"فى موسكو الأوضاع كانت كتومة بطبيعتها ومطلسمة...! "9"
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
توقفت فى المقال السابق عندما بدأ الأستاذ" محمد حسنين هيكل" يَسْرُدُ بِدَايَةٌ تَعْرِفَهُ على الزعيم السوفيتي "يورى اندروبوف" وذكر أن الفضل يرجع لِرَجُلَيْنِ لفتا نَظَرُهُ مُبَكِّرًا اليه وَأَهَمِّيَّتِهِ في القياده السوفيتية في النصف الثاني من الستينيات-كان أَوَّلَ الرَّجُلَيْنِ هو السفير المصري المقتدر في موسكو آنذاك الدكتور "مراد غالب" والذى كان يرى أن من ضمن المجموعه الجديدة الحاكمة في الكرملين شخصيتين تستحقان الاهتمام والمتابعه وكان طلبه أن يضع عينه على "ما زاروف" عضو المكتب السياسي المكلف وقتها بحركات التحرر الوطني ثم " اندروبوف" عضو المكتب السياسي المكلف بالاشراف على "كي جي بي" أو لجنه حمايه أمن الدوله والحزب وهي تؤخذ في العالم الخارجي على انها النظير السوفيتي لوكالة المخابرات المركزية الامريكية كما رأى الدكتور مراد غالب ان كل منهما:
-"مازاروف"و"اندروبوف-
له مستقبل!
وقال الكاتب الكبير انه كان كعادته عندما يبدأ زيارته لموسكو يرتب لجلسة حوار طويلة مع السفير مراد غالب في السفارة المصريةوفي هذه الجلسة يستفسر ويستقصى ويحاول ان يستخلص مفاتيح تصلح لحوارات أخرى تستطيع في النهايه ان تعطيه صورة واضحة او شبه واضحة للأوضاع في عاصمه كتومة بطبيعتها ومطلسمة.
أما الرجل الثانى الذى كان له الفضل أيضا للفت نظر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل للزعيم الروسي" يورى اندروبوف" هو السفير الكندي في موسكو وقتها ٫روبرت فورد" وكان قبل أن يكون سفيرا بموسكو كان سفيرا في القاهره لكندا ومن هنا ربطته بالكاتب الكبير صداقة وثيقة ثم نقل بعد القاهرة إلى موسكو وطالت خدمته فيها حتى أصبح عميدا للسلك الدبلوماسي وأصبح واحدا من خبراء الغرب المعدودين في الشئون السوفيتية....
كان تركيز" روبرت فورد" على "اندروبوف"شديدا...
و ذكر الكاتب الكبير رحلته التى صحب فيها الرئيس "جمال عبد الناصر"اخر شهر يوليو سنه 1968 في زيارة لموسكو وفي اليوم التالي على وصوله كان مدعوا على غذاء رسمي اقيم تكريما للرئيس جمال عبد الناصر وكان القادة السوفييت كلهم فى هذا الغذاء وبينهم بالطبع "يوري اندربوف "
وتنفيذا لنصائح السفير "مراد غالب" والسفير "روبرت فورد" حاول الكاتب أن يستطلع هذه الشخصية السوفيتية الغامضة وقال إنه تابع "اندروبوف"من طرف خفي ليرى تصرفاته عبر مائدة الغذاء وتابع حركاتة وسكناتة ولم يكن هناك كثيرا مما كان يتوقعه لانه كان ثابتا على مقعده مكبا على طعامه...فهو يرفع رأسه بين الحين والاخر ويحيل النظر فيما حوله ثم يعود الى نفسه...
وحاول الأستاذ "هيكل" أن يشده الى حديث جانبى لكنه لم يستطيع لأنه اشار بيده بأن يتوقف لانه يريد ان يركز فيما يدور بين الرئيس جمال عبد الناصر والزعيم "بريجنيف"...
وقال الأستاذ "هيكل" إنه فجأة وجد نفسه طرفا في الحديث الذي كان يدور بين الرئيس جمال عبد الناصر والزعيم الروسى "بريجينف" و"سوسلوف" عضو المجلس السياسى وانه اكتشف بدهشة ان الموضوع يخصه إذ أنه على غير انتظار وجه له الرئيس جمال عبد الناصر الخطاب وقال له كنت اتحدث عن الصحافة وكان يوجد سؤال عن جريدة الاهرام بالتحديد وتحدثت عن تجربتك فيه والصديق "سولوسوف" يريد ان يوجه لك سؤال...
قال الكاتب للرئيس جمال عبد الناصر إنه تحت امره في أي سؤال فقال "سولوسوف":
-إن الرئيس جمال عبد الناصر قال لنا إن جريدة الأهرام مشروع مالي ناجح وأنا لا أعرف كيف يمكن أن تكون جريدة سياسية جادة مشروعا ماليا ناجحا ؟
واجاب الاستاذ محمد حسنين هيكل عن هذا السؤال الهام بالتفصيل
-وقال لا تعارض أن تكون جريدة سياسية جادة وفي نفس الوقت مثيرة للاهتمام ومقروءة... فالمشكلة التي تواجه بعض الجرائد السياسية تأتي من الخلط بين الجديةوالكآبة أو من تصور أن إثارة الاهتمام مضيعة لإثارة الاحترام...
وشرح الكاتب الكبير بأن القارئ يريد الخبر صحيحا ويريده مستوفيا وكاملا بما يمكنه من تكوين رأيه المستقل في الأحداث وتطوراتها وبما يسمح له بالحكم حتى على اتجاهات الجريدة التي يقرؤها نفسها...
"الأسبوع القادم بإذن الله أُحَدِّثُكَ عن بقية حديث الكاتب الكبير عن تجربته الناجحة فى جريدة الأهرام...!"
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محمد حسنين هيكل الرئیس جمال عبد الناصر الکاتب الکبیر
إقرأ أيضاً:
السوداني: قلقون من تطورات الأوضاع في سوريا لهذه الأسباب
أكد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مساء الخميس، حرص العراق على وحدة الأراضي السورية والاستعداد لدعم عملية سياسية شاملة في سوريا دون التدخل بشؤونها.
وقال السوداني في مقابلة مع تلفزيون "العراقية" الرسمي "قلقون من تطورات الأوضاع في سوريا لوجود تنظيمات مسلحة وعناصر داعش الإرهابي وبدأنا عمليات مشتركة مع الأردن والتحالف الدولي".
ودعا "الإدارة الجديدة في سوريا إلى إعطاء ضمانات باحترام تنوع المكونات وعدم إقصاء أحد".
وأشار إلى أن "العراق عضو أصيل في التحالف الدولي لمواجهة داعش الإرهابي، وهناك التزام بالوقوف معه تجاه أي تهديد إرهابي للمساس بحدوده".
وقال السوداني: "لا يوجد أي تهديد للعراق أو إملاءات تجاه أي قضية، وهناك حوار مسؤول مبني على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وتأمين حدودنا في أحسن حالاته ولأول مرة يكون هناك تحصينات ومسك لكل النقاط الحدودية".
وشدد على أن" الدولة هي من تملك القرار في السلم والحرب، ولن نسمح لأي طرف بأن يزج العراق بحروب أو صراعات والعراق على المسار الصحيح ويحظى بثقة ومقبولية غير مسبوقة منذ بدء العملية السياسية عام 2003".
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قد أكد لوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هاميش فالكونر في اتصال هاتفي أن "داعش يوسع مناطق سيطرته ويعيد تنظيم صفوفه مستعينا بالأسلحة التي استولى عليها جراء انهيار الجيش السوري".