ستعود فلسطين.. وأمريكا هي الوطن البديل لليهود
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
علي بن سالم كفيتان
عندما صمتت جميع البنادق ودسَّ أشباه العرب رؤوسهم في التراب، لبّى اليمن النداء، وهبَّ لنجدة الأشقاء في فلسطين، وقد علّمنا التاريخ أنَّ اليمن هي مخزون الرجولة الذي لا ينضب، وأنها آخر القلاع الحصينة في شبه جزيرة العرب؛ حيث يُوجد من لا يهاب الموت ولا يخاف الفقر ومن يغيث الملهوف وينصر المظلوم ويُزيل الكرب.
لقد اختفت الشعارات القومية الرنانة وتلاشت أصوات من يدّعي الإسلام، وتبقت أمة واحدة وهم اليمنيون، يحملون على عاتقهم نصرة فلسطين الجريحة، فصال وجال أجداد العرب في أرضهم وبحرهم وسمائهم ليقطعوا أحد الشرايين الداعمة للصهاينة، وسيعلم الغرب يومًا أنَّ العرب ليسوا على شاكلة الهنود الحمر في أمريكا أو الإنسان القديم في أستراليا وجزر المحيط الهادي، الذين أبادوهم ونهبوا أوطانهم. العرب ينبتون من الأرض مع كل زخّة مطر على رمالهم القاحلة، يطربهم الرعد، ويحبون رؤية وميض البرق على سيوفهم الجامحة للنصر، لا محالة ستعود فلسطين وسيكتب التاريخ أن يحيى السنوار ورفاقه قادوا آخر الغزوات لتحرير الأرض العربية من رجس الصهاينة، وسيكتب التاريخ كذلك أنَّ مددًا جاء من أرض اليمن فآزر المقاومة في فلسطين.
لم أكن أتخيل يومًا أنَّ الأمور يمكن أن تدار بهذه الطريقة السيئة في الولايات المتحدة الأمريكية موطن الحريات والبلد الحُلم لكل طامح، فلا يخفى على أحد أن ما يحدث لليهود (الصهاينة) هو من فعل بريطانيا وفرنسا، فبعد أن فشلت الخطة لتوطينهم في ألمانيا فشلًا ذريعًا وأدت لنتائج مروعة، عاد المستعمر العجوز وقام بزراعتهم في فلسطين في أربعينيات القرن الماضي، وأُوكِلت الرعاية للوحش المنتصر في الحرب العالمية الثانية، إلّا أن الطفل الصهيوني لم يكبُر ولم يعتمد على نفسه يومًا.. إنها لعنة بريطانيا الأزلية التي أرادت أن تشغل بها الولايات المتحدة الأمريكية، لكي تحد من قوتها وسطوتها، واليوم نرى الإمبراطورية الوحيدة على الكوكب تلفظ أنفاسها وتجر خيباتها وتتلقى لعنات شعوب الأرض جميعًا بسبب الصنيعة الإنجليزية التي ابتُليت بها واشنطن. أعلمُ أن هنري كسنجر يهودي رحل من ألمانيا هربًا من التصفية وشكّل ظاهرة سياسية ودبلوماسية عالمية وكان أحد أكبر الرعاة للكيان الصهيوني، لكنه امتلك خيطًا رفيعًا لشد الكلب للخلف ليكتفي بالنباح كلما تطلب الأمر.
ثأر اليهود ليس عند العرب؛ بل في أوروبا التي أحرقتهم في أفران الغاز؛ لذلك لن نستغرب من موقف المستشار الألماني أولاف شولتز فهو يعلم قدر الخطيئة العظيمة التي اقترفها أجداده الألمان، فقد بات اليوم يجرِّم المتعاطفين من شعبه مع الفلسطينيين عبر شاشات التلفاز وعبر تصريحات هستيرية، تكشف مقدار القلق الذي ينتابه عندما يعود اليهود من فلسطين للمطالبة بتعويضاتهم وأملاكهم التي نُهبت في حقبة الهولوكوست، بالطبع لن يكتفوا بتصريح مُعاداة السامية الذي بات يتردد بقوة اليوم في الغرب. ولكي أُقرِّب لكم ضعف أمريكا، استعيدُ مشهدًا مُخزيًا وقع قبل أسابيع، وهو عبارة عن استجواب إحدى عضوات الكونجرس لثلاثة من رؤساء أشهر الجامعات الأمريكية حول عدم منعهم مظاهر التعاطف مع فلسطين في أروقة جامعاتهم، واعتبار ذلك ضمن أسطوانة معاداة السامية والموافقة على قتل اليهود، بينما في الجانب الآخر يُحلُّون قتل الفلسطينيين. وفي آخر هذا الاستجواب المُهين أُقيلت رئيسة إحدى الجامعات الثلاثة، فورًا؛ لأنها لم ترضخ لإملاءات ذلك الاستجواب المُتعنت. ولهذا نقول: سيكتشف اليهود وأمريكا أنهم ضحية خطة محكمة دبرها العجوز الرابض في طرف القارة الأوروبية.
