"حارس الازدهار".. الاتجاه نحو الفشل!
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
يوم الثلاثاء المنقضي (19 ديسمبر)، أعلن وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" عن تشكيل تحالف متعدد الجنسيات لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر تحت مسمى "عملية حارس الازدهار"، ويضم عشر دول بما فيها الولايات المتحدة، وهي (بريطانيا- البحرين- كندا- فرنسا- إيطاليا- هولندا- النرويج - سيشل- إسبانيا)، وذلك- حسبما أعلن-، لمواجهة تهديدات وهجمات جماعة الحوثي اليمنية لحركة السفن والملاحة بمضيق باب المندب، وهي الهجمات التي يشنها الحوثيون ضد السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة لموانئها بهدف إيقاف العدوان الصهيوني الوحشي على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
ويثور التساؤل المهم: هل ينجح هذا "التحالف الأمريكي" في مهمته، ولا سيما وأن رائحة "المصلحة الإسرائيلية" المباشرة هي ما تُحرك هذا التحالف؟
في ظني أن هذا التحالف محكوم عليه بالفشل لعدة أسباب موضوعية يمكن إجمالها فيما يلي: أولًا.. كيف لتحالف يختص بحرية الملاحة بالبحر الأحمر ولا يضم أهم الدول المطلة عليه، وأعني تحديدًا مصر والسعودية (السودان مشغول بحربه الأهلية)؟!
ثانيًا.. ارتفاع فاتورة المواجهة مع الحوثي، إذ أن تكلفة الصاروخ البحري الواحد الذي تُطلقه البوارج الأمريكية وغير الأمريكية تبلغ (2) مليون و(100) ألف دولار، في الوقت الذي تبلغ تكلفة الطائرة المسيّرة التي يطلقها الحوثيون فقط ألفي دولار"!
ثالثًا.. وهو ما يمثل مفاجأة من العيار الثقيل مفادها أن بعض الدول التي أعلنت أمريكا عن وجودها بهذا التحالف لم تتحمس له من الأساس، وهذا ما كشفه تقرير لوكالة "رويترز" للأنباء مؤخرًا، إذ أعلنت فرنسا أن لها سفنًا بالفعل بالبحر الحمر، ولكنها ستبقى تحت القيادة الفرنسية ولم تذكر ما إذا كانت ستنشر قوات بحرية أخرى!
بينما أعلنت إيطاليا إنها سترسل الفرقاطة البحرية "فيرجينيو فاسان" إلى البحر الأحمر لحماية مصالحها وفقًا لطلبات محددة قدمها أصحاب سفن إيطاليون!، فيما أعلنت إسبانيا إنها لن تشارك إلا في مهام يقودها حلف شمال الأطلنطي أو عمليات ينسقها الاتحاد الأوروبي، مضيفًة "لن نشارك من جانب واحد في عملية البحر الأحمر".
أما هولندا، فأعلنت أنها سترسل "ضابطين"، فيما أعلنت النرويج أنها سترسل "10 ضباط بحرية" إلى البحرين التي تستضيف مقر قيادة القوات البحرية المشتركة.. أما لماذا غابت ألمانيا أساسًا عن هذا التحالف، فتتلخص الإجابة في استنزافها عسكريًا - بأوامر أمريكية- لصالح دعم أوكرانيا بالأسلحة والذخائر في حربها ضد روسيا، وهو ما أفضى في النهاية إلى أنها لم تعد تملك إلا عددًا من الذخائر يكفيها ليومين فقط إذا دخلت في حرب مع أي طرف!!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: هذا التحالف
إقرأ أيضاً:
خبير علاقات دولية: تطابقً وجهات النظر بين مصر وفرنسا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، أن العلاقات المصرية الفرنسية تُعدّ من العلاقات الاستراتيجية التي تمتد إلى سنوات طويلة، حيث ترتكز على تاريخ مشترك وثقة متبادلة.
وقال سمير عبر مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز"، إن هذه العلاقة بدأت منذ أيام الحملة الفرنسية على مصر التي جلبت معها العديد من الاكتشافات، مثل حجر رشيد الذي ساعد في فتح أفق المعرفة عن الحضارة المصرية القديمة.
وأوضح، أنه في العصر الحديث، وتحديدًا منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في 2014، اكتسبت العلاقات المصرية الفرنسية زخمًا كبيرًا، بسبب الدور البارز الذي تلعبه مصر في الحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وسط التحديات الكبيرة التي تواجهها دول المنطقة من نزاعات وأزمات.
ونوه سمير بأن التنسيق والتشاور المستمر بين مصر وفرنسا يعكس توافقًا كبيرًا بين البلدين في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة تتسم أيضًا بالشراكة في القيم، مثل إيمان البلدين بقوة القانون الدولي والإجماع على أهمية استخدام الحلول الدبلوماسية بعيدًا عن النزاعات العسكرية.
وأكد أن هناك تطابقًا في وجهات النظر بين مصر وفرنسا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن كلا البلدين يؤمن بضرورة تفعيل حل الدولتين كأساس لتحقيق السلام الشامل في المنطقة.
وتابع سمير، أن الرئيس ماكرون من المتوقع أن يزور مدينة العريش قريبًا، في خطوة تعبيرية عن شكر فرنسا لدور مصر الكبير في تقديم الدعم الإنساني في قطاع غزة، حيث تسعى مصر إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين، أشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر وفرنسا يتجاوز 3 مليارات دولار، مع وجود 140 شركة فرنسية تعمل في السوق المصري وتوفر حوالي 300 ألف فرصة عمل، ما يعكس أهمية السوق المصري كوجهة استثمارية واعدة.