البوابة نيوز:
2024-12-23@14:36:58 GMT
انضباط الشارع في أول مائة يوم رئاسة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
الصدق والمكاشفة والمصارحة هي أقرب الطرق لعلاج المشكلة، هكذا أكتب وسأستمر في ما أكتبه دائمًا بتسليط الضوء والنقد البناء لكل ما أراه في الداخل المصري، بدون مواربة أو تملق لأن ليس لي مطامع أو مصالح في منصب أو مميزات، الهدف الأسمي لما أكتب من أجله هو وطني مصر، ومن محبرته الذي تسكن دمائي، أغمز بقلمي لأكتب من أجل مصر التي تحيا بداخلي.
غياب تام للحكومة عن الشارع ولذا تمت صناعة حالة من الضجيج والعويل والصراخ ملتبسة بحالة توهان وغيبوبة يعيش فيها المواطن ومصالحه، والسبب ليس كما يتناوله الجميع بشخصنة الحالة داخل شخص المسئول أي أن كان منصبه، لأن ذلك تناول للظواهر وليس الأسباب، وهنا مربط الحصان في كل مشاكل مصر منذ ستينيات القرن الماضي إلي وقتنا هذا، فالمشكلة تكمن في السياسات وليس الأشخاص، والسياسات تتمثل في الجهاز الإداري للدولة القائم منذ عهد محمد علي إلى وقتنا هذا أي ما يقرب من ٢٥٠ عاما، تخيلوا أيها السادة المسئولون والمواطنون أن مصر يحكمها جهاز تم تكوينه منذ ذلك التاريخ، وقد تناولنا في جريدة «البوابة» الغراء سلسلة مقالات تناولت تلك المشكلة واقتراحات حلها علي مدار ١١ مقالا.
ذلك الجهاز الإداري للدولة تم تهجينه بتشابك وانصهار تزاوج المال مع السلطة أثناء عهد حكم نظام مبارك، ولذا أصبح العنصر البشري الذي يصل إلي منصب هو مهجن بدوافع ومسببات تلك الحالة القائمة علي المحسوبية والنفاق والتملق مع طرد الكفاءات وأهل التخصص إلي دائرة الانزواء والتهميش، وهنا الأسباب الحقيقية لمشاكل مصر ونقطة ارتكاز أولية للدراسة والتشخيص والعلاج، أما تناول مشاكل مصر من أي زاوية أو منعطف أخر فهذا حرث في المياه تكون نتيجته مزيدا من التعب والإنهاك الذي سيؤدي إلي الغرق لا قدر الله، فكان يلزم أن تتناول القيادة السياسية منذ عام ٢٠١٤ وضع استراتيجية عمل لتوليد جهاز إداري عصري داخل دائرة الرقمنة والحوكمة يكون قادرا علي مسايرة حالة العولمة المعرفية التي تحكم مجتمعات العالم والتي أصبحت مصر منفصلة عنها تمامًا.
وللعلم لا يمكن أن يكون العنصر البشري ابن حالة الجهاز الإداري للدولة الحالي هو أداء للتغيير لأنه مكون أساسي من مكونات ثقافة المشكلة، وهذا ما ذكرناه في سلسلة المقالات المذكورة، ولحين تحرك القيادة السياسية لوضع يدها علي الحل، أقترح أن تتحرك تلك القيادة بوضع استراتيجية عاجلة تحت اسم «انضباط الشارع في أول مائة يوم» تهدف إلي إنقاذ الشارع من حالة العشوائية التي أصبحت مشكلة مزمنة تستعصي الحل علي قدرات المسئول وصلاحياته، وهذا ظهر جليًا في المقال الذي كتبته في جريدة «البوابة» الأسبوع الماضي تحت اسم «رسالة إلي محافظ المنيا»، والذي طالبته بإنقاذ مدينة سمالوط بمحافظة المنيا من سيطرة التوكتوك وأسواق الخضار والفواكه التي أقيمت أمام المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمدارس والفرش أمام المحلات التجارية وركن السيارات في أماكن غير مخصصة لها والقمامة التي امتلأت بها الشوارع... إلخ، حيث جاءتني الكثير من الرسائل والتعليقات بأن تلك الحالة في كل جموع مدن مصر.
