يُعد محمد التابعي صحفيًا بارزًا في مصر، حيث اشتهر بلقب "طائر الصحافة المغرد" و"أسطورة الصحافة المصرية" و"أمير الصحافة" و"دونجوان الصحافة".. حقق نجاحًا لا مثيل له وتميز بقدرته على الإبداع والتعبير عن آرائه بحرية تامة. فقد عاش حياة تجسدت فيها جميع جوانب الحياة، حيث تذوق مرارة الفقر وأيضًا استمتع بحياة الثراء والمتعة.

وقد كان داعمًا للحق دائمًا، وعبر عن مبدأه الأساسي في الصحافة بقوله: "إن فوات الفرصة لنشر خبر صحفي مئة مرة أفضل من نشر خبر كاذب".

محمد التابعي

ولد محمد التابعي في 18 مايو 1896 في بورسعيد، وحصل على تعليمه الابتدائي في المدرسة الأميرية الابتدائية بالمنصورة في عام 1912. ثم انتقل إلى القاهرة والتحق بالمدرسة السعيدية الثانوية، وبعد ذلك التحق بمدرسة داخلية في محرم بك بالإسكندرية. وفي عام 1917، حصل على الثانوية العامة والتحق بكلية الحقوق في القاهرة. وكان يميل إلى قراءة الأدب المترجم.

بدأ التابعي مسيرته في عالم الصحافة كناقد فني في جريدة "الأجيبسيان جازيت"، وقد وقع مقالاته الفنية بتوقيع "حندس". وفي عام 1925، دعته فاطمة اليوسف للانضمام إلى مجلة "روز اليوسف"، حيث وافق على الفور وعمل فيها مع الكتّاب الصحفيين البارزين مثل مصطفى العقاد وعلي أمين. وعندما سافرت فاطمة اليوسف إلى أمريكا في عام 1928، وثقت فيه وأعطته مسئولية تحرير المجلة، وحققت المجلة نجاحًا كبيرًا تحت قيادته لمدة ست سنوات.

40 يومًا على إغلاق باب التقدم لجائزة كتارا.. الشروط والمجالات حكاية أول مجلس نيابي مصري .. تعرف كيف اختلف باختلاف الحكام |تفاصيل

تم اعتقال محمد التابعي مرتين بين عامي 1929 و1933، وُصف على لسان صديقه الكاتب الصحفي مصطفى أمين بأنه "عاش حياته بكل ما فيها من تجارب ومشاعر، تذوق المرارة والفقر واستمتع بحياة الثراء". وقد كان دائمًا مؤيدًا للحق ومبدأ الصدق في الصحافة.

تأسيس جريدة المصري اليوم

أسس التابعي جريدة "المصري اليوم" في عام 1944، وكانت الجريدة تعتبر صوتًا هامًا في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر. واستمر محمد التابعي في تحرير الجريدة حتى وفاته في 2 يناير 1954.

عُرف محمد التابعي بشجاعته وقوة شخصيته، وكان يعبر عن آرائه بحرية تامة في زمن كانت الحرية الصحفية مقيدة. وقد أثار مواضيع حساسة وقضايا سياسية مثل الاستعمار والاستقلال والحرية الشخصية. كما كان له دور كبير في دعم حقوق المرأة والمطالبة بالمساواة بين الجنسين.

مجنون أسمهان

في كتاب "مسائل شخصية" لمصطفى أمين، يُروى قصة حب التابعي للمطربة أسمهان، والتي امتلأت بالحكايات والروايات، وأدت إلى تعطيل عمله لسنوات.

تتحدث القصة عن قعود التابعي في غرام المطربة أسمهان، وقرارهما بالزواج وموافقة أسمهان على ذلك. وقد وضعا خواتم الخطوبة في أصابع بعضهما البعض. وكان كلاً من أمين ومصطفى أمين يُعارضان هذا الزواج بشدة، لأن أسمهان كانت مطربة عظيمة ولكنها امرأة متقلبة المزاج، تحب في الصباح وتكره في المساء. وبسبب حبه لأسمهان، بدأ التابعي يهمل عمله ويهتم بأخبارها بدلاً من متابعة أخبار العمل في المجلة التي كان يعمل بها. وكان لديه عدة مندوبين في منزل أسمهان يزودونه بتفاصيل حياتها ومن يزورها ومن يتصل بها وحتى من يضحك معها.

كان التابعي يُحرص على لقاء هؤلاء المندوبين أكثر من لقاء مندوبي الجريدة والمحررين، لأن الفنانة الجميلة أسمهان أصبحت محور حياته بأكملها.

كان أيضًا غيورًا على أسمهان، وكانت هي الأيضاً غيورة عليه، فعندما يغار التابعي يشعر بالحرقة، وعندما تغار أسمهان تبتعد عنه. ويتسم التابعي بأنه يجمع بين شخصيتي روميو وعطيل، فهو مجنون ليلى في نفس الوقت. وذهب مصطفى أمين وعلي أمين إلى أم كلثوم وطلبا منها أن تنقذ التابعي من غرقه في بحر أسمهان. فقالا لها: "تزوجي التابعي أنتِ". وضحكت أم كلثوم وقالت: "أنقذ التابعي من الغرق لأغرق أنا؟"

وتحققت توقعات علي ومصطفى أمين، حيث تركته أسمهان وهو وحيدًا ومحطمًا، وانطفأ حبه لها بسكتة قلبية.

