صحيفتان إسرائيليتان : وحل غزة بات واقعا
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
وصف المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، بأن "وحل غزة " تحول في نهاية الأسبوع الماضي من "عبارة فضفاضة إلى واقع معقد وصعب في قطاع غزة".
أخبار غـزة الآن لحظة بلحظة عبر قناة تليجرام وكالة سوا الإخباريةوأشار إلى أن "حالة الطقس العاصفة أضافت مصاعب إلى سلسلة معارك وجها لوجه، إطلاق قذائف مضادة للمدرعات وإلقاء عبوات ناسفة، إلى جانب التخوف من إطلاق نيران صديقة.
وأضاف يهوشواع أن "الحقيقة البسيطة هي أن القصف الجوي والمدفعي وحدهما لن يحققا هذه النتيجة". ونقل عن ضابط إسرائيلي قوله إن "حماس تميل أقل إلى مواجهة مباشرة أو شن اقتحامات منظمة، وتفضل تنفيذ إطلاق نار وزرع ألغام ضد آليات وهدم مبان على قوات الجيش الإسرائيلي".
وتابع أن "المواجهات الشديدة في غزة، في نهاية الأسبوع الماضي، كانت منتشرة من حيث طبيعتها وجغرافيتها. وهذه معركة عنيدة صعبة والتمترس في عدة مناطق. وأقوال حول انتهاء العملية العسكرية بعد أسابيع، تشجع حماس على الصمود لأن الجيش الإسرائيلي يوشك على التنازل. وفي قيادة الجيش يقولون إن القتال سيستمر لفترة طويلة جدا وستتحقق الأهداف في النهاية، لكن ليس من دون ثمن باهظ".
وحسب المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، فإن الجيش الإسرائيلي سيدخل قوات أخرى إلى القطاع. "ومثلما هو الحال في شمال القطاع ومدينة غزة، فإن شبكة الأنفاق التي يخرج منها مقاتلو حماس في محاولة لاستهداف القوات، هي التحدي الأكثر تعقيدا بالنسبة للقوات".
ولفت إلى أن مواجهات دارت في الأيام الأخيرة "في مناطق تخضع لسيطرة عملياتية لقوات الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع، وفيما قوات حماس تعمل بمميزات حرب عصابات، والتهديد المركزي على القوات هو تهديد المناطق المفخخة، البيوت ومخارج الأنفاق المفخخة".
وأضاف أن "إطلاق القذائف المضادة للمدرعات يتواصل كميزة مركزية أخرى في قتال حرب العصابات الذي تنفذه حماس، وفي أحيان كثيرة يُنفذ ذلك بعدما يخرج مقاتل من نفق ويطلق قذيفة مضادة للمدرعات ويحاول العودة بسرعة إلى النفق، قبل أن ينجح الجنود الإسرائيليين برصده واستهدافه".
كذلك أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن "المقاومة شديدة للغاية في الأماكن التي لم تتحقق فيها سيطرة إسرائيلية. وكذلك في الأماكن التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي، تتواصل محاولات حماس لاستهداف القوات".
وأفاد بأن "منظومة الأنفاق لا تزال تعمل. ومعظم الهجمات المضادة من جانب حماس تتم بأساليب حرب عصابات وبحجم صغير، وهدفها تحقيق نتائج متراكمة. وأسلوب القتال يشمل نيران قناصة، إطلاق قذائف مضادة للمدرعات وتفجير عبوات ناسفة. ويتم إحباط معظم هذه الهجمات، لكن تلك التي تنجح كافية كي تجبي ثمنا يوميا من الخسائر للجيش الإسرائيلي".
وحسب هرئيل، فإن "الاحتكاك الأكبر جار في جنوب القطاع". وأضاف أن الفرقة العسكرية الإسرائيلية 98 تنفذ "ما يشبه عملية خاصة في محاولة لاستهداف قادة حماس، وحسب التصريحات الرسمية للجيش الإسرائيلي. وهناك مؤشرات على بدء عمليات إسرائيلية في مخيمات اللاجئين في وسط القطاع أيضا".
وأشار إلى أن "قناعة شديدة لدى عائلات الجنود القتلى بعدالة الطريق". وادعى أن "الجنود الذين قتلوا، من القوات النظامية والاحتياط، خرجوا إلى الحرب في 7 أكتوبر بشعور قوي بعدم وجود خيار آخر. وبمفهوم كثيرين منهم، ثمة حاجة إلى توجيه ضربة شديدة لحماس، وبضمن ذلك عملية برية واسعة في القطاع، من أجل محاولة تقليص شيء من الضرر الرهيب الذي أحدثه الهجوم الإرهابي، وتحسين الوضع الأمني في جنوب البلاد وإنشاء ظروف لإعادة المخطوفين".
إلا أن هرئيل لفت إلى أنه "بعد شهرين ونصف الشهر لا تزال عدالة الحرب كما هي. لكن مع مرور الوقت، سيواجه الجمهور صعوبة في تجاهل الثمن الباهظ، وكذلك التشكيك في أن أهداف الحرب التي أعلِنت بصوت مرتفع لا تزال بعيدة عن التحقيق، وحماس لا تظهر مؤشرات على الاستسلام في المدى القريب".
