موقع 24:
2025-03-12@09:44:22 GMT

واسيني الأعرج.. روائي وأديب من نوابغ العرب

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

واسيني الأعرج.. روائي وأديب من نوابغ العرب

حظي الروائي الجزائري القدير واسيني الأعرج بجوائز كثيرة، آخرها جائزة نوابغ العرب عن فئة الأدب والفنون للعام الجاري، تقديراً لأدواره البناءة في خدمة الأدب والرواية العربية، وتكريماً لقلمه البديع، وفكره المتميز، في إبراز الثقافة العربية.

وأبلغ رئيس اللجنة العليا لمبادرة "نوابغ العرب" محمد عبدالله القرقاوي البروفيسور واسيني الأعرج فوزه بالجائزة المميزة، في اتصال هاتفي، اليوم الأحد.

 

اتصال معالي محمد القرقاوي بالبروفيسور واسيني الأعرج الفائزة بجائزة "#نوابغ_العرب" عن فئة الأدب والفنون 2023 #وام pic.twitter.com/xX0y7D5hab

— وكالة أنباء الإمارات (@wamnews) December 24, 2023

وكتب نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على منصة إكس، مهنئاً الروائي القدير على فوزه، قائلاً: "نبارك للبروفيسور واسيني الأعرج فوزه بجائزة نوابغ العرب فئة الأدب والفنون تقديراً لإسهاماته الأدبية الكبيرة".

نبارك للبروفيسور واسيني الأعرج فوزه بجائزة نوابغ العرب فئة الأدب والفنون تقديراً لإسهاماته الأدبية الكبيرة .. حيث قدم البرفيسور واسيني أكثر من 30 رواية ترتبط بالمجتمعات العربية وثقافتها وبيئتها .. وتم ترجمة رواياته لأكثر من 20 لغة واعتماد دراستها في عدد من جامعات العالم .. ويشغل… pic.twitter.com/e4FPpAQJkg

— HH Sheikh Mohammed (@HHShkMohd) December 24, 2023 إسهامات كبيرة

ووقع الاختيار على الروائي الجزائري المولع بالرواية والأدب، وصاحب الصيت الكبير، تقديراً لإسهاماته ومؤلفاته؛ إذ أسهمت أعماله الأدبية في توظيف طرق تعبيرية جديدة للغة في الرواية، وإضافة أبعاد جديدة للمخيلة العربية والسرد القصصي.

مجدد ومتميز

ويتميز الأعرج، بقدرة عجيبة على تكييف قلمه وقدراته، وتطويع اللغة ومفرداتها، وتغليفها بسحر ورونق أنيق ومميز في كل مرة يطل على الأدب العربي فيها برواية جديدة، فهو مجدد، ولا يكاد يستقر على شكل واحد وثابت من التعبير؛ بل يبحث دائماً عن سبل تعبير متجددة ومتغيرة، ما مكنه من ترك بصمة واضحة، وأثر كبير في الرواية الجزائرية والعربية.

حياته 

ولد واسيني الأعرج في عام 1954 في سيدي بو جنان في ولاية تلمسان بالجزائر، وحصل على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة الجزائر، ثم انتقل إلى سوريا لمتابعة الدراسات العليا بمساعدة من منحة حكومية.

حصل على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة دمشق، وعندما أنهى دراسته عاد إلى الجزائر، وشغل منصباً أكاديمياً في جامعة الجزائر، وواصل تعليمه حتى عام 1994، وبعدها انتقل إلى فرنسا، وانضم إلى جامعة السوربون، حيث درّس الأدب العربي.

مسيرة حافلة 

وفي مسيرته الأدبية الطويلة والغزيرة، قدم البروفيسور واسيني الأعرج ما يزيد على 30 رواية مرتبطة بالمجتمعات العربية وثقافتها، وارتباطها بالقيم الإنسانية وثقافات العالم، وترجمت أعماله إلى أكثر من 20 لغة، وتم اعتماد دراستها في عدد من الجامعات حول العالم، وتم تحويل بعضها إلى مسرحيات وأعمال سينمائية.

ويشغل البروفيسور واسيني الأعرج الآن، منصب أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس.

