مركز آتون يكرم فريدة الشوباشي بمناسبة مرور 50 عاما على عملها بالصحافة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
تحت عنوان «نصف قرن من الصحافة والإعلام»، كُرِّمت الكاتبة الصحيفة فريدة الشوباشي، عضو مجلس النواب، مساء أمس، في إطار احتفالية مركز آتون للدراسات بمناسبة مرور 50 عاماً على احترافها العمل الصحفي في مسيرة تأتي كنموذج معبر عما تحققه المرأة المصرية وما تصل إليه، وإيماناً من المركز بقيمة ومكانة «الشوباشي».
استهل الاحتفالية الكاتب الصحفي فتحي محمود، مدير مركز آتون للدراسات، بالتأكيد أن يوم 23 ديسمبر يُشكِّل ذكرى فارقة في تاريخ مصر فهو اليوم الذي تضافر فيه الجيش مع الشعب سنة 1956 عندما أنهى هذا التلاحم العدوان الثلاثي على مصر، وانسحبت جيوش بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وهو التاريخ الذي يصادف كذلك مرور 50 عاماً على العمل الصحفي المحترف للكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، مشيراً إلى أن اختبار 23 ديسمبر لإقامة هذه الفعالية نظرا كذلك لحبها لمثل هذه الأحداث الوطنية وافتخارها بها.
وقال إن دخولها الصحافة والإعلام له قصة غريبة سترويها هي، لكن هذه كانت لحظة مهمة تستوجب التكريم منذ سنوات طويلة، فالأستاذة فريدة ليست مجرد كاتبة أو صحفية أو إعلامية وإنما مناضلة، فطوال مسيرتها تعمل في خدمة قضايا الوطن منذ بداية عملها في مونت كارلو وحتى قبل ذلك.
وفي سياق التدليل، على قيمة ومكانة «الشوباشي» استعان «محمود» برسالة من الأستاذ الكبير نجيب محفوظ عندما تم فصلها من العمل بهذا الراديو الفرنسي فقال لها: «الأستاذة فريدة أسفت لما علمت بخبر فصلك من إذاعة مونت كارلو غاية الأسف، وأعتقد أن غياب صوتك عبر الأثير منها التي تعملين بها منذ سنة 1974 يمثل خسارة لكل المستمعين العرب وأنا واحدا منهم»، مشيراً إلى أن تلك الرسالة كانت في 16 مايو سنة 1997، معتبراً أن هذا الخطاب بمثابة وثيقة تلخص من هي فريدة الشوباشي، وما دفعته من أثمان لدورها الوطني ودورها الآن في خدمة الوطن كمقال يحتذى به للمرأة العربية.
سعادة بالتكريمواستهلت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي حديثها، معربة عن سعادتها بهذا التكريم، وأنها مقدرة ممن تحبهم، قائلة إنها في الوقت ذاته لم تأخذ أي قرار وتنظر إلى مردوده وإنما قراراتها تأتي من شعور تلقائي لديها ومن شعور صادق، مؤكدة أنها طوال حياتها لم يقل له أي شخص افعلي هذا أو لا تفعلي، وذلك منذ نعومة أظافرها، مشيرة إلى أنها هي وأسرتها كانت تعيش بالكاد في حلوان، وعندما أعلن تأميم قناة السويس من قبل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر كنا جميعاً نصفق، وأنها كذلك كانت تصفق رغم أنها لم تكن تعي ما هو التأميم.
وأضافت أنه عندما أتى العدوان الثلاثي خرجت للتظاهر ضده في شوارع مصر وكان وقتها عمرها 18 سنة، مشيرة إلى أنها بتلك الأمور أن سلوكها في الحياة أن تكون صادقة وهذا هو شعارها في الحياة، مؤكدة كذلك أن ما تقوم به جرأة فإنها لا تعتبرها جرأة وإنما صدق وقول للحقيقة، وأنها إنسانة مصرية بسيطة تؤمن بأن الكلمة نور وبعض الكلمات قبور، وأنها مؤمنة بأن تكون صادقة، وهذا الصدق جعلها تقول بعض الأمور التي يقال إنها جريئة للغاية لكنها لا تعتبرها كذلك وإنما هو نوع من الصدق.
