جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-16@23:41:15 GMT

"حزام ناري" حول الـ"نتن ياهو" (3- 3)

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

'حزام ناري' حول الـ'نتن ياهو' (3- 3)

 

د. مجدي العفيفي

 

كيف لكيان صغير كإسرائيل أن يواجه ويتحمل العيش وسط محيط هائل من الكراهية. الصهاينة حريصون دائمًا على إعادة شحن الوجدان العربي والإسلامي بشحنات هائلة من الغضب والرفض والكراهية. بعد طوفان الأقصى، الضمير العالمي يفيق من تخديره بأكاذيب الصهاينة في وسائل الإعلام الموالية للصهيونية. لن يستطيع أحد ضبط طوفان الغضب والكراهية المتولد عن الأفعال الوحشية للكيان الصهيوني في فلسطين.

هذه الرشقة الصاروخية من العبارات المُلتهبة غضبًا موضوعيًا، وتقززًا من النفايات البشرية الصهيونية.. تشتعل في فضاء البعد الثالث لأطروحة عالم النفس الدكتور محمد المهدي، في هذه السلسلة من المقالات التي تلتف أحزمة نارية حول المجرم الأكبر الـ"نتن ياهو".

***

تتخذ هذه الرؤىة مادتها من "إعادة شحن الكراهية" وتنبى على استدعاء أكثر من موقف عايشه الدكتور المهدي؛ إذ ذهب إلى الإسماعيلية (شمال شرق مصر) بصحبة زميل دراسة من أهلها المُهجّرين بعد هزيمة 1967 «وكنَّا وقتها في مرحلة حرب الاستنزاف ورأيت الدمار المروع للمدينة التي بدت مثل مدينة أشباح، وكنت أعرفها قبل ذلك من أجمل مدن مصر وانتابتني وقتها مشاعر شديدة من الغضب والرغبة في الثأر ممن أحدث كل هذا الدمار في عروس قناة السويس».

وبعد حرب أكتوبر 1973، زار مدن القناة الثلاث «فرأيت دمارًا وخرابًا أكثر، وعايشت بالتوازي القصف الإسرائيلي لمدرسة بحر البقر ومصنع أبوزعبل وقتل الأطفال والعمال الأبرياء، كل هذا كان يزيد شحنة الغضب والكراهية لهذا الكيان الدموي والوحشي».

ومرت السنون.. وتم عقد معاهدة كامب ديفيد وتنادى البعض بالسلام، كحل فرضته الظروف الدولية، «وحضرت مؤتمرا كبيرا في دار الإفتاء المصرية في السبعينيات من القرن الماضي وكان عنوانه حل الصراع، وحضره عدد كبير من المصريين والعرب والكيان الصهيوني والغربيين، وكان يناقش مدى إمكانية حل الصراع على المستويات المختلفة : السياسية والعسكرية والاجتماعية والنفسية، وتوقفت وقتها عند النفسية وأبديت في مداخلات مع بعض الصهاينة شكوكي حول إمكانية حل الصراع على المستويين الاجتماعي والنفسي نظرا لسلوك الكيان العدواني المفرط في الوحشية والذي ترك آثارا في نفوس العرب (الحقيقيين) جراحا ربما تحتاج لأجيال كي تنسى».

***

طبعًا.. لم يُخيب الصهاينة ظن الدكتور المهدي، فقد كانوا حريصين على إعادة شحن الوجدان العربي والإسلامي بشحنات هائلة من الغضب والرفض والكراهية في اجتياحهم للبنان وارتكاب مذبحة قانا، واجتياحهم لغزة والضفة مرات عديدة، باستخدام أقصى درجات العنف والتدمير والقتل والحرق للنساء والأطفال وتهجير السكان والتطهير العرقي وإبداء العنصرية البغيضة والسافرة تجاه كل ماهو عربي أو إسلامي.

