الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ (١٢٣)
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
نستكمل حديثنا اليوم عن علاقة عبدالمنعم أبو الفتوح برجال نظام مبارك، فقد قال إنه كان يجلس معهم، وكان يبعث معهم برسائل واضحة يطلب فيها أن يكون هناك حوار بين النظام وبين جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنه لم يكن يأتيه أى رد على أى رسالة من رسائله التى يبدو أنها كانت كثيرة جدا، عصام العريان تحدث عن هذه العلاقة أنه فى السنوات الأولى من حكم مبارك كان هناك تواصل بدرجة كبيرة، وكان من المعروف أن أى إخوانى يتم الإفراج عنه بعد فترة اعتقاله أو سجنه، كان يجلس معه ضابط من أمن الدولة ليتم التنسيق فيما بعد الخروج، وأكد عصام أن الإخوان كانوا يتفاهمون مع ضباط أمن الدولة، ويطلبون منهم تحديد ما الذى يجب أن يفعلوه بعد الخروج من السجن، لكن فى سنوات مبارك الأخيرة كان يتم الإفراج عن الإخوان المسلمين دون أن يجلس أو يتفاهم معهم أحد، وكانوا يطلبون أن يجلسوا مع ضباط أمن الدولة، لكن لم يكن أحد يستجيب لهم.
وهنا عزيزى القارئ نسجل نصا ما قاله عصام العريان، قال: «بعد أن خرجت من السجن فى العام ٢٠٠٠ بعد خمس سنوات قضيتها هناك، بادرت بالاتصال بجهاز أمن الدولة وجلست بالفعل مع أحد قيادات الجهاز، ويومها سألته ما الذى يريده، وهل له ملاحظات معينة على نشاطى، كنت أريد أن أعرف ما الذى تريده الدولة على وجه التحديد، لأننى لم أعد أحتمل دخول السجن كل فترة، لكن فى سنوات مبارك الأخيرة حدث تحول، فعندما خرجت من السجن آخر مرة لم يتصل بى أحد، ولم ينبهنى أو يحذرنى أحد من شىء، وتأكدت أن الدولة لا تريد أن تسمع شيئا من الإخوان على الإطلاق وأنها لا تريدهم بأى صيغة من الصيغ»، كان عصام العريان أكثر الإخوان الذين تعاملوا مع رجال الأمن ورجال السياسة داخل نظام مبارك، وقد يكون هذا تحديدا ما عرضه لموقف يجعله يخسر كثيرا داخل الجماعة وخارجها، جرى هذا الموقف عندما كان العريان نائبا فى مجلس الشعب عن الجماعة فى العام ١٩٨٧، وكان وقتها تقريبا أصغر نائب فى المجلس، كان زكى بدر بكل ما عرف عنه من حماس وعنف فى أداء عمله هو وزير الداخلية، وقعت أحداث فى مدينة السويس استدعت سفر مجموعة من نواب مجلس الشعب للوقوف على حقيقة ما جرى هناك، ومدى تورط وزارة الداخلية فيه، ورغم أن النواب يحملون حصانة برلمانية، إلا أنهم كانوا يخشون من سطوة وبطش ولسان زكى بدر فذهبوا فى جماعات متفرقة.
كان من نصيب عصام العريان أنه عندما نزل من الأتوبيس الذى يركبه أن قابله أحد ضباط زكى بدر، واحتدم النقاش بينهما، فرفع الضابط يده وصفع العريان على وجهه، قامت الدنيا ولم تقعد، وتوسط رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب وقتها للصلح بين النائب ووزير الداخلية، لكن زكى بدر لم يستجب للمحجوب، وبدلا من أن يعتذر للعريان سبه ولعنه على مرأى ومسمع من الجميع فى مكتب رئيس مجلس الشعب، تركت هذه الواقعة أثرا سيئا على موقع وموقعية عصام العريان داخل الجماعة، وأصبح الانطباع عنه أنه رجل خفيف، فرغم أنه هو الذى تم الاعتداء عليه من قبل ضابط الداخلية، إلا أن قيادات الجماعة لامته هو وعابت عليه أن وضع نفسه فى مواجهة مباشرة، جعلته يتلقى الصفعة، وقد ظل العريان يدفع ثمن هذا الموقف طويلا داخل الجماعة.. وربما كانت هذه الصفعة تحديدا هى التى جعلت رجال النظام يستصغرون عصام العريان طوال الوقت، فلم يكن له الوزن الذى حظى به رجال آخرون داخل الجماعة لدى دوائر صنع القرار المحيطة بمبارك، وللحديث بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ابو الفتوح نظام مبارك داخل الجماعة مجلس الشعب أمن الدولة
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: التزام رئيس الدولة برعاية الطفل تجسيد لقيمنا
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن التزام صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، برعاية الطفل تجسيد حي للقيم الإماراتية الأصيلة.
