اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" في تقرر لها أن "إيران تسبب أزمة بتهديد الطائرات المسيّرة من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي.

طهران ترد على المزاعم الأمريكية بـ"الضلوع في تخطيط هجمات الحوثيين" على سفن البحر الأحمر إيران: واشنطن طلبت منا العمل على إيقاف عمليات المقاومة والتحالف بالبحر الأحمر "خطأ استراتيجي"

وفي تقرير لها، زعمت "جيروزاليم بوست" أن "إيران دعمت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر خلال الشهرين الماضيين، حيث صعّد الحوثيون هجماتهم، واستهدفوا أولاً مدينة إيلات في أقصى جنوب إسرائيل، ثم استهدفوا السفن التجارية".

وحسب التقرير، يقول الحوثيون إنهم يدعمون "حماس في غزة، وتدعم إيران كلتا المجموعتين الإرهابيتين، ويبدو الآن أنها انضمت إلى هجمات الحوثيين على السفن من خلال تنفيذ هجوم بعيد المدى بطائرات بدون طيار على ناقلة مواد كيميائية في المحيط الهندي، وعلى هذا النحو، أنشأت إيران قوسًا من التهديدات للطائرات بدون طيار يمتد من اليمن إلى تشابهار في إيران بالقرب من الحدود مع باكستان".

وبحسب "بي بي سي"، "تعرضت ناقلة كيماويات في المحيط الهندي لقصف بطائرة بدون طيار انطلقت من إيران يوم السبت، حسبما قال الجيش الأمريكي، وتم إخماد حريق على متن سفينة "كيم بلوتو" ولم تقع إصابات".

وذكر تقرير "جيروزاليم بوست" أن "من المهم أن نفهم السياق هنا، حين وقع الهجوم على السفينة في المحيط الهندي في 23 ديسمبر"، لافتا إلى أنه "في اليوم السابق، اتهمت الولايات المتحدة إيران بالتورط في تهديدات الحوثيين للشحن في البحر الأحمر". وذكرت شبكة "سي بي إس" أن "البيت الأبيض أصدر علنا معلومات استخباراتية أمريكية في الوقت الذي يواصل فيه المتمردون اليمنيون المرتبطون بإيران هجماتهم على السفن التي يقولون إنها تضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تقاتل إسرائيل حماس".

وزعم البيت الأبيض أن طهران "قدمت طائرات بدون طيار وصواريخ للحوثيين بالإضافة إلى معلومات استخباراتية تكتيكية"، كما قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون: "نعلم أن إيران كانت متورطة بعمق في التخطيط للعمليات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر".

في غضون ذلك، أفادت القيادة المركزية الأمريكية بأنه "بين الساعة الثالثة والثامنة مساء، (بتوقيت صنعاء)، كانت السفينة "يو إس إس لابون" (DDG 58) تقوم بدوريات في جنوب البحر الأحمر كجزء من عملية "حارس الازدهار" (OPG) وأسقطت أربع طائرات بدون طيار قادمة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وكانت متجهة إلى "يو إس إس لابون"، ولم تقع إصابات أو أضرار في هذا الحادث."

ووفق التقرير، عملية "حارس الازدهار" هي "مجموعة من الدول ذات الأغلبية الغربية التي وافقت على المساعدة في توفير الأمن في البحر الأحمر بعد هجمات عديدة"، حيث "طورت إيران طائرات بدون طيار انتحارية طويلة المدى على مدى العقد الماضي، وبدأت في تأسيس بعضها في اليمن في وقت مبكر من أواخر عام 2020، إذ زعم تقرير نشرته مجلة "نيوزويك" عام 2021 أن 136 طائرة بدون طيار شوهدت في اليمن على صور الأقمار الصناعية وقامت إيران فيما بعد بتصدير هذه الأنواع من الطائرات بدون طيار إلى روسيا في عام 2022".


ولفت تقرير الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه "بالإضافة إلى ذلك، استخدمت طهران طائرة انتحارية بدون طيار لمهاجمة سفينة قبالة سواحل عمان في نوفمبر 2022، وبحسب ما ورد تم إطلاق الطائرة بدون طيار من تشابهار في إيران"، حيث أنه في ذلك الوقت، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن "فحص الحطام الذي أصاب السفينة يكشف أنها كانت طائرة بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه من سلسلة شاهد".

وبينت "جيروزاليم بوست" أن "الممرات الملاحية المهددة الآن في البحر الأحمر ــ قبالة سواحل عمان واليمن وإيران، والآن الهند ــ أصبحت شاسعة، ومع ذلك، تمكنت إيران من جعل هذه المنطقة الكبيرة من المياه المفتوحة أصغر حجما من خلال إنشاء طائرات بدون طيار في الداخل وفي اليمن، إذ وقع هجوم نوفمبر 2022 على ناقلة النفط "Pacific Zircon" في المحيط الهادئ على بعد حوالي 240 كم قبالة سواحل عمان، وأدى هجوم آخر على سفينة "ميرسر ستريت" في يوليو 2021 إلى مقتل شخصين، وكانت تلك السفينة أيضا قبالة سواحل عمان، ويبدو أن إيران أظهرت أنها قادرة على توسيع نطاق طائراتها بدون طيار لضرب السفن في البحر".