بدايته 

 وفي بداية مشواره الأدبي، كرّس الكاتب الجزائري، قلمه لنقل معاناة أبناء جلدته في أرياف الجزائر، فتحدث في أكثر من رواية عن تجربته وتجارب مجايليه، في ضنك العيش، والفقر، والنضال من أجل الحقوق، منتقداً في أكثر من مناسبة الإخفاقات السياسية والاجتماعية للدولة، وتبرز تلك المعاناة في عدة روايات هي، البوابة الزرقاء 1980، ما تبقى من سيرة أخضر حمروش 1982، وأزهار اللوز 1983 ومصرع أحلام مريم الوديعة 1984.

مستوى جديد

وبعد تسليط الضوء على أبرز ما يعانيه مجتمع الريف الجزائري، وأزماته الاجتماعية، انتقل الأعرج إلى مستوى جديد، شق فيه طريقه إلى النجومية العربية ومن ثم العالمية. وأبرز إنتاجات البروفيسور واسيني الأعرج على المستوى العربي رواية، "طوق الياسمين" (2006)، و"حارسة الظلال" (2006)، و"الليلة السابعة بعد الألف" (2002)، و"البيت الأندلسي" (2010)، و"شرفات بحر الشمال" (2015)، و"رواية أنثى السراب" (2009)، و"عازفة البيكاديلي" (2022).

وأصبح لاسم واسيني الأعرج، صدى يتردد في دول غربية عديدة، بعد أن ترجمت أعماله إلى لغات كثيرة، منها الإيطالية والسويدية والإنجليزية والدنماركية والعبرية والإسبانية.

وفي فرنسا، يكتسب واسيني نجومية أيضاً، وقدر على فرض اسمه بين روائيين كثر بفضل طلاقة لسانه باللغة الفرنسية، التي جعلته قادراً على فرد أجنحته خارج البلدان العربية. 

"أصعب الأشياء في الحياة هي البدايات"

وترك واسيني أثراً كبيراً في نفوس الأجيال العربية، وتترد مقولاته الواقعية في مناسبات كثيرة، فقد استطاع كسر الجمود، ووصف كل ما يستحيل على الوصف، ومن أبرز ما سطرته أقلامه مقولة، "ولأننا محملون بقدر كبير من الغباء، لا نرتاح إلا إذا كسرنا أجمل الأشياء فينا"، وكذلك: "الإنسان الذي يعتمد على الآخرين في رفع معنوياته يفقد نفسه حين يفقدهم"، و"أصعب الأشياء في الحياة هي البدايات. عليها تترتب كل الحماقات اللاحقة".


وتوجت إنجازات الروائي الكبير بجوائز كثيرة، فنال في 2001، جائزة الرواية الجزائرية؛ عن مُجمل أعماله، ونال جائزة المكتبيين الكبرى لعام 2006؛ عن رواية "كتاب الأمير"، وكذلك جائزة الشيخ زايد لعام 2007؛ عن فئة الآداب، وجائزة أفضل رواية عربية من اتحاد الكتاب الجزائريين لعام 2010؛ عن رواية "البيت الأندلسي"، وغيرها الكثير. 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة واسيني الأعرج نوابغ العرب فئة الأدب والفنون نوابغ العرب أکثر من

إقرأ أيضاً:

الأدب المسرحي ضد العنصرية.. وفاة كاسر محرمات جنوب أفريقيا أتول فيوغارد

توفي الكاتب المسرحي الجنوب أفريقي أتول فيوغارد عن عمر ناهز 92 عاما، تاركا وراءه إرثا أدبيا ومسرحيا شكّل علامة فارقة في النضال ضد نظام الفصل العنصري.

ونعت بلدية مدينة كيب تاون -الأحد- هذا المسرحي البارز الذي واجه محرمات النظام العنصري من خلال أعماله الجريئة التي جمعت ممثلين من البيض والسود على خشبة المسرح، متحديا بذلك القوانين الجائرة التي حاولت فرض التفرقة العنصرية في جميع نواحي الحياة.

وفي بيان لها، أشادت بلدية كيب تاون بإسهامات فيوغارد، مؤكدة أن "كل من تأثر بفنه سيبقى يحمل إرثه الإبداعي"، لافتة إلى أنه "اشتهر بمواقفه الثابتة ضد نظام الفصل العنصري".

وُلد فيوغارد في 11 يونيو/حزيران 1932 ببلدة ميدلبورغ خلال حقبة كان فيها الفصل العنصري سياسة رسمية متجذرة تحرم السود من حقوقهم الأساسية.

