المسلة:
2024-09-29@06:42:32 GMT

حروب بالوكالة أم دكاكين سياسية أم اتحاد مصالح؟

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

حروب بالوكالة أم دكاكين سياسية أم اتحاد مصالح؟

24 ديسمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

“محور المقاومة”.. حروب بالوكالة أم دكاكين سياسية أم اتحاد مصالح؟

محمد صالح صدقيان

مع كل أزمة إقليمية، تُثار أسئلة بشأن طبيعة العلاقة بين إيران وأصدقائها في المنطقة وتحديداً أولئك المنضوين في إطار “محور المقاومة” الذي تتزعمه إيران في مواجهة مشروع الهيمنة الأمريكية على المنطقة ومشروع الإحتلال للعديد من الأراضي العربية ولا سيما أرض فلسطين؛ وثمة قراءة إيرانية تعتبر أن لا هدف يتقدم أمريكيا على هدف حماية مصالح واشنطن وبينها دعم إسرائيل وحماية أمنها القومي بعيداً عن كل مُسميات أمن المنطقة ومصالح شعوبها.

هذه الأسئلة كانت أكثر دقة بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر علی خلفية عملية “طوفان الأقصی” في غلاف غزة، وما رافقها من حراك عسكري لفصائل المقاومة في كل من لبنان والعراق واليمن وسوريا.

فهل تتحرك هذه الفصائل بأمر من طهران؟

هل أنها تُحارب بالوكالة؟

هل هي مجرد أذرع لطهران تُحرّكها متی تشاء إستناداً إلی مصالحها وعلاقاتها مع الإقليم والغرب؟

هل هذه الفصائل مجرد “دكاكين إيرانية” تفتح متی شاء صاحب البازار لعرض بضائع جديدة أو خدمات مدفوعة الثمن؟

الأجوبة علی هذه الأسئلة وغيرها تكون عادة بـ”نعم كبيرة” لدى الأوساط التي تختلف مع “المشروع الإيراني” ومشروع “محور المقاومة”؛

وهي عند هذه الأوساط من المسلمات التي لا تقبل القسمة علی اثنين. لكن ما يتحدث به أصحاب الشأن من الإيرانيين ومن قيادات المقاومة يُفضي إلى تقديم صورة مختلفة لتلك الصورة النمطية حول علاقة طهران بحلفائها في المنطقة.

هذه الاشكالية، وإن كانت الإجابة عليها معقدة، إلا أنها لا تمنع من محاولة طرح السؤال على “أهل الدار”. وللمناسبة، فإن مصدري ليس شخصية عابرة أو متطفلة بل شخصية مطلعة ومنخرطة في هذا “المحور” منذ عقود، وأثق بمعلوماته لقربه من قيادات هذا “المحور”.

سألته أولاً عن موقع “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني من هذا المحور؟ أجاب بكل وضوح؛ أن “الفيلق” هو الجهة الرسمية التي أنيطت بها إيرانياً مهمة تنظيم العلاقة مع عناصر “المحور”؛ وهذا “الفيلق” هو رأس حربة مواجهة الإحتلال الإسرائيلي ومواجهة التواجد الأجنبي في المنطقة، وتحديداً الأمريكي الذي لا ينظر إلى مصالح دول وشعوب هذه المنطقة إلا من خلال العين الإسرائيلية؛ ولذلك – يُضيف مُحدّثي – “نحن نعمل من أجل أمن واستقرار هذه المنطقة ولا نستحي من أحد عندما نقول إننا نريد شرق أوسط جديد يستند علی مصالح شعوب ودول هذه المنطقة؛ ونعتقد أن وجود كيان الاحتلال لا يخدم الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الغنية بالموارد البشرية والمالية والعوامل الجيوسياسية والجيوستراتيجية”.

شكرتُه علی هذه الصراحة والشفافية قبل أن أقول له إن مثل هذا الطريق مكلفٌ ومتعبٌ وتنتابه عديد المخاطر، وقد لا يصل بالضرورة إلى نتيجة تخدم شعوب هذه المنطقة ناهيك عن إيران ذاتها!

قال مُحدّثي “نعم، هذا صحيح وإيران دفعت وما زالت تدفع ضريبة باهظة الثمن لتحقيق أهدافها”.

