شفق نيوز/ كشف موقع "مهاجر إنفو" الاوروبي المتخصص باخبار الهجرة، ان عمليات ترحيل العراقيين من المانيا تزايدت خلال الشهور الماضية، نتيجة لاتفاق سري، لم تتضح تفاصيله، جرى التوصل إليه بين الحكومة الالمانية والسلطات العراقية. 

وذكر الموقع الأوروبي في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان الدول المختلفة في الاتحاد الأوروبي تعمل على تغيير تكتيكاتها في التعامل مع موجات الهجرة، ليس فقط من خلال تشديد القيود على الحدود، وانما ايضا من خلال زيادة عدد عمليات ترحيل طالبي اللجوء الذين كانت  طلباتهم تم رفضها.

 

واوضح التقرير ان المانيا بشكل خاص تسعى من أجل التوصل الى شراكات من أجل تسهيل عمليات الترحيل، مشيرا الى ان الحكومة الالمانية توصلت الى اتفاق سري مع العراق بهذا الخصوص، وذلك وفقا لتحقيقات صحفية اجرتها اذاعتا "ان دي آر" و"دبليو دي آر" بالإضافة إلى صحيفة "زودتشه زايتونغ"، وتظهر ان الحكومة الالمانية توصلت سرا الى اتفاق للترحيل مع الحكومة العراقية، والذي كان يجري الإعداد له منذ شهور.

وتابع التقرير؛ ان التفاصيل المتعلقة بهذه الصفقة يكتنفها الغموض، إلا أن الاتفاقية موجودة بالفعل ويجري تطبيقها، حيث ان عمليات الترحيل الى العراق تزايدت بشكل كبير خلال الاشهر الاخيرة. 

واضاف التقرير ان هناك عددا كبيرا من طالبي اللجوء في ألمانيا الذين ينتهي بهم الأمر برفض طلباتهم، يأتون من العراق، مما يجعل هذا البلد بالنسبة الى برلين، شريكا جذابا.

الا ان التقرير يتساءل عما إذا كانت عمليات الترحيل الى العراق هذه امنة واخلاقية، وعن سبب إبرام الحكومة الألمانية اتفاقها الأخير خلف الأبواب المغلقة.

واشار التقرير الى انه كان هناك حوالي 26 ألف عراقي في ألمانيا بحلول نهاية تشرين الاول/اكتوبر 2023 وكانوا مطالبين تقنيا بأن يغادروا الأراضي الألمانية، وفقا لوزارة الداخلية الألمانية، مذكرا بأن ألمانيا قامت خلال العام 2022، بترحيل 77 شخصا فقط مباشرة الى العراق.

ولفت التقرير الاوروبي الى ان العديد من المهاجرين العراقيين يفشلون بالفعل في تقديم طلبات اللجوء الخاصة بهم في ألمانيا، إلا أنهم لا يكونوا ملزمين بالمغادرة  طالما أنهم لا يخالفون قوانين ألمانيا. 

واضاف ان العديد منهم ينجحون في البقاء في ألمانيا بموجب أحكام ما يسمى بتصريح المسامحة  ("Duldung")، مما يعني أنهم لن يحصلوا إلا على القليل من المزايا في ألمانيا، وغالبا ما لا يتم السماح لهم بالعمل.

كما اوضح التقرير ان هؤلاء من الناحية التقنية، لا يطلق عليهم تسمية "مقيمين" في ألمانيا، إلا أنهم يصنفون ضمن منطقة رمادية قانونية، حيث انهم بالامكان ادراجهم دائما على لوائح جدولة الترحيل، مضيفا أنه برغم ذلك فإن العديد من الأشخاص الحاصلين على تصاريح المسامحة يتمكنون من تمضية سنوات او حتى اكثر من عقد في ألمانيا، ولهذا فان الحكومة تركز على هذه المنطقة بالذات في محاولاتها لخفض معدلات الهجرة.

