«زيلينسكي» قد يرحل قريبًا| الخطايا الخمس للرئيس الأوكراني.. والسخط الشعبي يتزايد ضده
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
يقترب العام الصعب من نهايته بالنسبة لفولوديمير زيلينسكي وأوكرانيا، وحتى بعد عامين من العدوان الروسي، لا يزال الأوكرانيون يؤمنون بالنصر، ولكن الاستياء من رئيسهم آخذ في الازدياد، فالأخبار الواردة من أوكرانيا ليست متفائلة، حيث يقول قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، إن الوضع العسكري في شرق أوكرانيا "معقد"، وقد اشتكت الحكومة مؤخراً من قلة المساعدات المالية والعسكرية التي يقدمها حلفاء كييف مقارنة بما كانت عليه الحال في بداية العدوان الروسي .
الرئيس الروسي: يصف جولة لزيلينسكي بأنها أسبوع تاريخي لفشله
في المقابل قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضباطه العسكريين في موسكو: الغرب فشل في أوكرانيا، ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جولته في نصف العالم قبل أيام بأنها "أسبوع تاريخي لفشله"، وبحسب العديد من المتابعين، فإن شعبية الرئيس الأوكراني تتآكل بين شعبه، وذلك يرجعه هؤلاء المتابعون إلى 5 خطايا أو أزمات قد تطيح برجل أوكرانيا الأول من منصبه، وذلك وفق ما جاء بتحليل مفصل لصحيفة فوكس الألمانية.
وهذه هي أكبر المشاكل التي تواجه الرئيس الأوكراني
1. تضاؤل استعداد الغرب للمساعدة
سلطت قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة الضوء على المشاكل المتزايدة التي يواجهها زيلينسكي على الساحة الدولية، فبالنسبة لأوكرانيا لم يكن هناك سوى لفتة رمزية، الوعد بإجراء محادثات الانضمام، ولم يكن ذلك ممكنا لولا الحيلة المستخدمة للتفوق على حليف بوتين المجري فيكتور أوربان، وإن الـ 50 مليار يورو الموعودة ليست متاحة في الوقت الحالي على أي حال، والأمور مماثلة في الولايات المتحدة، فقد تم حظر الموارد المالية الجديدة لأوكرانيا هناك طالما لم يستجب الرئيس جو بايدن لشروط الجمهوريين المعارضين، ولا علاقة لها بأوكرانيا، بل بالسياسة الداخلية للولايات المتحدة، ويعد بايدن بمزيد من الدعم، لكن مجال المناورة لديه محدود في الواقع.
وقد أعلن زعيما الديمقراطيين الحاكمين والجمهوريين المعارضين في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر وميتش ماكونيل، أن الكونغرس الأميركي لن يوافق على أي مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا هذا العام، وأضاف في بيان مشترك أن المفاوضين من مجلس النواب والحكومة سيواصلون العمل بشأن القضايا المعلقة في الأيام المقبلة، والأمل هو أن يتم اتخاذ الإجراء "بسرعة" في بداية العام المقبل، فإن الفشل في التوصل إلى اتفاق بشأن المساعدات الجديدة لأوكرانيا قبل نهاية العام لا يشكل مفاجأة، ولكنه يشكل ضربة رمزية قوية لأوكرانيا.
2. الشكوك في البلاد تتزايد
وفقا للصحيفة الألمانية، فبحسب المسح التمثيلي الذي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في بداية شهر ديسمبر، فإنه يجب أن يمنح فريق فولوديمير زيلينسكي شيئًا للتفكير فيه، حيث يعتقد ما يزيد قليلاً عن نصف الأوكرانيين أن البلاد تسير على الطريق الصحيح (54 بالمائة)، ووفقا لمدير المعهد فلاديمير بانيوتو، فإن هذه علامة على أن التأثير الساحق لـ "التجمع حول العلم" في بداية الحرب آخذ في التراجع، والتآكل، فقد أصبح السكان مرهقين من الحرب.
