بطريرك الكاثوليك.. بساطة المسيح ووداعته ليست ضعفًا ولا سلبيّة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
بدأت منذ قليل القداسات الاحتفالية بعيد الميلاد المجيد، لطائفة الاقباط الكاثوليك بمصر، وذلك بحسب التقويم الغربي الموافق 25 ديسمبر،وفي المنيا تقام الصلوات في مقر مطرانيتين، وعدد قليل من كنائس المدن الكبري.
قال بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسيّة للأقباط الكاثوليك، البطريرك ابراهيم اسحق في عظته اثناء قداس عيد الميلاد اليوم يقولبولس الرسول مخاطبًا أهل كورنثوس: أنتم تعلمون جود المسيح، فقد افتقر لأجلكم
وهو الغنيّ لتغتنوا بفقره.
" (2 كور 8: 9)الله الغنى، افتقر من أجلنا لكي بفقره يغنينا. اقترب من خليقته، ويدعونا أن نكون مشابهين له. ما سبب هذا التخلّي؟
هو الحبّ الإلهي الذي يرغب في التقرّب ولا يتردّد في أن يعطي ذاته ويبذلها من أجل أحبائه. والــمحبّة تــقوم فــي الــحضور ومــشاركــةالــمحبوب. فــالــحبّ الحقيقيّ یھــدم الأســوار والحواجز ویلغي المسافات ویبني الجسور.
والھـدف مـن ھـذا التخـلّي لـیس الـفقر فـي حـد ذاتـه. وإنّـما كـما یـقول بـولـس الرسول: "لكي تغتنوا أنتم بفقره". لیس الأمر تلاعبًابالكلمات، ولكنّه منطق الله المحبّة، منطق العطاء والبذل.
ما ھو ھذا الفقر الذي یُغني؟ ھو حبّه لنا وقربه منّا. تمّ هذا كلّه في تجسّد كلمة الله. فالله قريب من البسطاء والصغار والضعاف لأنّهمقادرون أن يروه بعيون قلوبهم فيملأهم فرحًا ورجاء.
إنّ بساطة المسيح ووداعته ليست ضعفًا ولا سلبيّة، ولا يقوم غناه في استخدام الأسلحة البشريّة. فقد قال المسيح لبطرس الرسول أن يعيدالسيف إلى غمده. كم من مرّة نأخذ نحن هذا السيف بأيدينا! ربّما ليس بالمعنى المادي للكلمة، فلدينا العديد من الأسلحة التي نستخدمهاللدفاع ضدّ الآخرين: الثروة، اللغة، السلطة، أفكارنا، مشاعرنا، وربّما أحيانًا صمتنا السلبيّ.
دعونا نطلب من الله نعمة في هذا العيد أن يجرّدنا من أسلحتنا وأن يجعلنا قادرين على تركها ومستعدين للاستسلام لمحبّته. دعونا نصغيونتأمّل فنغيّر ونجدّد مواقفنا.
خاتمة
في الختام نرفع صلاتنا من أجل وقف الحرب والدمار والآلام في كلّ مكان. ونوجّه النداء إلى كلّ من يحمل أمانة المسؤولية في العالم إلىالتحرّك بعزم لإرساء أسس السلام والعدالة وحماية حياة الناس وحفظ كرامتهم.
نوجّه الشكر إلى كلّ من مدّ يده للتخفيف عن معاناة كلّ المهجرين واللاجئين.
وإلى كلّ من ساهم في نشر وتعزيز قيم التسامح وقبول الآخر والاحترام المتبادل والتلاقي والتضامن في إطار من الوحدة والتنوّع لبناءأسس متينة لمجتمع مدنيّ يشرّف بلدنا ويخدم مواطنيه. تـتحوّل أمـانـة المسؤولية إلى رسـالـة تـعبّر عـن مشيئة الله لنا، وعـلینا تـفعیلھا بـفرحلتتحوّل إلى منبع خیر وسلام وازدهارها.
ختامًا
نرفع صلاتنا متّحدين مع قداسة البابا فرنسيس وأصحاب الغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك.
نهنئ كل الذين يحتفلون بعيد الميلاد من اليوم وكلّ الأيام المقبلة متمنيين أن يغمر فرح المسيح قلب كلّ إنسان.
نصلّي من أجل وطننا الغالي مصر، ومن أجل سيادة رئيس الجمهوريّة عبد الفتاح السيسي وكلّ المعاونين له في خدمة الوطن، ونقدّم لسيادتهالتهاني باختيار الشعب له لخدمة جديدة من أجل مواصلة العمل لخير بلادنا العزيزة وازدهارها.
يا طفل بيت لحم، تعال إلى قلوبنا اليوم، أعنا مثل الرعاة الفقراء والبسطاء،
أن نكتشف حضورك ونسمع صوتك، ونستجيب لندائك بشجاعة وسرعة. آمين.
يذكر ان كنائس مصر المختلفة تحتفل بالعيد نهاية يوم السادس من يناير المقبل، وأبرزها الكنائس التى تحتفل على التقويم الشرقى مثل الكنيسةالأرثوذكسية، والطائفة الإنجيلية في مصر، وكذلك الأقباط الكاثوليك في صعيد مصر الذين يحتفلون مع إخوانهم الأرثوذكس.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الأقصر من أجل
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: أسماء الله الحسنى ليست كلمات فقط ولها تأثير في الدعاء
أجاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن سؤال "هل يجب معرفة أسماء الله الحسنى بالعقل والقلب عند ذكرها ودعوة الله تعالى بها"؟.
وقال فضيلة الإمام موضحًا، خلال حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» : "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ولا يمكن أن أقول إنه يجب على أنصاف المتعلمين والأميين، والجمهور، أن يدرس الأسماء الحسنى، ومن أين أتت ومعناها، مثل المتخصصين، وكلها أمور تتطلب خلفية علمية وبخاصة فى اللغة العربية لأن القرآن الكريم نزل باللغة العربية".
وأضاف: "أنه لا يمكن القول إنه كي تتيقن أن الدعاء مقبول لابد أن تفهم معاني الأسماء الكريمة، يكفي أن تردد الكلمات وهى ذكر.
وتابع فضيلته موضحًا:"فلله الأسماء الحسنى فادعوها بها، لم يقل افهموها ثم ادعوه بها، إنما قال ولله الأسماء الحسنى المذكورة فى القرآن ادعوا الله بها اى توسلوا لله بها، فالأسماء لها تأثير متى نطقت بشكل صحيح، سواء فهمها أو لم يفهمها، كل اسم له تجلٍ وتأثير، فأسماء الله الحسنى ليست أسماء فقط ولكن كأنه شيء يبث".