واعتبر أنه "في خلفية ذلك ستتعالى بشكل ملحّ أكثر مسألة ما إذا حان الوقت للانتقال إلى المرحلة الثالثة للعملية العسكرية، وفي مركزها إعادة الانتشار قرب الحدود، تقليص معين للقوات والتركيز على اقتحامات ألوية لأراضي القطاع. ولا تزال قيادة المنطقة الجنوبية تعتقد أنه توجد عدة مهمات ملحة ينبغي تنفيذها في الفترة القريبة، قبل إجراء تغيير في شكل العملية العسكرية. ورغم ذلك، أخذ يتضح أن المطلوب هو إجراء تغيير كهذا".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی لا تزال إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي من تراجع كفاءة الجيش مع إصرار الحريديم على عدم الخدمة العسكرية
كشفت أوساط عسكرية إسرائيلية أن الجيش يحتاج لعشرة آلاف جندي إضافي سيتم تعبئتهم كل عام على مدى السنوات الخمس المقبلة، والعنصر الوحيد الكفيل بسدّ هذه الفجوة هم الحريديم، ورغم ما كرّسه العديد من الجنرالات والساسة لجهودهم لإجراء الدبلوماسية الهادئة مع الحاخامات، لكنهم لم ينجحوا في إقناعهم، الأمر الذي يستدعي من الجيش اليوم كيفية المضي قدمًا في هذه المعضلة.
أمير بار شالوم المراسل العسكري لموقع "زمن إسرائيل"، أكد أن "الجيش يفتقر اليوم لما يقرب من 20% من تشكيلته القتالية، ويتوقع أن ينخفض هذا بنسبة 5% أخرى في السنوات المقبلة، أي أنه يعاني حاليًا من نقص في الجنود من جميع الجوانب، بما يشمل العودة للخدمة العسكرية لعشرات الآلاف من جنود الاحتياط، لكن هذا لا يكفي، فالجيش يجد نفسه من ناحية في حرب مستمرة استنفدت القوة المقاتلة النظامية والاحتياطية، ومن ناحية أخرى في وضع سياسي يشلّ إمكانية زيادة مجموع القوى البشرية من خلال التجنيد".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الجيش في هذه الأثناء، يحاول سدّ هذه الفجوة عبر تمديد الخدمة العسكرية في صفوفه إلى 36 شهرا، لكن هذه الخطوة الطارئة يعيقها رئيس لجنة الخارجية والأمن عضو الكنيست يولي إدلشتاين الذي لا يريد أن يثقل كاهل قطاع الخدمات الذي يشكل فيه جيش الاحتياط العصب الأساسي دون قانون تجنيد يشمل اليهود المتشددين، ويبدو هذا صحيحا وعادلا، لكن في هذه الأثناء تستمر صفوف الجيش في التراجع".
وكشف أن "العديد من الجنرالات التقوا عدة مرات في العام الماضي مع حاخامات بارزين في المجتمع الأرثوذكسي المتطرف، والحديث معهم بالأسلوب الناعم، بهدف محاولة إحداث تجنيد متزايد باستمرار من عناصرهم، لكن الخلاف يشهد تزايدا بين القبعات المتماسكة للأرثوذكسيين المتطرفين وقيادة الجيش حول الخدمة في الجيش، بزعم أنهم منشغلون بدراسة التوراة، وابتداء من هذا الأسبوع، سيصدر الجيش سبعة آلاف أمر تجنيد للحريديم تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عاما، مع أنه في الجولة السابقة حين صدر فيها ثلاثة آلاف أمر تجنيد، حضر منهم فقط 120 عنصرا".
وأضاف "الآن يتم زيادة عدد أوامر التجنيد على أمل خافت أن يؤدي لتحسين نسبة المشاركة، مع العلم أن هذه الأوامر أصدرها الوزير المقال يوآف غالانت، الذي يعتبره المتدينون المتطرفون مناهضًا لهم، ولذلك ضغطوا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإطاحة به، خاصة وأنه مع تصميم غالانت يجد نتنياهو صعوبة بإقناع الحريديم بالتصويت لصالح ميزانية الدولة دون صدور قانون يرضيهم في موضوع التجنيد".
وأضاف أن "قرار غالانت بإصدار أوامر التجنيد السبعة آلاف قوبل بانتقادات شديدة داخل حزب الليكود، لكن خلفه القادم يسرائيل كاتس لم يتراجع عنه بعد، ومن المشكوك أن يحدث ذلك، ملمّحاً أنه لن يلغي القرار، بل سيخففه، فقط حتى لا يزعج شركاء الائتلاف الحكومي، خاصة الحاخامين آرييه درعي ويتسحاق غولدكنوبف".
وأكد أنه "في ذروة هذا الخلاف حول رفض الحريديم التجنيد، فقد قدم الجيش أحدث أرقام قواه البشرية للحرب الأخيرة، مما يزيد من توتر علاقتهما، في ضوء ما يخوضه الجيش من حرب على سبع جبهات، ولذلك فإنه لن ينتظر انتهاء المشاورات الحكومية، مما دفعه بالفعل لتشكيل لواء الحريديم، بغض النظر عن الأعداد التي ستصل لقواعد التجنيد".
وأوضح أن "الجيش لا يرفع حاليا سقف توقعاته من انضمام الحريديم للخدمة العسكرية، لكنه لا يزال متمسكاً على الأقل بتجنيد 4800 منهم بحلول عام 2025، معظمهم مخصصون لأدوار قتالية، فيما يحتاج ذراع المشاة لـ7500 مقاتل جديد كل عام، إضافة لـ2500 جندي مقاتل، بمعنى آخر، زيادة إجمالية قدرها عشرة آلاف جندي سنويًا في السنوات الخمس المقبلة لاستيفاء المعايير الكاملة، وقيام الجيش بمهامه الحالية".
وختم بالقول أن الجيش استنفد كافة الإجراءات اللازمة لتعزيز قواه البشرية الحالية، بما فيها تمديد الخدمة إلى 36 شهرًا، لكن خلاصة القول أن سدّ الفجوة يعتمد على انخراط الحريديم في صفوفه، ومن دونهم فلن يكون بعيداً اليوم الذي سيضطر فيه الجيش للإعلان عن انتهاك الكفاءة في جنوده، بسبب من يتهربون من الخدمة العسكرية".