ووفقاً لهذا الاستطلاع، فإن فقدان الثقة محسوس بشكل خاص في الحكومة (39% فقط من السكان لديهم الثقة)، والبرلمان (21%)، كما انخفضت معدلات شعبية زيلينسكي، ففي حين أن مكافأة الثقة التي حصل عليها كانت 98% في بداية الحرب، إلا أنها تحوم حاليًا حول 60% ففي نهاية المطاف، وهذه قيمة سيكون كل سياسي غربي ممتنا لها.
3. فشل الهجوم المضاد
السبب الرئيسي للتشاؤم المتزايد هو الفشل الواضح للهجوم المضاد، الذي جلب آمالا كبيرة، ومع ذلك، فإن الأوكرانيين لا يلومون الجيش على ذلك، كما يظهر استطلاع كييف، ويشير مدير المعهد بانيوتو إلى أن "الجيش هو القوة الوحيدة التي يأملها الناس"، فليس ذنبها أنها تفتقد الدبابات والأسلحة، فمعظم العائلات لديها أفراد منتشرين ويعرفون أن "أولادهم يقاتلون".
4. أقوى خصم للرئيس
وعلى هذه الخلفية، برز لزيلينسكي منافس، فمنذ نوفمبر، بدأت وسائل الإعلام الغربية على وجه الخصوص تناقش السؤال: هل هناك صراع بينه وبين القائد العسكري فاليري زالوشنيج؟ وكان الدافع وراء ذلك هو المقابلة التي أجراها الجنرال مع مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، والتي اعترف فيها علناً بفشل الهجوم المضاد، واعترض رئيسه بشدة ووعد بتحقيق نجاحات جديدة، وهنا نرى أن فريق زيلينينسكي لا يريد مطلقًا التحدث عن الصراع.
ومع ذلك، يتم تداول استطلاع غير رسمي في كييف يشير إلى أنه سيكون هناك سباق متقارب في الانتخابات الفاصلة بين زيلينسكي وزالوشني على الرئاسة، وقد أكد زيلينسكي بالفعل أنه لن تكون هناك انتخابات العام المقبل بسبب الحرب، والصراع بين الاثنين ليس أسطورة، كما يزعم المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك، وله أساس حقيقي: فلا يرى زيلينسكي أن دوره كقائد أعلى للقوات المسلحة هو دور رمزي، بل إنه يتدخل بشكل مباشر في التسلسل القيادي للجيش، ومن ناحية أخرى، لم يُظهر الجنرال سالوشنيج بعد أي طموحات سياسية مباشرة؛ لكنه مرارا وتكرارا يسخر من الرئيس بصراحة تامة.
5. تصميم فلاديمير بوتين على رحيله
والمشكلة الأكبر التي يواجهها زيلينسكي وأوكرانيا ككل هي تصميم فلاديمير بوتين، فخلال ظهوره الأخير في مؤتمر صحفي استمر لمدة ساعة، أوضح الرئيس الروسي أنه لن تكون هناك مفاوضات سلام حتى يحقق أهدافه الحربية، ويقصدون بلغة واضحة: الإطاحة بالحكومة في كييف وتنصيب نظام عميل، وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن بوتين يعتقد أن عام 2024 سيجلب نقطة التحول الحاسمة بالنسبة له.
وقد نجح بوتين في تحويل بلاده بالكامل إلى اقتصاد الحرب، وينمو الاقتصاد بسبب زيادة إنتاج الأسلحة بشكل كبير، وليس هناك شك في أن الرجل البالغ من العمر 71 عامًا سيتم تأكيد بقائه في منصبه لمدة ست سنوات أخرى في الانتخابات المقررة في مارس المقبل، ثم لا يزال يأمل في عودة دونالد ترامب إلى منصبه بعد الانتخابات الأمريكية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی بدایة
إقرأ أيضاً:
مصر تعيش أجواء الهزيمة.. فما الحرب التي خاضتها؟
"أنا عايز أقول لكم: اللي انتو بتشوفوه دِ الوقتي (من غير تفسير كتير وتوضيح كتير) تقريبا زي الظروف اللي كنا بنعيشها بعد هزيمة 67 في مصر"!
