وثائق بريطانية: العدوان الثلاثي على مصر عام 56 لم يكن هدفه قناة السويس فقط
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
كشف وثائق بريطانية أن دول العدوان الثلاثي على مصر عام 1856 خططوا لما هو أبعد من السيطرة على قناة السويس، إذ إن الهدف الأساس كان التخلص من الرئيس الأسبق، جمال عبد الناصر ونظامه.
وقالت الوثائق التي نشرت "بي بي سي" مقتطفات منها، إن العدوان الذي نفذته بريطانيا وفرنسا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، استهدف تدمير مصر اقتصاديا وعسكريا والتمهيد لنظام جديد بعد إسقاط نظام حكم الرئيس جمال عبد الناصر.
وكان الرئيس جمال عبد الناصر أعلن في في 26 تموز/ يوليو عام 1956، تأميم شركة قناة السويس، ما دفع بريطانيا وفرنسا، بمشاركة إسرائيل، بشن عدوان عسكري أطلق عليه "عملية الفارس"، كان هدفه المعلن هو استعادة السيطرة الدولية على الشريان البحري الحيوي العالمي.
وبدأ العدوان يوم 29 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1956، وتكشف الوثائق أن الولايات المتحدة حذرت بالفعل سرا البريطانيين والفرنسيين من عواقب أي تحرك عسكري ضد مصر.
وكشف وثائق لوزارة الدفاع البريطانية أن التخطيط للهجوم على مصر قد بدأ فعليا بعد ثلاثة أيام فقط من قرار ناصر تأميم قناة السويس، فيما أعدت دولة الاحتلال الإسرائيلي خطة خاصة بها سمتها "قادش"، وفيها احتلت قطاع غزة، الذي كان تحت إدارة مصر، وشبه جزيرة سيناء.
تفاصيل خطة الهجوم
في أواسط شهر تشرين الأول/ أكتوبر، أقرت لجنة رؤساء الأركان البريطانية، بعد موافقة الجيش الفرنسي، خطة تنفيذ العدوان على مصر، وتشمل، القضاء على السلاح الجوي المصري
وثانيا هجوم جوي مرفق بحملة نفسية موجهة توجيها يتسم بأقصى درجة من الحرص.
وسيوجه الهجوم الجوي إلى أهداف مختارة بغرض إحداث اضطراب متزايد غير مسبوق على الإطلاق للاقتصاد، والمعنويات، والإدارة والقوات المسلحة المصرية، وفي النهاية، تدمير إرادة المقاومة لدى المصريين.
وثالثا، هبوط في بورسعيد يتبعه احتلال منطقة القناة، والاستيلاء على الإسماعيلية وأبو صوير والتقدم إلى التل الكبير وفايد والسويس.
خطة الحرب النفسية
تفيد الوثائق أن البريغيدير فيرغسون عين مسؤولا عن إدارة الحرب النفسية لقائد العملية. كما عُين موظفون ذوو خبرة من وزارة الخارجية للعمل معه.
كان الهدف الأول هو إسكات صوت إذاعة القاهرة، على أن "تحل محلها إذاعة الشرق الأدنى البريطانية". وشملت خطة الإسكات ضرب محطات الإرسال الأربع في أبو زعبل إضافة إلى المحطتين الأقل قوة في القاهرة والأسكندرية.
ووفقا لخطة الحرب، فإن الغرض هو "قطع الاتصالات الإذاعية بين الحكومة المصرية والعالم الخارجي ومنطقة الدلتا". وأشارت إلى أنه "في غياب الإعلانات الحكومية المباشرة، سوف يُسمح بانتشار الشائعات، وتكون دعايتنا فاعلة".
ورغم أن المخططين توقعوا "تقليل حجم الضرر الواقع على المدنيين"، فإنهم شددوا على أنه "إذا كانت المعنويات المصرية أعلى من المقدر، سوف يُطلب مزيد من الحرية في العمل لمهاجمة أهداف سيكون لها تأثير مباشر بقدر أكبر على عموم الأمة".
على جانب آخر، ناقش المستشارون القانونيون لوزارة الخارجية البريطانية إصدار "مراسيم لفرض حكم عسكري" في المناطق التي سيطروا عليها.
ووفق هذه المراسيم، تقرر "إعطاء أفراد من القوات وأشخاص أخرين يُكلفهم القائد العسكري صلاحيات القبض والتفتيش واعتقال أي أشخاص يثبت ارتكابهم أو يشتبه في أنهم على وشك ارتكابهم مخالفات منصوص عليها في الإعلانات والمراسيم واللوائح اللاحقة".