ولا بُد أن أسأل الدكتور المهدي: والآن .. مع الحرب الصهيو-أمريكية التترية على نساء وأطفال فلسطين، وتدمير الأرض الفلسطينية بقنبلتين ذريتين على مساحة صغيرة يقطنها مليونان وثلث المليون من البشر المحاصرين منذ سنوات؟

يقول عالم النفس المتابع لمجريات الأمور من أقذر كيان بشري على كوكب الأرض: إن الضمير العالمي الذي كان قد تم تخديره بأكاذيب إسرائيل في وسائل الإعلام الموالية للصهيونية، انتفض ذلك في صورة مظاهرات هائلة في كل مدن العالم يعلن عن رفضه وكراهيته لعنصرية وعدوانية هذا الكيان الذي يعيد للعالم صورة النازية التي خربت الحياة والنفوس في مساحات كبيرة من العالم، ومما زاد من صناعة الكراهية لهذا الكيان المحتل المغتصب النازي، أن صور الدمار وصور الأطفال الممزقين والمحترقين والقابعين تحت أنقاض القصف تتناقلها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي وتنشرها للعالم كله بصورة مزقت القلوب، وهذا مالم يكن متوفرا في حروب ومذابح أخرى قبل ذلك.

***

إذن ما دلالة تلك الآعمال التتترية التي يقودها أبليس الصهاينة الـ"نتن ياهو"؟

يحدثني أستاذ عالم النفس بجامعة الأزهر: أصبحت إسرائيل تعيد شحن الكراهية (التي ربما تكون قد نسيت أو بهتت لدى أجيال جديدة لم تشهد الحروب الكبرى بين العرب والكيان الصهيوني) لدى أكثر من ثلاثمائة مليون عربي، ومليار وثلث المليار المسلمين (باستثناء قلة هنا أو هناك ربما يكون لها مصالح شخصية مع إسرائيل) فكيف لكيان صغير كإسرائيل أن يواجه ويتحمل العيش وسط محيط هائل من الكراهية يمتد في كل ركن من العالم، ويعبر عن سخطه وغضبه تجاه هذا الكيان العنصري المحتل الغاصب الوحشي بأشكل مباشرة أو غير مباشرة، ومن المعلوم بالضرورة أن التطرف الديني الإسرئيلي الذي يمثل وقود هذه العنصرية والوحشية سيقابله نشأة تطرف ديني إسلامي ربما أشد عنفًا ليواجه تلك الوحشية.

***

وماذ عن أولئك الذين سعوا وكانوا يسعون قبل طوفان الأقصى إلى ارتكاب جريمة التطبيع مع العدو الصهيوني؟

يقول عالم النفس د. المهدي: على الرغم من سعي الكيان لصهيوني وأمريكا لمد سرطان التطبيع بالترهيب والترغيب في أكثر من دولة عربية قبل طوفان الأقصى، وكان البعض يتسابق ويتباهى باجتهاده في التطبيع، إلا أن الوضع اختلف الآن وأصبح أي مُطبِّع يواجه سخطًا أو غضبًا شعبيًا من أهل بلده، حتى ولو تم منع التعبير عن ذلك بالقهر السياسي والعسكري، وهذا يجعل من الصعب على حلفاء وعملاء الصهاينة في المنطقة أن يجاهروا بتأييدهم أو تطبيعهم، ويضطروا تحت ضغط الكراهية الشعبية الممتدة أن يواكبوا- على الأقل في الظاهر- هذا الغضب الشعبي المشتعل، والذي يحرص الكيان الوقح بغباء شديد على زيادة اشتعاله وتوريثه للأجيال الجديدة، وكأنها تحفر لنفسها ولأجيالها القادمة قبرًا هائلًا، أو تهيئ العالم لهولوكست جديد مدفوعًا بكراهية صنعتها الاحتلال بغباء قادتها وحاخاماتها المتطرفون العنصريون المتعطشون لرائحة الدم ورائحة شوي الأجساد في ساحات غزة والضفة والأقصى.