شركاء في جريمة 

وذكر التقرير أن التحقيق الصحفي المشترك يكشف عن أن مسؤولين من ألمانيا والعراق قد اجتمعوا في أوائل العام 2023 بغرض تحديد أهدافهم المشتركة للتعاون المستقبلي، وقاموا بصياغة إعلان نوايا يسلط الضوء على خطط تعاون أكبر في العديد من النقاط ذات الاهتمام المشترك، خاصة عندما يتعلق الامر الهجرة، الشرعية منها وغير النظامية ايضا. 

وتابع التقرير أن الطرفين اتفقا في إعلان النوايا على "إن الهجرة القانونية مفيدة لكلا المجتمعين وتعزز العلاقات بين البلدين" حيث تعتبر المانيا ان تشكيل مسارات مراقبة للهجرة القانونية من خلال تصاريح العمل والوسائل المماثلة تمثل جزءا أساسيا لسياستها العامة المتعلقة بالهجرة، كما أن هذه الوثيقة تحدد أن أحد الأهداف الرئيسية للتعاون هو تعزيز برامج العودة الطوعية للأشخاص الذين ليس لديهم تصريح إقامة في ألمانيا.

ترحيب بالعراقيين العائدين 

وذكر التقرير أن الجانبين اتفقا ايضا على "اعادة استقبال المواطنين الذين لا يستوفون او لم يعودوا يستوفون الشروط المطلوبة للدخول او الوجود او الاقامة في اي من الأراضي". 

واوضح التقرير ان هذه الجملة بشكل خاص، تمثل تغييرا في الاتجاه لانها تشير الى أنه بعد إجراء هذه المفاوضات، فان العراق اصبح الان مستعدا لقبول ليس فقط المهاجرين الذين ارتكبوا جرائم جنائية في ألمانيا، ولكن من حيث المبدأ جميع مواطنيه، بما في ذلك الأقليات مثل الإيزيديين، الذين كانوا تعرضوا حتى وقت قريب لاضطهاد كبير.

وبحسب الوثيقة المتفق عليها، فإن هناك تفاصيل تتعلق بهذا التغيير العراقي، اذ أشار التحقيق إلى أن معظم طلبات اللجوء المقدمة من المواطنين العراقيين فشلت حتى الآن في تلبية معايير الحكومة لتأكيد هويتهم.

وتابع أن هذا الوضع مرده في العديد من الحالات أنها تمثل استراتيجية متعمدة يروج لها المهربون للمهاجرين من أجل كسب المزيد من الوقت في ألمانيا، حيث انه من غير الممكن إعادة طالبي اللجوء الذين جرى رفض طلباتهم الى بلدانهم الاصلية الا بعد إثبات هوياتهم.

واضاف ان الاتفاق الآن بين ألمانيا والعراق هو بأنه سيتم تبادل الوثائق ذات الصلة من قبل الإدارات القنصلية عند محاولة تحديد هوية شخص ما، وصولا حتى الى تبادل البيانات البيومترية.

ونقل التقرير عن منظمة اللاجئين الالمانية "برو آسيلم" ان العراق عمل على تأكيد هويات طالبي اللجوء المرفوضين بمعدل أعلى من ذي قبل. واوضح التقرير انه خلال العام 2022 بأكمله، تمت مقابلة 115 مواطنا عراقيا مشتبها به فقط لتحديد هوياتهم، ولكن بحلول أغسطس/آب من العام الحالي، ارتفع هذا العدد إلى 339.

وبالاضافة الى ذلك، ذكر التقرير أن إجمالي عدد حالات الترحيل الى العراق تضاعف مؤخرا، من 77 حالة في العام 2022 الى 164 بحلول نهاية اكتوبر/تشرين الاول 2023.

وتابع قائلا انه في رحلة الترحيل الاخيرة والتي جرت في وقت سابق من هذا الأسبوع، فقد جرى التأكد من أن أكثر من نصف الركاب ال28 المرحلين قد ارتكبوا جرائم جنائية وتم ترحيلهم لهذا السبب. 

