يقول أستاذنا الدكتور سامي عبد العزيز (أستاذ وخبير الإعلام والاتصال): «إذا أردت التأثير في الناس.. فابدأ من عند الناس».. ومَن منا من جيل الثمانينيات لا يتذكر الفنان الراحل محمد رضا وهو يردد مقولة «هِيَّ كلمة.. طول ما نِدِّي ضهرنا للترعة.. عمر البلهارسيا في جتتنا ما ترعى».. وذلك في الإعلان التليفزيوني الشهير ضمن الحملة القومية لمكافحة الإصابة بالبلهارسيا، وكأحد نماذج حملات التسويق الاجتماعي الناجحة وقتها، والتي كان من مقومات نجاحها لا شك هو التخطيط والتنفيذ الاحترافي لمنهجيات التسويق الاجتماعي؟ كما أن ذاكرة الإعلام المصري عبر عقود من الزمن تزخر بالعديد من الأمثلة الناجحة لمثل هذه الحملات، ومنها مثلًا حملة (انظر حولك) للتوعية بتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية و(حسانين ومحمدين) للمطربة الشعبية فاطمة عيد، وحملة مكافحة الإصابة بالإيدز، وحملة مكافحة الجفاف عند الأطفال للفنانة الراحلة كريمة مختار، وحملات محو الأمية ومكافحة التسرب من التعليم للفنانة الراحلة سناء يونس، وحملة نظافة الشوارع وعدم إلقاء المخلفات للفنان الراحل يونس شلبي، وإعلانات التوعية بمفاهيم السلامة داخل المنزل، وحملات ترشيد استهلاك المياه، وحملة (اشتري المصري) للحث على دعم الصناعة المحلية، وغيرها من الحملات التي تظل عالقة في أذهاننا إلى اليوم رغم مرور عشرات السنين، فجميعها حملات تُعتبر قصص نجاح، امتدت لبعض الدول العربية للاستفادة منها كدليل على احترافيتها، بدايةً من اختيار الموضوع وانتهاءً بحِرفية التنفيذ والتقييم.
ومن هنا نتساءل: إلى أي مدى وصل حال التسويق الاجتماعي في مصر في الوقت الحالي؟ وهل تحظى حملات التوعية الاجتماعية بالاهتمام المطلوب رغم الحاجة الكبيرة لها وظهور العديد من القضايا التي تحتاج لمثل هذه الحملات؟ وهل الحملات الاجتماعية التي تُذاع وتُنشر مؤخرًا أو في الوقت الحالي تحظى بنفس القدر من الحِرفية والتخطيط مثلما كانت عليه في السابق؟ والحقيقة أنه بالفعل هناك مبادرات وحملات قومية تحظى برعاية واهتمام القيادة السياسية نفسها، ومنها ما يؤدي بشكل جيد على مستوى الانتشار والوصول والتكرار عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وهناك نتائج إيجابية لتلك الحملات بشكل أو بآخر على مستوى الوعي وتغيير السلوك كحملة 100 مليون صحة وغيرها. ولكن وعلى الرغم من تعدُّد الحملات الاجتماعية في الوقت الراهن إلا أن الملاحظات الأولية على بعضها تبدو وكأنها تفتقر للتخطيط الجيد من أجل إحداث التأثير المرغوب، خاصة وأنه كما هو معلوم أن حملات التسويق الاجتماعي تُعَد أصعب من التسويق التجاري من حيث إحداث التأثير، حيث يتعلق الأمر بتغيير الأفكار أو الاتجاهات أو المعتقدات. فالأمر يتطلب أولًا وضع معايير لاختيار موضوعات حملات التسويق الاجتماعي، ووضعها في مصفوفة أولويات المجتمع، ثم الاستناد إلى البحوث والدراسات المعنية بالقضية المراد تدشين حملة اجتماعية نحوها، من أجل فهم أبعاد تلك القضية بالشكل المطلوب، ثم التخطيط لتنفيذ الحملة زمانيًّا ومكانيًّا على الأرض، وهي المرحلة التي تتضمن حشد كل الطاقات والإمكانات اللازمة من خبراء وتمويل ووسائل اتصالية وتكنيكات واستمالات إقناعية، والشخصيات الاستشهادية المؤثرة في الجمهور، وتهيئة الفرق الميدانية لتشجيع الجمهور على التفاعل مع الحملة، وغيرها من المكونات والأدوات والتي لا بد أن تتكامل جميعها وتعزف مع بعضها البعض في منظومة واحدة لإحداث التأثير. فمن غير المنطقي مثلًا توظيف شخصيات استشهادية أو مؤثرين لا يحظون بالقبول الجماهيري!! أو أن يتم تكثيف تكرار الرسالة التوعوية في حين أن الفريق الميداني يفتقر للتدريب الكافي للتعامل مع الجمهور المستهدف، ومن ثم تذهب الجهود الأخرى هباءً. لذا هنا نوصي القائمين على إدارة الحملات الاجتماعية القومية بضرورة الاستعانة بالأسس العلمية وبالخبراء المختصين من أجل حملات اجتماعية أكثر فاعلية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية:
التسویق الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
ما قصة المقابر الجماعية في سوريا التي ضجت بها منصات التواصل الاجتماعي؟
سرايا - خاص - تصدر وسم" المقابر الجماعية" منصات التواصل الاجتماعي، بعد العثور على مقبرة جماعية، استخدمها نظام بشار الأسد للتخلص من جثامين المعتقلين منذ عام 2011.
