الأسبوع:
2025-03-06@13:41:37 GMT

هِيَّ كلمة!!

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

هِيَّ كلمة!!

يقول أستاذنا الدكتور سامي عبد العزيز (أستاذ وخبير الإعلام والاتصال): «إذا أردت التأثير في الناس.. فابدأ من عند الناس».. ومَن منا من جيل الثمانينيات لا يتذكر الفنان الراحل محمد رضا وهو يردد مقولة «هِيَّ كلمة.. طول ما نِدِّي ضهرنا للترعة.. عمر البلهارسيا في جتتنا ما ترعى».. وذلك في الإعلان التليفزيوني الشهير ضمن الحملة القومية لمكافحة الإصابة بالبلهارسيا، وكأحد نماذج حملات التسويق الاجتماعي الناجحة وقتها، والتي كان من مقومات نجاحها لا شك هو التخطيط والتنفيذ الاحترافي لمنهجيات التسويق الاجتماعي؟ كما أن ذاكرة الإعلام المصري عبر عقود من الزمن تزخر بالعديد من الأمثلة الناجحة لمثل هذه الحملات، ومنها مثلًا حملة (انظر حولك) للتوعية بتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية و(حسانين ومحمدين) للمطربة الشعبية فاطمة عيد، وحملة مكافحة الإصابة بالإيدز، وحملة مكافحة الجفاف عند الأطفال للفنانة الراحلة كريمة مختار، وحملات محو الأمية ومكافحة التسرب من التعليم للفنانة الراحلة سناء يونس، وحملة نظافة الشوارع وعدم إلقاء المخلفات للفنان الراحل يونس شلبي، وإعلانات التوعية بمفاهيم السلامة داخل المنزل، وحملات ترشيد استهلاك المياه، وحملة (اشتري المصري) للحث على دعم الصناعة المحلية، وغيرها من الحملات التي تظل عالقة في أذهاننا إلى اليوم رغم مرور عشرات السنين، فجميعها حملات تُعتبر قصص نجاح، امتدت لبعض الدول العربية للاستفادة منها كدليل على احترافيتها، بدايةً من اختيار الموضوع وانتهاءً بحِرفية التنفيذ والتقييم.

ومن هنا نتساءل: إلى أي مدى وصل حال التسويق الاجتماعي في مصر في الوقت الحالي؟ وهل تحظى حملات التوعية الاجتماعية بالاهتمام المطلوب رغم الحاجة الكبيرة لها وظهور العديد من القضايا التي تحتاج لمثل هذه الحملات؟ وهل الحملات الاجتماعية التي تُذاع وتُنشر مؤخرًا أو في الوقت الحالي تحظى بنفس القدر من الحِرفية والتخطيط مثلما كانت عليه في السابق؟ والحقيقة أنه بالفعل هناك مبادرات وحملات قومية تحظى برعاية واهتمام القيادة السياسية نفسها، ومنها ما يؤدي بشكل جيد على مستوى الانتشار والوصول والتكرار عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وهناك نتائج إيجابية لتلك الحملات بشكل أو بآخر على مستوى الوعي وتغيير السلوك كحملة 100 مليون صحة وغيرها. ولكن وعلى الرغم من تعدُّد الحملات الاجتماعية في الوقت الراهن إلا أن الملاحظات الأولية على بعضها تبدو وكأنها تفتقر للتخطيط الجيد من أجل إحداث التأثير المرغوب، خاصة وأنه كما هو معلوم أن حملات التسويق الاجتماعي تُعَد أصعب من التسويق التجاري من حيث إحداث التأثير، حيث يتعلق الأمر بتغيير الأفكار أو الاتجاهات أو المعتقدات. فالأمر يتطلب أولًا وضع معايير لاختيار موضوعات حملات التسويق الاجتماعي، ووضعها في مصفوفة أولويات المجتمع، ثم الاستناد إلى البحوث والدراسات المعنية بالقضية المراد تدشين حملة اجتماعية نحوها، من أجل فهم أبعاد تلك القضية بالشكل المطلوب، ثم التخطيط لتنفيذ الحملة زمانيًّا ومكانيًّا على الأرض، وهي المرحلة التي تتضمن حشد كل الطاقات والإمكانات اللازمة من خبراء وتمويل ووسائل اتصالية وتكنيكات واستمالات إقناعية، والشخصيات الاستشهادية المؤثرة في الجمهور، وتهيئة الفرق الميدانية لتشجيع الجمهور على التفاعل مع الحملة، وغيرها من المكونات والأدوات والتي لا بد أن تتكامل جميعها وتعزف مع بعضها البعض في منظومة واحدة لإحداث التأثير. فمن غير المنطقي مثلًا توظيف شخصيات استشهادية أو مؤثرين لا يحظون بالقبول الجماهيري!! أو أن يتم تكثيف تكرار الرسالة التوعوية في حين أن الفريق الميداني يفتقر للتدريب الكافي للتعامل مع الجمهور المستهدف، ومن ثم تذهب الجهود الأخرى هباءً. لذا هنا نوصي القائمين على إدارة الحملات الاجتماعية القومية بضرورة الاستعانة بالأسس العلمية وبالخبراء المختصين من أجل حملات اجتماعية أكثر فاعلية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التسویق الاجتماعی

إقرأ أيضاً:

المسؤولية الاجتماعية في ظل التحديات المعيشية

 

 

 

أفلح بن عبدالله الصقري

 

يعيش بعض المواطنين حياة وظروفا اجتماعية وإنسانية صعبة في ظل ما يواجهونه من صعوبات معيشية، فهم بين مطرقة توفير العيش الكريم لهم ولأسرهم وبين سندان الضرائب وارتفاع تكاليف الحياة.

