دهم جنود الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، ودنس جثث القتلى بالجرافات، وسمح لكلب يُستخدم في العمليات العسكرية بالتهجم على رجل "معاق" على كرسي متحرك، وأطلقوا النار على العديد من الأطباء حتى بعد فحصهم، بحثاً عن صلاتهم بالمقاومة.

هذه كانت جزء من شهادات أدلى بها أطباء وموظفون ومرضى فليسطينيون، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، وترجمه "الخليج الجديد"، حول العملية العسكرية الإسرائيلية التي استغرقت 8 أيام.

وكشف الأطباء في شهاداتهم كيفية تنفيذ جيش الاحتلال عملية اقتحام المستشفى كمال عدوان، واستجواب الأطباء بشأن صِلاتهم بحركة "حماس"، وكان الموظفون يكافحون من أجل علاج المرضى المحاصرين في الداخل.

ويزعم جيش الاحتلال، أن "حماس" تُخفي أسلحتها داخل وحول المؤسسات المدنية في غزة، مثل المستشفيات، وأن استهدافها ضروري، لأنه يعمل على القضاء على حماس في قطاع غزة، وفق المزاعم الإسرائيلية، لكن عملياتها كانت مثيرة للجدل، حيث تقول المنظمات الإنسانية إن المرافق الطبية في غزة أصبحت غير قادرة على تقديم الخدمات الأساسية.

ومن بين أخطر الادعاءات المتعلقة بعمليات الجيش الإسرائيلي في كمال عدوان، أنه بينما كانت القوات تغادر المستشفى استخدمت الجرافات لاستخراج الجثث التي تم دفنها مؤخراً في مقابر مؤقتة في فناء المستشفى.

وقال رئيس خدمات الأطفال بالمستشفى حسام أبوصفية: "حفر الجنود القبور، وسحبوا الجثث بالجرافات، ثم سحقوا الجثث بالجرافات"، "لم يسبق لي أن رأيت مثل هذا الشيء من قبل".

اقرأ أيضاً

آخر المؤسسات الاستشفائية شمال غزة.. جيش الاحتلال الإ سرائيلي يقتحم مستشفى المعمداني

في حين تُظهر مقاطع وصور بقايا بشرية متحللة متناثرة في أنحاء المستشفى، وقد أيّد هذه الشهادة رئيس قسم التمريض في المستشفى عيد صباح، وممرضة أخرى، وهي أسماء طنطيش.

وتُظهر صور القمر الصناعي التي تم التقاطها في 15 ديسمبر/كانون الأول مباشرة، قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي من منطقة المستشفى، أراضي مدمَّرة خارج مجمع المستشفى.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 15 ديسمبر/كانون الأول، أرض المستشفى المدمرة.

وقالت طنطيش: "لقد تم حرث الجثث في الفناء أمام أعيننا، طوال الوقت كنا نصرخ، ونصرخ عليهم، لكن صرخاتنا وجدت آذاناً صماء".

ولم يتناول جيش الاحتلال الإسرائيلي هذه المزاعم بشكل مباشر عندما اتصلت به شبكة "سي إن إن" للتعليق، لكنه أقر بأنه أجرى عملية عسكرية في المستشفى.

وقال في بيان للجيش الإسرائيلي، إن "القوات ألقت القبض على 80 إرهابياً، بعضهم شاركوا في مذبحة 7 أكتوبر/تشرين الأول الفظيعة"، على حد وصفه.

وفي وقت سابق، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مقطعا لاستجواب مدير المستشفى، ونشر بياناً مصاحباً قال فيه إنه اعترف بأنه يُستخدم لأغراض عسكرية، ولم يتضح ما إذا كان البيان قد تم انتزاعه تحت الإكراه.

اقرأ أيضاً

دمار هائل وكارثة إنسانية تخلفها إسرائيل في مستشفى كمال عدوان.. ماذا فعل؟

ورد كل من أبوصفية وصباح، بأن المستشفى يقدم الخدمات الطبية فقط، وأن المعتقلين هم من المدنيين والعاملين في المجال الطبي.

وحسب أبوصفية، فإن الجنود خاطبوا المستشفى بمكبرات الصوت، وأمروا أي رجل يحتمي بالداخل بالخروج. وقال إن ما حدث بعد ذلك كان "أبعد من الكوابيس" لأولئك الذين بقوا في المستشفى.

وأضاف: "سُمح له ولأربعة أطباء آخرين بالبقاء ورعاية 62 شخصاً في المستشفى، بما في ذلك العديد من الأطفال الرضع، وسارعت إلى التحدث خوفاً من أن تنخفض إشارة الهاتف الخلوي كما يحدث غالباً في غزة هذه الأيام".

وقال إنه محاصر بالقوات الإسرائيلية، ومع تعرض أجزاء من المجمع لأضرار بالغة بسبب القصف لم تكن هناك أي رعاية يمكنه تقديمها. كان المستشفى خالياً من الطعام والماء والكهرباء والحليب للأطفال، ولم يتبقَّ منه أي دواء تقريباً.

وتتذكر الممرضة طنطيش أنها توسلت للحصول على الماء دون جدوى، وكانت القوات الإسرائيلية "على بعد نصف متر منا، وتحيط بنا في الفناء".

وقالت: "لم يكن لدينا ماء، وكانت حناجرنا جافة وكنا عطشى ونتوسل إليهم فقط للحصول على كوب من الماء من الصباح حتى المساء".

