اليونيسف: الموت جوعا أصبح حقيقة بغزة.. وحماس تطالب بالكشف عن مصير «مختطفين» من القطاع
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
بعد أيام قليلة، تتم الحرب في غزة شهرها الثالث، حيث يشهد القطاع، الأحد، يوماً جديداً من التصعيد والاقتتال بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة، فيما يدفع سكان غزة الثمن لتلك الحرب بأرواحهم، حيث يعيشون مأساة إنسانية مؤلمة، فيما لا تظهر أي بادرة لوقف إطلاق النار.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» من أن خطر الموت من الجوع أصبح «حقيقيا» في غزة.
وتزامنا، أصدرت حركة حماس، اليوم الأحد، بيانا جددت فيه مطالبتها للجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة التحرك والكشف عن مصير مئات الفلسطينيين «المختطفين من غزة»، والمعتقلين لدى القوات الإسرائيلية، لا سيّما بعد الإفراج عن عشرين معتقلاً «ظهر عليهم آثار التعذيب والتنكيل». ودعت الحركة في بيان مقتضب المؤسسات الحقوقية إلى توثيق إفادات المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرج عنهم، تمهيداً لرفعها للمحاكم الدولية المختصة، ومحاسبة قادة إسرائيل.
ومع اشتداد حدة القتال بشوارع غزة، وعلى رقعة من الأرض الرملية بين مبانٍ منهارة وأخرى محترقة وسيارات محطمة، يتنقل رجال الدفاع المدني في شوارع غزة من جثة إلى أخرى، ويلفون بالأكفان مجموعة من قتلى حرب غزة المستمرة منذ 11 أسبوعا.
وجرى تصوير تلك المشاهد في لقطات نشرها الدفاع المدني الفلسطيني تظهر أيضا عاملا يحفر بيده في محاولة لانتشال جثة محترقة على ما يبدو من تحت الأنقاض. وشوهد فلسطينيون من خان يونس في الجنوب يبحثون بين الأنقاض عن متاعهم بعد غارة جوية مؤخرا.
وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأحد، إن ما لا يقل عن 166 فلسطينيا قتلوا في القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، كما أصيب 384. وأضافت الوزارة أن ذلك يرفع العدد الإجمالي إلى 20,424 قتيلا، و54,036 مصابا منذ السابع من أكتوبر. ونزح كل سكان غزة تقريبا، وعددهم 2.3 مليون نسمة يقطنون إحدى أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم.
هيئة لإدارة المساعدات في قطاع غزة
وفي آخر التطورات الميدانية، قالت هيئة البث الإسرائيلية اليوم، إن إسرائيل تريد إنشاء هيئة في قطاع غزة تتولى إدارة المساعدات وتوزيعها على سكان القطاع بالتعاون مع المنظمات الدولية على أن تكون من السكان المحليين. وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن هذه الهيئة ستركز عملها في شمال قطاع غزة الذي تعتقد إسرائيل أنها سيطرت عليه عسكريا.
وأضافت «هذا النموذج سيكون ممكناً بفضل حقيقة مفادها أن الجيش الإسرائيلي قد سيطر بشكل شبه كامل على المنطقة، وأن حماس غير موجودة هناك بحكم الأمر الواقع». وتوقعت هيئة البث أن تكون الجهة التي ستتولى المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية هي ذاتها التي ستتولى زمام الأمور في قطاع غزة بأكمله في المستقبل. وأشارت هيئة البث إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في محادثات مغلقة إنه راض عن معدل التقدم الذي يحرزه الجيش، وهو ما يدفع باتجاه تنظيم الأمور المدنية.
هذا وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد اليوم، أن مقاتليها قصفوا حشودا عسكرية إسرائيلية في محيط مسجد الظلال شرق خان يونس برشقة صاروخية وقذائف الهاون. وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف مقاتليها لدبابتي ميركافا إسرائيليتين بقذائف «الياسين 105» على مشارف منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إن 9 جنود قتلوا في قطاع غزة، ليرتفع العدد المعلن للقتلى في العمليات القتالية هناك إلى 152 منذ الاجتياح البري الإسرائيلي للقطاع في 20 أكتوبر. وهذه الحصيلة هي من الأكبر منذ بدء الهجوم البري على القطاع.
وبعد نحو 3 أشهر من بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، أعلنت الأخيرة اكتشاف جثث عشرات الفلسطينيين قالت إن عددا منهم «أُعدموا» خلال عملية برية إسرائيلية في جباليا بشمال قطاع غزة. واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق من ناحية النطاق والشدة نفذه مقاتلون من حماس بعد اقتحامهم الحدود بين غزة وجنوب إسرائيل، وأدى إلى مقتل نحو 1140 إسرائيليا أسر واقتياد 250 شخصا إلى داخل القطاع، لا يزال 129 منهم محتجزين في القطاع وفق السلطات الإسرائيلية.
حماية المدنيين
وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن السبت مكالمة هاتفية «طويلة» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حضّه فيها على حماية المدنيين، وفق ما أعلن البيت الأبيض في بيان. وأصدر مسؤولون إسرائيليون بيانا مقتضبا عن المكالمة جاء فيه أن «رئيس الوزراء أوضح أن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تحقق جميع أهدافها».
وفي مدينة خان يونس الكبيرة بجنوب غزة حيث تصاعدت أعمدة الدخان بعد القصف، تم نقل الجثث والجرحى إلى مستشفى ناصر. واتهم المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة السبت القوات الإسرائيلية بارتكاب عدة «مجازر بشعة» هذا الأسبوع أسفرت عن سقوط عشرات القتلى في مخيم جباليا ومنطقة تل الزعتر وفي بلدة جباليا. وبحسب القدرة، أعدم الجيش الإسرائيلي «العشرات من المواطنين في الشوارع». وقال إنه تمّ «انتشال العشرات»، مضيفا أن القوات الإسرائيلية «أعدمت أعدادا منهم أمام عائلاتهم».