قاطعته بالسؤال عن مصير شعوب المنطقة التي اختارت السير في هذا الطريق؟ أجابني “أين أخطأت إيران عندما دعمت المقاومة اللبنانية لتحرير أرضها من الإحتلال الإسرائيلي؟ وأين أخطأت إيران عندما دعمت الشعبين العراقي والسوري في مواجهة الحركات الإرهابية والتكفيرية التي كانت تنشر القتل والدمار والتقسيم والفوضی في المنطقة؟ وأين أخطأت إيران عندما دعمت اليمنيين لنيل حقوقهم والدفاع عن أرضهم وعودة الهدوء والاستقرار إلى بلدهم”؟

قلت لمُحدّثي “هذه الأفكار التي تطرحها ربما يكون مُختلفاً عليها في الدول التي ذكرتها تحديداً”.

قال لي “أبداً.. شعوب وحكومات هذه الدول هي التي دعتنا للتواجد معها في الميدان من أجل مواجهة التحديات الإستراتيجية التي تواجهها.

تصوّر ما الذي كان ليحدث لو أن تنظيم “داعش” الإرهابي يُسيطر علی سوريا والعراق وجزء من شرق لبنان بدعم إقليمي ودولي؟ ما هي انعكاسات ذلك علی دول المنطقة.. لبنان.. إيران.. تركيا وحتی الأردن وكل الدول الخليجية؟ ألم تُشكّل الولايات المتحدة ما يُسمى “التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب”؟ ما الذي فعله الشهيد قاسم سليماني غير ذلك؟ ألم يُحارب الإرهاب؟ لماذا تم استهدافه؟ لأنه وبكلام مختصر أراد مواجهة الإرهاب وحماية مصالح أهل المنطقة لكن ليس وفق المقاسات الأمريكية”!

وماذا عن العلاقة بين “محور المقاومة” وتحديداً العلاقة بين إيران وأصدقائها في هذا “المحور”؟ أجابني قبل أن ينتهي وقت اللقاء “سأكون واضحاً في جوابي لاعتبارات متعددة ترتبط بالوضعين الاقليمي والدولي”؛ وزاد قائلاً إن هذه العلاقة تعتمد علی الأسس الآتية:

أولاً؛ هي ليست علاقة سياسية بل علاقة أيديولوجية فكرية عقائدية يختلط فيها الديني بالسياسي والحضاري.

ثانياً؛ أولوية مواجهة إسرائيل والسياسات الأمريكية في المنطقة، وهذه المنطقة (الشرق الأوسط) تعاني كما نعاني نحن من هذه السياسات منذ عقود ولربما قبل أن تولد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العام 1979.

ثالثاً؛ طبيعة هذه العلاقة ليست علاقة رئيس ومرؤوس؛ ولا علاقة قائد عسكري بعسكره علی قاعدة “نفذ ثم اعترض أو ناقش”؛ كما أنها ليست علاقة مصالح شخصية أو حزبية أو فئوية. إنها علاقة إستراتيجية وفق منظومة مصالح تخضع للأهداف العليا في المنطقة؛ وتستند علی قاعدة دراسة “تقدير الموقف” الذي ينسجم مع طبيعة الميدان الذي يخص كل عنصر من عناصر المحور الذي يتخذ بموجبه القرار الذي يخدم وضعه الميداني ويخدم الأهداف العليا التي تخص المحور.

كيف يكون التحرك؟ ما هي أهدافه؟ بأي مستوی؟ هذه القضايا وغيرها متروكة لكل فصيل يعمل وفق ما يراه مناسباً، وفق “تقدير الموقف” الذي يرسمه لتحركه الميداني.

هذا هو الإطار الذي نتحرك جميعاً في داخله لتحقيق أهدافنا المشروعة في المنطقة”.

