البلدان الفقيرة ومشاكل الديون
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
ترجمة ـ قاسم مكي -
مضت الآن أقل من أربع سنوات منذ انتبه العالم إلى جائحة كوفيد-19. لقد ابتدرت تدهورا ضخما في النشاط الاقتصادي أعقبه تعاف عام سريع ثم حرب أوكرانيا- روسيا والآن حرب غزة وتصاعد الأسعار (خصوصا أسعار الغذاء والطاقة) وتسارُع ارتفاع أسعار الفائدة. وفي الخلفية يصبح التغير المناخي أكثر وضوحا باطراد.
ماذا يعني كل هذا لأفقر فقراء العالم؟ يعني أن التقدم السابق في القضاء على الفقر المدقع تباطأ بشدة وأنه ببساطة توقف في البلدان التي يوجد بها معظم الفقراء في العالم. ولكي يتحسن هذا الوضع ستحتاج هذه البلدان إلى المزيد من المساعدات السخية من المانحين الرسميين.
ساعد عصر العولمة الذي يُنتقَد بشدة في تحقيق خفضٍ كبير في معدلات سكان العالم الذين يعيشون في فقر مدقع. حاليا يعرِّف البنك الدولي هذا المستوى من الفقر بالعيش على دخل يقل عن 2.15 دولار في اليوم بأسعار عام 2017.
تراجعت أعداد من يعيشون في الفقر المدقع كما في التعريف المذكور من 1870 مليون نسمة (31% من سكان العالم) في عام 1998 إلى 690 مليون نسمة (9% من سكان العالم) في عام 2023 حسب التوقعات.
لسوء الحظ تباطأ معدل تراجع الفقر بشدة. ففي الفترة من 2013 إلى 2023 من المتوقع أن يهبط المعدل العالمي للفقر بما يزيد قليلا على 3%. بالمقارنة هبط الفقر بنسبة 14% في العقد السابق لعام 2013.
حدث هذا التباطؤ في أفقر بلدان العالم. إنها تلك البلدان المؤهلة للاقتراض الميسَّر من المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي.
لقد هبطت نسبة السكان الذين يعانون من الفقر المدقع في باقي العالم من 20% في عام 1998 إلى 3% حسبما هو متوقع في عام 2023. وهبطت بنسبة 4% فقط بين 2013 - 2023.
في الأثناء تراجعت أيضا في البلدان المستحقة لمساعدة المؤسسة الدولية للتنمية نسبة من يعانون فقرا مدقعا من 48% في عام 1998 إلى 26% (حسب التوقعات) في عام 2023. لكن معدل انخفاض الفقر بلغ نقطة مئوية واحدة (1%) فقط بين 2013 و2023 في حين كانت هذه النسبة 14% في العقد السابق.
بالطبع لم يختف الفقر المدقع تماما في البلدان الأفضل حالا. حسب التوقعات هنالك حوالي 183 مليون نسمة في هذا الوضع المعيشي حاليا في البلدان غير المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية. لكن عددهم في البلدان المؤهلة حوالي 497 مليون نسمة أو ما يساوي 72% من العدد الإجمالي للفقراء المُعوزين في العالم وهو 691 مليون نسمة.
إلى ذلك، نظرا لأن 3% فقط يعانون الفقر المدقع في باقي العالم من المعقول افتراض القضاء عليه مع تحقيق نمو إجمالي متواضع بحلول عام 2030.
من الواضح إذا أن هدف القضاء على الفقر الطاحن من عالمنا سيتم تحقيقه فقط بتوجيه الاهتمام والموارد نحو أفقر بلدان العالم التي يتركز فيها وحيث يكون أشد رسوخا أيضا.
هنالك 75 بلدا فقيرا بما يكفي لكي يكون مؤهلا للحصول على موارد المؤسسة الدولية للتنمية. من بين هذه البلدان 39 بلدا في إفريقيا. بعض هذه البلدان مؤهل أيضا للاقتراض بشروط أكثر كلفة من البنك الدولي لإعادة التعمير والتنمية منها بنجلاديش ونيجيريا وباكستان.