وفي عام 1961 قدّم واحدة من أولى مسرحياته الكبرى "عقدة الدم"، والتي تناولت قصة أخوين غير شقيقين، أحدهما أبيض (أدى دوره فيوغارد نفسه)، والآخر أسود، يجتمعان على خشبة المسرح أمام جمهور مختلط، وهو أمر كان يعد سابقة خطيرة في ظل النظام العنصري.

لكن لم يطل الأمر حتى فرضت السلطات حظرا على الفرق المسرحية المختلطة، ومنعت وجود جمهور متنوع الأعراق في المسارح، مما دفع فيوغارد إلى التعاون مع فرقة "سربنت بلايرز" التي ضمت ممثلين سودا -بينهم جون كاني- لتقديم عروض مسرحية تتناول واقع الحياة في جنوب أفريقيا آنذاك.

إعلان

ومن أشهر مسرحياته "بوسمان ولينا" التي عرضت لأول مرة عام 1969، وتناولت قسوة الحياة التي يعانيها زوجان من السود، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي عام 2000 من بطولة داني غلوفر وأنجيلا باسيت.

تدور المسرحية حول شخصيتين من عرق مختلط، يعيشان منبوذين يتجولان في أراضٍ طينية بالقرب من نهر، وخلال رحلتهما يحاولان البحث عن جذورهما والمصالحة مع ماضيهما، لكنهما يواجهان صراعات داخلية وخارجية.

ووسط الظلام الذي يلف حياتهما يظهر رجل أسود يحاول سرد قصته، لكن حاجز اللغة يمنعهما من التواصل معه، ويتوفى الرجل الأسود بجانب نارهما، وفي لحظة نادرة وسط الألم واليأس تقرر "لينا" أن تغني وترقص.

كسر القيود المسرحية

من جانبه، عبّر الممثل المسرحي الجنوب أفريقي جون كاني المعروف بصوته الأجش الذي ميز شخصياته في أفلام "مارفل" و"ديزني" عن حزنه الشديد لفقدان صديقه فيوغارد، مشيرا إلى أنهما تشاركا العمل معا منذ شبابهما.

ولم تكن شراكتهما مجرد تعاون مسرحي، بل كانت تحديا صريحا للنظام العنصري، إذ تجاهل الاثنان القوانين الجائرة، وعقدا تدريباتهما في الخفاء داخل الفصول الدراسية والمرائب هربا من مضايقات الشرطة.

وفي هذا السياق، أشادت صحيفة غارديان البريطانية عام 2012 بشجاعة فيوغارد، واصفة إياه بـ"الأفريكاني العنيد الذي ساعد في كشف وحشية نظام الفصل العنصري وظلمه الأعمى للعالم".

لم يقتصر تأثير فيوغارد على المسرح، بل امتد إلى السينما، إذ سُلطت الأضواء عليه مجددا عام 2006 عندما فاز فيلم "تسوتسي" المقتبس من قصة قصيرة كتبها عام 1961 بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، ليصبح أول فيلم جنوب أفريقي ينال هذا التكريم.

أما مسرحيته "السيد هارولد والصبيان" -التي استلهمها من سيرته الذاتية- فتدور أحداثها في خمسينيات القرن الماضي، وتتناول قضية التحيز العنصري من خلال العلاقة بين مراهق أبيض ورجلين أسودين يعملان لدى عائلته.

إعلان ثيمة المقاومة

شكّلت مسرحيات أتول فيوغارد مرآة تعكس معاناة السود في جنوب أفريقيا، إذ تكررت في أعماله ثيمة المقاومة، ولا سيما في مسرحيتيه الشهيرتين "سيزوي بانزي مات"، و"الجزيرة"، واللتين كتبهما بالتعاون مع رفيقيه في النضال المسرحي جون كاني ووينستون نتشونا.

تناولت مسرحية "سيزوي بانزي مات" -التي عُرضت لأول مرة عام 1972- قضايا الهوية والكرامة الإنسانية، حيث تدور حول رجل أسود يجد بطاقة هوية لشخص متوفٍ، ويضطر إلى انتحال هويته للحصول على فرصة عمل، في إدانة واضحة للقوانين العنصرية التي فرضت قيودا مشددة على حركة السود في البلاد.

"صحيح أن نظام الفصل العنصري حصرني، لكنني فخور بالعمل الذي نتج عن ذلك، والذي يحمل اسمي"

أما مسرحية "الجزيرة" -التي استُلهمت من تجربة السجناء السياسيين في جزيرة روبن آيلاند حيث سُجن نيلسون مانديلا- فقد سلطت الضوء على القمع السياسي والمعاناة داخل المعتقلات من خلال قصة رجلين يقضيان حكما بالسجن مع الأشغال الشاقة.

وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية عام 1995 بعد عام من أول انتخابات ديمقراطية غير عنصرية في جنوب أفريقيا قال فيوغارد "صحيح أن نظام الفصل العنصري حصرني، لكنني فخور بالعمل الذي نتج عن ذلك، والذي يحمل اسمي".

وكان هذا الموقف انعكاسا واضحا لإيمانه بدور الأدب والمسرح باعتبارهما وسيلة قوية للمقاومة والتغيير.

إرث مستمر بعد زوال الفصل العنصري

لم يتوقف فيوغارد عن استكشاف تداعيات الفصل العنصري حتى بعد انتهائه رسميا في عام 1994، إذ واصل في أعماله المسرحية استعراض إرث هذا النظام في جنوب أفريقيا الجديدة.

وفي مسرحية "الرجل الأول" الصادرة عام 1997 عاد إلى طفولته وتأملاته الشخصية، في حين ناقش في مسرحية "أرض الناس الجميلة" -التي كتبها في العقد الأخير من حياته- التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي واجهتها البلاد بعد التحول الديمقراطي.

إعلان

حصد فيوغارد خلال مسيرته الحافلة العديد من الجوائز، كان أبرزها جائزة توني الخاصة عام 2011 عن مجمل أعماله المسرحية -وهي واحدة من أرفع الجوائز المسرحية في العالم- تقديرا لإسهاماته الفريدة في الفن المسرحي.

كما منحته الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون جائزة تقديرية عن إبداعاته السينمائية والمسرحية.

وتأثر أتول فيوغارد بالنسيج القانوني والسياسي لجنوب أفريقيا، كما تأثر بكتاب عالميين مثل جورج أورويل وبرتولت بريخت وآرثر ميلر الذين استخدموا المسرح أداة نقدية لكشف الاستبداد والظلم.

وبفضل جرأته أصبح أحد الأسماء البارزة في حركة "المسرح الاحتجاجي"، والتي ظهرت في جنوب أفريقيا لمواجهة التمييز العنصري من خلال الأعمال الدرامية.

يذكر أن أعمال فيوغارد لم تكن تُعرض بسهولة في جنوب أفريقيا خلال فترة الفصل العنصري، إذ كانت تُمنع أو تُفرض عليها رقابة صارمة، مما اضطره إلى تقديم عروض سرية أو نقل مسرحياته إلى خارج البلاد، حيث لقيت إشادة واسعة في لندن ونيويورك ومدن أخرى.

ووُلد أتول فيوغارد عام 1932 في بلدة ميدلبورغ بجنوب أفريقيا لأب من أصول أيرلندية وفرنسية وأم أفريقية.

ونشأ في بيئة متواضعة بمدينة بورت إليزابيث، حيث التحق بمدارس محلية، قبل أن يدرس الفلسفة والأنثروبولوجيا في جامعة كيب تاون، لكنه تركها دون إكمال دراسته.

قضى فيوغارد فترة من حياته في التدريس، إذ عمل أستاذا مساعدا للكتابة المسرحية والإخراج بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو.

ورغم عودته إلى جنوب أفريقيا بعد انتهاء الفصل العنصري فإنه أعرب عن خيبة أمله من التحديات التي واجهتها البلاد في فترة ما بعد الفصل العنصري، وهي الخيبة التي يشترك فيها معه كثير من أبناء جيله من المناضلين ضد الفصل العنصري.

مقالات مشابهة

  • بين ضفتين فندق الصمت
  • جمعية "الناشرين الإماراتيين" ترسخ حضور النشر المحلي في "لندن للكتاب"
  • آن هاثاواي بفيلم عن رواية كولين هوفر مع داكوتا جونسون وجوش هارتنت
  • هل يوجد تلازم بين الأدب والفقر؟
  • المملكة تدشّن مشاركتها في معرض لندن الدولي للكتاب 2025
  • بين البازعي والمسلم
  • رئيس جامعة الأزهر: اللغة العربية تاج البيان وأعظم وسيلة للتعبير عن الندم في القرآن
  • الأدب المسرحي ضد العنصرية.. وفاة كاسر محرمات جنوب أفريقيا أتول فيوغارد
  • شوقي ضيف.. المؤرخ الأدبي الذي أعاد كتابة تاريخ الأدب العربي
  • رواية يوم القيامة!