وأعربت «الشوباشي» عن تأثرها وسعادتها بتكريمها في هذه الفعالية بمرور 50 سنة على عملها الاحترافي بالصحافة، قائلة إنها تتذكر أنه عندما تم فصلها، زملاؤها قالوا لها «هل أنتِ مجنونة؟»، لأن القرار بالنسبة لهم كان يعني أن الموساد والسي آي إيه والمخابرات الفرنسية سيكونون حملاً ثقيلاً عليها، لكنها قالت إنه لا يعنيها الأمر لأنه مهما بحثوا خلفها لن يجدوا لها «هفوة واحدة».
العودة إلى مصروقالت إنها بعد تلك الواقعة قضت 10 سنوات في مواجهة مونت كارلو كأطول قضية عمالية في تاريخ فرنسا، ولكن في النهاية سرقت ولم يحسب لها 8 سنوات من عملها، معربة عن فخرها أنه طوال عملها هناك لم ترتكب أي شيء ضد ضميرها، وتشير في ذلك إلى أنه عندما توفي زوجها علي الشوباشي بكى نبيل نجلها مما قرأه للكتاب عن والده الراحل وقال إن هذا هو أعز ما تركه له والده، فردت عليه قائلة إن أمك ستترك لك نفس الميراث، فيجيبها أنه يعلم، معتبرة أن هذا هو أكبر وسام أخذته في حياتها.
وكشفت فريدة الشوباشي عن الطريقة التي التحقت بها بالعمل الصحفي، قائلة إنها عندما سافرت إلى فرنسا مع زوجها علي الشوباشي الذي تقول إنه قد شكَّل كل شيء فيها ودفعها إلى إجادة تعلم اللغة العربية كانت ذاهبة للعمل مع أحد المحامين الدوليين هو الفلسطيني محمود أبوعافية الذي تم اغتياله لاحقا، لا سيما أنها تجيد اللغة الفرنسية إجادة تامة، ثم بعد ذلك عملت مترجمة في السفارة العراقية بباريس، وبعد ذلك قررت دخول العمل الصحفي من خلال التحاقها للعمل في إذاعة مونت كارلو.
وبعد فصلها من «مونت كارلو» اتهمت بأنها مُعادية للسامية بعد رفضها استضافة شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي الأسبق والمتورط وقتها في قتل الفلسطينيين، وبالتالي تؤكد أن إسرائيل كانت وراء فصلها، لتعود بعد ذلك إلى مصر، وتم طلبها للعمل والاستفادة بخبرتها من خلال برنامج في التليفزيون المصري اسمه مطلوب التعقيب، وكان له أصداء رائعة، وكان هناك ثناء كبير عليها من قبل متابعيها، وأشارت إلى أنها كانت تناقش المسؤول الذي تستضيفه في كل الأمور.
وانعقدت احتفالية تكريم «الشوباشي» بحضور لفيف من الكتاب الصحفيين والنواب والعاملين في مجال الإعلام، مثل الكاتب الكبير الدكتور خالد منتصر والكاتب الكبير نبيل عمر والكاتب شريف الشوباشي والكاتب الصحفي محمود الشناوي مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، وعضو مجلس النواب المهندس أحمد عثمان والنائبة أمل حجازي وعدد آخر من أسرة الشوباشي، الذين بادلوها عددا من الكلمات حول ذكرياتهم معها، معربين عن شكرهم لمركز أتون للدراسات لتجهيزه هذه الفعالية المهمة، التي اختتمت بإهداء درع من المركز لـ«الشوباشي» والتقاط الصور الجماعية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فريدة الشوباشي الشوباشي فریدة الشوباشی العمل الصحفی مونت کارلو إلى أنه إلى أن
إقرأ أيضاً:
انعقاد أعمال الدورة ال66 للمجلس التنفيذي لإيدسمو بمشاركة وفود 11 دولة عربية للنهوض بالتنمية الاقتصادية
تعقد المنظمة العربية للتنمية الصناعية، أعمال الدورة السادسة والستين لمجلسها التنفيذي، التي تنعقد بمدينة أكادير المملكة المغربية خلال الفترة 19-21 نوفمبر 2024، بمشاركة وفود 11 دولة عربية بالإضافة إلى ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، و تسلم المهندس حيدر حجه الرئيس التنفيذي لمؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية رئاسة أعمال الدورة الحالية من السيد قيصر الهاشمي مستشار الوزارة لشؤون التنمية بوزارة الصناعة والمعادن بجمهورية العراق.
