رصد 11 من المشاهدات للحوت الأحدب النادر في بحر العرب
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
مسقط- العُمانية
تمكّنت دراسة حقلية لمشروع تتبع حوت بحر العرب الأحدب عبر الأقمار الاصطناعية بمحافظة الوسطى، من رصد 11 من المشاهدات للحوت الأحدب، و4 مشاهدات لحوت (برايدس)، ومشاهدة واحدة لدولفين المحيط الهندي الأحدب.
وتهدف الدراسة التي نفّذها فريق من هيئة البيئة لإدارة تقييم مخاطر الصيد العرضي والتخفيف من حوادث السفن، مع معرفة المزيد عن مسارات الهجرة للحيتان والموائل ورسم بيانات وخارطة دقيقة لها.
وجاءت الدراسة التي نفذها الفريق تحديدًا بخليج مصيرة عبر الأقمار الاصطناعية في فترة موسم التزاوج من العام الجاري، وذلك بالتعاون مع مجموعة من الخبراء المصرحين دوليًّا لتركيب شرائح التتبع، ومنظمة تحالف المحيط (Ocean Alliance) لتركيب أجهزة التتبع ذات مستشعرات مرئية، كما شارك بالدراسة خبراء من هيئة البيئة وخبراء من شركة بحار المستقبل القائمة بتنفيذ الأعمال الميدانية وتحليل البيانات.
وبيّنت دراسات سابقة بالمجال نفسه أنّ هذا النوع من الحيتان في الواقع هو حوت مقيم يبقى في موائله قرب السواحل العُمانية على العكس عن غيره من أنواع الحيتان التي تقضي عمرها متجولة بين البحار وذلك بسبب الظروف المناخية الموسمية التي تطرأ في البحار الجنوبية لسلطنة عُمان حيث تتوافر لها مصادر الغذاء المتنوعة على مدار السنة.
وعمل الفريق بالمشروع على تركيب شريحة تتبع على أحد حيتان بحر العرب الأحدب وهو من الحيتان التي شُوهدت لأول مرة خلال العام الماضي في شهر نوفمبر في المنطقة ذاتها، وساعدت على فهم سلوك وحركة الحوت لفترة ما بين شهر إلى 6 أشهر مع معرفة موقعه بدقة تصل إلى مئات الأمتار حتى 5 مرات في اليوم الواحد.
كما عمل الفريق على تركيب 4 أجهزة ذات مستشعرات إضافية تدوم 8 ساعات تساعد على تسجيل خصائص الغوص للحوت من خلال مشاهدة حركة الحوت وسماع أصوات الغناء التي يصدرها، إذ يعد حوت بحر العرب الأحدب الأكثر فرادة وندرة فهو لم يشاهد منه سوى نحو 100 حوت.
ويستخدم فريق العمل البحثي بمشروع تتبع حوت بحر العرب الأحدب العديد من أدوات البحث المتاحة لفهم سلوك وحركة الحيوانات المهددة أو الأكثر احتياجًا إلى الصون والإدارة، ويأتي في مقدمتها: القياس عن بُعد عبر الأقمار الاصطناعية، ورسم خرائط توزيع التهديدات والمخاطر، والمراقبة الصوتية، واستخدام طائرة بدون طيار للمراقبة وأخذ العينات، وغيرها من القياسات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مصر تعزز قدراتها الفضائية بتليسكوب ثان في محطة رصد الأقمار الصناعية
أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أهمية دعم البحث العلمي والابتكار، ودوره المحوري في تحقيق التنمية المستدامة، مشددًا على تكثيف العمل لتطوير الإمكانيات والقدرات البحثية، لا سيما في مجالات العلوم الحديثة التي تواكب رؤية الدولة في دعم التكنولوجيات المتطورة، وتعزيز إمكانيات المراكز البحثية التابعة للوزارة.
وفي هذا الإطار، أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن الانتهاء من تركيب التليسكوب الثاني بمحطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي، وذلك ضمن المشروع القومي لإنشاء وتشغيل المحطة، والتي تمثل إضافة نوعية للقدرات المصرية في مجال الفضاء.
تليسكوب جديد لرصد الأجسا م الفضائية
وأوضح الدكتور طه توفيق رابح، القائم بأعمال رئيس المعهد، أن التليسكوب الجديد تم تركيبه لرصد الأجسام الفضائية حتى ارتفاع 36 ألف كيلومتر، معتمدًا على تقنيتي الليزر والرصد البصري، وذلك بالتعاون مع الصين. وأشار إلى أن هذا التليسكوب هو الأكبر من نوعه خارج الصين والوحيد في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، مما يعزز مكانة مصر العلمية في هذا المجال.
وأضاف الدكتور رابح أن محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي تضم تليسكوبين فلكيين بمرآة قطرها 1.2 متر و70 سم، ما يوفر إمكانيات متقدمة لرصد وتتبع الأجسام الفضائية في النطاق الذي يشمل المدارات الجغرافية الثابتة، حيث توجد الأقمار الصناعية الخاصة بالاتصالات والملاحة والاستشعار عن بعد.
وتعتمد المحطة على تقنيتين رئيسيتين لرفع دقة الأرصاد وتحسين جودة البيانات، الأولى هي تقنية الليزر التي تعمل على إرسال نبضات ليزرية نحو الأجسام الفضائية وقياس الزمن المستغرق لعودتها، ما يوفر قياسات فائقة الدقة لمواقع وسرعات الأجسام، ويساعد في تقييم مخاطر الاصطدام واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة. أما التقنية الثانية، فهي الرصد البصري، حيث يتم التقاط صور عالية الدقة باستخدام مستشعرات بصرية متطورة، ما يمكن من تتبع الأجسام غير المعروفة وتحليل طبيعتها وحالتها المدارية.
ويسهم تشغيل المحطة في تحقيق عدة فوائد مهمة، من بينها تحسين التنبؤ بحركة الحطام الفضائي وتقليل مخاطر الاصطدامات، إلى جانب دعم برامج الفضاء المصرية عبر توفير بيانات دقيقة تفيد في تطوير مشروعات فضائية مستقبلية، مثل إطلاق أقمار صناعية جديدة وبرامج الاستشعار عن بعد بالتعاون مع الشركاء الدوليين. كما يدعم المشروع الطموحات المستقبلية لمصر في قطاع الفضاء، ويعزز القدرات البحثية في مجالات الفلك والديناميكا المدارية وتحليل البيانات، فضلًا عن توفير خدمات تتبع الأقمار الصناعية لدعم عمليات الفضاء لدول المنطقة.
ويعكس تشغيل هذه المحطة دخول مصر مرحلة جديدة في علوم وتكنولوجيا الفضاء، حيث أصبحت من الدول القليلة التي تمتلك القدرة على رصد الحطام الفضائي وتتبع الأقمار الصناعية بتقنيات متقدمة، ما يرسخ مكانتها كمركز إقليمي في هذا المجال، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون العلمي والتكنولوجي مع الشركاء الدوليين.
تجدر الإشارة إلى أن المعهد القومي للبحوث الفلكية يمتلك محطة بصرية أخرى في مرصد القطامية الفلكي، والتي تعمل بكفاءة منذ عام 2019، كما ساهمت الكوادر العلمية بالمعهد في نشر أبحاث دولية عدة في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء في مجلات علمية مرموقة ذات تصنيف عالمي مرتفع.