الوطن:
2025-03-04@14:48:08 GMT

د. محمد عبود يكتب: هل أتاك حديث الطنطورة؟!  

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

د. محمد عبود يكتب: هل أتاك حديث الطنطورة؟!  

بعد 75 عاماً من التستر والإنكار ظهر فى إسرائيل فيلم وثائقى للمخرج «ألون شفارتس»، يكشف جريمة قتل 200 أسير فلسطينى أعزل بدم بارد على أيدى عصابات الهاجاناه فى قرية الطنطورة يوم 22 مايو 1948. يعترف ضباط وجنود إسرائيليون فى الفيلم بارتكاب جرائم حرب بشعة بحق أهالى الطنطورة. كيف قتلوهم، وأجبروهم على حفر قبر جماعى لأنفسهم، دفنوهم فيه أحياء.

يقول أحد الجنود: «كان بعض زملائى فى الكتيبة وحوشاً آدمية»! ويقول آخر إنه قَتَلَ ما بين 15 إلى 20 أسيراً فلسطينياً أعزل رمياً بالرصاص، كما اتضح أن ضابطاً قتل عدداً آخر بمسدسه الخاص بطلقات مباشرة فى الرأس!

أما القصة الأكثر بشاعة، فيرويها أحد الجنود قائلاً إنهم وضعوا عدداً كبيراً من الفلسطينيين فى «حاويات صفيح» وأطلقوا عليهم الرصاص من مدافع رشاشة، ثم وقفوا يشاهدون الدماء تنهمر من الفتحات التى أحدثها الرصاص فى مشهد يعبر عن وحشية الاحتلال! ويعترف الجندى عميتسور كوهين: «كنتُ سفاحاً، كنت أوقف الفلسطينيين وآمرهم برفع أيديهم ثم أطلق عليهم الرصاص. لم أحصِ عددهم. كان معى رشاش فيه 250 رصاصة، أطلقتها جميعاً»!

الطنطورة بلدة فلسطينية تقع جنوبى مدينة حيفا لها أهمية كبيرة بسبب مينائها البحرى وتاريخها العريق. فى عام 1948، وبعد إعلان قيام «إسرائيل» بأسبوع، هاجمها اللواء «ألكسندرونى»، وتعرضت لمذبحة رهيبة. وظل جيش الاحتلال ينكر الجريمة، ويزعم أن ما جرى كان قتالاً بين مسلحين من الطرفين. لكن مؤرخاً يهودياً، يدعى «تيدى كاتس»، أعد عام 1988، دراسة أكاديمية لنيل شهادة الماجستير من جامعة حيفا، كشف خلالها أن الإسرائيليين هاجموا الطنطورة بهدف التطهير العرقى، حتى يبقى الساحل خالياً من العرب. ونهبوا خلال العملية العسكرية ممتلكات الفلسطينيين، وجمعوا عشر حاويات من المجوهرات التى نزعوها من صدر النساء الفلسطينيات، وقتلوا 200 من سكانها، الذين استسلموا وأصبحوا فى نظر القانون الدولى «أسرى حرب»!

لم يعتمد الباحث الإسرائيلى على روايات شفوية من سكان الطنطورة فقط، بل اعتمد على شهادات عيان من بعض الجنود وبعض الوثائق السرية فى الجيش الإسرائيلى. بعد نشر الدراسة ثارت ضد كاتس موجة تحريض عاتية، إذ كانت إسرائيل مشحونة بالعداء للفلسطينيين بسبب الانتفاضة الأولى. وتقدم عدد من الجنود بدعوى إلى المحكمة ضد كاتس بتهمة السب والقذف، وطالبوه بتعويضات كبيرة. وأجرت المخابرات معه تحقيقاً مرعباً، ومارسوا عليه ضغوطاً شديدة، وأجبروا الجامعة على فصله، ورفع رسالته.

أصيب كاتس بالفزع، ولم يجد له ولياً ولا نصيراً فى معركته ضد مؤسسات الاحتلال، فتراجع عما كتب، ونشر اعتذاراً مكتوباً فى الصحف. لكن بعد فترة، أعاد مراجعة بحثه وترسخت قناعاته بأن ما كتبه كان صحيحاً، وأن من اشتكوا ضده أرادوا طمس القضية «لأنها تنطوى على جرائم حرب بكل معنى الكلمة». فأعلن تراجعه عن التراجع الأول. وتوجه إلى المحكمة لتقر وجهة نظره، لكن المحكمة رفضت مجدداً، وخرج المجرمون منتصرين!

