قال جون كيربي، منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، إن نشر 3 آلاف فرد من قوات الاحتياط في أوروبا جاء بهدف دعم انتشار القوات الأميركية هناك لفترة طويلة.

وأضاف كيربي -في مقابلة مع محطة "فوكس نيوز" (Fox News) الأميركية- أن القوات التي سيتم نشرها متخصصة في الوظائف الإدارية والخدمات اللوجستية والطبية.

وأوضح منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي أنه "من المهم أن نضع هذه المسألة في سياقها، فقد قمنا بالفعل بزيادة عدد قواتنا في أوروبا بـ20 ألفا، وتمكنا من الحفاظ على هذا الانتشار، ولدينا أكثر من 80 ألف جندي في أوروبا".

وتابع "أما 3 آلاف جندي احتياطي، فهم أشخاص متخصصون في الإدارة والخدمات اللوجستية والإمداد والطب، وهي الوظائف التي تدعم وتحافظ على انتشار قواتنا لفترة طويلة.. الرئيس يدرك حقيقة تغير البيئة الأمنية، وعلينا التأكد من أننا ندعم قواتنا في الجناح الشرقي على المدى الطويل".

"حماية كل شبر"

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن وصف -أمس الخميس- القمة بين بلاده ودول الشمال بأنها "مثمرة للغاية"، وتعهد بحماية كل شبر من أراضي الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بما في ذلك فنلندا.

وقال بايدن إن "الولايات المتحدة ملتزمة تجاه فنلندا، ملتزمة تجاه حلف شمال الأطلسي، وهذه الالتزامات راسخة بشدة".

وأعلنت دول حلف الناتو المشاركة في قمة فيلنيوس بليتوانيا أن دول الحلف ستنشر قوات إضافية في شرق أوروبا، وتزيد قواتها إلى حجم لواء إذا دعت الحاجة.

وكان الأمين العام للناتو أعلن أواخر يونيو/حزيران الماضي أن الحلف يعتزم زيادة عدد أفراد قوات التدخل السريع التابعة له من 40 ألفا إلى أكثر من 300 ألف جندي.

وأوضح أنه سيتم تعزيز المجموعات القتالية الثماني (الموجودة حاليا في ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا وبولندا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا) بوحدات أخرى "محددة سلفا" في دول الحلف الأخرى، مؤكدا أن "هذه الإجراءات مجتمعة تشكل أكبر إصلاح لدفاعنا الجماعي ووجودنا منذ الحرب الباردة.. وللقيام بذلك، يجب أن نستثمر أكثر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

