إسرائيل تتحدث عن ثمن باهظ تدفعه بالحرب.. ومشاهد جباليا تعكس الخطر المميت
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
على رقعة من الأرض الرملية بين مبان منهارة، وأخرى محترقة، وسيارات محطمة، يتنقل رجال الدفاع المدني من جثة إلى أخرى ويلفون بالأكفان مجموعة من قتلى حرب غزة المستمرة منذ 11 أسبوعا.
وبينما تقاتل إسرائيل من أجل انتزاع السيطرة الكاملة على شمال القطاع، يعكس المشهد في مخيم جباليا للاجئين الخطر المميت الذي يشكله القصف الجوي والغارات الجوية المتواصلة على الفلسطينيين.
وجرى تصوير تلك المشاهد في لقطات نشرها الدفاع المدني الفلسطيني تظهر أيضا عاملا يحفر بيده في محاولة لانتشال جثة محترقة على ما يبدو من تحت الأنقاض.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم الأحد بأن عدد القتلى الفلسطينيين في الصراع بلغ 20424، ويُعتقد أن آلاف الجثث الأخرى لا تزال تحت الأنقاض.
ونزح كل سكان غزة تقريبا، وعددهم 2.3 مليون نسمة يقطنون إحدى أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم.
وتقول إسرائيل إنها حققت سيطرة عملياتية شبه كاملة على شمال غزة وتستعد لتوسيع هجومها البري ليشمل مناطق أخرى، لكن سكان جباليا أفادوا بأن القصف الجوي مستمر وكذلك قصف الدبابات الإسرائيلية التي قالوا إنها توغلت داخل المدينة، السبت.
وقالت إسرائيل، الأحد، إن 154 من جنودها قُتلوا منذ بدء هجومها البري ردا على هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، الذي قتل فيه مسلحو حماس 1200 شخص واحتجزوا 240 رهينة، حسب قول إسرائيل.
وشوهد فلسطينيون من خان يونس في الجنوب يبحثون بين الأنقاض عن متاعهم بعد غارة جوية مؤخرا.
وبينما يقف وسط الأنقاض قال سامي بريس، أحد سكان خان يونس، إن منزله دُمر وإن الغارة الجوية وقعت في منطقة كان من المفترض أن تكون آمنة.
وأضاف "هذا هو الأمن والأمان الذي تزعمه إسرائيل".
وحسب تحليل لشبكة "سي إن إن"، قصفت إسرائيل 3 مواقع على الأقل في غزة كانت قد أمرت المدنيين بالتوجه إليها منذ انهيار الهدنة الهشة مع حركة حماس في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي أول ديسمبر أصدر الجيش الإسرائيلي خريطة لغزة – مقسمة إلى 623 كتلة مرقمة – تشير إلى المناطق التي سيضربها الجيش قريبا، والمناطق التي يجب على المدنيين الفرار إليها.
ووصف الجيش الإسرائيلي الخريطة بأنها "وسيلة آمنة للحفاظ على أمنكم وحياتكم (..)".
وُطلب من سكان غزة "الانتباه والتحقق من هذه الخريطة"، مع اتباع "تعليمات الجيش الإسرائيلي من خلال وسائل الإعلام المختلفة".
ورغم ذلك، أظهر تحليل"سي إن إن" أن تعليمات الجيش الإسرائيلي كانت، في بعض الأحيان، غير دقيقة ومربكة.
وتسلط التحديثات المنتظمة للجيش الإسرائيلي الضوء على الكتل المرقمة باللون البرتقالي، وتحث المواطنين على إخلاء هذه المواقع، والانتقال إلى مناطق أخرى محددة على الخريطة. لكن بعض الرسائل كانت متناقضة، كما أثيرت مخاوف بشأن قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى المعلومات بسبب انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات.
وباستخدام مقاطع الفيديو والصور التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت، وصور الأقمار الصناعية والتقارير الإخبارية المحلية، تحققت "سي إن إن" من 3 غارات إسرائيلية على المناطق التي طُلب من المواطنين الفرار إليها.
وردا على تقرير "سي إن إن" قال الجيش الإسرائيلي: "منذ بداية القتال، نناشد السكان المدنيين الإجلاء مؤقتا عن مناطق القتال العنيف، إلى مناطق أكثر أمانا، من أجل تقليل المخاطر في تلك المناطق".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف المناطق المحددة في تقرير "سي إن إن" بعد معلومات استخباراتية تؤكد أنها مثلت أماكن تواجد لقادة لواء رفح، التابع لحركة حماس.
وتابع البيان: "يواصل الجيش الإسرائيلي العمل ضد البنية التحتية لحماس والإرهابيين أينما كانوا في قطاع غزة".
وقال مسؤولون أميركيون إنهم يريدون، ويتوقعون، أن تقوم إسرائيل قريبا بتحويل عملياتها العسكرية في غزة إلى مرحلة أقل كثافة، حيث ستكون هناك عمليات أكثر استهدافا تركز على قيادة حماس وبنيتها التحتية.
والأحد، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة أقنعت إسرائيل بعدم توسيع عملياتها العسكرية.
وقال نتانياهو خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء: "أرى منشورات مغلوطة تزعم أن الولايات المتحدة منعتنا وتمنعنا من القيام بعمليات في المنطقة".
