أجمع خبراء ومحللون أن صمود المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وطول أمد الحرب يقف وراء التصدع المتزايد في المجتمع الإسرائيلي، بعدما كان هناك ثقة في البداية بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبنيتها العسكرية.

وقال الخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى إن حالة الإجماع الإسرائيلية التي كانت في بداية الحرب على غزة بتحقيق الأهداف الموضوعة أصبحت الآن محل شك إسرائيليا.

وأوضح مصطفى خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" أن هناك جرأة تتزايد في إسرائيل في عدم الثقة بحكومة بنيامين نتنياهو وهدفها بالقضاء على حماس، حيث تتشكل قناعة بأن الهدف غير واقعي خاصة مع خسائر جيش الاحتلال.

ولفت إلى إسرائيل فشلت أيضا في هدفها بـ"شيطنة حماس" بعدما اتضح أن الأسرى الفلسطينيين يموتون بالسجون الإسرائيلية، في حين يحظى الأسرى الإسرائيليون لدى المقاومة في غزة بمعاملة حسنة للغاية.

ومع ذلك يقول مصطفى إن تل أبيب سوف تستمر بحربها ضد غزة بسبب الدعم الأميركي، إلى جانب الدعم الداخلي الإسرائيلي، ولكن إذا توسع التصدع الحالي، فإن إسرائيل ستراجع حساباتها خاصة أن طول الحرب سيتسبب بتداعيات اقتصادية.

ويضيف أن النقاش الحالي يتصاعد حاليا حول أهداف الحرب على غزة ومدى واقعيتها، مبينا أن المشكلة في إسرائيل تكمن في أن العسكري متشدد أكثر من السياسي والنقاش الجاري قد يفض هذا التشدد.

تحول لافت

من جانبه، شدد الكاتب والباحث السياسي ساري عرابي أن المجتمع الإسرائيلي أمام تحول، ولكنه لم يصل بعد لتشكيل ضغط حاسم، مضيفا أنه لا ينبغي التقليل من مستوى هذا التحول.

وحول أسباب هذا التحول، يقول عرابي إن هناك عدة عوامل من بينها صمود المقاومة وإدارتها ملف الأسرى، وطول أمد الحرب ودخول إسرائيل المعركة بأهداف انتقام غريزية علاوة على أنها كانت بحالة انقسام.

ويضيف عرابي أن من ضمن الأسباب أيضا عدم قدرة تل أبيب على قراءة كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- كما أنها لم تتعلم من صدمة 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأن حماس غير قابلة للاستسلام والانكسار.

ولفت إلى أن المشكلة ليست بالدعم الأميركي، لكون واشنطن منخرطة في الحرب، وإنما ذاتية بالسلطة الفلسطينية والدول العربية.

أما بشأن الرقابة العسكرية على الخطاب الإعلامي، فقد اعتبر الباحث السياسي أن الأمر ليس جديدا لأنه سلوك إسرائيلي تقليدي "يثبت ضرورة عدم التعامل بثقة أو مصداقية فيما تبثه تل أبيب من أرقام ومعلومات خلال الحروب".

"لن تحقق أهدافها"

بدوره، شدد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن الحرب تعد إحدى وسائل السياسة، وعلى الطاقم السياسي مراجعة نفسه والأخذ برأي العسكريين، لكنه قال إن الأجندة الحزبية والشخصية بهذه الحرب تعلو على السياسة والبعد العسكري.

وأضاف أن الهزيمة الإسرائيلية كانت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ قامت الحرب على شهوة الانتقام، معتقدا أن تل أبيب لن تستطيع تحقيق أدنى أهدافها وهي "إطلاق سراح الأسرى".

واعتبر تصريحات نتنياهو بشأن الاستمرار في الحرب "تسويقية، ولأغراض حزبية"، مستحضرا عمليات المقاومة في بيت حانون وبيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وجحر الديك شرقي المنطقة الوسطى، وهي مناطق دخلها جيش الاحتلال في الأيام الأولى للحرب البرية.

وبين أن هذه المناطق تعطي صورة مصغرة عما يجري، لأن الظروف الميدانية لا تسمح دائما بتسجيل كافة عمليات المقاومة، حيث يتم توثيقها في مناطق آمنة نسبيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: تل أبیب

إقرأ أيضاً:

مسؤول: إسرائيل لن تقبل مقترح مصر بشأن غزة

قال مسؤول إسرائيلي إن بلاده لن تقبل مقترح مصر الجديد بشأن غزة، بسبب مطالبته بمناقشة الوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من القطاع.

وأوضح المسؤول للقناة 12 الإسرائيلية، أن "المقترح المصري الجديد يتضمن أن تطلق حماس سراح 9 رهائن، منهم رهينة أميركي، بالإضافة إلى 8 جثث لرهائن آخرين".

ونقلت القناة أن "المقترح المصري يتضمن أن توقف إسرائيل إطلاق النار لمدة 50 يوما، وإعادة فتح محور نتساريم، وإدخال المساعدات الإنسانية وبدء المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق"، الذي نفذت منه مرحلة واحدة فقط.

وكانت تقارير صحفية كشفت، الإثنين، أن مصر قدمت مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار في غزة.

وبعد نشر التقارير، صرح مسؤول إسرائيلي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أنه حتى مساء الإثنين لم تتلق الحكومة الإسرائيلية المقترح المصري.

وأضاف المسؤول أن "إسرائيل على دراية بالجهود المصرية للتوصل إلى صيغة جديدة لاتفاق هدنة".

ويأتي الاقتراح المصري في الوقت الذي كان من المتوقع به وصول وفد من حماس إلى القاهرة، لإجراء محادثات مع وسطاء حول التطورات المحتملة في مفاوضات وقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل وحركة حماس توصلا لاتفاق لوقف إطلاق النار في يناير الماضي، انتهت المرحلة الأولى منه مطلع مارس.

إلا أن إسرائيل رفضت الانخراط في المرحلة الثانية، التي كانت تعني فعليا إنهاء الحرب، ثم عاودت في 18 مارس استئناف الضربات العنيفة على قطاع غزة بعد أن منعت دخول المساعدات الإنسانية له.

وأتاحت الهدنة عودة 33 رهينة إسرائيليا، 8 منهم قتلى، مقابل إطلاق سراح نحو 1800 فلسطيني من السجون الإسرائيلية.

ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، عكس معظم عائلات وأقارب الرهائن، على أن زيادة الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على إعادة الرهائن، الأحياء و الأموات، الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.

من بين 251 رهينة تم احتجازهم خلال هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، لا يزال 58 محتجزين في القطاع الفلسطيني، 34 لقوا حتفهم وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • وزير الحرب الإسرائيلي:ندفع باتجاه تهجير سكان غزة وفقا لرؤية ترامب
  • وزير الحرب الإسرائيلي يقول إن جيشه يقّطع أوصال غزة وينفذ مخطط التهجير
  • إسرائيل ترد على جوتيريش بشأن نقص المساعدات بغزة
  • الحرب الخفية في غزة: الحسابات على الأرض والحسابات الإقليمية
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: الحرب ستتوقف إذا سلمت حماس سلاحها
  • انتقادات إسرائيلية قاسية لحكومة نتنياهو وللجيش بسبب التخبط في غزة
  • صاحب خطة الجنرالات: ثلاثة أسباب لفشل “إسرائيل” في الحرب على غزة
  • مسؤول: إسرائيل لن تقبل مقترح مصر بشأن غزة
  • جيورا آيلاند: إسرائيل فشلت في تحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة
  • المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو غير صالح لقيادة تل أبيب فى الحرب ولا يمكن الوثوق به