وتضمنت المراسيم أيضا "إنشاء محاكم عسكرية لمحاكمة ومعاقبة أي أشخاص سوف يرتكبون مخالفات منصوص عليها في هذا الإعلان أو الإعلانات والمراسيم واللوائح اللاحقة".
سياسيا، ناقشت لجنة مصر في الخارجية، بناء على طلب سير نورمان بروك، وزير شؤون مجلس الوزراء "الاعتبارات السياسية المرتبطة بتخطيطنا العسكري وخاصة باحتلالنا لمصر".
ونصحت وزارة الدفاع والوزارات الأخرى المعنية بالترويج "بأبسط العبارات" لهدف التحالف العسكري وهو "الحفاظ على مبادئ معاهدة 1888، وضمان السيطرة الدولية على القناة".
أما الهدف غير المعلن حينها فهو "الإطاحة بنظام ناصر".
كيف كان موقف الولايات المتحدة؟
بينما كان التخطيط العسكري البريطاني الفرنسي الإسرائيلي مستمرا، رصد الأمريكيون خطة بريطانيا لإجلاء مواطنيها من عدد من دول الشرق الأوسط، وهو ما رأته الإدارة الأمريكية استعدادا للحرب على مصر.
والتقى بربور، القائم بالأعمال الأمريكي في لندن، مع وزير الخارجية البريطاني سيلوين لويد في أوائل شهر أيلول/ سبتمبر بناء على تعليمات من حكومته.
ويقول محضر اللقاء إن بربور أبلغ الوزير بأن حكومته "قلقة من أن الرأي العالمي سوف يأخذ انطباعا غير إيجابي بسبب المعلومات المتاحة عن الاستعدادات البريطانية الفرنسية وعن خطط للإجلاء".
وأبلغ الدبلوماسي الأمريكي البريطانيين بأن وزيره جون فوستر دالاس، يرى أن الحكومتين البريطانية والفرنسية "مثلهما مثل الحكومة الأمريكية، عليهما التزام بإيجاد حل سلمي لمشكلة قناة السويس، حتى لو لم يمكن إيجاد حل سلمي في خلال أسبوع"، في إشارة إلى ضرورة منح المفاوضات بين عبد الناصر ووفد الدول المعنية برئاسة رئيس الوزراء الأسترالي روبرت مينزيس فرصة أكبر.
ورد البريطانيون قائلين: "ما نفعله ينسجم مع اتخاذ الاحتياطات ولا يجب أن يؤخذ على أنه إشارة إلى أننا نعد لحرب غدا".
غير أنهم قالوا إنه "ما لم يرضخ ناصر، فسوف ينبغي علينا دراسة عمل آخر. من ناحية أخرى، لم يتم الضغط على الزر بعد".
وانتهى اللقاء بأن قال بربور إن دالاس "يعتقد بأنه من المهم أن يكون الرأي العالمي وراءنا قبل أن نلجأ إلى القوة".
وأضاف أن "خشيته هي أن التحركات العسكرية الحالية وبداية إجلاء (المواطنين البريطانيين من الشرق الأوسط) سوف تبعد الرأي العالمي عنا".
في هذه الأثناء، صارح حلف الناتو البريطانيين بـ "السخط" مما يجري بين بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.
ودفع هذا السخط ليون جونسون، نائب قائد قوات الناتو في أوروبا، إلى لقاءات متكررة مع أحد مسؤولي السفارة البريطانية في واشنطن، أشير إلى اسمه بحروف بي جيه إس أم، لمناقشة تأثير أزمة السويس على الحلف.
وجاء في برقية بالغة السرية من السفارة إلى وزير الدفاع البريطاني أن حديث جونسون "كان صريحا، وأوضح سخط وغضب الولايات المتحدة، الذي هو مرأي بوضوح في واشنطن".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية العدوان الثلاثي مصر قناة السويس الوثائق مصر قناة السويس وثائق العدوان الثلاثي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قناة السویس عبد الناصر على مصر
إقرأ أيضاً:
"فقه المعاملات في رمضان".. ندوة توعوية بجامعة قناة السويس لتعزيز القيم بالشهر الفضيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أشار الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، إلى أن الجامعة تحرص على تنظيم فعاليات تثقيفية ودينية تهدف إلى توعية الطلاب بالقيم الإسلامية الصحيحة وتعزيز الأخلاقيات في المجتمع، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، الذي يُعد فرصة حقيقية للارتقاء بالسلوكيات وتعزيز قيم التكافل والرحمة.