وجدتُ مُحدّثي هذه المرة منشرحاً أكثر مما كنتُ أتوقع لكنني أعتقد أنني استطعت أن آخذ منه ما يستطيع ان يخدم فكرة الفهم المشترك للعلاقات بين أهل هذا “المحور” في منطقتنا، وبالتالي توضيحها عند الأوساط الأخرى التي لا تتفق مع رؤية “المحور”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: محور المقاومة هذه المنطقة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

إيران تتوسط في صفقة صواريخ .. تعرف على الدوافع التي تدعو موسكو إلى تسليح مليشيا إيران في اليمن

 

 أفادت ثلاثة مصادر غربية وإقليمية، إن إيران تتوسط في محادثات سرية جارية بين روسيا والحوثيين لنقل صواريخ مضادة للسفن إلى الجماعة المسلحة، وهو تطور يسلط الضوء على العلاقات المتنامية بين طهران وموسكو، وتؤكد المصادر أن إتمام الصفقة مرتبط بتزويد الغرب لأوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى.

وقالت مصادر إن روسيا لم تقرر بعد نقل صواريخ ياخونت، المعروفة أيضا باسم "بي-800 أونيكس"، والتي قال خبراء إنها ستسمح للجماعة المسلحة بضرب السفن التجارية في البحر الأحمر بدقة أكبر وزيادة التهديد للسفن الحربية الأميركية والأوروبية التي توفر الحماية لحركة الملاحة.

ونقل موقع ميدل ايست عن صحيفة "وول ستريت جورنال" أن روسيا تدرس إرسال الصواريخ. ولم تتحدث التقارير الصحفية عن الوساطة الإيرانية من قبل.

وشنت جماعة الحوثي هجمات عديدة بطائرات مسيرة وصواريخ على السفن في مسارات الشحن المهمة في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني دعما للفلسطينيين في الحرب التي تخوضها إسرائيل بقطاع غزة.

صاروخ ياخونت أحد أكثر الصواريخ المضادة للسفن تقدما في العالم، وهو مصمم للتحليق فوق سطح البحر لتجنب اكتشافه وتصل سرعته إلى مثلي سرعة الصوت مما يجعل اعتراضه صعبا

وتسببت هذه الهجمات في غرق سفينتين على الأقل والاستيلاء على ثالثة، مما عطل التجارة البحرية العالمية من خلال إجبار شركات الشحن على تحويل مسار السفن، وفقا لمصادر في القطاع. ورفع ذلك تكاليف التأمين على السفن التي تبحر في البحر الأحمر.

وردا على ذلك، ضربت الولايات المتحدة وبريطانيا مواقع للحوثيين لكن الضربات لم تفلح في وقف هجمات الجماعة. وقال مسؤولان إقليميان مطلعان على المحادثات، إن الحوثيين والروس التقوا في طهران مرتين على الأقل هذا العام، وإن المحادثات جارية لتوفير العشرات من الصواريخ، التي يقارب مداها 300 كيلومتر، ويتوقع عقد اجتماعات أخرى في طهران في الأسابيع المقبلة.

وسبق أن زودت روسيا حزب الله اللبناني المتحالفة مع إيران بصواريخ "ياخونت". وقال أحد المصادر، إن المحادثات بدأت في عهد الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو/أيار.

وبحسب مصدر مخابرات غربي فإن "روسيا تتفاوض مع الحوثيين بشأن نقل صواريخ ياخونت الفرط صوتية المضادة للسفن... الإيرانيون يتوسطون في المحادثات لكنهم لا يريدون أن يوقعوا عليها".

وقال محمد عبد السلام، المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي "لا علم لدينا بما ذكرتم". بينما رفض مسؤول أميركي كبير تسمية الأنظمة المحددة التي يمكن نقلها، لكنه أكد أن روسيا كانت تناقش تزويد الحوثيين بالصواريخ، ووصف هذا التطور بأنه "مقلق للغاية".

وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية إن أي جهود لتعزيز قدرات الحوثيين من شأنها أن "تقوض المصلحة الدولية المشتركة في حرية الملاحة العالمية والاستقرار في البحر الأحمر والشرق الأوسط الأوسع".

وتعمل روسيا وإيران على توطيد العلاقات العسكرية في خضم الحرب الروسية في أوكرانيا. وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق، من هذا الشهر إن طهران نقلت صواريخ باليستية إلى موسكو لاستخدامها ضد أوكرانيا.

وتحدثت ثلاثة مصادر إن أحد الدوافع التي تدعو موسكو إلى تسليح الحوثيين هو احتمال أن تقرر الدول الغربية السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية لضرب أهداف في العمق الروسي.