هذا ما قاله الجنرال المنقلب ياسر جلال، قبل أيام (بعد عشر سنوات، من الإنجاز، والرخاء، والازدهار، حسب أبواقه ولجانه) أمام حشد جماهيري سيق "قسرا" إلى ملعب المدينة الأولمبية، الكائن في قلعة "ألَموت" الجديدة، أو العاصمة الإدارية الجديدة؛ للاحتفال بذكرى نصر أكتوبر 1973، برعاية كيان يحمل اسما "رجعيا ظلاميا غامضا" ألا وهو "اتحاد القبائل العربية"، يترأسه شخص آت من المجهول، غارق في الفساد، يُدعى إبراهيم العرجاني!
ومما تجدر الإشارة إليه، أن هذا الاحتفال تأخر عن موعده (الطبيعي) نحو ثلاثة أسابيع! وفي ظني (وليس كل الظن إثم) أن الاحتفال تم تأخيره عمدا؛ مراعاة لمشاعر "أولاد العم"، أو بعبارة أدق "أولاد الخال"! فذكرى "نصر أكتوبر" المصري يسبق (بيوم واحد) ذكرى "طوفان الأقصى" الفلسطيني التي باتت "ذكرى أليمة" لهزيمة استراتيجية حلت بالكيان الصهيوني، على أيدي المقاومة الفلسطينية، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لن يتعافى من آثارها..
كان هذا السؤال يتردد على منصات التواصل الاجتماعي كافة، بصيغ مختلفة: عن أجواء أي هزيمة يتحدث ياسر جلال ومصر لم تخض حربا، منذ بضع وخمسين عاما؟!
في اليوم التالي لكلمة ياسر جلال التي لم تستغرق سوى سبع دقائق، وهو المولع بالكلام، كان هذا السؤال يتردد على منصات التواصل الاجتماعي كافة، بصيغ مختلفة: عن أجواء أي هزيمة يتحدث ياسر جلال ومصر لم تخض حربا، منذ بضع وخمسين عاما؟!
السؤال يبدو وجيها ومنطقيا جدا، غير أنه مع التأمل وإمعان النظر، يجد المتأمل أن ياسر جلال كان "صادقا" على غير عادته، لكنه لم يكن "شفافا" كعادته، وقد بدا ذلك واضحا في قوله: "من غير تفسير كتير وتوضيح كتير".. فمن غير الممكن أن يفسر أكثر، ويوضح أكثر، لكن اللبيبَ بالإشارةِ يفهمُ!
فهل كان ينتظر المصريون من ياسر جلال أن يقول لهم بوضوح: أنا كنت في حرب معكم (يا مصريين) على مدى عشر سنوات، وأنا الذي انتصرت فيها، أما أنتم فتعيشون (اليوم) أجواء هذه الهزيمة؟! بالطبع كلا..
خمسة قواسم مشتركة بين الهزيمتين!
حتى تزول الدهشة عنك (عزيزي القارئ) إليك خمسة قواسم مشتركة تجمع بين هزيمة يونيو 1967 التي هُزم فيها الجيش المصري أمام العدو الصهيوني، وهزيمة يوليو 2013 التي هُزم فيها الشعب المصري أمام سلطة الانقلاب، بعد عدوان دام عشر سنوات، ولا يزال مستمرا..
القاسم الأول: الجيش والشعب لم يحاربا في هاتين الحربين.. الحربان كانتا "عدوانا" من طرف على طرف، ولم تكن مواجهة بين طرفين!
ففي يونيو 1967، شن الكيان الصهيوني عدوانا واسعا على مصر وسوريا.. أما الجيش المصري، فتفرق في صحراء سيناء بين أسير بيد العدو، وشهيد في مقبرة جماعية، وهائم على وجهه، ومنسحب بلغ منه الإعياء مبلغه.. وأما صواريخ "الظافر" و"القاهر" التي تصدَّرت أخبارها الصحف الرئيسة حينئذ، فلم نر لها أثرا؛ ذلك لأنها لم تكن موجودة أصلا، إلا في بروباجندا عبد الناصر التي كان يدير منصاتها الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل!