وحسب الصحيفة، "تشكل الهجمات خطرا متزايدا على الشحن الدولي، على سبيل المثال، دفعت تلك الموجودة في البحر الأحمر واشنطن إلى نشر المزيد من الأصول البحرية في المنطقة، وإذا وسعت إيران هجماتها إلى المحيط الهندي، فسوف تخلق أزمة ثانية، ويبدو أن ما يحدث الآن هو بمثابة طلقة افتتاحية، بناء على الأحداث التي وقعت في عامي 2021 و2022".

وتابع التقرير أن "إيران لم تواجه أي انتقام في الماضي، ومن المرجح أنها لن تواجهه الآن، كما قامت طهران بتلغيم سفن قبالة سواحل الإمارات وهاجمت أخرى في يونيو 2019".

وأضافت الصحيفية أنه "في كل مرة، تسعى الجمهورية الإسلامية إلى إحداث أزمة في الزمان والمكان الذي تختاره، مما يجبر الولايات المتحدة وغيرها من الشركاء على توزيع مواردهم على مساحة شاسعة من المحيط، وهذا هو الحال الآن في ما يتعلق بالبحر الأحمر والهجوم الجديد في المحيط الهندي".

من جهته، رد نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري كني على المزاعم الأمريكية بـ"الضلوع الإيراني في تخطيط هجمات الحوثيين" على سفن البحر الأحمر.

واعتبر علي باقري كني أن "تيار المقاومة في المنطقة له أدوات قوته الخاصة، وأن اعتبار هذه القوة مرهونة بإيران هو مزاعم باطلة للغرب".

في حين قال مساعد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد رضا نقدي إن استمرار الأعمال الإجرامية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، قد يؤدي إلى حصار البحر المتوسط.

وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت يوم الجمعة إيران بـ"الضلوع في هجمات الحوثيين على سفن البحر الأحمر"، زاعمة أن طهران تدعمهم بتوفير طائرات مسيّرة وصواريخ ومعلومات استخباراتية تكتيكية.

وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قد أعلن في وقت سابق إطلاق عملية متعددة الجنسيات لحماية البحر الأحمر وسط هجمات الحوثيين على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل وأطلق على العملية تسمية "حارس الازدهار".

بدورهم، هدد "الحوثيون" اليمنيون بمهاجمة السفن التابعة للدول المنضمة إلى التحالف الأمريكي وتم الكشف عن الصواريخ الموجودة في حوزتهم.

المصدر: "جيروزاليم بوست" + "مهر" + RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحوثيون أخبار اليمن الجيش الأمريكي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الحوثيون تويتر طوفان الأقصى غوغل Google فيسبوك facebook قطاع غزة هجمات الحوثیین على طائرات بدون طیار فی المحیط الهندی قبالة سواحل عمان فی البحر الأحمر جیروزالیم بوست على السفن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

تقرير: كيف تصدت أوكرانيا لأسطول الدفاع البحري الروسي الكبير؟

ربما يكون الجانب البحري للحرب في أوكرانيا الأقل بروزا، حيث إن معظم القتال يدور على الأرض، ومع ذلك فمنذ الساعات الأولى للصراع، هناك قتال شرس من أجل بسط السيطرة على البحر الأسود، المسطح المائي الكبير جنوب أوكرانيا وروسيا.

يقول ستافروس أتلاماز أوغلو الصحفي العسكري المتمرس المتخصص في العمليات الخاصة، والمحارب القديم بالجيش اليوناني والحاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنترست الأميركية، إنه رغم الدفع بأسطول بحري أكبر كثيرا، اضطرت البحرية الروسية إلى التقهقر، حيث فقدت عشرات السفن الحربية وسفن الإسناد في العمليات.

ومما جعل الأمور أسوأ بالنسبة للكرملين، أن أوكرانيا لا تملك اسطولا سطحيا كبيرا. 

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقرير التقييم الأحدث لاستخباراتها بشأن الصراع الأوكراني إنه قبل حرب روسيا على أوكرانيا عام 2022، اعتبرت القيادة  الروسية على نحو شبه مؤكد أن القوات البحرية لروسيا الاتحادية وأسطول البحر الأسود مكونات أساسية لقوتها البحرية.

غير أنه بعد 3 سنوات، تدهورت بشكل خطير قدرات البحرية الروسية بصفة خاصة في البحر الأسود، وتسببت عمليات الجيش والاستخبارات الأوكرانية في تقييد حركتها على العمل.