وعندما أفكر في ذلك الاقتراح أجد أنه لابد أن تكون هناك جهة قوية غير منغمسة في الفساد يثق فيها المواطن ويهاب حضورها، ولا أجد أمامي دائمًا إلا جهاز الأمن الوطني هو من يمتلك تلك الصفات والسمات، فجهاز التنمية وإدارته المحلية هو عصب قوي داخل الجهاز الإداري للدولة المتشبع بالفساد والترهل، ولا يمكن الاعتماد عليه وسيفشل أي مشروع قانون مهما كان جودته في حضور ذلك الجهاز، واقتراحي هو أن تكون هناك مشاركة بين الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وجهاز الأمن الوطني لإنقاذ الشارع المصري من تلك الحالة ووضع خطة عمل مستدامة لاستمرار انضباطه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجهاز الإداري للدولة الشارع المصري خطة عمل الإداری للدولة
إقرأ أيضاً:
اللبنانيات خارج التنافس على رئاسة الجمهورية
كتب مجد بو مجاهد في "النهار": تبتعد النساء اللبنانيات عن خوض المنافسة الترشّحية الحالية على مستوى استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية. ولم تظهر مرشّحة تحاول المزاحمة على مركز الرئاسة الأولى حاليّاً رغم كثرة الرجال الطامحين لأن يحصدوا أصواتاً انتخابية الذين منهم أعلنوا ترشيحهم أو ينتظرون مساندة سياسية من تكتلات نيابية. حاولت سفيرة لبنان السابقة لدى الأردن ترايسي شمعون أن تنطلق في المنافسة على استحقاق رئاسة الجمهورية فأعلنت ترشّحها في آب 2022 وأطلقت برنامجاً انتخابياً، مع تمسّكها بسيادة لبنان واستقلاله واستحداث استراتيجية دفاعية واضحة المعالم لكنها ما لبثت أن انكفأت عن الحضور السياسي وسط المراوحة. ثم ترشّحت الأديبة والخبيرة في الإنماء العالمي مي الريحاني لرئاسة الجمهورية في أيلول 2022 وحصل ذلك بعد الدعم القوي الذي تلقته من مرجعيات سياسية وأكاديمية وثقافية واقتصادية، وإيماناً منها بكلّ لبنانيّ مقيم ومغترب. وهي ثابرت في ترشّحها وكانت بمثابة مرشّحة جدّية وتابعت الاهتمام باستحقاق الرئاسة رغم المراوحة واجتمعت مع ساسة ونواب وحضرت جلسات انتخابية رئاسية لكنها سحبت ترشّحها للرئاسة بعد مرضها. وعندما تتحدّث الريحاني عن ترشّحها لرئاسة الجمهورية اللبنانية ثم انسحابها بعد المرض، تقول "إنني ترشّحتُ لإزالة النمط العتيق وكسره وشاركت حتى ضربني القدر الذي انزعجت منه". وتصرّح لـ"النهار" عن أهمية مشاركة النساء في صنع القرار إلى جانب الرجال. انطلاقاً من خبرتها الثقافية والمجتمعية، تفسّر حالة اضمحلال ترشّح النساء في لبنان للمراكز السياسية الأكثر أهمية بما في ذلك استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، على أنها "ناتجة عن تركيز النساء في لبنان للعمل على مساعدة المجتمع من خلال جمعيات خيرية، وهذا عمل مهمّ جدّاً لكن عمل النساء لا يتوقف عند الجانب الاجتماعي ومن الضروري العمل في الحقول جميعها شمولاً في الحقل السياسي. ويمكن حينذاك تغيير النمط التقليدي من التفكير".تضيف: "في لبنان والمنطقة هناك نمط فكري تقليدي لم يفتح الباب للمساواة بين المرأة والرجل في كلّ الحقول وعلى كلّ المستويات. إذا لم تشارك المرأة في القرار لا تستطيع الحصول على مركز مهم جداً في لبنان أو في دول المنطقة أيضاً". لا تغفل مي الريحاني "أهمية ما عملت عليه النساء اللبنانيات بهدف الحصول على حقوق المرأة. لقد كانت المرأة اللبنانية أول عربية حصلت على حق التصويت في الانتخابات النيابية. وهي كسرت الحاجز وصار فيها أن تصوّت وأن تعمل لحقوقها ومن ضمن ذلك التصويت السياسي". حول أهمية ترشّح النساء، تقول: "لا بدّ للنساء اللبنانيات من المشاركة لا فقط بهدف تحقيق المصلحة الخاصة، إنما يشكّل الترشّح للانتخابات النيابية والرئاسية واجباً لأن لدى كلّ مرأة صوتها. إنه الحافز في الوصول إلى مساواة أكثر. وإذ لا مجال حالياً للنساء للترشح للرئاسة لكن من الضروري التركيز على استحقاق الانتخابات النيابية 2026، ومشاركة النساء بنسبة 30% في المجلس النيابي المقبل". في استنتاج مي الريحاني، "هناك استعداد لدى النساء اللبنانيات للترشح لكن لا معرفة حول كيفية الترشح. لا بدّ أن تعمل التيارات الحزبية على ترشيح نساء مع الحاجة إلى خبرات على مستوى القرار والقيادة. لا بد من العمل على ترشيح نساء من خلال مؤسسات المجتمع المدني وإعطاء محاضرات في الجامعات حول أهمية انتخاب نساء بما فيه مصلحة الشعب اللبناني".