قال الكاتب الصحفي بشير عبد الفتاح، إنّ الساحة الجيوسياسية في غرب أفريقيا، أصبحت مفتوحة على أكثر من سيناريو بعد الانسحاب الفرنسي من هذه المنطقة.

وأضاف «عبد الفتاح» خلال مداخلة مع الإعلامية إيمان الحويزي ببرنامج «مطروح للنقاش» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن دول هذا الإقليم تريد أن يكون لها سياسات مستقلة، سواء على صعيد إدارة الشؤون الداخلية أو السياسة الخارجية.

من يستفيد من أفريقيا: أمريكا أم الصين؟

وأوضح الكاتب الصحفي، أن هذه التطلعات لدول الإقليم، تصطدم بتطلعات دول كبرى؛ لملء الفراغ الاستراتيجي الناجم عن الانسحاب الفرنسي، والبحث عن موطئ قدم، مثل أمريكا وحلفائها، الذين يرغبون في سد الطريق أمام دول أخرى، مثل روسيا والصين وتركيا وإيران.

وذكر أن دول غرب أفريقيا ترحب بالدور الروسي والصيني، بسبب تجربتها المؤلمة مع الغرب، سواء من جهة الاستعمار أو من جهة عدم تحقيق هذه الدول أي مصالح، نتيجة وجود الاستعمار الغربي، لاسيما بعد إسقاط روسيا أكثر من 20 مليار دولار ديونًا من على هذه الدول.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بشير عبد الفتاح الصين غرب أفريقيا الدور الروسي

إقرأ أيضاً:

السنغال بلد الثقافة والتصوف ومحاربة الاستعمار

ويقول سعيد باه إن دخول الإسلام إلى حوض السنغال كان في النصف الثاني من القرن الهجري الأول، بخلاف ما يروج البعض بأن المرابطين هم من أدخلوا الإسلام إلى المنطقة.

ولم يرتبط دخول الإسلام إلى المنطقة بحدث تاريخي، بل كان عن طريق تسلل تجار يحملون ثقافة وهوية إسلامية إلى المنطقة التي كانت جاذبة اقتصاديا لغناها بالذهب وبثروات أخرى، حيث تأثر أهل المنطقة وأعجبوا بهؤلاء التجار فأسلموا فرادى في البداية ثم انتشر الإسلام بعد ذلك.

وقامت مملكة التكرور -التي يرجح سعيد باه أن اسم السنغال مأخوذا منها- والإسلام على مشارف المنطقة، وقال إن ممالك أخرى كانت موجودة في المنطقة، ومثلا السنغال كانت جزءا من مملكة مالي الإسلامية ومن غانا الكبيرة.

وتتميز السنغال بتعدد الإثنيات والقبائل والتشكيلات الاجتماعية مثل باقي الدول الأفريقية، لكنها ليست معقدة، فمثلا في السنغال هناك نحو 22 مكونا اجتماعيا، في حين في بوركينا فاسو يقدر عدد المكونات الاجتماعية بـ60 مكونا.

الطرق الصوفية

وفي السياق ذاته، يكشف الباحث في التاريخ والفكر والسياسة أن التصوف دخل المنطقة انطلاقا من الجزائر وعبر موريتانيا مع محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي الذي كان له تأثير كبير جدا على المستويين الديني والسياسي.

إعلان

وانتشرت "الطريقة القادرية" في المنطقة، وكانت محركا حتى للجهاد، وجاءت لاحقا "الطريقة التيجانية".

وكان التصوف في المنطقة يقوم على 4 أعمدة، هي: الجهاد من أجل تمكين الإسلام، والتعليم ونشر المعرفة في أوساط الناس، والتربية وصقل أرواح الأتباع، والدعوة العامة، وهي أعمدة يقول ضيف "حكاية أفريقية من بودكاست "أثير" إن الاستعمار الفرنسي قضى عليها.

وعن خصائص "الطريقة المريدية" -التي تعتبر من المحركات الأساسية في السنغال- يوضح سعيد باه أن مؤسس هذه الطريقة هو الشيخ أحمد بامبا، وهو عالم متمكن وكان زاهدا ورفض الخضوع للاحتلال الأجنبي، ليكون مصيره النفي إلى الغابون ثم موريتانيا ثم نفي مرة أخرى، وبعد عودته تعرض للحصار في بيته حتى وفاته وهو في الإقامة الجبرية.

ومن خلال المعركة التي خاضها مع الاحتلال الأجنبي استطاع الشيخ بامبا أن يكوّن قاعدة صوفية متماسكة كما يقول سعيد باه الذي يروي أن الشيخ كان يدعو القبائل التي كان يستهدفها التنصير إلى الدخول في الإسلام حتى تقول للاستعمار إنها تؤمن بالله عز وجل.

وعندما سئل الشيخ بامبا: كيف يدخلون في الإسلام وهم لا يصلّون ولا يصومون؟ قال "سيأتي من يعلمهم الصلاة، أنا ما عندي وقت".

وحسب الباحث في التاريخ والفكر والسياسة، فإن "الطريقة التيجانية" لا تزال مسيطرة في المجتمع السنغالي، و"الطريقة المريدية" مسيطرة من حيث الحيوية، أما "الطريقة القادرية" فأصبحت في وضع ضيق.

ومن جهة أخرى، يعتبر أن دخول المستعمرين إلى السنغال لا يختلف عن دخولهم إلى أماكن أخرى من العالم الإسلامي، فقد بدأ الاستعمار البرتغالي في القرن الـ15 الميلادي، ثم تبعهم الهولنديون، ثم البريطانيون، ثم الفرنسيون الذين وصلوا إلى السنغال في حدود 1622.

ويؤكد سعيد باه أن الاستعمار الفرنسي وجد الشعب السنغالي متعلما، فقد كان هناك علماء وكتب، أما التعليم الذي كان ينشره الاستعمار فكان من أجل خدمة المشروع الاستعماري.

إعلان 20/4/2025

مقالات مشابهة

  • صحيفة أمريكية تجس نبض ترامب تجاه روسيا والصين
  • منجي بدر: الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين ستؤثر على جميع دول العالم| فيديو
  • صراع المعادن النادرة يفتح باب الاستعمار الجديد
  • السنغال بلد الثقافة والتصوف ومحاربة الاستعمار
  • الرئيس المشاط يكشف عن نصر عسكري يضاهي قدرة روسيا والصين
  • بشير العدل: التوجيهات الرئاسية الجديدة للحكومة تدعم مناخ الاستثمار بمصر
  • الإعلام العراقية تنعى الكاتب جمعة اللامي
  • مجلس مدينة حلب بالتعاون مع الدفاع المدني يبدأ بإزالة الحواجز الإسمنتية من أمام مبنى فرع الأمن السياسي وحي السليمانية
  • لماذا تفضل إسرائيل الخيار العسكري في التعامل مع ملف إيران النووي؟
  • أمريكا تعرض تخفيف العقوبات على روسيا في إطار خطة السلام الأوكرانية