«ضربات تمتثل لأحكام القانون الدولي»
وأكد الجيش الإسرائيلي أن ضرباته «ضد أهداف عسكرية تمتثل لأحكام القانون الدولي» وتنفَّذ بعد «تقييم مفاده أن الأضرار الجانبية المتوقعة على المدنيين والممتلكات المدنية ليست مفرطة مقارنة بالنتيجة العسكرية المتوقعة من الهجوم».
في بيت لاهيا في شمال القطاع، أعلن الدفاع المدني «انتشال عشرات الجثث المتحلّلة» من الشوارع. من جهته، نشر الجيش الإسرائيلي صورا تظهر جنوده يتقدمون وسط الأنقاض ويطلقون النار على أهداف جنوب مدينة غزة. وقال إنه تم تدمير العديد من «المباني التي تستخدمها حماس مواقع عسكرية». وبعد خمسة أيام من المفاوضات الشاقة، تبنى مجلس الأمن الدولي الجمعة نصا يدعو إلى «إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق».
ولا ينص القرار على «وقف إطلاق النار» المرفوض من إسرائيل وحليفها الأميركي، لكنه يدعو إلى «تهيئة الظروف لوقف دائم للأعمال القتالية». ويبقى تأثيره على الأرض موضع تساؤل، إذ إن المساعدات التي تدخل قطاع غزة بكميات محدودة لا تقارن بالحاجات المتعاظمة لسكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة نزحت غالبيتهم العظمى في ظل الحرب والدمار. وتزامنا، تتواصل جهود الوسطاء المصريين والقطريين لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة بين إسرائيل وحماس. وكانت هدنة أولى استمرت أسبوعا في نهاية نوفمبر أتاحت الإفراج عن 105 رهائن و240 أسيرا فلسطينيا وإدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع.
لكن وجهات نظر طرفي النزاع ما زالت متباعدة. تطالب حماس بوقف الحرب قبل بدء أي مفاوضات بشأن الرهائن. وإسرائيل منفتحة على فكرة الهدنة لكنها تستبعد أي وقف لإطلاق النار قبل «القضاء» على الحركة.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الجیش الإسرائیلی فی قطاع غزة هیئة البث
إقرأ أيضاً:
أسوأ مأساة إنسانية.. سكان غزة يموتون جوعا وعطشا والمستشفيات تخرج من الخدمة
أطلق محاصَرون فلسطينيون في مخيم جباليا وبيت لاهيا شمالي قطاع غزة، مناشدات لإنقاذهم بعد قصف الاحتلال إسرائيلي منازلهم، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام فلسطينية.
صرخات استغاثة من أهالي بيت لاهياوفي نهاية الشهر الماضي، أعلنت بلدية بيت لاهيا بشمال قطاع غزة المدينة «منكوبة»، جراء حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي، وأطلقت نداء استغاثة عاجلًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وقالت البلدية، إن المدينة أصبحت بلا طعام ومياه ومستشفيات وإسعافات ودفاع مدني وأطباء وخدمات واتصالات، بحسب ما جاء في قناة القاهرة الإخبارية.
وفي 5 أكتوبر الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي -الذي يشن عدوانًا على قطاع غزة منذ أكثر من عام- اجتياحًا بريًا في شمال القطاع، وسط قصف مستمر وحصار وتجويع للسكان.
خروج المنظومة الصحية في غزة عن الخدمةوتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلًا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
كما دمّر الاحتلال الإسرائيلي جميع مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة وأخرجها عن الخدمة، تزامنًا مع استهداف طواقم الدفاع المدني واعتقال بعضها وإخراجه عن الخدمة أيضًا، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وشبكات المياه وشبكات الصرف الصحي وشبكات الطرق والشوارع، ما جعل محافظة شمال قطاع غزة محافظة منكوبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
واستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي سلاح تجويع المدنيين وتعطيشهم، ومنع وصول 3800 شاحنة مساعدات وبضائع إلى محافظة شمال قطاع غزة، وتعمد تجويع قرابة 400 ألف إنسان بينهم أكثر من 100 ألف طفل، كما دمّر عشرات مراكز النزوح والإيواء التي تضم عشرات آلاف النازحين الذين هربوا من منازلهم بحثًا عن الأمن والأمان.
توقف إمداد الوقود اللازم لتشغيل مرافق المياه بخان يونسفي السياق ذاته، أفادت بلدية خان يونس بقطاع غزة بتوقف إمداد الوقود اللازم لتشغيل مرافق ومضخات المياه والصرف الصحي وآليات جمع النفايات ونقلها.
وتعاني منطقة خان يونس الواقعة جنوبي قطاع غزة مع استمرار الحرب، من دمار البنية التحتية، خصوصًا في ما يتعلق بمياه الشرب والصرف الصحي، وتشكلت مستنقعات في المدينة تنتشر فيها مختلف الحشرات والأمراض المعدية والأوبئة.
كارثة بيئية جراء حرب غزةوقالت بلدية خان يونس، إنّ توقف إمداد الوقود اللازم لتشغيل مرافق ومضخات المياه والصرف الصحي ينذر بانتشار كوارث بيئية وأوبئة بين المواطنين.
ورغم ما عانته المدينة جرّاء الحرب، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمارس عمليات حربية مكثفة على المدينة.