أضحى جليًّا للعالَم أجمع إصرار كيان الاحتلال الصهيونيِّ على مواصلة جرائمه بحقِّ أبناء الشَّعب الفلسطينيِّ الأعزل على كامل أراضيه، وأظهر السلوك الإجراميُّ الَّذي ينتهجه الكيان المارق والإصرار على حرب الإبادة الجماعيَّة الَّتي يشنُّها ضدَّ قِطاع غزَّة، عدم الالتفات للقرارات الأُمميَّة، خصوصًا القرار الأخير الَّذي صدر من مجلس الأمن بشأن توسيع إدخال المساعدات الإنسانيَّة إلى القِطاع المنكوب.

فاستمرار العدوان بالطريقة الصهيونيَّة سيُفشل تطبيق القرار، حيث أصبح تصعيد العدوان بهذا الشَّكل الهمجيِّ رسالة صهيونيَّة رسميَّة واضحة، تؤكِّد تحدِّي الكيان الصهيونيِّ للمُجتمع الدوليِّ بخلقِ المزيد من الظروف والمناخات بالميدان، والتصعيد في جميع مناطق قِطاع غزَّة من شماله إلى وسطه إلى جنوبه، بالرغم من التحذيرات الدوليَّة والأُمميَّة والمنظَّمات الدوليَّة المختصَّة من حجم الكارثة الإنسانيَّة الَّتي تتعمَّق يومًا بعد يوم.
إنَّ هذا التحدِّيَ الصهيونيَّ للعالَم يحوِّل قِطاع غزَّة إلى مقبرة جماعيَّة، فكيف يحترم كيان الاحتلال القرارات الأُمميَّة والدوليَّة، وهو قَدِ استهدف (136) من موظَّفي الأُمم المُتَّحدة في غزَّة خلال الأيَّام الـ75 الماضية؟ وهو حدَثٌ ـ بحسب الأمين العامِّ للأُمم المُتَّحدة أنطونيو جوتيريش ـ لَمْ تشهدْهُ المنظَّمة الدوليَّة في تاريخها، حيث أجبر العدوان الغاشم موظَّفي الأُمم المُتَّحدة على ترك منازلهم، فما بالك بمَدَنيِّي غزَّة الَّتي تُشير الإحصائيَّات إلى أنَّ (4) أربعة من كُلِّ (5) خمسة أشخاص الأكثر جوعًا في العالَم موجودون بقِطاع غزَّة، ما يؤكِّد أنَّ مفهوم الإبادة الجماعيَّة والتطهير العِرقي لَمْ يَعُدْ يستوعب فظاعة الجرائم الَّتي ترتكبها قوَّات الاحتلال الصهيونيِّ ضدَّ أبناء فلسطين في قِطاع غزَّة.
ولعلَّ حجم الجرائم الَّتي تكشفُها التحقيقات الَّتي تُجريها شبكات إعلاميَّة بما فيها الأميركيَّة، وتقارير موَثَّقة لمنظَّمات ومراصد أوروبيَّة موثوقة، ولمنظَّمات أُمميَّة حقوقيَّة وإنسانيَّة مختصَّة، إضافةً لشهادات حيَّة لمسؤولين في الطواقم الصحيَّة الفلسطينيَّة بمَنْ فيهم طواقم الإسعاف، وكذلك الدِّفاع المَدَنيُّ وغيرها، تؤكِّد أنَّ الكيان الصهيونيَّ أصدَر حكمًا بالموت من طرف واحد ضدَّ أكثر من مليونَيْ فلسطينيٍّ يعيشون في قِطاع غزَّة، إمَّا بالقتل المباشر والجماعيِّ، وإمَّا بسياسة التجويع والتعطيش، أو الحرمان من الدواء والعلاج، وعدم توافر الوقود في هذا البرد القارس، الأمْرُ الَّذي يعمِّق من الكارثة الإنسانيَّة والمأساة الحقيقيَّة الَّتي يواجهها الأطفال في قِطاع غزَّة بشكلٍ خاصٍّ، وباقي الأراضي الفلسطينيَّة الَّتي تشهد جرائم بشعة من جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين الإرهابيِّين.
ومن هذا المنطلق، فإنَّ الحديث عن إرادة دوليَّة حقيقيَّة باتَ ضربًا من ضروب الخيال في ظلِّ هذا الاستخفاف الواضح من قِبل كيان الاحتلال الصهيونيِّ الَّذي يصرُّ على مواصلة تخريب أيَّة جهود دوليَّة مبذولة لوقف العدوان، والبدء بجدِّيَّة في جهود إحلال السَّلام عَبْرَ ربط ذلك برؤية سياسيَّة واضحة تدعو لحلِّ الصراع من جذوره بما يُمكِّن الشَّعب الفلسطينيَّ من ممارسة حقِّه في تقرير مصيره على أرض وطنه، ما سيَعُودُ بفوائد كبرى على الأمن والاستقرار العالَميِّ، فإقرار سلام عادل وشامل في الشَّرق الأوسط هو السَّبيل الوحيد لتحقيق ذلك.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

حماس تطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار ووقف العدوان على غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

طالبت حركة حماس، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بالضغط على إسرائيل من أجل رفع الحصار ووقف العدوان على غزة. 

ودعت حماس - حسبما أفادت قناة (القاهرة الإخبارية) في نبأ عاجل - إلى استجابة فورية لتحذيرات المنظمات  الإنسانية ومقرري الأمم المتحدة من مجاعة كارثية تلوح في الأفق بقطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • اليمن وغزة في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني
  • خسائرُ مالية وعزوفٌ عن القتال في غزة.. الأزمةُ تتفاقمُ في احتياط “جيش الاحتلال”
  • ميانمار في مواجهة الكارثة.. زلزال مدمر يخلف آلاف القتلى ويعقد الأزمة الإنسانية
  • بيان هام للقوات المسلحة.. وهذا ما تم استهدافه في عمق كيان العدو الصهيوني
  • كيان العدو الصهيوني يدمر 3250 منزلا في جنين
  • 921 شهيدا منذ تجدد العدوان الصهيوني على غزة
  • غزة بلا حماس.. حين تحل الكارثة
  • الأوضاع الإنسانية في غزة تتفاقم وسط محاولات دبلوماسية لإحياء وقف إطلاق النار
  • حماس تطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار ووقف العدوان على غزة
  • شهداء وإصابات في العدوان الصهيوني المتواصل على غزة لليوم الـ11