وقال المسؤول الأميركي الكبير، إن المحادثات بين روسيا والحوثيين "تبدو مرتبطة بموقفنا في أوكرانيا وما نحن على استعداد أو غير مستعدين للقيام به"، فيما يتعلق بطلبات كييف برفع القيود المفروضة على استخدامها للأسلحة بعيدة المدى التي تزودها بها الولايات المتحدة لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في يونيو/حزيران من أن موسكو قد ترسل أسلحة متقدمة بعيدة المدى، مماثلة لتلك التي تقدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها لأوكرانيا، إلى خصوم الغرب في جميع أنحاء العالم.

ويعتبر صاروخ ياخونت أحد أكثر الصواريخ المضادة للسفن تقدما في العالم، وهو مصمم للتحليق فوق سطح البحر لتجنب اكتشافه وتصل سرعته إلى مثلي سرعة الصوت مما يجعل اعتراضه صعبا.

وقال فابيان هينز خبير الصواريخ الباليستية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن نقل روسيا صواريخ ياخونت إلى الحوثيين من شأنه "تغيير قواعد اللعبة" بالنسبة للأمن الإقليمي.

وأضاف "قدرة بي-800 أكثر بكثير من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن وصواريخ كروز التي يستخدمها الحوثيون حتى الآن". وتابع إن هذه الصواريخ لا يمكن فقط أن يطلقها الحوثيون على السفن الحربية الأميركية والبريطانية وغيرها من السفن التي تحمي السفن التجارية في البحر الأحمر من الهجمات التي تشنها الجماعة بالطائرات المسيرة والصواريخ، بل يمكن استخدامها كأسلحة هجومية برية قد تعتبرها السعودية تهديدا.

وذكر المسؤول الأميركي الكبير أن وفدا من المسؤولين الأميركيين ناقش مع نظراء سعوديين المفاوضات بين روسيا والحوثيين خلال زيارة إلى السعودية في الصيف، وأن واشنطن أثارت القضية مع موسكو.

وقالت ثلاثة مصادر لرويترز، إن المسؤولين السعوديين أطلعوا الروس على مخاوفهم مباشرة. وصرح هينز إن روسيا ستحتاج إلى المساعدة في جوانب فنية لتسليم الصواريخ، بما في ذلك كيفية نقلها وتشغيلها دون أن تكتشف الولايات المتحدة الأسلحة وتدمرها. كما سيحتاج الحوثيون إلى التدريب على النظام.

وحذر المسؤول الأميركي الكبير من تداعيات وخيمة إذا تم نقل هذه الأسلحة. وقال "السعوديون منزعجون. ونحن منزعجون، والشركاء الإقليميون الآخرون منزعجون. يتسبب الحوثيون بالفعل في الكثير من الأضرار في البحر الأحمر، وهذا سيتيح لهم فعل المزيد

 

مقالات مشابهة

  • خامنئي: الأساس الذي أرساه نصر الله سيزداد قوة.. ودمه لن يذهب هدراً
  • أستاذ علوم سياسية: الولايات المتحدة مهدت الطريق لاغتيال حسن نصر الله
  • ما الآثار التي سيتركها اغتيال نصر الله على الدول والأحلاف؟
  • اتحاد الكتاب العرب في سورية: استشهاد سيد المقاومة مهد بدمه الزكي طريق النصر الآتي
  • بعد صراع داخلي.. دانا احمد مجيد منسق عام لحركة التغيير بالوكالة
  • إيران تعلق على مقتل نصرالله.. وخامنئي: ضربات إسرائيل لن تلحق ضررًا كبيرًا بحزب الله
  • نائب لبناني: المنطقة أمام متغيرات سياسية وأحداث عسكرية خطيرة قد تصل لمواجهة أشمل
  • ما نوع القنابل التي استخدمتها إسرائيل بـهجوم الضاحية.. إيران تفصح
  • المقاومة الإسلامية في لبنان تزف القائد محمد سرور الذي ارتقى بعدوان صهيوني على الضاحية
  • إيران تتوسط في صفقة صواريخ .. تعرف على الدوافع التي تدعو موسكو إلى تسليح مليشيا إيران في اليمن