أعاد وثائقى «الطنطورة» صراخ دماء الشهداء الفلسطينيين إلى الواجهة من جديد، ولا شك أن الجهود التى بذلها المؤرخ كاتس، والمخرج شفارتس، وحفنة من اليساريين فى إسرائيل فى غاية الأهمية، لكن الكرة الآن فى الملعب العربى والفلسطينى. وينبغى مساندة الخارجية الفلسطينية التى طالبت بلجنة تحقيق دولية مستقلة فى قضية المقابر الجماعية والمجازر التى ارتكبتها إسرائيل عام 1948. فنحن الآن أمام فرصة جيدة لإنصاف الضحايا الفلسطينيين ومعاقبة المسئولين الإسرائيليين، الذين يواصلون التستر على جرائم حرب مخزية، وينفذون جرائم حرب جديدة، يومياً، فى قطاع غزة والضفة الغربية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جرائم الاحتلال الإسرائيلى جرائم حرب

إقرأ أيضاً:

الشيخ عبود هبود بن قمصيت.. شخصية مثالية تنسج خيوط المجد القادم لمحافظة المهرة

شمسان بوست / كتب _صديق الطيار

في الوقت الذي تشتد فيه أزمات الوطن ويزداد الغموض وتكثر الاجتهادات ويكثر الرجم بالغيب، نقف على تطلعات هنا وآمال هناك، نلملم فيها أفكارنا ونجمع معطيات استشرافنا للمستقبل ولو على المدى القريب..

وفي ظل هكذا واقع، فإن صياغة العمل لتجاوز الظروف الاستثنائية والتغلب على صعوباتها وتحدياتها أمر يحتاج إلى رجال يمتلكون الكثير من النضج والحكمة والولاء الوطني الفريد.. وبلادنا تزخر بشخصيات بارزة لديها كل هذه المقومات قادرة على انتشالها من مستنقع الحروب والصراعات والضياع والنهوض بها من جديد.. شخصيات كتب الله لها القبول والتمكين لما تحمله في قلوبها من حب لهذا الوطن الذي كرست من أجله كل وقتها وجهدها لإرساء دعائم الأمن والسلام، فاستحقت منا أن نفتخر بها ونرفع من قدرها لما نلمسه فيها من إخلاص ووفاء للوطن وقدمت ومازالت من أجله الغالي والنفيس..

ويأتي ابن محافظة المهرة الشيخ عبود هبود بن قمصيت في مقدمة هذه الشخصيات الاعتبارية التي يحتاجها الوطن في وقتنا الحالي، لإخراجه من الظلمات التي يرزح فيها منذ سنوات إلى النور، باعتباره رجل المرحلة المقبلة التي يعول عليها لعمل الكثير لهذا الوطن الجريح وتطبيب جراحه، فهو قامة يمنية مهرية شامخة بلا حدود، يصنع من العجز قوة، ويخلق من الهمس صخباً، رجل لا يعترف بالصعوبات والتحديات بل يتجاوزها بكل حنكة وحكمة وصلابة لما يمتلكه من خبرة في إدارة الأزمات، منها ما ورثه من تاريخ عائلته العريقة، ومنها ما اكتسبه جهداً واجتهاداً ومثابرة..

اليوم محافظة المهرة بحاجة ماسة لهذا الرجل الحكيم صاحب الفكر المستنير، الذي يعي ما تحتاج إليه المهرة لتحافظ على أمنها واستقرارها، وإحداث طفرة واسعة في الجوانب التنموية والاقتصادية والاستثمارية، وكل ما من شأنه يعود بالنفع والخير للمحافظة وأبنائها.