وفي يوليو 2013، شن السيسي عدوانا منظما (ولا يزال مستمرا) على عدة جبهات: جبهة الحريات العامة (حرية التعبير، حرية السفر والانتقال، حرية التملك)، جبهة مؤسسات المجتمع المدني (النقابات، الأحزاب، الجمعيات الأهلية، اتحادات الطلبة)، جبهة الاقتصاد الوطني (بيع الأصول، وإغراق مصر في الديون)، جبهة السيادة المصرية (التنازل عن تيران وصنافير للسعودية، توقيع معاهدة 2015 مع إثيوبيا التي حرمت مصر من حصتها في مياه النيل، بيع رأس الحكمة ورأس بناس لدولة الإمارات.. إلخ)، جبهة الحقوق الأساسية للمواطن المصري (لا أمن، لا تعليم، لا علاج، لا وظائف، لا دخل مادي يفي بأقل القليل من متطلبات الحياة)، وجبهات أخرى.
القاسم الثاني: معاداة المنفرد بالسلطة (في كلا النظامين) للدين والأزهر؛ فعبد الناصر سلب الأزهر استقلاله، ولم يعرف الشارع المصري تخلي المرأة عن اللباس المحتشم إلا في عهد عبد الناصر.. أما في عهد ياسر جلال فقد شهدت مصر انتشاراً واسعا لشتى أنواع الانحرافات، بتشجيع من الإعلام الذي تستحوذ عليه السلطة، كما شهدت تدخلا شخصيا منه (أكثر من مرة) في الأمور الدينية، وهو الذي لا يحسن قراءة آية واحدة من كتاب الله، وقد تصدى له شيخ الأزهر في قضايا كثيرة.
القاسم الثالث: نشأة المستحوذ على السلطة في كلا النظامين، ونظرته للكيان الصهيوني؛ فكلاهما (عبد الناصر وياسر جلال) نشأ في حارة اليهود، وكلاهما تثور حول أصولهما شبهات كثيرة، وكلاهما لا يرى العدو الصهيوني عدوا.. وكلاهما خطط للهزيمة (هزيمة الجيش والشعب)؛ ليتربعا على عرش مصر دون منازع!
فمن الأمور التي بات مقطوعا بها، أن عبد الناصر قام بكل ما من شأنه أن يشجع الكيان الصهيوني ويحرضه على شن عدوان يونيو 67، على مصر، رغم علمه ويقينه بأن الجيش المصري غير مستعد لرد العدوان، ناهيك عن إحراز نصر؛ نكاية في قائد الجيش عبد الحكيم عامر الذي قرر عبد الناصر تصفيته معنويا بالهزيمة؛ ليسهل عليه التخلص منه شخصيا بالنحر، ومن ثم الانفراد بالسلطة!
ومن الأمور التي بات مقطوعا بها أيضا، أن ياسر جلال لم يدع شخصا يشكل له تهديدا "محتملا" إلا وألقى به في غياهب السجن، دون سند من القانون!
القاسم الرابع: وجود الآلاف من الإخوان المسلمين، ومن المغضوب عليهم من قِبَل النظام، في السجون، بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية!
القاسم الخامس: تأميم النظامين (الناصري والسيساوي) للمنصات الإعلامية كافة؛ ليكون صوت السلطة هو الصوت الوحيد المسموع! وإذا كانت عملية التأميم قد أثمرت، في عهد عبد الناصر، فإنها لم تثمر إلا قليلا، في عهد ياسر جلال؛ لأسباب باتت معروفة بالضرورة..
عدا هذه القواسم الخمسة المشتركة بين الهزيمتين (1967 و2013) فإن كل شيء مختلف!
ففي الهزيمة الأولى (1967).. كان الجنيه المصري يساوى 3 دولارات (الدولار كان يساوي 33 قرشا، أي ثلث الجنيه).. كانت الطبقة المتوسطة هي الأكثر عددا، وكان لدى كثير من أسر هذه الطبقة "خادمة".. كان راتب الموظف يكفيه، بل ويدخر منه.. كان المصريون يحصلون بواسطة بطاقات التموين على السلع الأساسية مدعمة.. كان تلاميذ المدارس يحصلون على وجبة غداء صحية مجانا.. كانت تُصرف للفلاحين أحذية بلاستيكية وأقمشة مجانا، أو بأسعار زهيدة أحيانا، من خلال الجمعيات التعاونية.. كانت المياه العمومية التي تصل إلى البيوت صالحة للشرب.. وأخيرا وليس آخرا، كان المصريون ينادون بالحرب؛ لمحو عار هذه الهزيمة النكراء.. مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل هذه المظاهر، وهذه الإجراءات، لم تكن لحنكة عبد الناصر، أو لحسن إدارة وتخطيط منه، ولكن لأن مركز مصر المالي القوي (الذي ورثه من العهد الملكي البائد) كان يسمح بذلك، وبما هو أكثر من ذلك..