لا شك أن البلدان المؤهلة للاقتراض الميسر من المؤسسة تضم العديد من أسوأ الدول إدارة في العالم. لكن هذه الدول أيضا هشة بطرائق عديدة. لذلك سقطت في فخ الفقر الذي يصعب جدا الخروج منه خصوصا عندما تتعرض لصدمات كما حدث ويحدث.
إلى ذلك، لا يلزم أن تعاني هذه البلدان من مشاكل لا نهاية لها. لقد تأسست المؤسسة الدولية للتنمية قبل أكثر من نصف قرن لأسباب من أهمها مساعدة الهند. بل هي في الواقع تسمى أحيانا «مؤسسة تنمية الهند». لكن الهند «تخرجت الآن» من فئة الدول المؤهلة للاقتراض الميسر وأصبحت دولة مانحة. في الواقع المؤسسة لديها قائمة طويلة من البلدان المتخرجة. والصين من بينها أيضا.
تستخدم المؤسسة الدولية للتنمية الآن تجديد تمويلها رقم 20 للفترة من يوليو 2022 إلى يونيو 2025. وبالنظر إلى الحاجة الملحة لتسريع النمو وخفض الفقر المدقع ومعالجة التحديات التي فرضها التغير المناخي في البلدان الفقيرة يجب أن يكون التجديد التالي لموارد المؤسسة الدولية للتنمية أكبر بكثير كما نادى بذلك أجاي بانجا رئيس البنك الدولي في «تقرير نصف المدة».
من جهة أخرى يكشف تقرير الديون الدولية الذي صدر عن البنك الدولي هذا الشهر عن سبب قوي آخر للحاجة إلى المزيد من الموارد للمؤسسة الدولية للتنمية. فهذه البلدان أصبحت شديدة الاعتماد على موارد تمويل غير مضمونة ومكلفة. لذلك أوشك عبء الدين أن يشل البلدان الفقيرة، كما جاء في التقرير. «فالآن حوالي 28 بلدا مؤهلا للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية عرضة بدرجة كبيرة لمخاطر العجز عن سداد الدين. ويعاني 11 بلدا من ذلك العجز».
مشكلة الدين عامة. لكنها مهمة على نحو خاص في البلدان التي تتركز بها أعداد كبيرة من الفقراء المُعوِزين.
مشاكل الديون هذه ليست مفاجئة. ففي الفترة بين 2012 و2021 قفزت نسبة الدين الخارجي للبلدان المؤهلة للاقتراض الميسر والمستحق لمقرضي القطاع الخاص من 11.2 % إلى 28%. نتج عن ذلك جزئيا أن خدمة دين هذه البلدان قفزت من 26 بليون دولار في عام 2012 إلى 89 بليون دولار في عام 2022 مع ارتفاع مدفوعات الفائدة لوحدها من 6.4 بليون دولار في عام 2012 إلى 23.6 بليون دولار في عام 2022. وتراجعت حصة حملة السندات ومقرضي القطاع الخاص الآخرين في إجمالي الالتزامات من 37% في عام2021 إلى 14% فقط في عام 2022. في الواقع هذا سلوك تقليدي للدائنين في التعامل مع المقترضين ذوي المخاطر العالية. إنه الانسحاب عندما يشدِّد بنك الاحتياط الفدرالي سياسته النقدية».
إجمالا، حصة البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية والمعرضة لخطر العجز عن سداد الديون بلغت 56% في عام 2023، حسبما جاء في التقرير.
الاقتراض التجاري بواسطة هذه البلدان ببساطة غير آمن. وسيلزم شطب بعض ديونها غير المسددة. وما هو أهم أنها ستحتاج إلى تمويل ميسر جدا.
من واجب البلدان الغنية بل ومن مصلحتها أيضا تقديم الموارد التي تحتاجها البلدان الفقيرة للخروج من فخ الفقر. لقد فعل ذلك بلايين الناس. دعونا الآن نكمل هذه المهمة.
مارتن وولف كبير معلقي الاقتصاد بصحيفة الفاينانشال تايمز.