أين ستتجه أوروبا المأزومة

سؤال صار يطرح بقوة اليوم ويتعلق بمستقبل الحلف الغربي، وتحديداً بالتحالف الاستراتيجي الأمريكي الأوروبي، الذي من أهم أركانه منظمة حلف شمال الأطلسي،الناتو) ومستقبل هذا التحالف بعد الأزمة المتعددة الأوجه التي انفجرت مؤخراً. صاعق التفجير بالطبع تمثل بمستقبل الحرب في أوكرانيا. ما حدث من صدام في القمة الأمريكية الأوكرانية في واشنطن واللغة والتحذيرات التي اتسم بها خطاب ترامب ونائبه مع زيلينسكي، لغة بعيدة كل البعد عن اللغة الدبلوماسية، شكلت صاعق التفجير الذي أشرنا إليه والذي كان منتظراً مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض.
وتبع ذلك القمة الأوروبية التي استضافتها لندن على عجل لتعبئة الموقف الأوروبي دعماً لأوكرانيا في وجه سياسة الصدمات التي يمارسها بشكل متزايد "الأخ الأكبر" الأمريكي تجاه ما يفترض أن يكون استراتيجية غربية مشتركة في مواجهة الخطر الروسي. يمثل ذلك أحد أوجه الصدام المتزايد في البيت الغربي الذي بدأه الرئيس ترامب في الاقتصاد والتجارة والسياسة، والأولويات في المصالح والعلاقات والمقاربات المتصادمة تجاه ما يفترض أن تكون مصالح حيوية أو قضايا استراتيجية مشتركة في البيت الغربي. البيت الذي صارت التشققات في جدرانه تهدد بسقوطه. من الأمور المثيرة للاهتمام أن بريطانيا كانت قد تركت الاتحاد الأوروبي لأسباب اقتصادية وسياسية وتجارية بشكل خاص. ساهم بذلك سبب أساسي وهو انتماؤها الأولي إلى "البيت الأطلسي" على حساب انتمائها الأوروبي، بسبب العلاقة الخاصة ذات الطابع المتعدد الأبعاد مع واشنطن.
بريطانيا هذه لم تحتمل صدمة ترامب في المسألة الأوكرانية فوجدت نفسها بعيدة عن واشنطن وملتصقة بـ"الأسرة الأوروبية" في مواجهة ما تعتبره أحد التحديات الأمنية، بالمفهوم الشامل للأمن، لأمنها المباشر وأمن محيطها الغربي، والمتمثل بالحرب الروسية ضد أوكرانيا. أحد أوجه رد الفعل الأوروبي أيضاً أو الاستنفار الأوروبي، بعد توجه واشنطن لعقد صفقة ثنائية مع موسكو لتسوية الأزمة الأوكرانية، دون أن يعني ذلك بالطبع الوصول إلى نتيجة في وقت قريب، العودة إلى نفض الغبار عن السياسة الأمنية والدفاعية المشتركة للاتحاد الأوروبي.
السياسة التي تشكل أحد أهم أركان عملية البناء الأوروبي، والتي تم تهميشها وسقطت من جدول الأولويات الأوروبية الفعلية. وفي هذا السياق دعت رئيسة المفوضية الأوروبية من بروكسل إلى زيادة الإنفاق العسكري الأوروبي إلى حدود 800 مليار يورو سنوياً مع ما يحمله ذلك من ضغوطات على عدد من الاقتصادات المنهكة في أوروبا. في السياق نفسه بدأت أصوات أوروبية وخاصة من طرف فرنسا تتحدث عن ضرورة البحث في إقامة «مظلة نووية أوروبية»، وهو ما يعكس بشكل واضح تراجع أو اهتزاز الثقة بالدور الأمريكي في هذا الخصوص وفي إطار حلف الناتو. ما يزيد من مرارة الأوروبيين أن واشنطن تتعامل معهم وكأن مستقبل أوكرانيا لا يعني الأمن الأوروبي، حتى يشارك الأوروبيون إلى جانب واشنطن في مسار دبلوماسية التسوية وشروط تحقيقها.
والمثير للاهتمام أن اليمين الأوروبي المتشدد، الذي يزداد قوة وانتشاراً في أوروبا بسبب الأزمات متعددة الأوجه والدرجات بين بلد وآخر، التي يتغذى عليها هذا اليمين من خلال خطابه التبسيطي والاختزالي والشعبوي، يبدي تفهماً أو تأييداً أو تعاطفاً بدرجات مختلفة مع سياسة ترامب بسبب التقارب معه في الرؤية للمشاكل القائمة وفي الحلول المطلوبة لمعالجتها.
فإذا كانت أوكرانيا تشكل الأولوية الاستراتيجية للأمن الأوروبي في مواجهة روسيا العائدة بقوة لتعزيز نفوذها في القارة القديمة، حيث أن تسوية هذه الأزمة ستحكم دون شك ميزان القوى في تلك القارة، فإن تراجع الاهتمام الأمريكي مع ترامب في المسرح الاستراتيجي الأوروبي لمصلحة إعطاء الأولوية للخطر الذي تشكله الصين الشعبية في "مسرح المحيطين" وفي العالم، يشكل أهم أوجه الخلاف في البيت الاستراتيجي الغربي بين واشنطن من جهة، وحلفائها الأوروبيين من جهة أخرى. ويرى أكثر من مراقب أن هذه الأزمة قد تشكل حافزاً أساسياً وضاغطاً لإعادة إحياء «الاستقلالية الاستراتيجية» الأوروبية، التي كانت تشكل دائماً أحد أهم أهداف عملية البناء الأوروبي.
قد تذهب أوروبا في هذا الاتجاه، الذي دونه الكثير من العوائق، إذا ما توفر توافق الحد الأدنى العملي المطلوب في البيت الأوروبي، الذي بقدر ما توسع بقدر ما ازدادت تحدياته الداخلية في مجالات مختلفة، وكذلك تكاليف مواجهة هذه التحديات. أوروبا اليوم على مفترق طرق، والمستقبل غير البعيد سيدل على الطريق الذي ستسلكه.

مقالات مشابهة

  • الدفاع الروسية: خسائر القوات الأوكرانية في كورسك بلغت أكثر من 66 ألف جندي منذ أغسطس الماضي
  • هذه مُهمّة السفير الأميركي الجديد
  • الاحتلال الإسرائيلي يعترف بخروج أكثر من 10 آلاف جندي عن الخدمة منذ 7 من أكتوبر 2023م
  • جيش الاحتلال ينهي حياة جندي بالجيش اللبناني
  • إعلام العدو: أكثر من 10 آلاف جندي خرجوا من الخدمة منذ طوفان الأقصى
  • روسيا : الغرب يسعى لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا حتى آخر جندي أوكراني
  • القاهرة الإخبارية: قوات الأمن العام السورية تفرض سيطرتها على مدينة جبلة
  • مقتل 27 جندي بهجوم على مروحية تابعة لـ«الأمم المتحدة» في السودان
  • أين ستتجه أوروبا المأزومة
  • الدفاع السورية: قواتنا أفشلت هجوما لفلول النظام السابق على قيادة القوات البحرية باللاذقية