ف.بوليسي: على الشرق الأوسط المتغافل اقتناص حماس واشنطن النادر لإنشاء هيكل أمني بالمنطقة
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن ف.بوليسي على الشرق الأوسط المتغافل اقتناص حماس واشنطن النادر لإنشاء هيكل أمني بالمنطقة، رأي جوناثان لورد، رئيس برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، أن شركاء الولايات المتحدة في المنطقة غير مكترثين أو متغافلين عن .،بحسب ما نشر الخليج الجديد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات ف.
رأي جوناثان لورد، رئيس برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، أن شركاء الولايات المتحدة في المنطقة غير مكترثين أو متغافلين عن الحماس الواضح والمساعي المكثفة الجارية في واشنطن لعمل تكامل أمني إقليمي بالمنطقة.
ولفت لورد في تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، وترجمه الخليج الجديد إلى أن واشنطن تسعي لإنشاء هيكل أمني شرق أوسطي يضم القدرات العسكرية للقيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، وقوات الدفاع الإسرائيلية، وجيوش الدول العربية المجاورة للكشف عن ومواجهة التهديدات الصادرة عن الأعداء الإقليميين، وخاصة إيران.
وأوضح أن المساع والخطط الأمريكية تأتي في لحظة نادر تتمثل في حصولها على دعم الإدارة الأمريكية، وأعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهو أمر نادر الحدوث، إذ أن الأخير دائما ما يكون الصخرة التي تتفتت عليها التشريعات.
لكن المختلف هذه المرة أن الجميع في واشنطن يتجمعون حول رؤية لمستقبل المشاركة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط.
حماس أمريكي
في العام الماضي، وكجزء من قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA)، أقر الكونجرس قانون ردع العدو وتمكين الدفاعات الوطنية (DEFEND)، والذي أذن لوزير الدفاع الأمريكي بإنشاء منظومة دفاع جوى وصاروخي متكاملة تغطي إسرائيل ومصر والأردن والعراق ومجلس التعاون الخليجي.
وحظي القانون المذكور بتأييد واسع مجلس الشيوخ والنواب وأيضا من أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري في المجلسين، سوف يمضي المشرعون قدما في مناقشته هذا العام.
كما قدم السناتور الديمقراطي جاكي روزن والنائبة الجمهورية كاثي مكموريس رودجرز، بدعم من زملائه الأعضاء في مجموعة اتفاقات أبراهام في الكونجرس، قانون الهندسة البحرية والاستجابة للإرهاب الدولي في الشرق الأوسط (MARITIME).
وفيما يشبه ردع العدو، سيخول قانون الهندسة البحرية وزارة الدفاع الأمريكية بمتابعة إنشاء قدرة متكاملة للتوعية بالمجال البحري مع شركاء "سنتكوم" الإقليميين للحراسة المشتركة لبعض الممرات المائية التجارية الأكثر ازدحامًا في العالم في شبه الجزيرة العربية وحولها.
بعد فترة وجيزة، من تقديم قانون الهندسة البحرية، قدم روزن مشروع قانون إضافي يعزز التعاون في الشرق الأوسط بشأن تهديدات الأمن السيبراني - من النوع الذي استخدمته إيران لإسقاط الحكومة الألبانية خارج الإنترنت الصيف الماضي.
يبدو أن لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ قد أدرجت نسخًا من كلا مشروعي القانون في قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2024، مما يضمن على الأرجح تمريرهما إلى قانون.
هذا الحماس الواضح للتكامل الأمني الإقليمي في الشرق الأوسط ليس مجرد ظاهرة في الكابيتول هيل (مبنى الكونجرس) لكنه يحظى أيضا بدعم البيت الأبيض والبنتاجون والقيادة المركزية نفسها، وكانت الأخيرة تعمل بجد لإنشاء أنظمة دفاع متكاملة تحت قيادة قائد الجيش الأمريكي الجنرال إريك كوريلا؛ ما يجعل هذا التأييد والإجماع بمثابة استثناء.