باتت اليوم جميع المصالح الأمريكية في العالم عُرضة للخطر، في ظل تصاعد الدعوات لكبح جماح هذا الوحش المدجج بالأسلحة، فأيدي الإدارة الأمريكية أصبحت ملطخة بدماء ملايين الأبرياء في فلسطين والعراق وسوريا وأفغانستان وليبيا واليمن، في ظل ترقب روسي وصيني لمآلات الإمبراطورية المُترنحة، فهل يعقل الساسة في واشنطن قدر المخاطر التي باتت تحيط بهم وتهدد مستقبلهم؟ يُقال إن الولايات المتحدة لا تتخذ قرارات حاسمة، إلّا بعد الرجوع لمراكز الأبحاث الاستراتيجية، وهنا يتبين أن المطبخ السياسي في واشنطن فسدت جميع وجباته؛ ليصيب الإدارة الهرمة بالإسهال والدوار؛ بل والسقوط المتكرر في كل المحافل.
النهاية وفق المعطيات الحالية تبدو سعيدة؛ حيث سيهرب اليهود الى أوروبا وسيخوضون حربًا جديدة هناك، وستحرر فلسطين، وستنهار الإمبراطورية الأمريكية، وسيحتفل الإنجليز بدهائهم، وسيحج إليهم الصينيون والروس والهنود؛ للبحث عن ترياق جديد يعالجون به تقلبات الطقس وتغيُّر المناخ، وستصبح أمريكا هي الوطن البديل لليهود!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أسماء قيادات حوثية وشركات صرافة شملتها عقوبات الخزانة الأمريكية الأخيرة.. من هو المسئول الأول عن الأموال التي تصل الحوثيين من إيران
فرضت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الخميس، عقوبات على 12 فردا وكيانا، لدورهم في الاتجار بالأسلحة وغسل الأموال وشحن النفط الإيراني لصالح مليشيات الحوثي في اليمن، بينهم "هاشم إسماعيل علي أحمد المداني"، محافظ البنك المركزي الموالي للحوثيين في صنعاء.
وقالت الخزانة الأميركية في بيان، إن"المداني هو المشرف الرئيسي على الأموال المرسلة إلى الحوثيين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وقد تعاون مع المسؤول المالي الحوثي المدعوم من فيلق القدس، الجمل، لإجراء أنشطة تجارية لصالح الحوثيين".
كما شملت العقوبات "أحمد محمد محمد حسن الهادي (الهادي) هو مسؤول مالي حوثي كبير ينسق ويسهل نقل الأموال الحوثية نيابة عن الجماعة. وقد أمر الهادي مسؤولين ماليين حوثيين آخرين، بما في ذلك الجمل، بنقل الأموال للجماعة وكلفهم بصرف الأموال لمسؤولي الحوثيين وغيرهم من الأفراد في اليمن"، وفق البيان.
وأضاف البيان، أن من بين الأشخاص المعينين اليوم عملاء تهريب رئيسيون وتجار أسلحة ووسطاء شحن ومال مكّنوا الحوثيين من الحصول على مجموعة من المكونات ذات الاستخدام المزدوج ومكونات الأسلحة ونقلها، فضلاً عن توليد الإيرادات لدعم أنشطتهم الإقليمية المزعزعة للاستقرار.
كما حدد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية خمس محافظ للعملات المشفرة مرتبطة بالمسؤول المالي الحوثي المدعوم من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي (IRGC-QF) سعيد الجمل (الجمل)، والذي يعمل تحت الأسماء المستعارة "خربي" و"أحمد سعيدي" و"هشام"، من بين آخرين.
عقوبات الولايات المتحدة، شملت ايضا شركتي الحزمي والثور للصرافة.
ويستغل عملاء المشتريات الحوثيون مجموعة من شركات الشحن التي لديها مكاتب في اليمن وجمهورية الصين الشعبية لنقل المشتريات غير المشروعة إلى المقاتلين الحوثيين.
ومن بين هذه الشركات، شركة صفوان الدبي للشحن والتجارة، وهي شركة شحن ولوجستيات مقرها اليمن استخدمها مسؤولو المشتريات الحوثيون لاستيراد مواد ذات استخدام مزدوج ومكونات أسلحة أخرى إلى اليمن. وتحتفظ شركة صفوان الدبي بوجود في جمهورية الصين الشعبية، ومن المرجح أنها تستخدمه لإخفاء شحنات الأسلحة إلى قوات الحوثيين.
تم تصنيف الودود وعمر بموجب الأمر التنفيذي 13224، المعدل، بسبب عملهما أو ادعائهما العمل لصالح أو نيابة عن الحوثيين بشكل مباشر أو غير مباشر. تم تصنيف صفوان الدبعي بموجب الأمر التنفيذي 13224، المعدل، بسبب تقديم المساعدة المادية أو الرعاية أو الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات للحوثيين أو دعمهم.
وقال وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بالوكالة برادلي تي سميث: "إن الإجراء الذي اتخذناه اليوم يؤكد التزامنا بتسخير كل أدواتنا لتعطيل جهود الحوثيين للحصول على الأسلحة، وشراء المكونات ذات الاستخدام المزدوج، وتأمين إيرادات إضافية".
وأضاف: "ستستمر الولايات المتحدة في فضح هذه المخططات وستحاسب أولئك الذين يسعون إلى تمكين أنشطة الحوثيين المزعزعة للاستقرار"، مشيرا إلى أن الإجراء الذي تم اتخاذه اليوم يتم بموجب سلطة مكافحة الإرهاب، الأمر التنفيذي (EO) 13224، المعدل.