في غياب حمد الله..المغربي البركاوي يلفت الأنظار أمام بنزيمة في مباراة الرائد والاتحاد(فيديو)
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
فاز نادي الرائد الذي يلعب له الثنائي المغربي البركاوي وفوزير، بنتيجة 3-1 على مضيفه الاتحاد في الدوري السعودي، يوم السبت، ليعمق جراح حامل اللقب الذي لعب أغلب فترات المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد مدالله العليان مبكرا.
وجاءت الدقائق الأولى من الشوط الأول عامرة بالأحداث إذ كاد الاتحاد أن يتقدم في النتيجة بعد أربع دقائق قبل أن يحتسب الحكم ركلة جزاء لصالح الرائد في الدقيقة العاشرة إثر مخالفة تعرض لها تفاريس من جانب العليان الذي حصل على بطاقة صفراء.
لكن بمراجعة حكم الفيديو المساعد تبين للحكم أن المخالفة وقعت خارج منطقة الجزاء وتستوجب طرد العليان مباشرة، ليكمل فريقه المباراة بعشرة لاعبين.
وهز الدولي المغربي كريم البركاوي الشباك مرتين بواقع هدف في كل شوط (22 و72) وسجل محمد الدوسري هدفا قرب نهاية الوقت الأصلي(90)، بينما حمل هدف الاتحاد توقيع رومارينيو (25).
وقام كريم بنزيمة بعد هدف الرائد الثاني في شباك الاتحاد بـ "غمزة" تجاه مدربه الأرجنتيني غاياردو، ليقوم الأخير بتبديل النجم الفرنسي.
وغادر بنزيمة مباراة الاتحاد والرائد في الدقيقة 75، ليحل محله صالح آل جمعان العمري.
وبعدما تعرض للخسارة الثانية على التوالي والخامسة هذا الموسم في الدوري، يتجمد رصيد الاتحاد، الذي خسر أمام الأهلي المصري بدور الثمانية بكأس العالم للأندية، عند 28 نقطة في المركز السادس، بينما يرتفع رصيد الرائد إلى 16 نقطة في المركز 15.
يذكر أن المباراة عرفت غياب الدولي المغربي عبد الرزاق حمد الله عن الاتحاد، بسبب الإيقاف لتراكم البطاقات الصفراء.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
كريم وزيري يكتب: الجاسوس الذي لم يكن موجودًا
في عالم مليء بالخداع والمكر، حيث تتلاعب عقول الاستخبارات بمصائر الدول والجيوش، تظل قصة الجاسوس الذي لم يكن موجودًا واحدة من أعجب الحكايات وأكثرها إثارة في تاريخ الجاسوسية،إنها قصة تدفعك للتساؤل كيف يمكن لجثة رجل ميت أن تُغير مسار حرب عالمية بأكملها؟
في الحروب ليست القوة العسكرية وحدها هي التي تُحدد مصير المعارك، بل أيضًا الحنكة والدهاء ولقد تمكن البريطانيون خلال الحرب العالمية الثانية من استغلال التحيزات الألمانية واللعب على أوتار شكوكهم، مما جعلهم يصدقون كذبة كبيرة بثقة عمياء.
في بداية عام 1943، كانت نيران الحرب العالمية الثانية تلتهم أوروبا، وكان الحلفاء يستعدون لشن غزو واسع على جنوب أوروبا لإضعاف قبضة القوات النازية وكان اختيارهم الاستراتيجي هو جزيرة صقلية الإيطالية، نظرًا لموقعها الجغرافي الهام ولكن هناك مشكلة:الألمان كانوا يتوقعون هذا الغزو ويستعدون له بقوة.
هنا برزت الفكرة العبقرية التي ستعرف لاحقًا باسم "عملية مينيصميت" بدلًا من مواجهة قوات نازية مجهزة بالكامل، قرر البريطانيون تحويل انتباه الألمان إلى مكان آخر، ولكن كيف يمكنهم إقناع الألمان أن الغزو سيحدث في اليونان أو سردينيا؟ الحل كان غريبًا بقدر ما هو جريء، جثة لرجل ميت تحمل وثائق مزيفة تُشير إلى خطط وهمية.
اختارت الاستخبارات البريطانية جثة لرجل بائس توفي في لندن نتيجة التسمم، ولم يكن لهذا الرجل تاريخ عسكري، لكنه أصبح فجأة "الميجر ويليام مارتن"، ضابطًا بريطانيا رفيع المستوى وبعد تجهيز الجثة بملابس عسكرية رسمية، وضعوا في جيوبها وثائق حساسة مزورة، بينها رسالة تكشف عن "الخطة الكبرى" للحلفاء لشن الغزو في اليونان وسردينيا، بينما تشير فقط بشكل عابر إلى صقلية كخدعة.
لكن الجثة وحدها لم تكن كافية، ولضمان أن تبدو القصة حقيقية تمامًا، أرفق البريطانيون تفاصيل دقيقة عن حياة الضابط المزعوم صورة خطيبته، تذاكر مسرحية قديمة، وحتى رسائل شخصية لإضفاء المزيد من الواقعية.
تم نقل الجثة في صندوق فولاذي مملوء بالثلج إلى غواصة بريطانية، ومن هناك أُلقيت قبالة سواحل إسبانيا وكان اختيار الموقع دقيقًا، إسبانيا كانت حيادية ظاهريًا، لكن جواسيس الألمان كانوا نشطين للغاية هناك، ولم يمر وقت طويل حتى وصلت الجثة والوثائق إلى السلطات الإسبانية، ومن ثم إلى أيدي الاستخبارات النازية.
الألمان ورغم حرصهم الشديد، ابتلعوا الطُعم بالكامل والوثائق بدت حقيقية تمامًا، بل إنهم تأكدوا من ذلك من خلال تحليل تفصيلي لمحتوياتها وكانت النتيجة مذهلة قرر الألمان نقل قواتهم من صقلية إلى اليونان وسردينيا استعدادًا للغزو الوهمي.
وفي 10 يوليو 1943، شن الحلفاء غزوهم على صقلية وبفضل عملية مينيصميت، كانت الدفاعات الألمانية في الجزيرة أضعف بكثير مما كان متوقعًا، مما مكن الحلفاء من تحقيق نصر سريع وفعال وهذا الانتصار فتح الباب أمام التقدم نحو قلب أوروبا وإضعاف القوات النازية بشكل كبير.
عملية مينيصميت كانت مقامرة خطيرة، لأن أي خطأ بسيط كان يمكن أن يكشف الخطة ويدمر كل شيء، لكن تفاصيل العملية كانت دقيقة للغاية لدرجة أنها لا تزال تُدرس في الأكاديميات العسكرية كواحدة من أنجح عمليات التضليل في التاريخ.
الغريب في الأمر أن الجثة نفسها أصبحت "بطلًا" غامضًا في عالم الجاسوسية، حتى يومنا هذا، يُثار الجدل حول هوية الرجل الذي لعب هذا الدور المحوري وكل ما نعرفه أنه كان فقيرًا بلا مأوى، لكنه أصبح رمزًا للخداع الاستراتيجي الذي أنقذ آلاف الأرواح.