بالفيديو.. مسيرة حاشدة في المغرب للمطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
الرباط - الوكالات
نظم آلاف المتظاهرين اليوم الأحد إحدى أكبر المسيرات المؤيدة للفلسطينيين في الرباط منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، مطالبين بإنهاء علاقات المغرب مع إسرائيل.
واجتذبت الاحتجاجات المناهضة للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة مرارا آلاف المتظاهرين في المغرب منذ بدء الصراع قبل أكثر من شهرين وكان معظمها بقيادة جماعات عربية وإسلامية.
وتم تنظيم مسيرة اليوم الأحد بالاشتراك بين جماعات يسارية وجماعة العدل والإحسان الإسلامية المحظورة.
وبدا أن معظم المحتجين، البالغ عددهم نحو 10 آلاف من الإسلاميين، إذ سار الرجال بشكل منفصل عن النساء ولوحوا بالأعلام الفلسطينية وحملوا لافتات كتب عليها "مقاومة حتى النصر"، و"أوقفوا تطبيع الدولة المغربية مع الكيان الصهيوني" و"الحرية لفلسطين".
آلاف يتظاهرون في الرباط للمطالبة بقطع العلاقات المغربية الإسرائيلية
ووافق المغرب على تعزيز العلاقات مع إسرائيل في عام 2020 بموجب اتفاق توسطت فيه الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وتضمن أيضا اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها.
كما دعا المتظاهرون في مسيرة اليوم إلى مقاطعة العلامات التجارية التي يتهمونها بدعم إسرائيل.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير غزة منذ عام 2007، وذلك بعد أن اقتحم مسلحوها السياج الحدودي في السابع من أكتوبر تشرين الأول وشنوا هجوما على بلدات إسرائيلية مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة حسبما تقول إسرائيل.
وقالت السلطات الصحية في غزة إنه تم التأكد منذ ذلك الحين من مقتل أكثر من 20 ألف فلسطيني في الغارات والهجوم البري الإسرائيلي، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين ويُعتقد أنهم لقوا حتفهم تحت الأنقاض.
وعلى الرغم من سياستها المتمثلة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، تواصل السلطات المغربية دعم إقامة دولة فلسطينية وحثت على وقف إطلاق النار في غزة وحماية جميع المدنيين هناك.
ومع أن المغرب وإسرائيل لم يكملا بعد عملية إنشاء سفارة لكل منهما لدى الآخر كما اتفقا، فقد حدث تقارب بينهما ووقعا اتفاق تعاون دفاعي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: مع إسرائیل
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء زيارة تبون إلى ولاية بشار الملاصقة للحدود المغربية؟
قام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم الخميس، بزيارة إلى ولاية بشار القريبة من الحدود المغربية، وُصفت رسميًا بأنها "زيارة عمل وتفقد". إلا أن توقيت الزيارة وموقعها الجغرافي أعادا إشعال الجدل السياسي والإعلامي حول طبيعة العلاقة بين الجزائر والمغرب، والخلفيات الأمنية والسياسية الداخلية التي تحيط بهذه التحركات.
سياق أمني حساس
تأتي الزيارة بعد ثلاثة أيام فقط من ترؤس تبون لاجتماع عاجل للمجلس الأعلى للأمن، خُصص لبحث الملفات المرتبطة بالأمنين الداخلي والخارجي. كما تزامنت مع مصادقة البرلمان الجزائري على مشروع قانون "التعبئة العامة"، ما يعكس استعدادًا تشريعيًا لمواجهة أزمات محتملة، سواء حربية أو أمنية، وسط تصاعد التهديدات في منطقة الساحل والجنوب الليبي.
وتشير بعض التحليلات إلى أن الزيارة تحمل رسائل مزدوجة: الأولى موجهة إلى الداخل، لتعزيز صورة الرئيس كقائد ميداني يتابع الملفات الأمنية الحساسة، والثانية إلى الخارج، وتحديدًا إلى المغرب، في ظل تجدد التوترات حول الموقف من قضية الصحراء.
