الوطن:
2024-10-03@11:47:13 GMT

د. محمد عبود يكتب: هل أتاك حديث الطنطورة؟!  

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

د. محمد عبود يكتب: هل أتاك حديث الطنطورة؟!  

بعد 75 عاماً من التستر والإنكار ظهر فى إسرائيل فيلم وثائقى للمخرج «ألون شفارتس»، يكشف جريمة قتل 200 أسير فلسطينى أعزل بدم بارد على أيدى عصابات الهاجاناه فى قرية الطنطورة يوم 22 مايو 1948. يعترف ضباط وجنود إسرائيليون فى الفيلم بارتكاب جرائم حرب بشعة بحق أهالى الطنطورة. كيف قتلوهم، وأجبروهم على حفر قبر جماعى لأنفسهم، دفنوهم فيه أحياء.

يقول أحد الجنود: «كان بعض زملائى فى الكتيبة وحوشاً آدمية»! ويقول آخر إنه قَتَلَ ما بين 15 إلى 20 أسيراً فلسطينياً أعزل رمياً بالرصاص، كما اتضح أن ضابطاً قتل عدداً آخر بمسدسه الخاص بطلقات مباشرة فى الرأس!

أما القصة الأكثر بشاعة، فيرويها أحد الجنود قائلاً إنهم وضعوا عدداً كبيراً من الفلسطينيين فى «حاويات صفيح» وأطلقوا عليهم الرصاص من مدافع رشاشة، ثم وقفوا يشاهدون الدماء تنهمر من الفتحات التى أحدثها الرصاص فى مشهد يعبر عن وحشية الاحتلال! ويعترف الجندى عميتسور كوهين: «كنتُ سفاحاً، كنت أوقف الفلسطينيين وآمرهم برفع أيديهم ثم أطلق عليهم الرصاص. لم أحصِ عددهم. كان معى رشاش فيه 250 رصاصة، أطلقتها جميعاً»!

الطنطورة بلدة فلسطينية تقع جنوبى مدينة حيفا لها أهمية كبيرة بسبب مينائها البحرى وتاريخها العريق. فى عام 1948، وبعد إعلان قيام «إسرائيل» بأسبوع، هاجمها اللواء «ألكسندرونى»، وتعرضت لمذبحة رهيبة. وظل جيش الاحتلال ينكر الجريمة، ويزعم أن ما جرى كان قتالاً بين مسلحين من الطرفين. لكن مؤرخاً يهودياً، يدعى «تيدى كاتس»، أعد عام 1988، دراسة أكاديمية لنيل شهادة الماجستير من جامعة حيفا، كشف خلالها أن الإسرائيليين هاجموا الطنطورة بهدف التطهير العرقى، حتى يبقى الساحل خالياً من العرب. ونهبوا خلال العملية العسكرية ممتلكات الفلسطينيين، وجمعوا عشر حاويات من المجوهرات التى نزعوها من صدر النساء الفلسطينيات، وقتلوا 200 من سكانها، الذين استسلموا وأصبحوا فى نظر القانون الدولى «أسرى حرب»!

لم يعتمد الباحث الإسرائيلى على روايات شفوية من سكان الطنطورة فقط، بل اعتمد على شهادات عيان من بعض الجنود وبعض الوثائق السرية فى الجيش الإسرائيلى. بعد نشر الدراسة ثارت ضد كاتس موجة تحريض عاتية، إذ كانت إسرائيل مشحونة بالعداء للفلسطينيين بسبب الانتفاضة الأولى. وتقدم عدد من الجنود بدعوى إلى المحكمة ضد كاتس بتهمة السب والقذف، وطالبوه بتعويضات كبيرة. وأجرت المخابرات معه تحقيقاً مرعباً، ومارسوا عليه ضغوطاً شديدة، وأجبروا الجامعة على فصله، ورفع رسالته.

أصيب كاتس بالفزع، ولم يجد له ولياً ولا نصيراً فى معركته ضد مؤسسات الاحتلال، فتراجع عما كتب، ونشر اعتذاراً مكتوباً فى الصحف. لكن بعد فترة، أعاد مراجعة بحثه وترسخت قناعاته بأن ما كتبه كان صحيحاً، وأن من اشتكوا ضده أرادوا طمس القضية «لأنها تنطوى على جرائم حرب بكل معنى الكلمة». فأعلن تراجعه عن التراجع الأول. وتوجه إلى المحكمة لتقر وجهة نظره، لكن المحكمة رفضت مجدداً، وخرج المجرمون منتصرين!

أعاد وثائقى «الطنطورة» صراخ دماء الشهداء الفلسطينيين إلى الواجهة من جديد، ولا شك أن الجهود التى بذلها المؤرخ كاتس، والمخرج شفارتس، وحفنة من اليساريين فى إسرائيل فى غاية الأهمية، لكن الكرة الآن فى الملعب العربى والفلسطينى. وينبغى مساندة الخارجية الفلسطينية التى طالبت بلجنة تحقيق دولية مستقلة فى قضية المقابر الجماعية والمجازر التى ارتكبتها إسرائيل عام 1948. فنحن الآن أمام فرصة جيدة لإنصاف الضحايا الفلسطينيين ومعاقبة المسئولين الإسرائيليين، الذين يواصلون التستر على جرائم حرب مخزية، وينفذون جرائم حرب جديدة، يومياً، فى قطاع غزة والضفة الغربية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جرائم الاحتلال الإسرائيلى جرائم حرب

إقرأ أيضاً:

حديث منقوص وغير موفق لوزير الزراعة عن هدْر الطعام.!