ترى .. إلى أي مدى تسهم وسائل الإعلام تحقيقًا وتوثيقًا وتدقيقًا في لَفِ الأحزمة النارية حول الكيان الصهيوني، وعلي رقبة الدموي الـ« نتن ياهو»؟

يقول الدكتورمحمد المهدي: مهما حاول العقلاء والمعتدلون من هنا أو هناك ضبط طوفان الغضب والكراهية المتولد عن الأفعال الوحشية للكيان الصهيوني في فلسطين، حتى على الأقل لمنع حرائق هائلة في المنطقة والعالم، فربما لايستطيع ذلك لأن الصور الوحشية للقتل والتدمير خاصة للأطفال والنساء والبيوت الآمنة سوف يظل يشحن الملايين بشحنات هائلة ومتجددة من الغضب والكراهية خاصة أن هذه الصور والمشاهد ليست فقط محفوظة في الذاكرة الشخصية والجمعية، ولكنها محفوظة على الوسائل الإلكترونية الحديثة ويستدعيها أي شخص في أي وقت بضغطة من إصبعه على أي جهاز يحمله حتى بعد مئات السنين.

 ***

ويشتعل السؤال مع الدكتور المهدي: هل بعد كل هذا يمكن أن ينتصر الكيان الصهيوني أو أمريكا أو الغرب على رجال ونساء وأطفال غزة؟

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

في اليوم الـ16 من رمضان : المستوطنون الصهاينة يرقصون ويصلون في الأقصى

يمانيون../
استباح المئات من المستوطنين الصهاينة، اليوم الأحد، المسجد الأقصى احتفالًا بما يسمى “عيد “البوريم/ المساخر” اليهودي” وهو ما تشير إلى خطورة المرحلة التي تنذر بحرب دينية واسعة النطاق.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، نفذ أكثر من 555 مستوطنًا اقتحاماتهم للمسجد الأقصى ضمن مجموعات متتالية عبر باب المغاربة، الذي تسيطر سلطات العدو الصهيوني على مفاتيحه منذ احتلال القدس عام 1967.

وتُنفذ اقتحامات يومية للمستوطنين في المسجد الأقصى باستثناء يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، وخلال شهر رمضان، تقتصر الاقتحامات على فترة واحدة فقط بدلًا من فترتين، وهي الفترة الصباحية من السابعة صباحًا حتى الحادية عشرة ظهرًا.

وأشارت وسائل الإعلام الى أن المستوطنين الصهاينة أدوا صلواتهم “رقصًا وغناءً وانبطاحًا جماعيًا” خلال اقتحام الأقصى في عدة مناطق منه، وارتدى عشرات المستوطنين ملابس “الكهنة” المخصصة للهيكل.

ويوم الخميس الماضي، اقتحم 191 مستوطنًا صهيونيا الأقصى في أول أيام عيد “البوريم”.

وتتضاعف أعداد المستوطنين في الأقصى خلال الأعياد والمناسبات اليهودية، ويقوم المستوطنون باستغلالها لاقتحام الأقصى بأعداد كبيرة والصلاة فيه.

ومنذ شهر أغسطس الماضي، أصبحت صلوات اليهود في الأقصى تُقام بشكل يومي وعلني، بعد إعلان وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، في حينه نيته بناء كنيس في الأقصى.

فيما تستمر القيود المفروضة على دخول المسلمين إلى الأقصى خلال شهر رمضان، بوضع السواتر على كافة أبواب الأقصى، وتفتيش الوافدين إليه من النساء والشبان وكبار السن، ومنع الدخول عشوائيًا، ويقتصر عدد المصلين في الأقصى على أهالي القدس والداخل الفلسطيني.

كما يُمنع أهالي الضفة الغربية من الدخول إليه، باستثناء يوم الجمعة “مع تحديد الأعداد والأعمار” لمن يُسمح لهم بالدخول، في حين يُمنع أهالي غزة من الدخول إلى الأقصى منذ سنوات.