بُعد تاريخي وحدودي
منطقة بشار تُعد رمزًا حساسًا في العلاقات الجزائرية ـ المغربية، حيث تُشير بعض الوثائق التاريخية إلى أن الأراضي الواقعة فيها كانت خاضعة للسيادة المغربية قبل أن تضمها فرنسا إلى الجزائر إبّان الاستعمار. وعلى الرغم من توقيع اتفاقية ترسيم الحدود في عهد الملك الحسن الثاني، فإن الجدل غير الرسمي حول هذه المناطق لم يُغلق تمامًا.
تجاذبات داخلية وتوازنات القوى
يرى مراقبون أن الزيارة لا يمكن فصلها عن التنافس القائم بين الرئيس تبون ورئيس أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة، الذي سبق له أن تولى قيادة الناحية العسكرية الثالثة ببشار لمدة 15 عاما متتالية. وتشير بعض المصادر إلى أن شنقريحة هو من يقف وراء تصعيد الخطاب الرسمي تجاه المغرب، في محاولة لتثبيت فكرة "العدو الخارجي" لتوحيد الصف الداخلي، وتغطية ملفات أخرى، من بينها قضايا فساد وتهريب مخدرات اتهم بهاشنقريحة شخصيا من طرف الكاتب الخاص لنائب وزير الدفاع وقائد الجيش أحمد القائد صالح، قرميط بونويرة الذي يقبع حاليا في السجن، ويواجه حكم الإعدام بسبب تسريبه لعدد من الفيديوهات التي تثبت تورط شنقريحة في السماح لبانورات المخدرات بإدخالها من المغرب، خصوصا الحشيش.
كما وردت مزاعم عن أن الصراعات داخل المؤسسة العسكرية باتت تنعكس على بنية الدولة، بعد إسقاط قائد جهاز الدرك الوطني يحيى علي ولحاج والذي كان من أقرب المقربين لشنقريحة، حتى أن هذا الأخير كان يفكر في إعداده لخلافته، لكن تبين له أنه كان يعمل مع فرنسا وأيضا مع جناح تبون وجناح المخابرات سابقا بزعامة التوفيق، الذي لا يزال يتمتع بنفوذ كبير وفق ذات المصادر.
دور المخدرات في الصراع الخفي
وفق شهادات متداولة، من أبرزها ما نُسب للسكرتير العسكري السابق بونويرة، فإن التهريب بين الحدود المغربية والجزائرية لا يقتصر فقط على الحشيش، بل يتعداه إلى الحبوب المهلوسة التي يُقال إنها تُنتج في مخابر جزائرية عسكرية وتُبادَل مع المخدرات المغربية. هذه الاتهامات، في حال ثبوتها، تشكل فضيحة سياسية وأمنية، وتغذي النظرة إلى أن الصراع السياسي الداخلي يتم التغطية عليه عبر تأجيج العلاقات مع الجار الغربي.
تبون بين المطرقة والسندان
يُعتقد أن تبون، الذي ينحدر من منطقة مشرية ذات الخلفية الثقافية المغربية، ليس من المتحمسين لتأزيم العلاقات مع المغرب، بل يُقال إنه لا يؤمن فعليًا بقضية "الصحراء الغربية"، لكنه يجد نفسه مضطرًا لمجاراة تصعيد الجيش حفاظًا على توازنات الحكم. بعض المصادر تذهب إلى حد القول إن تبون في وضع هش، ويتم الآن تهميشه أكثر فأكثر بعد أن توترت العلاقة مع فرنسا لمصلحة سطوة الذي يحاول منذ سنوات بناء نفوذ خاص به داخل المؤسسة العسكرية، التي تضم أيضا مناوئين له، خصوصا أولئك المتواجدين في قصر الرئاسة..
زيارة تبون إلى بشار هي أكثر من مجرد تحرك رئاسي اعتيادي؛ إنها لحظة سياسية تعكس تشابك المصالح الداخلية والخارجية في الجزائر، وتُظهر كيف يمكن أن تُستخدم الحدود والتهديدات الإقليمية كأدوات لصياغة السياسات الداخلية. ما إذا كانت هذه الزيارة تمهّد لتصعيد جديد مع المغرب أو محاولة لاحتواء وضع داخلي متأزم، يبقى رهنًا بالتطورات القادمة على الساحة الجزائرية.