وتوجه المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية المهندس عادل الصقر خلال كلمته في افتتاح أعمال هذه الدورة بالشكر للملك محمد السادس ملك المملكة المغربية ولحكومته الرشيدة على الدعم الدائم لأنشطتها وفعالياتها ولكافة الدول العربية على جهودها حتى تتمكن المنظمة من تنفيذ برامج عملها في أحسن الظروف.
وقال أن المنظمة واصلت خلال الفتـرة الماضية تنْفيذ ومتـابعة أنشطتهـا وفعاليـاتها ضمن خُطة برنامج عملها، وتطوير العديد من البـرامج والمبادرات والأنشطة الفنية الهادفة وترجمة مخرجاتها بشكل ملْمُوس لتحقيق طموحات الدول العربية، مؤكدا أن إيدسمو استمرت في تعزيز علاقات الشّراكة ونسـج أخرى في مجالات عملها مع الجهات ذات العلاقة، من خلال إبْرام اتفاقيات تعاوُن لتنْفِيذِ المشاريع ذات الاهتمام المشتـرك، والاستفادة من أفضل الـمُمَارسات وتبادُل الـخِبْـرات والتّجارب بهدف المساهمة في تلبيةِ النُّهوض بالتنمية الاقتصادية في المنطقة العربية.
وكشف أنه في ضوء جهود المنظمة المستمرة ودوْرها في دعم الدول العربية على تقلُّدِ المناصب القيادية في المنظمات الإقليمية والدولية، وبفضل التعاون والتنسيق الدائم مابين المنظمة والدول الأعضاء في توحيد المواقف، وتتويجاً لتِلْك المجهُودات فازت جمهورية مصر العربية مُمثلةً في المهندس خالد صوفي رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، برئاسة منظمة التقييس الدولية الأيزو للفترة 2026-2028، وكذلك فازت دولة الإمارات العربية المتحدة مُمثلةً في الدكتورة فرح الزرعوني وكيل الوزارة المساعد لقطاع المواصفات والتشريعات بوزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بعضوية مجلس إدارة كل من الآيزو واللجنة الدولية الكهروتقنية ( IEC). مؤكدا أنّ هذا النجاح يعكس التطور الكبيـر لدُولِنا العربية في مجال التقييس والجودة. ونغتنمها مناسبة لتقديم التهنئة لجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة على هذا الإنجاز الهام.
اشتملت فاعليات الجلسة رصد الضوء علي إنجازات المنظمة التي تحققت خلال الفترة الماضية كالمنصة العربية لمعادن المستقبل APFM وهي أول منصة معلوماتية وتفاعلية رسمية للمعادن في المنطقة العربية، وكذلك استراتيجية التكامل الصناعي العربي التي تسعى المنظمة من خلالها لرفع الإنتاجية وتدعيم الروابط الصناعية والشراكة التكاملية بين الدول العربية.
كما ألقى المهندس حيدر حجه كلمة شكر لجمهورية العراق على ترؤس الدورة السابقة، مشيدا بجهود الإدارة العامة للمنظمة لتنفيذ العديد من الفعاليات والأنشطة في مجالات عملها، والمجلس الموقر في دعم أنشطة المنظمة لتتمكن من تحقيق أهدافها المنشودة.
فيما نقل الوزير المفوض الدكتور رائد علي صالح الجبوري مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية تحيات السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، منوها بدور المنظمة وعلى رأسها المهندس عادل الصقر كإحدى مؤسسات العمل العربي المشترك في تعزيز التكامل الصناعي العربي والإنجازات التي تحققت ضمن برنامج عملها في مجالات الصناعة، التقييس والتعدين.