وأكد "مندور" أهمية فهم فقه المعاملات في الإسلام، حيث لا تقتصر العبادات على الصوم والصلاة، بل تشمل الأخلاق والتعاملات اليومية التي تعكس جوهر الدين الإسلامي.
من جانبها، شددت الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، على الدور المجتمعي للجامعة في نشر الوعي الديني السليم، ومكافحة السلوكيات السلبية التي قد تتنافى مع روح الشهر الكريم.
وأوضحت أن الفعاليات التوعوية، مثل هذه الندوة، تسهم في نشر ثقافة التسامح والعفو، وتعزز من القيم الإنسانية التي يجب أن تستمر لما بعد رمضان.
ومن جانبه، رحب الدكتور صفوت عبد المقصود، عميد كلية الألسن، بالسادة الحضور، مؤكداً أن كلية الألسن تحرص على استضافة فعاليات تثقيفية متنوعة، لا سيما تلك التي تهتم بالقيم الدينية والاجتماعية، إيماناً بدورها في تنمية وعي الطلاب وتهيئتهم ليكونوا أفراداً صالحين في المجتمع.
ونظمت وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة قناة السويس، بالتعاون مع إدارة الندوات والمؤتمرات بالجامعة، ندوة علمية بكلية الألسن تحت عنوان "فقه المعاملات في رمضان"، وذلك بحضور الدكتورة مها مجدي، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة اعتدال عباس، المدير التنفيذي للوحدة، والدكتورة دينا زايد، عضو الوحدة ومنسق الوحدة بكلية الألسن، إلى جانب الأستاذة إيفون، مدير إدارة الندوات والمؤتمرات بالجامعة.
وحاضر في الندوة نخبة من المتخصصين في الفقه الإسلامي والقضايا المجتمعية، حيث شارك كل من الشيخ أشرف السعيد، مدير إدارة الوعظ بالإسماعيلية، الذي تناول الجوانب الفقهية المتعلقة بالعبادات والمعاملات في الإسلام، والدكتورة اعتدال عباس، المدير التنفيذي لوحدة مناهضة العنف ضد المرأة، التي أكدت على دور الأخلاق الإسلامية في بناء مجتمع متكافل ومتسامح، والأستاذة لبنى ذكي، مقرر المجلس القومي للمرأة بالإسماعيلية، التي ناقشت أثر القيم الرمضانية في دعم قضايا المرأة وتمكينها داخل المجتمع، والدكتورة داليا مطر، عضو وحدة مناهضة العنف ضد المرأة ومدرس أصول التربية بكلية التربية، التي سلطت الضوء على أهمية تهذيب السلوكيات والابتعاد عن العادات السلبية خلال الشهر الفضيل.
وتناولت الندوة عدة محاور رئيسية، حيث تم تسليط الضوء على مفهوم فقه العبادات والمعاملات في الإسلام، وأهمية ارتباط العبادات بالسلوكيات اليومية وأثرها في بناء مجتمع متوازن.
كما ناقش المحاضرون أخلاقيات البيع والشراء، وحكم الدين في التعامل بالربا والقروض، وطرق إخراج الزكاة والصدقات وأفضل الأوقات لها. كما تم التأكيد على دور الصيام في تهذيب النفس وتعزيز قيم التسامح والعفو وصلة الرحم، والتوعية بأهمية الحد من العادات السلبية في الأسرة والشارع المصري خلال الشهر الفضيل.
وتطرقت الندوة إلى أهمية تعزيز أعمال الخير والروحانيات والعبادات، والعمل على استمرارها لما بعد رمضان، مع التأكيد على ضرورة إعلاء قيم الصدق والأمانة، وتجنب الغش والاحتيال، خاصة في الأسواق.
كما تمت مناقشة فقه الإنفاق والإحسان في رمضان، وفضل إفطار الصائم وأثره على الفرد والمجتمع.
واختتمت الندوة بجلسة نقاشية مفتوحة شهدت تفاعلاً واسعاً من الطلاب، حيث أجاب المحاضرون على الأسئلة المطروحة، مما أسهم في تحقيق استفادة علمية ودينية كبيرة.
هذا وتواصل جامعة قناة السويس جهودها في تنظيم الفعاليات التوعوية التي تهدف إلى تحقيق التكامل بين القيم الدينية والسلوكيات المجتمعية، إيماناً منها بدور المؤسسات الأكاديمية في بناء أجيال واعية بالقيم الإسلامية الصحيحة، قادرة على التفاعل الإيجابي مع المجتمع، والالتزام بالأخلاق الحميدة في جميع جوانب الحياة.