وأضاف "هذا ليس صحيحا. إسرائيل دولة ذات سيادة. قراراتنا في الحرب تُبنى على اعتباراتنا العملية ولن أتوسع في ذلك"، دون أن يذكر تفاصيل بشأن تلك التقارير.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت، السبت، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أقنع نتانياهو بعدم مهاجمة حزب الله في لبنان بسبب مخاوف من أن يشن هجوما على إسرائيل على غرار ذلك الذي شنته حركة حماس من غزة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وشدد نتانياهو على أن تصرفات إسرائيل "لا تمليها ضغوط خارجية".
وقال "القرار الخاص بكيفية استخدام قواتنا هو قرار مستقل لجيش الدفاع الإسرائيلي وليس لأحد غيرنا"، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تكلفة الحرب الدائرة في قطاع غزة "باهظة"، بعد مقتل 15 جنديا منذ الجمعة.
وتابع: "ندفع ثمنا باهظا للغاية في الحرب لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال".
واشتبكت قوات إسرائيلية مع مسلحين من حركة حماس، السبت، في شمال قطاع غزة في محاولة لتحقيق هدفها صعب المنال المتمثل في السيطرة الكاملة عليه، وفقا لرويترز.
وتصاعد دخان كثيف فوق مدينة جباليا بشمال القطاع، التي تضم أيضا أكبر مخيم للاجئين في غزة. وأفاد سكان باستمرار الغارات الجوية والقصف من دبابات إسرائيلية قالوا إنها توغلت داخل المدينة.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها دمرت 5 دبابات إسرائيلية في المنطقة مما أدى إلى سقوط أفراد طواقمها بين قتلى ومصابين بعد إعادة استخدام صاروخين غير منفجرين أطلقتهما إسرائيل في وقت سابق.
وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن قوات الجيش حققت سيطرة عملياتية شبه كاملة على شمال غزة وتستعد لتوسيع الهجوم البري ليشمل مناطق أخرى في القطاع، مع التركيز على الجنوب.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی سی إن إن فی غزة
إقرأ أيضاً:
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو وصورا لـ "عملياته" في مستشفى كمال عدوان
نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، تسجيل فيديو وصورا تعرض ما وصفه بـ "العملية المشتركة للجيش والشاباك في مقر قيادة حماس داخل مستشفى كمال عدوان".
وكتب أدرعي على قناته في تطبيق تلغرام: "استكملت قوات لواء 401 ووحدة الكوماندو البحري وقوات الشاباك اليوم حملة دقيقة ومركزة ضد أهداف إرهابية في منطقة مستشفى كمال عدوان، بعد ورود معلومات استخبارية تفيد بإعادة تحويل منطقة المستشفى إلى معقل ارهابي لحماس ومأوى للإرهابيين وذلك رغم الدعوات المتكررة لتجنب استخدام المرافق الصحية لأغراض عسكرية".
وقال: "في بداية الحملة طوقت قوات اللواء 401 المستشفى واعتقلت مخربين اختبأوا في المنطقة وقضت على آخرين"، مشيرا إلى أن "️قوات الكوماندو البحري عملت بشكل دقيق داخل المستشفى وعثرت وصادرت وسائل قتالية ومن بينها قنابل يدوية ومسدسات وذخيرة وعتاد عسكري".
وزعم المتحدث أنه خلال الحملة "اعتقلت القوات أكثر من 240 من مخربي حماس والجهاد الإسلامي وعناصر أخرى يشتبه في ضلوعهم بأنشطة إرهابية، حيث حاول عدد منهم التخفي بملابس المرضى والطواقم الطبية وعدد منهم حاول أيضا الهروب عبر سيارات الإسعاف".
وأوضح أنه من بين المعتقلين الذين تم تحويلهم إلى التحقيق، مدير المستشفى الذي "يشتبه في كونه ناشطا في حماس إلى جانب مخربين في مجال الصواريخ المضادة للدروع والهندسة في حماس ونحو 15 مخربا شاركوا في مجزرة السابع من أكتوبر".
كما ادعى أدرعي أنه خلال التحقيقات الميدانية، "اعترف عدد كبير من المخربين انهم خرجوا من المستشفى للمشاركة في أعمال إرهابية في المنطقة".
ونفت حركة حماس الفلسطينية يوم الجمعة بشكل قاطع، أي وجود عسكري لها أو لفصائل أخرى في مستشفى كمال عدوان شمالي غزة. وقالت في بيان: "إن أكاذيب العدو حول المستشفى هي لتبرير الجريمة النكراء التي أقدم عليها جيش الاحتلال اليوم بإخلاء وحرق كافة أقسام المستشفى، تطبيقا لمخطط الإبادة والتهجير القسري".
وذكرت الحركة أن "الكذب والتضليل الصهيوني ليس بجديد، فقد سبقه ترويج نفس الادعاءات ضد المستشفيات التي دمرها الاحتلال في قطاع غزة"، ومنها مستشفى الشفاء بمدينة غزة، والتي أثبتت التقارير والتحقيقات الدولية زيف الادعاءات الاسرائيلية.
وطالبت الحركة الأمم المتحدة بإدانة تدمير الجيش الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان، وتشكيل لجنة تحقيق أممية للنظر في حجم الجريمة التي يرتكبها في شمال قطاع غزة الذي يشهد مخطط إبادة وتهجير مكتمل الأركان، والعمل أيضا على توفير الخدمات الطبية بعد تدمير كافة المرافق الصحية في الشمال.
وفي وقت سابق اليوم، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف كبيرة لما تبقى من مبان شمالي قطاع غزة، فيما اقتحمت قواته مستشفى كمال عدوان، حيث أحرقت أجزاء منه، وبدأت بالتحقيق مع مرضى ومصابين، وأعضاء من الكادر الطبي.