في نهاية كل عام، ومع قرب استقبال عامٍ جديد، يحلم الناس دائمًا بأن يأتي العام الجديد بالخير والأفضل. وها هيَ آخر أوراق (٢٠٢٣) كادت تسقط، وتسقط معها ذكريات وأحداث كثيرة أثرت على حياة الناس بالسلب والإيجاب، نذكر بعضًا منها على سبيل التوثيق لعامٍ مر من أعمارنا وأوشك أن ينتهي. على المستوى الإقليمي لن يختلف اثنان على أن أحداث السابع من أكتوبر في غزة الحبيبة هي الأبرز والأكثر جذبًا لاهتمام والتفاف الشعوب حولها في عامنا المنقضي.
. الكل يتابع ما يحدث هناك على تلك الأرض العربية المحتلة، وكيف كانت مواقف الجميع كاشفة على المستويين الرسمي والشعبي.. تضامن رائع وربما غير مسبوق بهذا الزخم من كل الأعمار مع الأشقاء في غزة وإعادة إحياء لقضية الأرض المحتلة بعد طول سُبات، وآمال بأن تحمل بدايات العام الجديد حلًّا نهائيًّا لتلك القضية التي طال أمدها. على المستوى المحلي شهدت مصر في نهايات (٢٠٢٣) انتخابات رئاسية بين ٤ مرشحين انتهت بإعادة انتخاب الرئيس السيسي لفترة جديدة، وسط آمال عريضة بأن تشهد السنوات الست القادمة نوعًا من الحصاد وجني الثمار، وشعور المواطن البسيط بالتحسن التدريجي والخروج من تلك الأزمات الاقتصادية التي ضربت مصر والعالم في عامنا المنتهي بعنف وقسوة فأثرت على حياة الناس وأفقدتهم بعضَ القدرة على مواصلة أيامهم بنفس الجودة والإشباع. في هذا العام أيضًا اهتزَّت منطقة الشرق الأوسط بالعديد من الزلازل شديدة العنف التي تابع أغلب الناس أخبارها، ومشاهد الدمار التي الحقتها بكل من سوريا وتركيا والمغرب وسط تعاطف ودعم من كل الأطراف لتلك الشعوب في محنتها القاسية التي خلَّفت آلاف القتلى والجرحى وهدمت كثيرًا من البُنى التحتية والمباني السكنية في تلك المناطق.. الكل حاول أن يدعم ويساعد بعيدًا عن أي انتماء أو توجه سياسي، فالأزمة كانت أكبر من إمكانات أي دولة بمفردها. عام ينتهي يكاد يُجمع أغلب الناس على أنه لم يكنِ الأفضل في حياتهم، ولكنهم يأملون أن يأتي (٢٠٢٤) بما هو أفضل وأن يكون أكثر هدوءًا وأخف وطأة من سابقه. إنها أمنيات الناس تنتقل دائمًا معهم من عامٍ إلى آخر، ويظل للسماء كلمة الفصل في موعد تحقُّقها فلعلها تحدث هذا العام. فكل عام ومصر وشعبها الأبي الصابر بخير واستقرار، وليحفظ
الله شتى أقطار العروبة حولنا شرقًا وغربًا حتى تستقر تلك المنطقة التي باتت واحدة من أسخن بقاع ومناطق الأرض كلها.. .اللهُمَّ احفظ بلادنا.. .اللهُمَّ احفظ مصر وأهلها وجيشها البطل.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: ولي الله إختفى فى الناس كاختفاء ليلة القدر فى العشر الأواخر من رمضان
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن كل شخص يفتح له ما لم يفتح لغيره، ويفهم ما لم يفهمه غيره، وقد يدخر له شيء لا يعلمه الأولون ولا الآخرون ، وكل ذلك بفضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
لا يتألى عليه أحد ولا يمنع ذلك الفتح من البشر أحد عن بشر آخرين ، ونظن الإنسان عاصيا وموغلا في المعصية فإذ به مقبول عند الله بإذن الله ؛ لأنه هو الذي يهدي ، وهو الذي يفتح ، وهو الذي يعطي ، والأمر كله بيديه سبحانه وتعالى وليس لنا ، إلا أن نعتقد أنفسنا أسوء الخلق، ونعتقد الناس أحسنهم.
وأشار الى أن ولي الله قد اختفى في الناس كاختفاء ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ، فإياك أن تتكبر أو أن تتعالى على أحد بفعلك أو بطاعتك ؛ فإن هذه الطاعة إنما هي مخلوقة لله والله هو الذي خلقها وهو الذي وفقك لعبادته وإن شاء سلبها نسأل الله السلامة.