إعلان

وتتفوق البحرية الروسية من ناحية العدد على عدوتها الأوكرانية. وفي الحقيقة، لدى القوات البحرية لأوكرانيا عدد صغير من السفن الكبيرة وسفن الدفاع عن السواحل.

وأضاف أتلاماز أوغلو أنه رغم توجيه ضربات خطيرة  للقوات البحرية الروسية، لم تتمكن  أوكرانيا من السيطرة بثقة على البحار.

خسائر روسية

وكبد الأوكرانيون روسيا خسائر فادحة من خلال استخدام صواريخ طويلة المدى وطائرات مسيرة.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الأوكرانية دمرت أو ألحقت أضرارا بما لا يقل عن 24 سفينة من السفن الروسية العاملة في البحر الأسود منذ 24 فبراير/شباط 2022، ويشمل ذلك إغراق سفينة قيادة أسطول البحر الأسود، الطراد موسكفا من طراز سلافا الذي كان قد تم وصفه  في السابق بأنه منصة الدفاع البحري الأكثر تطورا.

وتابع أتلاماز أوغلو أن إغراق الطراد موسكفا كان بمثابة صدمة للكثير من المراقبين الأجانب. وحدث الإغراق في 14 أبريل /نيسان 2022 بعد مرور أسابيع قليلة على انطلاق الحرب.

وأشار إلى أنه بالإضافة إلى القيمة العملياتية لإغراق سفينة سطح قتالية رئيسية للعدو، فإن إغراق سفينة القيادة الروسية أعطى دفعة معنوية للأوكرانيين، وقد يعتقدون الآن أن بإمكانهم  تحقيق النصر على روسيا.

وأضافت وزارة الدفاع البريطانية "إنه نتيجة لذلك، اضطر أسطول البحر الأسود الروسي لتحريك كل أصوله الرئيسية من قاعدته التاريخية في سيفاستوبول إلى نوفوروسيسك شرق البحر الأسود.

واضطرت الوحدات الروسية التي تعمل في المنطقة إلى تكييف تكتيكاتها على ضوء ذلك، وتغيير البحار التي تعمل فيها.

واختتمت وزارة الدفاع  البريطانية تحديثها الاستخباراتي بالقول إنه رغم أن تحركات اسطول البحر الأسود الروسي قاصرة على شرق البحر الأسود، فإنه يحتفظ بالقدرة على شن هجمات طويلة المدى داخل أوكرانيا لإسناد العمليات البرية.

إعلان التصدي الأوكراني

ويستخدم اسطول البحر الأسود الروسي في المقام الأول غواصات لدعم حملة إطلاق  النار طويلة المدى ضد أوكرانيا.

ورغم أن الجيش الأوكراني ليست لديه قدرات كافية للتصدي للغواصات الروسية في البحر، فإنه توصل إلى وسائل أخرى.

وعلى سبيل المثال، تلاحق أجهزة الاستخبارات الأوكرانية ضباط الغواصات الروس الذين شاركوا في شن هجمات طويلة المدى ضد أهداف مدنية. وتم قتل أحد أفراد أطقم الغواصات بينما كان يمارس رياضة الركض في الصباح.

واختتم أتلاماز أوغلو تقريره بالقول إن الجيش الأوكراني يستهدف حظائر الغواصات، حيث تمكن من تدمير الغواصة روستوف أون دون بينما كانت تخضع لأعمال  الصيانة.

مقالات مشابهة

  • مشاهير × المحاكم.. 4 ملايين جنيه تسبب أزمة للفنانة نسرين طافش
  • البحر الأحمر: حظر التجوال من الساعة الواحدة صباحاً وحتى الرابعة صباحاً
  • تقرير: كيف تصدت أوكرانيا لأسطول الدفاع البحري الروسي الكبير؟
  • إصابة سبعة أشخاص على الأقل بعد هجوم بطائرة بدون طيار على منشأة طبية في خاركيف
  • مصر تجدد رفضها أي انتشار عسكري أجنبي في البحر الأحمر
  • للمرة الثالثة.. فرقاطة إيطالية تؤمّن سفينة تجارية في البحر الأحمر ضمن مهمة "أسبيدس" الأوروبية
  • السفن لازالت تستخدم هذه العبارة عند مرورها في البحر الاحمر
  • أصداء محرقة طائرات (إم كيو-9) في اليمن تكسرُ حاجزَ الصمت الأمريكي الرسمي
  • ماذا تصنع الطائرات الأمريكية المسيرة إم كيو-9 فوق مناطق سيطرة المليشيات الحوثية .. وكيف خضعت الصواريخ الروسية للجيش اليمني السابق للتطوير على يد إيران ؟
  • تقرير أمريكي: اسقاط قوات صنعاء للمسيرات الأمريكية مثل ضربة لواشنطن وحلفائها في المنطقة