مع احتدام الحرب..شوارع مهجورة في بيت لحم وغياب شجرة الكريسماس عشية عيد الميلاد
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
تتردد أصداء أجراس الكنائس في شوارع بيت لحم التي تشبه المتاهة. ومع اقتراب عيد الميلاد، كان من المفترض أن تعج المدينة الواقعة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل بالزوّار، لكنها أصبحت شبه مهجورة هذا العام.
ووفقًا لشبكة “سي إن إن”، اتخذ القادة المحليون قرارا، الشهر الماضي، بتقليص الاحتفالات تضامنًا مع السكان الفلسطينيين، مع احتدام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
واستشهد أكثر من 20 ألف فلسطيني خلال الهجوم البري والجوي الذي شنه الاحتلال، بحسب وزارة الصحة في غزة، كما نزح ما يقرب من 85% من إجمالي سكان القطاع.
والكثيرون في بيت لحم لديهم علاقات بغزة من خلال أحبائهم وأصدقائهم، وقد سيطر شعور بالبؤس على المدينة التي يقدسها المسيحيون باعتبارها مسقط رأس المسيح.
وتمت إزالة الزخارف التي كانت تزين الأحياء، كما أُلغيت المسيرات والاحتفالات الدينية. وفي وسط المدينة، غابت بشكل واضح شجرة عيد الميلاد التقليدية الضخمة في ساحة المهد.
والسفر إلى بيت لحم، على بعد حوالي 8 كيلومترات جنوب القدس، ليس بالرحلة السهلة في العادة، ومنذ 7 أكتوبر الماضي، فرضت إسرائيل قيودًا على الحركة في بيت لحم والمدن الفلسطينية الأخرى في الضفة الغربية، مع وجود نقاط تفتيش عسكرية تسمح بالدخول والخروج، مما يؤثر على الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى أعمالهم.
وقال علي ثابت لشبكة “سي إن إن”: "سألني ابني عن سبب عدم وجود شجرة عيد الميلاد هذا العام، ولا أعرف كيف أشرح ذلك".
يعيش علي وعائلته في قرية فلسطينية قريبة، ويزورون بيت لحم في كل عيد ميلاد، قائلًا "لأن علاقتنا مع إخوتنا المسيحيين علاقة قوية، ننضم إليهم في احتفالاتهم، وهم يشاركوننا أيضا احتفالاتنا. لكن موسم العطلات هذا العام سيئ للغاية".
وخلال السير في الشوارع المرصوفة بالحجارة، يبدو تأثير الصراع جليا.
ويعتمد اقتصاد بيت لحم على الحجاج والسياحة، كما ذكر صاحب متجر الجيل الثالث روني طباش، الذي يقف خارج متجره في انتظار العملاء الذين لن يصلوا أبدا.
ويحضر طباش والده معه إلى المتجر كل يوم لإخراجه من المنزل. وافتتح جده المتجر في عام 1927، لافتًا إلى أن هذا المكان، بجانب الميدان وكنيسته الشهيرة، أصبح "جزءا من قلوبنا".
وأضاف: "لم نر عيد ميلاد مثل هذا من قبل، منذ ثلاثة أشهر، بصراحة، لم نقم بعملية بيع واحدة. لا أريد أن أبقي والدي في المنزل، ولا أريد أن أتخلى عن الأمل".
وحتى كنيسة المهد، التي أصبحت أول موقع للتراث العالمي في الأراضي الفلسطينية في عام 2012، باتت فارغة إلى حد كبير. في العام العادي، تقف طوابير من المئات حول موقف السيارات بالخارج وينتظر الحجاج بصبر لدخول المغارة، التي تعتبر منذ القرن الثاني الموقع الدقيق لميلاد المسيح.
وفي الداخل، عادة ما تكون غرفة الوقوف فقط. ولكن هذا العام، غيّر القتال في غزة كل شيء.
ويقول الأب سبيريدون سمور، كاهن الروم الأرثوذكس في كنيسة المهد: "لم أر هذا الأمر من قبل".
وأضاف: "عيد الميلاد هو الفرح والحب والسلام. ليس لدينا سلام"، لافتًا: "ليس لدينا فرح، الأمر خارج عن أيدينا، وندعو القادة الذين سيتخذون القرارات (في جميع أنحاء العالم) إلى الله أن يساعدهم، ويمنحهم نوره لصنع السلام هنا وفي جميع أنحاء العالم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بيت لحم عيد الميلاد إسرائيل أجراس الكنائس غزة عید المیلاد هذا العام بیت لحم
إقرأ أيضاً:
ما هي «التيارات النفاثة» التي تسبب ارتفاع درجات الحرارة في الشتاء؟ خبير مناخ يجيب «فيديو»
حالة الطقس.. مع تغيرات الطقس وتقلباته في الشتاء، تزداد الأسئلة عن سبب ارتفاع درجات الحرارة المفاجئ رغم أننا لا زلنا في فصل الشتاء.
لذا، يجيب الدكتور عادل بن يوسف، خبير التغيرات المناخية، أن التغير المناخي وحالة الطقس المتغيرة أصبح واقعًا ملموسًا وله تأثيرات واضحة على العديد من جوانب الحياة، بما في ذلك اختلال الفصول.
وأوضح أن الشتاء أصبح أكثر دفئًا نتيجة تزايد انبعاثات الغازات الدفيئة منذ منتصف القرن الماضي، مما أسهم في تعديل أنماط الطقس المعتادة.
وأوضح خلال تصريحات عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هناك تغيرات كبيرة في التيارات النفاثة، وهي التيارات الهوائية الفاصلة بين الهواء البارد والدافئ، لافتًا، إلى أن هذه التيارات أصبحت أقل استقرارًا، ما يسمح للهواء الدافئ بالوصول إلى مناطق كانت باردة تقليديًا، مما يؤثر على الطقس في الشتاء، وكذلك في الخريف والربيع.
وعن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء هذا العام، قال «بن يوسف» أن بعض المناطق تشهد ظاهرة تُسمى «القبة الحرارية»، حيث يُحتجز الهواء الدافئ في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة حتى في فصل الشتاء.
وتناول تأثير ظاهرة النينيو، التي تتسبب في تسخين المياه في المحيط الهادئ. وأوضح أنه رغم أن تأثيرها هذا العام كان أقل من السنوات الماضية، إلا أن النينيو ما زالت تخلق اضطرابات مناخية كبيرة، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط. وأكد أن موجات الحرارة غير المعتادة ستزداد تكرارًا في السنوات القادمة بسبب الاحتباس الحراري المستمر، وارتفاع نسب الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
وأشار إلى أن نقص تساقط الثلوج وذوبان الجليد القطبي يؤديان إلى اضطرابات في التيارات المحيطية، ما يسبب تقلبات جوية شديدة، مثل موجات حر في بعض المناطق وموجات برد في مناطق أخرى، كما شهدنا هذا العام في أمريكا، كندا، وأوروبا.
واختتم حديثه مؤكدًا أن فصل الصيف أصبح الآن أطول بمعدل 90 يومًا على حساب الفصول الأخرى، لا سيما الشتاء، الذي أصبح أقصر وأكثر دفئًا.
اقرأ أيضاًالأرصاد تكشف لـ «الأسبوع»: هل يكون فصل الشتاء هذا العام هو الأكثر برودة على الإطلاق؟
أجواء خريفية.. الأرصاد تكشف عن توقعات طقس اليوم
متى تعود درجات الحرارة إلى معدلاتها؟.. بيان الأرصاد بشأن طقس الأيام المقبلة