أما في الهزيمة الثانية (2013) التي أعلن ياسر جلال عن حلولها بالشعب المصري، قبل أيام، والتي يعيش أجواءها اليوم، فإن الجنيه المصري يساوي سِنتين اثنين (الدولار يساوي 50 جنيها).. الطبقة المتوسطة في طريقها للانقراض، والطبقة المعدمة هي الأكثر عددا، وكثير من نساء الطبقة (التي كانت متوسطة) يعملن "خادمات" في بيوت "الإيجيبتيين" أصحاب المداخيل المليونية؛ لتوفير الحد الأدنى من متطلبات أسرهن المعيشية.. راتب الموظف لم يعد يغطي نفقات أسرته لمدة أسبوع واحد.. تم حرمان ملايين الأسر من بطاقات التموين.. تم رفع الدعم عن كل السلع.. تم فرض ضريبة (إتاوة) على كل إجراء روتيني تقوم به المصالح الحكومية، لا غنى للمواطن عنه.. لم يعد هناك شيء مجاني، أو بأسعار زهيدة؛ فكل شيء يباع، حتى أرجل الدجاج وأحشاؤها.. لم تعد المياه العمومية صالحة للشرب، ولا حتى لغسل الأواني.. بات المصريون يعيشون أجواء الهزيمة، حقيقة لا مجازا، تلك الهزيمة التي يسوّقها إعلام السلطة على أنها إنجاز وطني عظيم قام به القائد المظفر ياسر جلال!
تحرير، أم تحريك، أم استسلام؟
كيف سيتعامل الشعب مع هزيمة يوليو 2013 التي ألحقتها به سلطة الانقلاب التي هي الجيش الذي يعتبر نفسه في حالة "سلام دافئ" مع "إسرائيل"، رغم كل ما ترتكبه من مجاز
بعد عدوان يونيو 67، كان المصريون (جيشا وشعبا) يتحرقون شوقا للثأر، ومحو العار الذي ألحقه عبد الناصر بمصر والمصريين، وكان على عبد الناصر أن يستجيب مرغما، لا راضيا ولا مقتنعا، فأعلن حرب الاستنزاف، ثم خلفه السادات الذي كان يريد تثبيت شرعيته التي لم يعترف بها حواريو عبد الناصر (مراكز القوى).. غير أن السادات كان يفكر تحت السقف الأمريكي.. "حرب تحريك، لا حرب تحرير"، وكان له ما أراد، وكان لأمريكا ما أرادت؛ عبَر الجيش المصري قناة السويس، وأحدث ثغرات في "جدار بارليف"، وأصبح له موطئ قدم على الجانب الشرقي للقناة، بعمق كيلومترات معدودة.. انسحبت "إسرائيل" من سيناء شكليا، وبقي نفوذها عليها عمليا، حتى اليوم.. أما السادات، فكان بوسعه أن يتكلم عن إحراز "نصر"، يعقبه "سلام"؛ ليكون "بطل الحرب والسلام"!
هكذا تعامل الشعب المصري، والجيش، والسلطة، مع هزيمة يونيو 1976، فكيف سيتعامل الشعب مع هزيمة يوليو 2013 التي ألحقتها به سلطة الانقلاب التي هي الجيش الذي يعتبر نفسه في حالة "سلام دافئ" مع "إسرائيل"، رغم كل ما ترتكبه من مجازر، وتمارسه من عربدة، في الإقليم؟!
تحرير، أم تحريك، أم استسلام؟
x.com/AAAzizMisr
aaaziz.com