هناك مواطنون رواتبهم الشهرية ضعيفة تجبرهم الظروف إلى القروض من المصارف والبنوك وشركات التمويل المختلفة لولا حاجتهم وذلك لتوفير الحياة الكريمة من بناء منزل العمر وزواج وتوفير مستلزمات الأبناء لتكوين أسرة مستقرة ‫استقرارًا اجتماعيًا في ظل وطن يحميهم من كل ما هو يضج مضاجعهم، فهم أبناء هذا الوطن الذي -والحمد لله- منّ الله عليه بخيرات وفيرة وثروات كثيرة وسلطان عادل ومؤسسات تكفل الأمن والأمان للجميع فيطمئن بأنه مُحاط بالأمن والأمان والاستقرار فيزدهر وعلى ضوئه يخدم نفسه عن حاجة السؤال ومنها يبني وطنه ومجتمعه.

وهنا بصدد الحديث عما يواجهه بعض المواطنين من ظروف تؤدي بهم إلى عواقب لا يُحمد عقباها مما يؤدي إلى الفِراق بينه وبين أُسرته وزوجته وتشتت الأبناء وانهيار جدار الأسرة بسبب الظروف المالية والاقتصادية التي يمر بها ربُ الأسرة والذي جُل همه أن يعيش حياة كريمة ومستقرة وراتبا شهريا معقولا يضمن له العيش الكريم دون منغصات مقابل ألا يكون ضحية شكاوى الجهات والمؤسسات التي اقترض منها مطالباً هذه المؤسسات بعدم الاستعجال في رفع قضية تطالبه فيها بعدم سداد المستحقات في حالة تعسره عن السداد وإمهاله وقتاً كافياً لتجميع شتاته، إلّا أن تلك الجهات لا تستجيب لمطالبات هذا المواطن والذي تكالبت عليه الديون؛ مما أدى به إلى السجون.

عليه.. نقول للجهات المعنية كيف لمواطن مسجون خلف القضبان أن يستطيع توفير وتسديد أموال هذه الجهات وهو خلف القضبان ولا يملك الوسيلة التي يستطيع من خلالها سداد ما عليه؟

هنا نطالب كافة الجهات المعنية في الدولة بالرفق قدر المُستطاع، وإمهال هذا المواطن، وإعطاؤه فرصة لإعادة ترتيب حياته والحصول على عمل جديد يستطيع من خلاله سداد مستحقاته المالية المترتبة عليه ولو بالأقساط الشهرية، وعدم التضييق عليه ومراقبته واستدعائه من قبل القضاء ومحاربته من كل جهة، وتسوية أوضاعه المالية لدى تلك الجهات.

إنّ مراعاة المواطنين المتدنية رواتبهم وذوي الدخل المحدود في الجوانب المالية خصوصاً في شهور رمضان والأعياد وأيام العودة للمدارس يتحتم علينا جميعاً أن نتكاتف ونطالب الجهات المعنية والجمعيات الخيرية وبرامج فك كُربة بصرف مساعدة مالية للمواطنين المتعسرين في كل من شهر رمضان والعيدين، وهذا مطلب الكثير من شرائح المجتمع، وليس العفو السامي عن بعض السجناء ببعيد؛ فجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- يتابع ما يحدث للمواطن ويراعي جلالته ظروف بعض المواطنين المتعسرين والمحبوسين فيصدر عفوه السامي سنوياً وفي المناسبات عن بعض النزلاء مُراعاة لظروفهم وأحوالهم المعيشية وانتظار وشوق أهلهم لهم بعد غياب سنوات خلف القضبان، كما على البنوك والمصارف مراعاة هذه الفئة من المواطنين وذلك بالخيارات المتاحة مثل (تأجيل القسط الشهري) في أيام المناسبات كشهر رمضان المبارك والمناسبات الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى.

وعليه.. يجب أن تكون المسؤولية والأدوار مشتركة في هذا الجانب بين كل من الحكومة ممثلة في: وزارة التنمية الاجتماعية، وصندوق الحماية الاجتماعية، والقطاع الخاص (الشركات الكبيرة) المسؤولية الاجتماعية، وهناك كذلك الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخيرية، بهذا يتحقق العدل وتتحقق المساواة الاجتماعية كل في مجال اختصاصه وصلاحياته؛ مما يُعزز استقرار المجتمع ويكفل العيش الكريم للمواطنين المتعسرين.

مقالات مشابهة

  • ملتقى التأثير المدني: حمى الله لبنان من الارادات الخبيثة
  • إطلاق برنامج الحملات الترويجية الخارجية لتعزيز نمو القطاع السياحي
  • ضبط 17 ألف قطعة ألعاب نارية فى حملات مكبرة بالقليوبية.. صور
  • وزارة التراث والسياحة تطلق برنامج الحملات الترويجية الخارجية لعام 2025
  • الأجهزة الرقمية والتطبيقات.. ما بين التأثير الإيجابي والسلبي في عبادات الشهر الكريم
  • «الاقتصاد» تستشرف مستقبل الوظائف ذات التأثير العالي
  • حملات تموينية بالوادى الجديد لمكافحة بيع الألعاب النارية والمفرقعات
  • المسؤولية الاجتماعية في ظل التحديات المعيشية
  • ماذا لو تركت هاتفك لـ3 أيام فقط؟.. دراسة مثيرة تكشف التأثير على الدماغ
  • مركز الإعلام الرقمي: 34 مليون مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي في العراق عام 2025