هذه المقبرة الجماعية، التي تم اكتشفت من قبل منظمة حقوقية سورية مقرها الولايات المتحدة، عُثر عليها في مدينة القطيفة بريف دمشق، وحسب ما روى شهود عيان فإنها تمتد على طول 90 مترًا وعرض 4 أمتار وعمق 3 أمتار، وتحتوي على ما لا يقل عن 100 ألف جثة.
وقال رئيس المنظمة السورية للطوارئ معاذ مصطفى في مقابلة له، بأن هذه المقبرة ليست الوحيدة من نوعها؛ حيث أكد أنه يوجد غيرها خمس مقابر جماعية مشابهة في مناطق مختلفة من سوريا.
ومن اللافت للنظر أنه عُثر بجوار المقبرة على جوازات سفر تعود لطفلة عراقية ووالدتها، ووثائق شخصية أُخرى تخص مواطنين من دول عربية مختلفة، اعتقلوا من قبل النظام السوري.
وطالب المغردون على منصات التواصل الاجتماعي بضرورة محاسبة النظام السوري على ما ارتكبه من جرائم ضد الإنسانية، وكل من تلطخت يداه بدماء الشعب السوري، خاصة الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
العثور على اوارق ثبوتيه لفتاة عراقية صغيرة ووالدتها بالقرب من المقابر الجماعية التي نفذها نظام الاسد بحق المعتقلين pic.twitter.com/a2lG54uBO2
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) December 16, 2024
إقرأ أيضاً : ارتفاع مؤشرات سوء التغذية في غزةإقرأ أيضاً : لماذا طُلب من الرئيس عباس عدم إرسال “عزام الأحمد” للقاهرة؟إقرأ أيضاً : مشروع قانون في “الكنيست” لإلغاء حظر دخول الإسرائيليين إلى غزة
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات:
2184
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 17-12-2024 03:16 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
| اضافة |
بعد 32 عامًا .. اعتقال مسن متورط بعملية قتل ظلت تفاصيلها غامضة لعقود الإمارات .. السجن المؤبد وغرامة 500 ألف درهم لدليفيري "مخدرات" "أحرقتهم وعدت للنوم" .. اعتراف صادم لجزائري قتل أبناءه الـ 4 صدمة في مصر .. رجل يقطع أذن محاميه داخل المحكمة! بعد نشر "سرايا" .. محافظ جرش يرد: عدد... شركات تأمين تدرس إلغاء رخصة تأمين المركبات لتجنب... "لا عاد تسأل انسَ أمره" .. قصة فلسطيني... فصل الكهرباء بعد 30 يوما على صدور الفاتورة .. من... وفاة وإصابتان بحالة خطرة جراء تدهور جرافه في اربد ارتفاع مؤشرات سوء التغذية في غزةلماذا طُلب من الرئيس عباس عدم إرسال “عزام الأحمد”...مشروع قانون في “الكنيست” لإلغاء حظر دخول...13 الف طالب فلسطيني استُشهدوا منذ بدء العدوان على غزةأوكرانيا تعلن مسؤوليتها عن اغتيال قائد قوات الدفاع..."ملازم في المخابرات الجوية" .. الكشف عن..."مُهمة مركزيّة لإزالة التهديد الوجوديّ"...رسالة الأسد للشعب السوري .. لماذا لم يستطع مُواصلة...نتنياهو: نفذت وعدي بتغيير الشرق الأوسط نجم "مستر بين" يعود إلى نتفليكس بفيلم... ياسمين عبدالعزيز ترد بسخرية على انتقادات حقيبتها من... ماجد المهندس يهدد هشام ماجد بمقاضاته بسبب أغنية نيكول كيدمان تكشف عن تفكيرها فى الاعتزال خلال عام... حقبة مظلمة .. أول تعليق من ميادة الحناوي بعد سقوط... بسبب زوجته .. لاعب كرة سلة شهير ينهي حياته في ظروف مأساوية رسميًا .. رونالدو يعلن ترشحه لرئاسة الاتحاد البرازيلي ريليفو: بنزيمة يفكر في ترك الاتحاد .. والعودة إلى ريال مدريد الأمور تتعقد .. ليفربول يستبدل صلاح بنجم برشلونة إنهاء خدمات مدرب المنتخب الوطني لكرة السلة شاهد ما يشبه انفجار قنبلة ذرية في جزيرة بمساحة قطاع غزة مسؤول حقوقي
يكشف تفاصيل عن مقبرة جماعية في سوريا تحوي 100 ألف جثة مقص في بطن مريضة يكشف إهمالاً طبياً دام عامين "إسرائيل" تخشى انهيار السلطة الفلسطينية وفقدان الضفة .. إعلام عبري يكشف تفاصيل السيناريو الذي يُرعب "تل أبيب" العثور على جثة موظف سابق بـ "OpenAI" انتقد ممارسات الشركة علنًا هزيمة غريبة لمرشحة عربية الأصل بمسابقة ملكة جمال فرنسا هذا أخر ما نشره جد "روح الروح" قبل استشهاده متى سيتم إصدار عملة جديدة في سوريا؟ "عصابة مخدرات" .. حولت بنكاً رقمياً إلى مصانع "غسيل أموال" صور مرعبة .. هكذا سنبدو إذا نمنا 6 ساعات فقط!
الصفحة الرئيسية الأردن اليوم
أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...