ترجمة خاصة لـ عمان
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: البلدان الفقیرة البنک الدولی الفقر المدقع هذه البلدان فی البلدان ملیون نسمة فی عام 2023
إقرأ أيضاً:
أمريكا وانتهاك سيادة البلدان
يمانيون/ تقارير
في محاضراته وضمن مشروعه الثقافي كان الشهيد القائد من أوائل من اكتشفوا المؤامرة الأمريكية وما يسمى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأنها صناعة أمريكية وهدفها احتلال الشعوب والهيمنة على العالم خاصة العالم الإسلامي، وقد تناول السياسة الأمريكية بشكل دقيق كاشفا لنواياها، معريا لأهدافها، منبها الشعوب الإسلامية لخطورتها، وداعيا إلى مواجهتها. ومنها ما أكده الشهيد القائد أن أمريكا تكتفي بشبهة ولا تحتاج لأدلة يقول (رضوان الله عليه):
((أمريكا تتصرف تصرف العدو مع هذه الشعوب، وعدوك هو من يكتفي بشبهة معك ليعمل كل ما يعمله ضدك ولا ينتظر أدلة، ولا ينتظر محاكمة ولا ينتظر شيئا، فعندما يرى نفسه متمكنا يضربك بدون أن ينتظر للأدلة)).
ثم يؤكد الشهيد القائد أن محاولة كسب رضا أمريكا سياسة خاسرة ولن تنفع اليمن، إنما تقدم لهم مبرراً يحاجون به النظام ورئيسه وبما يمكنهم من أن يتدخلوا أكثر: ((إذاً فأنت عندما تريد أن تكسب رضاهم فتقول: أنا فعلاً لدي إرهابيون، ونحن عانينا من الإرهاب، ونحن سننطلق معكم لنكافح هذا الإرهاب. فبدلاً من أن يشكروك على ذلك إنهم من يعتبرون قولك ذلك وسيلة لأن يدخلوا إلى بلدك. وحينئذٍ سيحاجونك بماذا؟. سيحاجونك بالاتفاق الذي قد حصل من جانبك؛ بالموافقة التي قد حصلت من جانبك على أن تكون أمريكا هي التي تتولى التحالف الدولي ضد الإرهاب)).
الأمريكيون أعداء ويجب أن نتعامل معهم أنهم أعداء
ويقول الشهيد القائد -رضوان الله عليه- إن الطريقة الصحيحة لمواجهة مشاريع الهيمنة الأمريكية أن نتعامل معهم أنهم أعداء: ((إن الله عندما يقول لنا إنهم أعداء إنه يريد منا أن نتعامل معهم كأعداء, وعدوك عدو من هذا النوع يجب أن تقف في وجهه، حتى لا يفكر بأن يعمل ضدك أي عمل، فيراك أنت متأهبا تماماً لمواجهته ولقطع يده. هذا ما يجب أن يكون عليه اليمن، وإلا فسيرى علي عبد الله نفسه يقع في المأزق الذي فيه عرفات فعلاً)).
الأمريكيون هم من يصدرون الإرهاب وهم جذور الإرهاب ومنبعه
ويؤكد الشهيد القائد بأن أمريكا منبع الإرهاب وجذوره: ((الأمريكيون لا يهمهم مكافحة إرهاب، هم من يصدرون الإرهاب، وهم جذور الإرهاب، وهم منبع الإرهاب؛ الأمريكيون أنفسهم. أمريكا هي الشيطان الأكبر – كما قال الإمام الخميني – هي من تثير الفتن وتثير القلاقل، ومن تصدر الإرهاب في العالم كله. مَن وراء إسرائيل؟ أليست أمريكا وراء إسرائيل؟ ألم يظهر الرئيس الأمريكي بالشكل الصريح متعاطفا مع إسرائيل، ويصنف الفلسطينيين المساكين المظلومين بأنهم إرهابيون. هل هذه الدولة، أمريكا، يصح أن تعطى هذا المقام وهذا المنصب؟ أن تكون هي من يقود التحالف ضد الإرهاب، وهي من تدعم الإرهاب الكبير, تدعم إسرائيل؟ هل يثق بها العرب أنها ستكافح الإرهاب؟
إن موقفها في فلسطين، موقفها من “إسرائيل” هو واضح بالشكل الذي يفضح أمريكا ويفضح من يقف معها أنها لا يمكن أن يوثق بها أن تكون دولة تقود مكافحة الإرهاب، تقود الأمم لمكافحة الإرهاب.