صفقات خلف الأبواب 

وذكر التقرير ان العراقيين هم اكبر جنسية لطالبي اللجوء المرفوضين الذين يحملون أوراق فئة المسامحة في ألمانيا، بحسب المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF)، وانه على الرغم من مطالبتهم بمغادرة ألمانيا، فإن وضعهم ينتهي بالعيش في ألمانيا على نفقة الأموال العامة لسنوات.

ولفت التقرير إلى أن هناك انتقادات متزايدة حاليا لفشل الحكومة الألمانية في استشارة دافعي الضرائب والناخبين حول هذه المسالة، كما ان المعارضة في البرلمان انتقدت بحدة الطريقة السرية التي تم بها إبرام الاتفاق مع العراق.

ونقل التقرير عن المتحدث باسم السياسة الداخلية في حزب الديمقراطيين المسيحيين المعارض، الكسندر ثروم قوله إن المستشار الألماني اولاف شولتز لا يمكنه "ترك البرلمان والجمهور في الظلام التام بشأن الاتفاقيات التي تم إبرامها مع أي دولة". 

كما نقل التقرير عن السياسية من حزب اليسار كلارا بونغر قولها إنه "يجب على الحكومة الالمانية ان تكشف عما تم الاتفاق عليه مع العراق بشأن موضوع عمليات الترحيل". 

وبحسب التقرير، فإن ألمانيا ليست الدولة الاوروبية الوحيدة التي وقعت مثل هذه الاتفاقيات السرية المثيرة للجدل مع العراق حيث أظهر التحقيق الصحفي ان النمسا والسويد ايضا تسعيان الى اقامة شراكات كهذه مع العراق.

واوضح التقرير ان مفوضية الاتحاد الأوروبي تقول انها بشكل وثيق مع السلطات العراقية، وانه كان هناك "تغيير غير مسبوق في سياسة العودة وإعادة القبول في العراق في الربعين الثاني والثالث من هذا العام"، مضيفا ان الحكومة العراقية ملتزمة "بقبول جميع العائدين". 

وتابع قائلا ان شراكة المفوضية الاوروبية كانت معروفة علنا طوال الوقت، على النقيض من صفقة ألمانيا مع العراق، في حين ان وزارة الداخلية الالمانية قالت إنها لن تعلق على "التفاصيل". 

وبحسب التقرير، فان العراق لم ينكر وجود مثل هذا حيث أكد أن تعاونه هذا مع ألمانيا يسير على ما يرام. واشار التقرير الى ان المانيا خلال السنوات الاخيرة، قامت بتفعيل برامج متعددة لزيادة عدد عمليات ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين الى العراق، وانه برغم ذلك فإن الصفقة الاخيرة هي الصفقة الوحيدة التي ظلت الحكومة تلتزم الصمت بشأنها.

وختم التقرير بالقول؛ إنه برغم ذلك، فان آلاف العراقيين كل عام  لا زالوا يتقدمون بطلبات اللجوء في ألمانيا، مشيرين الى الاضطهاد والمعاناة في وطنهم، وأنهم لا يفكرون مطلقا في أنهم قد يضطرون الى العودة.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق المانيا صفقة سرية ترحيل مهاجرين الحکومة الالمانیة عملیات الترحیل طالبی اللجوء ان الحکومة الى العراق فی ألمانیا التقریر أن مع العراق العدید من ان العراق الى ان

إقرأ أيضاً:

تفاصيل جديدة بشأن أعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل جديدة بشأن الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ونقلت مراسلة الجزيرة في فلسطين نجوان سمري عن صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن المرحلة الأولى من الاتفاق -التي تمتد 42 يوما- ستشهد الإفراج عن 290 أسيرا فلسطينيا محكوما بالسجن المؤبد من أصل 563 أسيرا.

ولفتت سمري إلى أن الأرقام لدى نادي الأسير الفلسطيني بشأن الأسرى ذوي المحكوميات العالية أعلى، إذ دأبت السلطات الإسرائيلية على استثناء أسرى فلسطينيي الـ48 من هذه الأعداد.