ترك محمد التابعي إرثًا هامًا في مجال الصحافة المصرية والعربية بشكل عام. واستمرت جريدة "المصري اليوم" بالعمل بعد وفاته، واستمرت في تأثيرها وتأثيره على الرأي العام في مصر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمد التابعي الصحافة المصرية مدرسة السعيدية الثانوية مصطفى العقاد ناقد فني فی عام

إقرأ أيضاً:

سخرية الصحافة الكينية تغضب نجل موسيفيني

تشهد العلاقات بين أوغندا وكينيا توترًا جديدًا، وهذه المرة بسبب الجدل الذي أثارته التغطية الإعلامية الكينية للجنرال موهوزي كاينيروغابا، نجل الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني وقائد قوات الدفاع الشعبية الأوغندية.

وأثارت التقارير الصحفية الأخيرة بشأنه ردود فعل غاضبة في أوغندا، حيث يرى بعض أنصاره أن الإعلام الكيني لم يكن منصفًا في تناول أخباره.

وفقًا لتقرير نشره موقع كيني على الإنترنت أن مجموعة من الأوغنديين تخطط لتنظيم احتجاجات أمام المفوضية العليا الكينية في كمبالا، تعبيرًا عن رفضهم لما وصفوه بـ"التحيز الإعلامي" ضد الجنرال موهوزي.

ويرى منظمو الاحتجاج، وهم من أعضاء الرابطة الوطنية الأوغندية، أن بعض التقارير الصحفية الكينية لم تلتزم بالحياد والموضوعية، بل تضمنت انتقادات ساخرة اعتبروها غير مبررة لشخصية عسكرية بارزة في أوغندا.

تصاعدت حدة الأزمة بعد أن نشرت صحيفة ذي ستاندرد الكينية عنوانًا مثيرًا للجدل: "طفل أربع نجوم: لماذا قد تؤدي تغريدات موهوزي إلى تأجيج التوتر في أزمة الكونغو الديمقراطية؟".

وقد تضمن التقرير صورًا لموهوزي بزيه العسكري، وألقى الضوء على سلسلة من التغريدات التي نشرها حول الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، لا سيما العنف ضد مجتمع التوتسي.

إعلان

وأثارت هذه التغريدات نقاشًا واسعًا، حيث اعتبرها البعض غير مسؤولة وقد تؤدي إلى تعقيد الأزمة الإقليمية، في حين رأى آخرون أنها تعكس وجهة نظر الجنرال بشأن الوضع الأمني في المنطقة.

لم يتأخر رد فعل الجنرال موهوزي، إذ لجأ إلى منصة إكس (تويتر سابقًا) لنشر سلسلة من التغريدات ردًا على ما وصفه بالهجوم الإعلامي عليه.

وفي تغريداته، أشار إلى أن اهتمام الإعلام الكيني به دليل على شعبيته هناك، بل وذهب إلى حد اقتراح فكرة الترشح لمنصب سياسي في كينيا، مؤكدًا ثقته في إمكانية فوزه.

كما نشر تغريدات أثارت جدلًا واسعًا، حيث تضمنت تعليقات جنسية ساخرة اعتُبرت مستفزة للكينيين، مما أدى إلى تصاعد الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبينما رأى بعض متابعيه أن تصريحاته تأتي في سياق المزاح السياسي، اعتبر آخرون أنها قد تزيد من التوتر بين البلدين.

يُعرف الجنرال موهوزي بنشاطه المكثف على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث سبق أن أدلى بتصريحات أثارت أزمات دبلوماسية، مثل تصريحه في عام 2022 بأن الجيش الأوغندي قادر على السيطرة على نيروبي خلال أسبوعين، وهو ما تسبب في خلاف دبلوماسي بين البلدين قبل أن يوضح لاحقًا أن الأمر كان مجرد "مزحة".

ويُنظر إلى موهوزي على أنه الخليفة المحتمل لوالده، الرئيس يوري موسيفيني، الذي يحكم أوغندا منذ عام 1986. وقد برز في السنوات الأخيرة كشخصية مؤثرة في الساحة السياسية الأوغندية، حيث يحظى بدعم بعض الشباب وجنرالات الجيش، رغم معارضة عدد من السياسيين التقليديين له.

تعتبر العلاقات بين كينيا وأوغندا محورية لاستقرار منطقة شرق أفريقيا، حيث تربطهما علاقات تجارية وأمنية وثيقة.

ومع ذلك، فإن هذه الأزمة الإعلامية قد تؤدي إلى توتر دبلوماسي إذا استمرت الاحتجاجات في أوغندا أو تصاعدت حدة التصريحات المتبادلة.

لم تصدر الحكومة الكينية حتى الآن، أي رد رسمي على الجدل الدائر، مما يعكس رغبة نيروبي في تجنب التصعيد وحماية المصالح المشتركة بين البلدين.

إعلان

لكن في ظل استمرار التفاعل الإعلامي والسياسي حول القضية، يبقى من غير الواضح كيف ستتطور هذه الأزمة خلال الأيام المقبلة.

مقالات مشابهة

  • لماذا تم تأييد الحكم على البلوجر هدير عبد الرازق في نشر الفسق؟.. تفاصيل
  • عصام السيد: أحمد أمين قادر يتلون ويختلف فى كل الأدوار
  • مسلسل النص الحلقة 3.. أحمد أمين يستعين بأسماء أبو اليزيد في سرقة كبيرة
  • لرائحة نفس منعشة.. فوائد مدهشة لشرب النعناع
  • كاريكاتير.. مجنون أمريكا يطرد كلب أوكرانيا من البيت الأبيض
  • سخرية الصحافة الكينية تغضب نجل موسيفيني
  • القبض على أحمد أمين.. تفاصيل مسلسل «النص» الحلقة 2
  • لماذا البكاء اليوم يا حزب الامة، وقد حذرناكم كثيرا
  • مسلسل النص الحلقة 2.. أحمد أمين يجمع الـ 50 جنيها
  • إيناس الدغيدي تعترف: لم أوفق في كتابة سيناريو مجنون أميرة