ثم لنعُد إلى أنفسنا نحن كمواطنين، كمواطنين مسلمين مؤمنين نؤمن بقول الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}(البقرة: من الآية120) لنقل لأنفسنا إذا ما كنا نميل إلى السكوت، ونقول لأولئك الذين يطلبون منا أن نسكت: إن هؤلاء لا يرضيهم سكوتنا بل يشجعهم سكوتنا، لن يتوقفوا عند حد إذا كنا ساكتين، هاهو الرئيس سكت.. ألم يسكت من البداية، ألم ينطلق هو ليظهر استعداده في الوقوف معهم لمكافحة الإرهاب حتى بمجرد بلاغ كما حصل في المقابلة أمس، بمجرد بلاغ من الأمريكيين يتحرك لمطاردة من قالوا إنهم إرهابيون.
فإذا كان هو لم يُجْدِ معه، لم ينفعه سكوته بل لم ينفعه استعداده فإن هذا يدل على أن سكوتنا لن ينفع، وأننا حتى لو استعدينا أن نقف في مكافحة من قالوا هم إنه إرهابي فإن ذلك لن ينفع؛ لأنهم يريدون شيئاً آخر، هم يريدون أن يهيمنوا على اليمن، أن يثبتوا أقدامهم في اليمن أن يسيطروا عليه مباشرة)).
اليهود والنصارى هم جذور الإرهاب ومنابعه
وفي محاضرة أخرى يؤكد الشهيد القائد أن اليهود والنصارى هم جذور الإرهاب: ((إذا ما سمعنا عن كلمة [جذور إرهاب ومنابع إرهاب] فإن علينا أن نتحدث دائماً عن اليهود والنصارى كما تحدث الله عنهم في القرآن الكريم من أنهم منابع الشر، ومنابع الفساد من لديهم، وأنهم هم من يسعون في الأرض فساداً.
وحينئذٍ سننتصر، وإنه لنصر كبير إذا ما خُضْنَا معركة المصطلحات، نحن الآن في معركة مصطلحات، إذا سمحنا لهم أن ينتصروا فيها فإننا سنكون من نُضرب؛ ليس في معركة المصطلحات بل في معركة النار، إذا ما سمحنا لهم أن تنتصر مفاهيمهم، وتنتصر معانيهم لتترسخ في أوساط الناس)).
الإرهاب في نظر أمريكا هو “الجهاد”
ويقول السيد حسين أيضا: ((والإرهاب ما هو من وجهة نظر أمريكا ما هو الإرهاب؟ في رأس قائمة الإرهاب هو ذلك الجهاد الذي تكررت آياته على صفحات القرآن الكريم، هذا هو الإرهاب رقم واحد من وجهة نظرهم, وهذا هو ما وقّع عليه زعماء العرب، ما وقع زعماء المسلمين على طمسه!)).
أبناء الشعب كلهم في نظر أمريكا إرهابيون
ويؤكد السيد حسين أن الجميع في نظر أمريكا إرهابيون: ((أنتم جميعاً، أبناءْ الشعب هذا كله ممكن أن يكونوا إرهابيين في نظر أمريكا، وستكون أنت إرهابي داخل بيتك؛ لأنه لا يزال في بيتك كتاب إرهابي هو القرآن الكريم، لا زال في بيتك – أنت أيها الزيدي – كتب هي – من وجهة نظر أمريكا – في بداية وفي أول قائمة الكتب الإرهابية، كتب أهل البيت. ليس فقط الوهابيون هم الضحية، ليسوا هم المستهدفين فعلاً، زعماؤهم لن يتعرضوا لسوء)).
