خفض نوع من الكوليسترول يقلل تلف الدماغ الناجم عن ألزهايمر
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
توصلت دراسة إلى أن خفض مستوى أحد أنواع الكوليسترول يساعد على منع التلف الحاصل في دماغ المصابين بمرض ألزهايمر.
وأجرى الدراسة باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن، وأجريت على الفئران، ونشرت في مجلة نيورون "Neuron"، وكتب عنها موقع "يوريك أليرت" (EurekAlert).
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن الخرف متلازمة يمكن أن يتسبب بها عدد من الأمراض التي تسبب التلف بمرور الوقت للخلايا العصبية، الأمر الذي يؤدي في العادة إلى تدهور القدرة على التفكير.
ويعد مرض ألزهايمر أكثر أنواع الخرف شيوعا وقد يسهم في 60-70% من الحالات. وعلى الرغم من أن العمر هو أقوى عامل معروف يمكن أن يتسبب في خطر الإصابة بالخرف، فهو ليس نتيجة حتمية للشيخوخة البيولوجية.
وتشير الدراسات إلى أن الناس يمكن أن يقللوا من خطر الإصابة بالخرف من خلال ممارسة نشاطات بدنية والحفاظ على نمط حياة صحي.
ويكون التدهور المعرفي لدى مرضى ألزهايمر والخرف المرتبط به مدفوعا بالتراكم المفرط للبروتين "تاو" (tau)، فحيثما تراكم هذا البروتين يبدأ تحلل النسيج الدماغي وموته.
الدراسة كشفت عن أن تراكم البروتين تاو في أدمغة فئران المختبر قد زاد من تراكم نوع من الدهون يعرف باسم "إسترات الكوليستيريل" (cholesteryl esters)، كما كشفت أيضا أن خفض هذه الدهون يساعد في الحد من تلف الدماغ والتغيرات السلوكية.
وقال كبير الباحثين الطبيب والبروفيسور ديفيد إم هولتزمان إن هذه النتائج لها أهمية كبيرة في علاج مرض ألزهايمر.
وأضاف أن المركب الذي قام الباحثون باستخدامه لخفض إسترات الكوليستيريل تنجم عنه آثار جانبية تجعله غير مناسب للبشر.
ويستدرك بأن الأمل معقود على أن يتم تطوير عقار يخفّض إسترات الكوليستيريل داخل خلايا الدماغ دون آثار جانبية كبيرة لاختباره على المرضى المصابين بالأمراض التنكسية العصبية.
والعامل الجيني الأكثر ارتباطا بحدوث ألزهايمر هو الجين "إيه بي أو إي" (APOE)، ويقوم هذا الجين بتنشيط الخلايا المناعية في الدماغ. وعندما يتم تنشيطها في الوقت أو المكان غير المناسبين فإنها تسبب تلفا في الدماغ.
ويقوم البروتين "إيه بي أو إي" بدور آخر مهم في الجسد، يتمثل في حمل الكوليسترول والدهون الأخرى في الدم، وبالتالي فإن له دورا في تصلب الشرايين.
ولمعرفة الرابط بين البروتين "إيه بي أو إي" والدهون وتلف الدماغ، قام الدكتور هولتزمان والباحثة الدكتورة ألكسندرا ليتفينشوك بدراسة فئران مختبر تمتلك جينات تجعلها عرضة بشكل كبير لتراكم بروتين "تاو" في الدماغ.
وتبدأ أعراض ألزهايمر في هذا النوع من الفئران في عمر 6 أشهر تقريبا، فيما يحصل تلف كبير في أدمغتها عندما تصبح أعمارها قريبة من 9 أشهر، ونصف الأمر الذي يجعلهم لا يستطيعون القيام بالمهام العادية التي تقوم بها الفئران لاستدامة الحياة مثل بناء الأعشاش.
وتبين أن الفئران في هذه الدراسة إما احتفظت بجين الفئران "إيه بي أو إي" أو تم استبدال -بهذا الجين- أحد الجينين البشريين "إيه بي أو إي3" (APOE3) المرتبط بمستوى خطورة متوسط للإصابة بألزهايمر أو الجين "إيه بي أو إي4" (APOE4) المرتبط بـ3 إلى 4 أضعاف الخطورة بالإصابة بمرض ألزهايمر.
الخلايا الدبقيةوأشارت النتائج إلى أن الجين "إيه بي أو إي4" (APOE4) مرتبط بمشاكل في أيض الدهون داخل الدماغ، وقد تراكمت كمية كبيرة من الدهون وبأنماط غير طبيعية في أدمغة الفئران التي تحمل هذا الجين في نفس مناطق الدماغ التي تعرضت لتلف، وتغير مستوى أكثر من 180 نوعا من الدهون لدى هذه الفئران.
كما أن الخلايا المناعية في الدماغ والتي تعرف باسم الخلايا الدبقية الصغيرة قد امتلأت بإسترات الكوليستيريل، فيما لم تظهر مثل هذه النتائج لدى الفئران التي تحمل الجين "إيه بي أو إي4" (APOE3).
وقد أشار الدكتور هولتزمان إلى أن الخلايا الدبقية الصغيرة التي امتلأت بالدهون قد التهبت بشكل مفرط، مما جعلها تبدأ بإفراز أشياء ضارة بالدماغ.