#سواليف

حديث منقوص وغير موفق لوزير الزراعة عن هدْر الطعام.!

خبير التأمينات والحماية الاجتماعية الإعلامي والحقوقي/ #موسى_الصبيحي

لم يكن حديث #وزير_الزراعة أمام عدد من الهيئات والمنطمات الدولية بأن كل فرد في الأردن يهدر (101) كغم من #الطعام سنوياً، وأن ما يُهدَر من طعام في الأردن سنوياً يُقدَّر بحوالي (1.136) مليون طن. وقوله بأن هذا #الهدر يكفي لإطعام (1.5) مليون شخص لمدة عام. لم يكن هذا الحديث موفّقاً.!

مقالات ذات صلة 6 شهداء في قصف إسرائيلي لمبنى يؤوي نازحين بحي الرمال 2024/10/02

صحيح أن الأردنيين يهدرون طعاماً، ولا سيما خلال بعض العادات والمناسبات التي يبالغ فيها الأردنيون بما يُعدّونه من ولائم، ولكن هذا الهدر قياساً بمجتمعات أخرى لا يكاد يُذكَر، هذا أولاً. ثانياً فإن هدر الفرد لحوالي (101) كغم من الطعام سنوياً، يعني أن الهدر اليومي بحدود (275) غراماً فقط، أي ربما بوزن رغيف خبز واحد تقريباً.

من ناحية ثالثة، فإن الوزير لم يسأل نفسه أين يذهب معظم هذا الهدر في الطعام، وربما لم يشأ أن يذكر أن مَنْ يلتقط معظم الطعام المُهدَر أفراد آخرون يعانون انعداماً شديداً في أمنهم الغدائي وأعياهم الجوع.!

من ناحية رابعة، فإن الحكومة مسؤولة عن مكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي بمستوياته المختلفة للمواطن، وأن الحكومة وضعت الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2021 – 2030 وأعدّت خطة عمل تنفيذية لها للأعوام 2022 – 2024، ومن ضمن أهدافها تقليل عدد الأُسَر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي, والحد من الفاقد والهدر من الأغذية. ويشير آخر تقرير تحليلي صادر عن دائرة الإحصاءات العامة عن حالة الأمن الغذائي في الأردن للسنة 2013-2014 بأن (0.5%) من عدد الأُسَر في المملكة غير آمِنة غذائياً، يعني حوالي (12) ألف أُسرة، وأن نسبةً منها تعاني من انعدام تام للأمن الغذائي، وأن ( 80 % ) من الأُسَر غير الآمنة غذائياً يقل دخلها السنوي عن (5) آلاف دينار.!!!

كما يشير التقرير إلى أن (9.6%) من الأُسَر في الأردن تلقّت مساعدات غذائية، وأن حوالي (71%) من الأسَر في أحد الألوية الواقعة ضمن المنطقة الشرقية الشمالية للمملكة تلقّت مساعدات غذائية..!!!!!

وهنا أسأل الوزير الممتد من الحكومة السابقة؛ ماذا نفّذت الحكومة من استراتيجية الأمن الغذائي ومن خطتها التنفيدية، وهل حقّقت شيئاً من أهدافها، وكيف يمكن قياس ذلك في الوقت الذي تُحجم فيه الحكومة عن إعلان نسبة الفقر في المملكة، التي تشير التقديرات إلى بلوغها حوالي (30%).؟!

أقول للوزير وللحكومة، بأن أرقام الضمان الاجتماعي حول معدّلات أجور العاملين والمتقاعدين واضحة، وهي تتراوح ما بين الخمسة والستة آلاف دينار سنوياً وهو حدّ الأمن الغذائي لعام 2013 كما جاء في التقرير التحليلي المذكور لدائرة الإحصاءات العامة. فكيف سيكون الوضع حالياً بعد إحدى عشرة سنة.؟؟!!

قبل أن تتحدث يا معالي الوزير عن الهدر الغذائي وتصوير الأردنيين وكأنهم يعيشون حالة (بَطَر) غذائي وأنهم مسرفون، تحدث عن الأمن الغذائي، وعما أنجزته الحكومة في استراتيجيتها الوطنية العشرية، حيث تشير المؤشّرات العامة إلى زيادة نسب الفقر بين الأردنيين، وزيادة مَنْ يُعانون من صور متفاوتة لانعدام الأمن الغذائي، وليس أدلّ على ذلك من إفصاحات الحكومة عن ضم آلاف الأُسَر الأردنية إلى متقاضي المساعدات الدورية من صندوق المعونة الوطنية.!

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»
  • أمير الشرقية يستقبل الأعضاء المعينين حديثًا بهيئة كبار العلماء من المنطقة الشرقية
  • كاتس يعلن غوتيريش شخصية غير مرغوب بها ويتهمه بمعاداة إسرائيل
  • رئيس مجلس الدولة يتفقد محكمة القضاء الإداري بالرحاب
  • حديث منقوص وغير موفق لوزير الزراعة عن هدْر الطعام.!
  • إسرائيل تجتاح لبنان... وتضرب سوريا
  • لقطات تظهر فرحة الفلسطينيين بصواريخ إيرانية تضرب إسرائيل
  • من هو الشهيد عبود شاهين الذي طارده الاحتلال والسلطة؟
  • امرأة تتخلى عن طفلها حديث الولادة وترميه وسط أكوام حديد جنوبي كركوك
  • إسرائيل تحرق قلب بيروت