بمعنى أن أمريكا امتنعت عن الرد على هجمات البحر الأحمر حرصا على إنجاح التسوية في اليمن، لكنها ـ في الوقت ذاتها ـ أفشلت التسوية لإيقاف هجمات البحر الأحمر. وكانت المصادر أكدت أن التوقيع على التسوية السياسية بين الاطراف اليمنية في الرياض، كان متوقعا نهاية ديسمبر الجاري.
يشير هذا الأمر إلى أن الولايات المتحدة حريصة فقط على إفشال الاتفاق بين الأطراف اليمنية، لأنها ربطته بما تعلم استحالة تحققه، حيث أعلنت قوات صنعاء منذ اليوم الأول لعملياتها في البحر الأحمر، أنها لن تتوقف قبل دخول المواد الغذائية والسلع إلى قطاع غزة المحاصر.


كما يؤكد أن القرار السعودي حول الملف اليمني مرتهن للإرادة والرغبة الأمريكية، وبالتالي لا جدوى من أية مفاوضات مع الرياض في ظل هكذا وضع.
والغريب هو أن السعودية التي رفضت المشاركة في تحالف البحر الأحمر الذي دعت إليه أمريكا، وافقت على طلب أمريكا الرابط للمفاوضات اليمنية بقضية الهجمات في البحر الأحمر. هذا الأمر يضع أكثر من علامة استفهام حول حقيقة الرفض السعودي للمشاركة، خصوصا في ظل ما تم تداوله حول موافقة دول عربية على المشاركة شريطة عدم الإفصاح عن هويتها.
وإلا فإن السعودية التي رفضت المشاركة في تحالف البحر الأحمر، قادرة على رفض الطلب الأمريكي الخاص بتأجيل التوقيع على اتفاق السلام في اليمن بعد ربطه بالعمليات ضد السفن الإسرائيلية، خصوصا وأن اتفاق إنهاء الحرب على اليمن أهم بكثير بالنسبة إلى الرياض.
يمكن الانتهاء إلى أن هناك تبادل أدوار بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر. بصورة أدق، يمكن القول إن الرياض لا تملك إرادة رفض الطلبات الأمريكية، وأن ما قد يبدو رفضًا، يتم الاتفاق على إخراجه بهذا الشكل لا غير.
وأخيرا، لا شك أن موافقة السعودية على ربط اتفاق السلام في اليمن بهجمات البحر الأحمر، هو جزء من المشاركة في التحالف البحري.
- عبدالرزاق علي

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: السعودية الولايات المتحدة البحر الأحمر الكيان الصهيوني القوات اليمنية البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: يجب إنهاء الوضع الكارثي في غزة وإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنّه ناقش مع الرئيس الكيني ويليام روتو آخر التطورات في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، حيث توافقت الرؤى فيما تشهده منطقة البحر الأحمر من تهديدات أمنية، تفتح المجال لتوسيع رقعة الصراع، والتأثير على الدور الرئيسي والفاعل للدول المشاطئة للبحر الأحمر في تناول شؤونها، وهو الوضع الذي لا يمكن فصله عن العدوان الإسرائيلي على غزة باعتباره سببا رئيسيا في هذه التهديدات الأمنية.

وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الكيني، أنّ اللقاء شهد التأكيد على أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي تم التوصل إليه مع الشركاء في قطر وأمريكا، فضلا عن السماح للنفاذ الإنساني الكامل للفلسطينيين في غزة لإنهاء الوضع الإنساني والكارثي وبدء مسار سياسي حقيقي لإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • ضباط أمريكيون: المواجهة البحرية مع اليمن الأكثر تعقيدًا وخطورة منذ الحرب العالمية الثانية
  • ضباط أمريكيون: المعركة البحرية مع اليمن أكثر كثافة وخطورة منذ الحرب العالمية الثانية
  • عاجل - الرئيس السيسي: يجب إنهاء الوضع الكارثي في غزة وإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي: يجب إنهاء الوضع الكارثي في غزة وإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية
  • مباحثات تركية سعودية في الرياض
  • “لويدز لست”: “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • صحيفة “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • “الانتقام لأمريكا وإسرائيل” عنوانًا للتحشيد الإقليمي ضد اليمن: مرارة الهزيمة تفضحُ أهدافَ واشنطن
  • اندلاع حريق في سفينة قبالة اليمن
  • مخاوف لدى شركات الشحن العالمية من عبور البحر الأحمر مجددا بسبب توقع انهيار اتفاق إنهاء الحرب على غزة