يجب أن لا نسمح لعملاء أمريكا بتدجين الأمة
ويرى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي أن من الخطورة السماح لأمريكا وادواتها بتدجين الأمة: ((يجب – أيها الإخوة – أن لا نسمح لهذا التَّدجِين الذي يُراد له أن يكون في اليمن وفي بقية شعوب البلاد العربية أن لا تتكلم ضد اليهود، ولا تتكلم ضد النصارى سيقولون إرهابيون، يضربون هذا فتفرح، وتصبح أنت بوق إعلام يعجبك أنهم ضربوا، والحمد لله ضُربوا، ستخلق روحية يحمد الله الآخرون عندما تُضرب أنت، ستعزز في نفوس الناس كلمة: [إرهاب]، كلمة: [إرهابي]، سيقولون إرهابي، وأن يسكتوا عن أمريكا وإسرائيل، أن نسكت عن اليهود والنصارى {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} (المائدة: من الآية78) من ذلك الزمان، ثم نسكت عن لعنهم في هذا الزمان؟!. ونحن من نصيح تحت أقدامهم من شدة الألم، من الخزي، من العار، من الذل؟!.
سنلعن اليهود والنصارى، سنلعن أمريكا وإسرائيل، سنلعن أولياءهم حتى تترسخ في أوساطنا في أوساط الشعوب في أوساطنا نحن اليمنيين ما لنا وللآخرين صرخوا أو لم يصرخوا. في أوساطنا لا نسمح لوسائل الإعلام أن تعزز الهزيمة في أنفسنا من خلال ما تعرضه، لا نسمح – ولا للدولة نفسها – أن تطلب منا أن نسكت فنسكت، لا يجوز أن نسكت، لا يجوز أن نسكت أمام الله، وليس هناك أي مبرر إطلاقاً، ليس هناك أي مبرر ديني، وأتحدى.. أتحدى من يمكن أن يخلق أي مبررٍ ديني في وضعية كهذه للسكوت أمام ما يحصل)).
لا يجوز أن نسكت أمام المؤامرات الأمريكية
ويحث الشهيد القائد الجميع على عدم الرضوخ أو السكوت أمام المؤامرة الأمريكية: ((سنصرخ أينما كنا، نحن لا نزال يمنيين، ولا نزال فوق ذلك مسلمين، نحن لا نزال شيعة، نحن لا نزال نحمل روحية أهل البيت التي ما سكتت عن الظالمين، التي لم تسكت يوم انطلق أولئك من علماء السوء من المغفلين الذين لم يفهموا الإسلام فانطلقوا ليدجنوا الأمة للظالمين، فأصبح الظالمون يدجنوننا نحن المسلمين لليهود.
لا يجوز أن نسكتبل يجب أن نكون سباقين، وأن نطلب من الآخرين أن يصرخوا في كل اجتماع في كل جمعة؛ الخطباء، حتى تتبخر كل محاولة لتكميم الأفواه، كل محاولة لأن يسود الصمت ويعيدوا اللحاف من جديد على أعيننا.
لقد تجلى في هذا الزمن أن كُشفت الأقنعة عن الكثير، فهل نأتي نحن لنضع الأقنعة على وجوهنا، ونغمض أعيننا بعد أن تجلت الحقائق، وكُشفت الأقنعة عن وجوه الآخرين؟!. لا يجوز هذا، لا يجوز)).
لن يحمينا من أعدائنا إلا العودة إلى القرآن
لن يحمينا من أعدائنا إلا العودة إلى القرآن الكريم، لن يبقي العلاقة قائمة بيننا وبين ديننا إلا القرآن الكريم، لا يمكن أن يدافع عنا أيضاً إلا القرآن الكريم إذا ما عدنا إليه.
يجب أن نعود إلى القرآن الكريم، أن نعود إلى القرآن الكريم، وأن نتفهم عظمة هذا الدين، وأن نتفهم حاجتنا إلى هذا الدين، نحن محتاجون إليه أكثر من حاجته إلى أن ندافع عنه.
العودة إلى ثقافة قرآنية تصنع أمة واحدة، وموقفا واحدا، ومنهجا واحدا، واتجاها واحدا. هذا هو ما نحتاج إليه في مواجهة أعدائنا
لا يمكن أن ينجينا من الإهانة، من الذل، من القهر، من الضعة التي قد نتعرض لها أكثر مما قد حصل إلا العودة إلى القرآن الكريم، والاعتصام بحبل الله جميعاً، ولا تفرقوا، كما قال الله سبحانه وتعالى.
نقلا عن موقع أنصار الله