ووفق الصحيفة، فإنه سيتم الإفراج عن أكثر من 600 أسير محكوم بالسجن لأكثر من 15 عاما، إضافة إلى ألف أسير من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

بدورها، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن مصلحة السجون الإسرائيلية بدأت الاستعداد للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل، وسط توقعات بأن يطلق سراحهم من سجن عوفر العسكري غربي مدينة رام الله.

وكشفت القناة ذاتها أن إسرائيل ستحصل غدا السبت على قائمة الأسرى المحتجزين الذين سيفرج عنهم بعد غد الأحد من قطاع غزة.

ووفق القناة الـ14 الإسرائيلية، فإن بعض الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالمؤبد سيفرج عنهم إلى القدس والضفة الغربية.

إعلان

وتخشى عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة -حسب سمري- عرقلة مفاوضات المرحلة الثانية من قبل أعضاء في المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، وتريد صفقة شاملة تضم كل الأسرى بمواعيد محددة.

ومن المتوقع أن تنعقد الحكومة الإسرائيلية خلال الساعات القليلة المقبلة للبت في صفقة تبادل الأسرى، في حين ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المحكمة العليا مستعدة للبت في أي استئناف ضد صفقة التبادل حتى خلال نهاية الأسبوع.

ونقل موقع والا الإسرائيلي عن مصدر مطلع قوله إن "إسرائيل ستحصل على قائمة بأسماء المخطوفين (الأسرى) المزمع الإفراج عنهم قبل يوم واحد من كل مرحلة".

وفي هذا الإطار، كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن مواطنين فرنسيين اثنين من بين قائمة الأسرى الـ33 الذين سيطلق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة.

في المقابل، ذكرت حركة حماس أن قوائم الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة ستنشر عبر مكتب الأسرى وفق مراحل وإجراءات التبادل.

وأكدت حماس أنها سعت جاهدة إلى "صفقة تبادل وطنية من كافة فصائل وأبناء شعبنا"، مشيرة إلى حل العقبات -فجر اليوم الجمعة- التي نشأت بسبب عدم التزام الاحتلال ببنود اتفاق وقف إطلاق النار.

ومساء أول أمس الأربعاء الماضي، أعلن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري توصل الوسطاء إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لافتا إلى أن تنفيذ المرحلة الأولى منه سيبدأ بعد غد الأحد.

وحسب الاتفاق، "ستطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 محتجزا إسرائيليا -بما يشمل النساء المدنيات والمجندات والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى المدنيين- مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال".

ويعيد هذا الاتفاق إلى الأذهان صفقة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بين حماس وإسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2011، وذلك مقابل الإفراج عن 1027 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

إعلان

وأجريت الصفقة على مرحلتين، الأولى كانت في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011، وتم خلالها الإفراج عن 477 أسيرا، في حين تم تنفيذ المرحلة الثانية في 18 ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، وتم الإفراج خلالها عن 550 أسيرا.

مقالات مشابهة

  • أبرز أسرى صفقة شاليط الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم
  • تفاصيل جديدة بشأن أعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم
  • من هم معتقلو شاليط الذين يشترط الاتفاق إعادة الإفراج عنهم؟
  • بعيداً عن تفكيكها.. الموسوي: استراتيجية الحكومة احتواء الفصائل وحصر السلاح بيد الدولة
  • المستقبل المجهول للعراق يُخوّف الناس من بيع وشراء العقارات: الحركة شبه متوقفة
  • بعيداً عن تفكيكها.. الموسوي: استراتيجية الحكومة احتواء الفصائل وحصر السلاح بيد الدولة - عاجل
  • احمد الأبيض: صوت العراقيين الأحرار يطارد السوداني في شوارع لندن!
  • وفد السيتى يصل ألمانيا لإنهاء صفقة عمر مرموش
  • قائممقام القائم يكشف عن موعد افتتاح المعبر الحدودي مع سوريا
  • أحمد شوبير يكشف عن صفقة جديدة لـ الأهلي