رئيس جامعة الأزهر يدعو الفنانين إلى التقاط الصور الجمالية الموجودة في القرآن
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
قال الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، إن الحديث عن الفنون ذو شجون، والفِطَرُ السليمة المعافاةُ من أدواء الغفلة تطرب للكلمة والصورة واللوحة الجميلة، وتستروح إلى النظر والتفكر فيما أودع الله في خلقه من الجمال والأسرار، فى زُرقَةِ السماءِ الصافية، والأنهارِ الجارية، وكم أودع الله في خلقه صور الجمال ما تقف أمامه عبقريات أهل الفن في كل زمان، وقد أمرنا الله جل وعلا أن نتفكر فى خلق السموات والأرض وجعل ذلك من شيم أولى الألباب.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر خلال كلمته في تكريم الفائزين في ملتقى الأزهر الدولي الثاني للكاريكاتير، أن اللقطة والصورة قد تفعل فى النفس ما لا تفعلهُ الكلمة، فتنطق الصورة بما تعجز الكلماتُ عن وصفه، وفى الشعر العربي صُوَرٌ تدعو أهل الرسم والفنون الجميلة إلى رسمها، وهو ما يوضح أهمية الفنون الراقية في حياة الشعوب.
وأوضح أنه يوجد في الكتاب العزيز والحديث الشريف والشعر العربي الكثير من الصور التي تحتاج إلى رسامين مهرة لينقلوها إلى لوحات فنية معبَّرة تحاول أن تحاكي هذه الصور على جهة التقريب وإن عجزت أن تضاهيهَا، وراجع صورة النملة وهي تكلم النمل أن يدخلوا مساكنهم حتى لا يحطمنهم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون، وصورة الغراب وهو يبحث في الأرض ليعلم الإنسان كيف يواري سوءة أخيه، وصورة الهدهد وهو يخاطب سيدنا سليمان ويحمل رسالته إلى ملكة سبأ، وصورة الطير الأبابيل وهى ترمي أبرهة وجنوده فجعلتهم كعصف مأكول، وصورة الطوفان حين هاج وتلاعب بالسفينة الناجية التي تُقِلُّ سيدنا نوحًا ومن آمن معه وفيها من كلًّ زوجين اثنين.
رئيس جامعة الأزهر يدعو الفنانين إلى التقاط الصور الجمالية الموجودة في القرآنودعا رئيس جامعة الأزهر الفنانين إلى التقاط الصور الجمالية الموجودة في القرآن التي لا تفِنى ولا تنقضي عجائبهُا، مبينا أن فن التعبير بالتصوير أصابه من الغموض عند كثير من أهله – مِثلُ ما أصاب فن التعبير بالكلمة، حتى صارت بعض الرسوم التي يصورها أهل الفن والرسم ألغازًا تستعصي على الفَهم، وتحتاج أن يقف بجانبها الفنانُ الذي رَسَمَها ليتحدث عن مُرادِه ومقصوده ويكشف ألغاز هذه الصورة أو تلك، كما أن بعض من ينتسب إلى الشعر والأدب صار شعره وأدبُه ألغازَا فى ألغاز وطِلَّسمَاتٍ لا يَعرف القاريء لها معنى ولا مغزى، بل ربما لا يعرف الكاتبُ نَفسُه لها معنى ولا مَغزَى، والناسُ بأزمانهم أشبه منهم بآبائهم، في زمن سيطر الغموضُ على كثير من جوانبه، وانبهمت فيه الحقائق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة الأزهر رئيس جامعة الأزهر سلامة داوود ملتقى الأزهر الدولي الثاني للكاريكاتير رئیس جامعة الأزهر
إقرأ أيضاً:
الإمام الطيب : حفظ الله يشمل كل الناس المطيعين والعصاة
قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن حفظ الله لعباده، المستمد من اسمه "الحفيظ"، يشمل كل الناس، مطيعون لله كانوا أو عصاة، فالإنسان وهو يعصي الله محفوظ، وعادة ما تجد أن العصاة أو الخارجين على حدود الله لديهم نعم أكثر، مما يدل على أن هذه النعم ليست شيئا في الحسبان الإلهي، وأن الدنيا للمطيع وللعاصي، فالله تعالى يمهل العاصي، ليس تربصا به ولكن لعله يتوب أو يرجع، وفي كل شيء تجد تطبيقا عمليا لقوله تعالى في الحديث القدسي: " إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبي".
وبيِن الإمام الطيب، خلال حديثه اليوم بثامن حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» لعام ٢٠٢٥، أن لاسم الله "الحفيظ" معنيان، الأول هو الضبط، ومعناه ضد النسيان أو السهو، فيقال "فلان حافظ للقرآن عن ظهر قلب"، أي لا يمكن أن يخطئ في كلمة من كلماته، والمعنى الثاني هو "الحراسة"، من الضياع، ولا يكون ذلك إلا بحفظ من الله، لافتا أن حفظ الله للأرض والسماء يعني الإمساك والتسخير، فهو تعالى يمسك السماء أن تقع على الأرض رحمة بعباده وحتى يتحقق لهم التسخير بالصورة الكاملة التي تفيد الإنسان وتعينه على أداء رسالته في هذه الحياة.
وأضاف شيخ الأزهر أن حفظ الله تعالى يشمل كذلك القرآن الكريم، فهو سبحانه وتعالى الحافظ للقرآن الكريم من التحريف والتبديل والضياع، مصداقا لقوله تعالى: " إنّا نَحْنُ نَزّلْنا الذّكْرَ وهو القرآن وإنّا لَهُ لحَافِظُونَ "، وهذا هو التأكيد الأكبر بأن القرآن لم يعبث به في حرف واحد، فقد وصلنا كما بلغه النبي "صلى الله عليه وسلم"، وهو بين يدينا كما قرئ بين يديه "صلى الله عليه وسلم" دون أي تحريف أو تغيير.
واختتم فضيلته أن الإنسان مطالب، بجانب حفظ الله تعالى له، أن يعمل هو على حفظ نفسه وعقله، فهما أهم ما لديه من نعم الله تعالى، فهو مطالب بحفظ نفسه من المعاصي ومن تصلب الشهوات، ومطالب أيضا بحفظ عقله من المعلومات والمحتويات الضارة، والتي منها على سبيل المثال، ما قد ينتج عنه التشكيك في الدين أو العقيدة، وبهذا يكون بإمكان الإنسان أن يحفظ نفسه وعقله.