كما أصدرت سلطات العدو الصهيوني عشرات قرارات الإبعاد عن الأقصى خلال الأسابيع الأخيرة، شملت شيوخًا ونشطاء وصحفيين وأسرى محررين.

ويتضح يوما بعد يوم أن رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو يطلق يد الوزيرين المتطرفين سموتريتش وبن غفير ويمنحهما جوائز ترضية على حساب المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وارضهم وممتلكاتهم وحياتهم، للحفاظ على ائتلافه الحاكم وإطالة أمد بقائه في الحكم، ويوفر لهما غطاء حكومياً كاملاً لمصادرة المزيد من الأرض الفلسطينية وتهويدها بالاستيطان وتعميق جرائم الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة، وممارسة أبشع أشكال التنكيل بالمواطنين الفلسطينيين واخضاعهم لنظام فصل عنصري (ابرتهايد) لا يعترف بحقهم في الحياة أو بأي من حقوقهم المدنية كشعب يرزح تحت الاحتلال.

الوزير الفاشي بن غفير الذي يحمل دائما عود ثقاب لا يفوت أية فرصة لإشعال المزيد من الحرائق في ساحة الصراع، بدأها مؤخراً بتحريضه واسع النطق لمنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك.

وحاليا يحاول بن غفير إشعال ما فشل في تحقيقه من خلال المطالبة باستمرار اقتحامات المستوطنين للأقصى في الايام العشر الأخيرة من رمضان، ذلك كله بحماية وإسناد ودعم من قوات العدو الصهيوني التي تخضع أجزء منها لأوامر وتعليمات سموتريتش وبن غفير، وتمارس انتهاكاتها في تكامل واضح بالادوار مع ميليشيات المستوطنين المسلحة وبشرعية حكومة الكيان الغاصب.

وعادة ما تندد الهيئات الإسلامية والأوقاف بما يجري ، من استباحة المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، مؤكدة ان استباحة المستوطنين للأقصى الشريف هو أمر عدواني خطير، غير مسبوق” في اشارة إلى ممارسات المستوطنين داخل باحات المسجد، ومنها “رفْع العلم الإسرائيلي، والنفخ بالبوق، وأداء صلوات دينية يهودية”.

ويكرر المستوطنون الصهاينة، اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى في يوميا ماعدا السبت والجمعة في عدة مناسبات بمناسبة أعياد يهودية.

ويقول الفلسطينيون، يقولون إن الكيان الصهيوني، لم تعد تلتزم بتعهداته، حيث يعمل على تقسيم المسجد الأقصى، زمانيا ومكانيا، عبر السماح للمستوطنين باقتحامه، والتدخل في شؤونه.

وبدأت قوات العدو الصهيوني بالسماح للاقتحامات في العام 2003 رغم التنديد المتكرر من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.

مقالات مشابهة

  • كيف نتغلب على العادات السلبية؟.. محمد المهدي يجيب «فيديو»
  • في اليوم الـ16 من رمضان : المستوطنون الصهاينة يرقصون ويصلون في الأقصى
  • المعارضة في نيوزلندا تقود مشروع قانون لفرض عقوبات على الكيان الصهيوني
  • المستوطنون الصهاينة يدنسون ويرقصون في الأقصى
  • من العقل الرعوي إلى المهدية المعاصرة: تأملات في فكر النور حمد والصادق المهدي
  • حرف الراء بين الحب والكراهية
  • أبوخشيم: يجب محاسبة وسائل الإعلام التي تروج لخطاب الكراهية
  • حزام زنجبار يبدأ بتنفيذ حملة لمنع بيع الألعاب النارية بالمدينة
  • إجابة سؤال رامز إيلون مصر الحلقة 14.. ما لون توكة حزام رحمة أحمد؟
  • تعذيب خروف يثير الغضب في تركيا.. والنيابة تتحرك