عدم اكتراث
على الرغم من هذا الحماس المتزايد في واشنطن، إلا أن شركاء الولايات المتحدة الإقليميين تجاهلوا هذا الأمر في السنوات الأخيرة.
ليس هذا فحسب بل فتح هؤلاء الشركاء أبوابهم على مصراعيها أمام مجموعة واسعة من شركاء الأمن القومي -الأصدقاء والخصوم على حد سواء- بدلاً من الاصطفاف بشكل وثيق وحصري مع الولايات المتحدة، كما كان من الممكن أن يفعلوا في الماضي.
[embedded content]
وفي المقابل لم تثبط عزيمة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، وواصل حملته للدبلوماسية الدفاعية، واستثمر الوقت والموارد في التدريبات العسكرية المصممة لإظهار القوة الجماعية للقوات الأمريكية والإقليمية، وآخرها جمع جيوش مجلس التعاون الخليجي معًا في تدريبات Eagle Resolve 23، والتي تضمنت تدريبات الدفاع الجوي والصاروخي المتكاملة وأنشطة مكافحة الطائرات بدون طيار.
ورغم من تلك التدريبات النوعية وغيرها من الإجراءات القانونية المتعلقة بأمن الشرق الأوسط من قبل كوريلا وموظفيه، يبدو أن ثمة عدم اكتراث من دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة السعودية والإمارات بتلك الجهود الأمريكية.
على السبيل المثال، رئيس الإمارات يبدى عدم اهتمام واضح بالتزام الولايات المتحدة الأمريكية بأمن بلاده، ويتذكر ما يعتقد بأنه رد غير كاف من قبل واشنطن على تعرض أبو ظبي لهجوم من صواريخ الحوثيين في يناير/ كانون ثان 2022.
ومنذ ذلك الحين، ابتكر رياضة تتمثل في رفض جهود إدارة بايدن لإصلاح العلاقة، ليس هذا فحسب ولكن أعلنت الإمارات الشهر الماضي انهاء مشاركتها في فرقة عمل إقليمية بقيادة الولايات المتحدة تهدف إلى مراقبة الممرات البحرية الهامة حول شبه الجزيرة العربية.
وفقا لتقارير متداوله فإن السعودية بدورها، تسعي للحصول على صفقات أسلحة كبيرة من الصين، حتى بالتزامن استقبال ولي عهد محمد بن سلمان لكبار المسؤولين الأمريكيين في محاولة منهم لتحديد ثمن تطبيع العلاقات المملكة الخليجية وإسرائيل.
ومن شبه المؤكد أن بن سلمان يسعى إلى الحصول على ضمانات أمنية، وأولوية الوصول إلى أنظمة الأسلحة الأمريكية، وربما دعم برنامجه للطاقة النووية المدنية، ومن المحتمل ألا يحصل على كل ما يريد، لكنه قد يحصل على الكثير منه.
وعلى الرغم من الكونجرس أصبح خلاق السنوات القليلة الماضية أكثر انتقادا ومقاومة لمبيعات الأسلحة السعودية، غير أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تجد مثل هذه المقاومة إذا اعتقد الأعضاء أن لديهم فرصة لصنع التاريخ بابرام اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل.
[embedded content]
وبينما يُفترض أن إسرائيل هي الأكثر مكاسبًا اقتصاديًا وأمنًا في حالة ذوبان الجليد الرسمي في العلاقات بينها وبين السعودية، فقد حولت الحكومة الجديدة المتطرفة في تل أبيب بقيادة بنيامين نتنياهو كل اهتمامها ورأس مالها السياسي إلى أجندتها المحلية للإصلاحات القضائية والتو
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط ف بولیسی
إقرأ أيضاً:
زيارة السيسي إلى قطر والكويت: دبلوماسية تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط
في توقيت بالغ الدقة، تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولتي قطر والكويت لتؤكد مجددًا أن القيادة السياسية المصرية تُجيد قراءة المتغيرات وتوظيفها ببراعة لصالح الدولة. لم تعد القاهرة مجرد طرف في معادلات المنطقة، بل أصبحت بوصلة يُعاد وفقها ترتيب الحسابات.