وقال في تصريح بمناسبة «يوم الطفل الإماراتي»: إن احتفالنا ب «يوم الطفل الإماراتي»، احتفاء بالالتزام القوي في دولة الإمارات برعاية الطفل وتنمية قدراته ومواهبه، وهو الالتزام الذي جسده صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، حين قال «نجدد العزم على مواصلة تعزيز نهجنا الراسخ في الاهتمام بالطفل على المستويات الاجتماعية والصحية والنفسية والتعليمية والثقافية، وصيانة حقوقه وهويته. حماية الطفل والارتقاء به مسؤولية مجتمعية مشتركة نعمل على تعزيزها وتعميق الوعي بها في مجتمعنا»
وأضاف «نحن خلف قيادتنا الرشيدة نسير على هذا الدرب، من أجل مستقبل هذا الوطن الغالي، لأن أطفال اليوم هم قادة الغد، ورعاة مستقبل إماراتنا العزيزة».
وتقدم بالتحية والتهنئة والشكر والعرفان والامتنان إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، لأن الاحتفال بهذا اليوم تتويج لرؤيتها الحكيمة، وتوجيهاتها المخلصة، وعملها المستمر في رعاية الطفولة، والتأكيد دوماً، أن تربية الأطفال، والاهتمام بهم، وحماية حقوقهم، بالتعليم الجيد، والحياة الكريمة، والاستمتاع بطفولتهم، والنمو في بيئة صالحة على رأس أولويات المجتمع الإماراتي.
وقال «نعتز بتوجيهات سموّها المستمرة بأن الاهتمام بالطفل في الإمارات دليل على تقدم المجتمع. ونعتزّ بمبادراتها المتواصلة، لتنمية قدراته الفكرية والاجتماعية، إلى جانب العناية بصحته، والاهتمام بكرامته، وتهيئة مناخ اجتماعي وثقافي هادف، يتّسم بالرعاية الحانية، والمحبة الصادقة، وينمي لديه وباستمرار، روح الإبداع والتميز والابتكار، فضلاً عن حب الوطن، والاعتزاز بالهوية الوطنية، والتزود بقيم مجتمع الإمارات، في العطاء والإنجاز، والتسامح والتعايش، والحياة مع الآخر في سلام ووئام وهو مناخ اجتماعي وثقافي، يتوافر لكل طفل في مجتمع الإمارات».
وأضاف أن الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي مناسبة نؤكد فيها، نحن الإماراتيين، أننا نسير بعزم والتزام، على نهج وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، بالاهتمام البالغ بالأطفال وأهمية تربيتهم على القيم الأصيلة ومنها التسامح والتعاون والتعاطف، والتربية السليمة للطفل، فعلينا مسؤولية وطنية مهمة في أن ننمي لدى أطفالنا حرية التفكير والإبداع وأن نرعى مواهبهم ونمنحهم حرية البحث والاكتشاف.
وأكد أن وزارة التسامح والتعايش، تسعى دائماً للتعاون مع جميع مؤسسات الوطن من أجل الوصول بمبادراتها وبرامجها وأنشطتها إلى الطفل الإماراتي سواء بالمدارس الحكومية والخاصة، أو في مؤسسات الرعاية المختلفة، لتقدم القيم الإماراتية الأصيلة وفي القلب منها التسامح والتعايش، والأعمدة الستة للشخصية المتسامحة، لينشأ الجيل المقبل متحصناً بقيمنا الإماراتية الأصيلة التي أرساها المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، فقد علّمنا أن الإيمان بالمستقبل يبدأ بالاهتمام بالطفل. (وام)