هجمات منظمة تستهدف تعطيل حسابات وصفحات "الفيسبوك" التي تحقق لخصومهم في الكيانات الإخوانية والمتأخونة انتشارًا كبيرًا، وذلك بادعاء أن "هؤلاء هم الطابور الخامس المُندس"، وكشفت رسائل أعضاء المجموعة عبر "تليجرام" أنهم تمكنوا من توجيه ضربات مؤثرة وناجحة تسببت في تعطيل العديد من الحسابات المؤثرة، وقال أحدهم تمكن في مساء السبت 23 ديسمبر 2023 من تعطيل صفحة كبرى كان يستخدمها مخرج إخواني معروف، والسبب في استهدافه أنه "شغال من دماغه" ويؤسس لفريق إلكتروني آخر تحت غطاء "دعم القضية الفلسطينية"، والحقيقة أنه كان يتسبب بأعماله الاستعراضية في تسليم حسابات الإخوة (تسليم أهالي) لوحدات الأمن السيبراني الإسرائيلية!!

وهكذا تتكرر الصراعات والمعارك الإخوانية، وتتساقط أقنعتهم الزائفة التي تتباكى على ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، ثم تواصل الليل بالنهار لترويج الأكاذيب المُسيئة لمصر والدول العربية وتتراقص فرحًا بما تحصده من تمويل مشبوه.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: عبد الهادی

إقرأ أيضاً:

حرب من نوع آخر.. التحالف الإسلامي يواجه تمويل الإرهاب من نيروبي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ظلّ تصاعد التهديدات الأمنية العابرة للحدود، واتساع رقعة التنظيمات المتطرفة، دشَّن «التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب» في العاصمة الكينية نيروبي، برنامجًا استراتيجيًا يحمل عنوان: «محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال»، بمشاركة واسعة من جهات حكومية ورقابية ومصرفية، بالإضافة إلى جهات إنفاذ القانون.
يُعد هذا البرنامج جزءًا من المبادرات متعددة الأبعاد التي يتبناها التحالف، لتعزيز الجاهزية المؤسسية في الدول الأعضاء والشركاء، لمجابهة أخطر أدوات الجماعات الإرهابية: التمويل. ويأتي ذلك وسط إدراك متزايد من دول المنطقة والعالم بأن الإرهاب لم يعد مجرد تهديد أمني تقليدي، بل منظومة معقدة تتغذى على موارد مالية ضخمة تتنكر في صور قانونية أحياناً، وتتنقل عبر الحدود بسرعة وسلاسة.


كينيا في قلب الحدث


وزيرة الدفاع الكينية، روزليندا سويبان تويا، شدّدت في كلمتها خلال التدشين على أن مواجهة الإرهاب لم تعد خيارًا، بل ضرورة إقليمية وعالمية تتطلب تعاوناً دولياً قوياً، خاصة في مجال تبادل المعلومات وتنسيق الأطر القانونية. وأوضحت أن مصادر التمويل تُعد العمود الفقري للجماعات الإرهابية، إذ تُغذّي عمليات التجنيد والتخطيط والتنفيذ، مؤكدة أن تجاهل هذا الجانب يهدد بنسف جهود المكافحة مهما بلغت شدتها.
وتأتي مشاركة كينيا في هذا البرنامج في سياق موقعها الجيوسياسي الهام في شرق إفريقيا، ومواجهتها المباشرة لتحديات أمنية معقدة، لا سيما من جماعة «الشباب» المتطرفة الناشطة في منطقة القرن الإفريقي، ما يجعل تجربتها مهمة في إثراء مثل هذه المبادرات.
 

 الإرهاب شبح بلا حدود
 

من جانبه، أكد اللواء الطيار الركن محمد المغيدي، الأمين العام للتحالف، أن تأسيس التحالف انطلق من رؤية تؤمن بأن الإرهاب خطر عالمي لا يعترف بالحدود الجغرافية أو الفوارق الثقافية، بل يستهدف البنى التحتية للدول، ويقوّض الأمن والاستقرار والتنمية.
وأوضح أن البرنامج الجديد لا يكتفي بالتحذير من مخاطر تمويل الإرهاب، بل يقدم أدوات عملية لبناء القدرات، وتدريب الكوادر، وتطوير فهم معمّق للإطار القانوني الدولي المتعلق بغسل الأموال وتمويل الإرهاب، في سياق تنامي أساليب التمويه المالي والتقنيات الرقمية الحديثة.


 تدريب وتحصين ووعي مؤسسي


يتضمن البرنامج سلسلة من المحاضرات وورش العمل والدورات التدريبية، تُركّز على عدة محاور جوهرية، أبرزها:
الإطار القانوني لمحاربة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.


التعرف على أدوات ووسائل الجرائم المالية.


تقنيات الكشف والتحليل المالي المتقدم.


تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في تتبع الأموال المشبوهة.


استراتيجيات الوقاية والتوعية المجتمعية والمؤسسية.

ويهدف هذا المحتوى المتكامل إلى رفع جاهزية الجهات القانونية والأمنية والمصرفية، عبر تزويدها بمهارات متقدمة لتحليل الحالات المالية المشبوهة، وتحديد مسارات التمويل غير المشروع، وتعزيز قدراتها على التنسيق مع شبكات الإنذار المبكر الدولية.
 

مقالات مشابهة

  • جيش العدو يعترف بمقتل قائد دبابة بنيران قناص فلسطيني في معارك شمال غزة
  • عاجل. إعلام إسرائيلي: معارك ضارية تدور الآن في شمال قطاع غزة
  • تمويل الجهود المبذولة في مجال المناخ
  • الكرامة معارك مستمرة في عدة جبهات (1)
  • الإحصاء يشارك في ورشة عمل تدريبية حول أسس تقدير حسابات القطاع غير الرسمي
  • حرب من نوع آخر.. التحالف الإسلامي يواجه تمويل الإرهاب من نيروبي
  • المجرم دقلو هرب من معارك الفاشر لأنه يخشي مصير علي يعقوب وآخرين
  • بالصور.. وفد مصر يُشارك في اللجان المنبثقة عن مؤتمر العمل العربي بالقاهرة
  • العودة السعودية إلى لبنان: اهتمام بلا تمويل
  • معارك ما بعد الحرب هزيمة الفراغ وإعادة الإعمار