قد يمثل التخلص من هذه الدهون سبيلا لخفض الالتهاب في الدماغ وتقليل التلف الحاصل في الأعصاب، ولاختبار ذلك تم إعطاء الفئران عقارا تجريبيا يحمل الاسم "جي دبليو 3965" (GW3965)، يقوم بخفض الدهون في الخلايا.
وأدى هذا الدواء لإحداث تغير واضح وتحسن حالة الفئران، لكن العائق الذي يحول دون إعطاء هذا العقار للبشر هو أن للعقار التجريبي آثارا ضارة على كبد الإنسان.
والأمل معقود على الجهود الحثيثة التي يقوم بها الكيميائيون لتصميم مركب شبيه بهذا المركب، لا يسبب أضرارا للبشر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الدماغ إلى أن
إقرأ أيضاً:
أطعمة ضرورية لخفض الكوليسترول والحفاظ على صحة القلب
إنجلترا – يعد الكوليسترول أحد العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم لبناء الخلايا وإنتاج الهرمونات، إلا أن ارتفاع مستوياته في الدم قد يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة، أبرزها أمراض القلب.
ولا يصاحب الكوليسترول المرتفع أعراض واضحة، ما يجعله خطرا صامتا لا يُكتشف غالبا إلا عبر الفحوصات الدورية.
وتحذر جمعية القلب البريطانية (Heart UK) من أن تراكم الكوليسترول بمرور الوقت داخل الشرايين، يؤدي إلى تصلبها وتضيّقها في عملية تعرف بتصلب الشرايين، ما يزيد الضغط على القلب، وقد يؤدي في النهاية إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وترى الجمعية أن أي شخص يمكن أن يصاب بارتفاع الكوليسترول، إذ إن العامل الوراثي له دور مهم في ذلك. لكن الجانب الإيجابي في الأمر أن هناك طرقا فعالة للتقليل من الكوليسترول الضار في الجسم، تبدأ من تغيير العادات الغذائية اليومية.
وفيما يلي قائمة بأهم الأطعمة والنصائح الغذائية التي يمكن أن تساعدك على تحقيق ذلك:
– استبدل الدهون المشبعة بالدهون غير المشبعة
تؤدي الدهون المشبعة إلى زيادة الكوليسترول الضار (LDL)، لذا من الأفضل استبدالها بالدهون غير المشبعة المفيدة. واختر بدائل صحية مثل:
الزيوت النباتية: زيت الزيتون وزيت دوار الشمس وزيت الذرة وزيت بذور اللفت.
المكسرات والبذور.
الأفوكادو.
الأسماك الزيتية مثل السلمون والماكريل والسردين (تناولها مرتين أسبوعيا على الأقل).
– تناول الفواكه والخضروات بكثرةتعد الفواكه والخضروات غنية بالألياف والمركبات الطبيعية التي تساعد على خفض الكوليسترول وتحسين صحة الأوعية الدموية.
الكمية الموصى بها: 5 حصص يوميا (الحصة تعادل نحو 80 غراما). ومن الخيارات المفيدة بشكل خاص: البروكلي والباذنجان والبامية والتفاح والفراولة والعدس والحمص والفاصوليا.
– تناول الشوفان والشعير بانتظام
يحتوي كل من الشوفان والشعير على ألياف “بيتا غلوكان” التي تشكل مادة هلامية في الأمعاء، ما يقلل من امتصاص الكوليسترول.
وللحصول على فائدة ملموسة: تناول 3 غرامات يوميا من بيتا غلوكان، أي ما يعادل تقريبا:
طبق من عصيدة الشوفان.
حبوب إفطار مصنوعة من الشوفان الكامل.
مشروبات الشوفان المدعمة.
– تناول حفنة من المكسرات يومياتعتبر المكسرات مصدر ممتاز للدهون غير المشبعة والألياف النباتية والستيرولات التي تساعد على تقليل الكوليسترول.
الحصة المثالية: نحو 28 إلى 30 غراما يوميا. وتشمل الخيارات: اللوز والكاجو والفستق والجوز والبندق والفول السوداني. (يفضل تناولها غير مملحة وغير مقلية)
– جرب الأطعمة المدعّمة بالستيرولات والستانولات
هذه المركبات النباتية تمنع امتصاص الكوليسترول من الأمعاء، ما يساهم في خفض مستوياته بالدم. ومن أبرز الأغذية الغنية بهذه المركبات:
مشروبات الزبادي المدعّمة.
الزبدة المدخنة.
الحليب المدعّم.
الكمية المثالية: بين 1.5 و3 غرامات يوميا. ويُنصح باستهلاكها كجزء من نظام غذائي متوازن، خاصة لمن يعانون من ارتفاع الكوليسترول أو يتناولون أدوية خافضة له.
– أضف الصويا إلى وجباتك
تعد منتجات الصويا مصدرا جيدا للبروتين النباتي، وتحتوي على مركبات تساعد على خفض الكوليسترول.
ويُنصح بتناول حصتين إلى 3 حصص يوميا من: حليب الصويا والتوفو وفول الصويا المطهو وبدائل الزبادي المصنوعة من الصويا.
وتشدد جمعية القلب البريطانية على أن التغيير لا يجب أن يكون مفاجئا أو جذريا. ويمكن إدخال هذه الأطعمة تدريجيا ضمن النظام الغذائي المعتاد، مع تقليل استهلاك الدهون المشبعة والنظر في نمط الحياة بشكل عام، بما في ذلك النشاط البدني.
المصدر: ميرور