يعتبر الشيخ عبود بن قمصيت واحداً من رجالات هذا الزمان الذين يعملون بصدق وإخلاص وبعيداً عن أضواء الكاميرات والشاشات والبهرجة الإعلامية لتقريب الرؤى والحفاظ على النسيج الاجتماعي لأبناء المهرة وإعادة الاعتبار لتاريخهم المجيد، وتعزيز قيمة الافتخار والاعتزاز في أنفسهم بانتمائهم لمجتمعهم المهري المثالي.. يفعل كل ذلك تجسيداً لما يحمله في قلبه وعقله وضميره من حب وإجلال لمجتمعه وأبناء مجتمعه بكل انتماءاتهم وأطيافهم، ليؤكد أن ذلك يأتي في إطار واجبه الديني والوطني والأخلاقي.

لقد ساهم الشيخ عبود بن هبود منذ ظهوره على الساحة على حماية المجتمع المهري من براثن الشر والظواهر السلبية، واستنهض في أبناء المحافظة قيم ومبادئ الخير والفضيلة والشهامة والأصالة الكامنة فيهم، وكرس جهده ووقته لحشد طاقاتهم المبعثرة وتوحيدها للذود عن سيادة مجتمعهم الأصيل من المتربصين بهم في هذا الزمن المليء بالتحديات الكبيرة والمؤامرات المتمادية.

شخصية مثالية مفعمة بالحب والتواضع والحكمة والنبل والفكر العالي، شخصية مثالية تعيد إلينا الأمل بأن نشاهد وجوهاً في هذا الزمن تخدم مصالح الوطن وتساهم في نهضة المجتمعات المنهكة بالخراب والفساد والانهيار على كل المستويات، وهذه هي الحقيقة والشهادة التي أعطاها إياه كل من التقى به أو سمع عنه وعن جهوده ومبادراته الإنسانية الطيبة في محافظة المهرة.. لا ينتظر من أحد جزاءً ولا شكوراً على جهوده ومساعيه نحو الإصلاح المجتمعي، بل فُطِر على بذل الخير فوجد القبول والاحترام من أبناء المهرة خصوصاً وأبناء الوطن بشكل عام.

لعب الشيخ عبود أدواراً كبيرة في التاريخ النهضوي للمجتمع المهري، وكان حاضراً بقوة خلال كل المنعطفات التي مرت بها محافظة المهرة، يقود وجهاءها ويشد من أزر قادتها لينسج معهم خيوط الفجر القادم لأبناء المهرة، ويزرع الأمل فيهم ويشحذ من هممهم لرفض الظواهر السيئة في مجتمعهم المسالم، ويسهم بفاعلية في توعيتهم وتوحيدهم لمجابهة ونبذ قوى الشر والظلام.

لقد جسد الشيخ عبود بن هبود أروع معاني الإنسانية والشهامة، حيث تجده دائماً سباقاً لفعل الخير وإصلاح ذات البين، وبصماته في هذا الجانب حاضرة بقوة ويعرف أبناء المهرة جهوده في هذا المضمار، وسعيه الدائم لرأب الصدع ووأد الفتن والاختلافات والنزاعات.

إن في شهادتنا في الشيخ عبود بن قمصيت المهري مجروحة، وبديهي أنها لا تزيده شهرة و لا تكسبه سمعة أكثر من سمعته الطيبة المتداولة على كل الألسن.. لكن رأينا أنه من واجبنا أن نشيد بهذا الرجل الإنسان الذي يفتخر به أبناء محافظة المهرة خاصة وأبناء الشعب اليمني بصفة عامة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل قلقة من قدرات الجيش المصري..كاتس: إنها أكبر وأقوى دولة عربية!
  • «الرقب»: مزاعم انتهاك مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل كاذبة.. و«كاتس» سكت دهرا ونطق كفرا»
  • الشيخ عبود هبود بن قمصيت.. شخصية مثالية تنسج خيوط المجد القادم لمحافظة المهرة
  • أ.د محمد حسن الزعبي يكتب .. فصل الشتاء و فصل الكهرباء
  • جنبلاط: إسرائيل تستخدم الدروز لقمع الفلسطينيين
  • وسط صمت دولي.. برلماني: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا للضغط على الفلسطينيين
  • تهجير الفلسطينيين من غزة جريمة طبقتها إسرائيل قبل أن ينظّر لها ترامب.. كتاب جديد
  • محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. نمو قوي متعدد التنوع
  • محمد حامد جمعة يكتب: شكرا مصر
  • محمد أبو زيد كروم يكتب: رمضان شهر الجهاد، وبل الجنجويد