قبل سنوات، كانت قطر رأس حربة في مشروع تقسيم الشرق الأوسط عبر تمويل جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية. سارت حينها في فلك يخدم أجندات الفوضى الخلاقة، وسخّرت أدواتها الإعلامية لضرب استقرار الدول. لكن المعادلة تغيرت، وبفضل القيادة السياسية المصرية، نجحت القاهرة في تفكيك ذلك المشروع، وإعادة ضبط العلاقة مع قطر. اليوم، لم تعد الدوحة في موقع الخصومة، بل أصبحت شريكًا استراتيجيًا وأداة فاعلة ضمن مساعي إنهاء الحرب في غزة، في تنسيق مصري- قطري يعكس نضجًا سياسيًا يُحسب للطرفين.
أما الكويت، التي مرت علاقتها بمصر بمرحلة من البرود، فقد عادت إلى موقعها الطبيعي كداعم استراتيجي، بعدما تيقنت أن القاهرة هي الضامن الحقيقي للاستقرار. الزيارة الأخيرة فتحت أبواب التعاون، وجددت الثقة المتبادلة، وأعادت العلاقات إلى عمقها التاريخي.
ولا يمكن إغفال الأثر الكبير لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، التي شكلت نقطة تحول في نظرة القوى الكبرى إلى مصر. ما شهدته تلك الزيارة من استقبال استثنائي وحوار سياسي عميق، قدّم صورة واضحة عن دولة باتت تتعامل بندية واحترام مع العالم. لقد أعادت هذه الزيارة ترتيب الكثير من الحسابات، وجعلت عواصم عدة تهرول إلى القاهرة لكسب هذا الحليف القوي، الذي يثبت يومًا بعد يوم أنه لا ينكسر ولا يساوم.
الملف الفلسطيني كان حاضرًا بقوة، لا سيما في ظل التصعيد الإسرائيلي في غزة. زيارة السيسي إلى قطر جاءت في إطار مبادرة مصرية حقيقية لوقف إطلاق النار وإنهاء الكارثة الإنسانية. التحول القطري في هذا الملف لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة لجهد مصري طويل أعاد توجيه بوصلة السياسات القطرية لتصبح جزءًا من الحل. مصر، بعلاقاتها التاريخية مع السلطة الفلسطينية والفصائل، تستثمر هذا الرصيد لتقود مسار التسوية في ظل صمت دولي وعجز أممي.
الجانب الاقتصادي حظي كذلك باهتمام كبير، إذ أعلنت قطر والكويت عزمهما ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في السوق المصري، في قطاعات حيوية كالبنية التحتية، والطاقة، والسياحة، والعقارات. تلك الاستثمارات تمثل شهادة ثقة في الاقتصاد المصري، وفرصة لتعزيز النمو وخلق فرص عمل، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابًا.
ما تحقق خلال هذه الجولة الدبلوماسية يؤكد براعة مصر في إدارة التوازنات السياسية والاقتصادية، ويُظهر قدرتها على التأثير الإقليمي الهادئ دون ضجيج. الرئيس السيسي لا يطرق الأبواب طلبًا للدعم، بل يفرض احترامه بسياسات رشيدة ومواقف ثابتة تستند إلى رؤية وطنية وشعبية صلبة.
بهذا النهج، انتقلت مصر من موقع الدفاع إلى موقع التأثير وصناعة القرار. دبلوماسية هادئة، لكنها تُغيّر موازين القوى، وتصنع واقعًا جديدًا عنوانه: مصر أولًا.. .والعرب أقوياء بوحدتهم.