اقرأ أيضاً

بعد حصاره وقصفه لأيام.. الاحتلال يقتحم مستشفى كمال عدوان بغزة

وأضافت أن بعض الأطفال ماتوا أثناء العملية الإسرائيلية في المستشفى، لافتة إلى أن الممرضات حاولن تخفيف الحليب بمحلول ملحي في محاولة لإطعام المزيد من المرضى الصغار في المستشفى.

أما بخصوص الأسلحة التي زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قام بالحصول عليها، وحسب أبوصفية وصباح، كانت الأسلحة التي تم تصويرها مملوكة لحراس أمن المستشفى: "رأيت بأم عيني أن الجيش طلب من الشباب المدنيين النازحين والفريق الطبي حمل أسلحة الحراسة التي تُركت في غرفة الحراسة بالمستشفى، وقاموا بتصويرهم أمامي".

كما وصف أبوصفية حوادث متعددة، زعم أن القوات الإسرائيلية تعمدت فيها تعذيب أشخاص كانوا يعلمون أنهم غير مشتبه بهم، وقال إن الجنود أطلقوا سراح زميله الطبيب أيمن رجب بعد استجوابه، ثم أطلقوا عليه النار في صدره، بينما كان يحاول العودة إلى المستشفى، ونجا من إطلاق النار وعاد إلى عائلته النازحة.

وأضاف أن طبيباً آخر أصيب برصاصة في ساقه، كما أصيب ابن أبوصفية برصاصة في بطنه.

ويقول أبوصفية، وهو محاصر داخل كمال عدوان، إنه شاهد زملاءه المصابين وابنه يزحفون طول الطريق حتى وصلت إليهم سيارة إسعاف ونقلتهم إلى مستشفى آخر.

وفي حالة أخرى، قال أبوصفية إنه هو نفسه أصبح هدفاً بعد أن اتصل به الجنود في ساعات الصباح الباكر من يوم الجمعة، للاطمئنان على تحركاتهم خارج المستشفى.

اقرأ أيضاً

عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على محيط مستشفى كمال عدوان شمالي غزة

وبعد أوامرهم، وجد رجلاً مسناً جريحاً ملقى على الأرض أمام المبنى، ولكن عندما حاول أبوصفية الاقتراب من الرجل، بدأ الجنود المراقبون بإطلاق النار، وقال: "لقد أطلقوا النار عليَّ وضحكوا وسخروا".

وقال: "لقد نجوت من إطلاق النار، لكنهم اتصلوا بي مرة أخرى وطلبوا مني اصطحابه إلى الداخل مرة أخرى".

وأخيراً أحضر الرجل إلى الداخل، ولكن بعد فوات الأوان، فالرجل لم يتمكن من العلاج في المستشفى بسبب نقص الإمكانات الطبية، وتوفي لاحقاً متأثراً بجراحه.

وفي حادثة أخرى، تم إرسال كلاب عسكرية إسرائيلية ترتدي كاميرات إلى المستشفى للاستطلاع، حسب أبوصفية، وقال إن أحد الكلاب "هجم" على رجل مسن على كرسي متحرك، قبل أن يتم إيقافه.

ولفت إلى أن "الرجل صرخ من الألم، وبكى الأطفال والنساء من هول المشهد، ولم أستطع مساعدة أي شخص".

وتابع: "هذا المشهد كان أبعد من الكوابيس.. جاء أحد جنودهم ليأخذ الكلب وكان يضحك على الرجل العجوز وما فعله الكلب به".

((5))

من جانبها، طالبت وزارة الصحة في غزة، منظمات حقوق الإنسان بفتح تحقيق فيما أسمته بـ"مجزرة مستشفى كمال عدوان".

وكانت منظمة الصحة العالمية قد وصفت ما لحق بمستشفى كمال عدوان من "تدمير فعلي" من جراء عملية للجيش الإسرائيلي بـ"المفزع".

وجاء في منشور للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، على منصة إكس (تويتر سابقا): "تم اعتقال العديد من أفراد الطواقم الطبية، وتسعى منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بشكل عاجل للحصول على معلومات حول وضعهم".

وتابع: "من بين المرضى الذين قضوا، كثيرون ماتوا لغياب الرعاية الصحية المناسبة، وبينهم طفل يبلغ تسع سنوات"، معربا عن "قلق شديد إزاء سلامة النازحين داخليا الذين لجؤوا إلى المستشفى".

ردا على هذا المنشور، وجهت البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة في جنيف انتقادات للمدير العام للمنظمة لعدم إشارته إلى "تواجد راسخ لحماس داخل المستشفى".

واستمرت عملية الجيش الإسرائيلي في مستشفى كمال عدوان 8 أيام، ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه كان يستخدم كمركز للقيادة والسيطرة من قبل "حماس"، وهو ما لم تثبته إسرائيل حتى الآن.

((5))

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مستشفى كمال عدوان غزة جرائم جثث الاحتلال الإسرائیلی مستشفى کمال عدوان الجیش الإسرائیلی جیش الاحتلال فی المستشفى اقرأ أیضا وقال إن فی غزة

إقرأ أيضاً:

عدوان صهيوني متواصل على طولكرم.. تعزيزات عسكرية واقتحامات وهدم منازل

يمانيون../
دفعت قوات الاحتلال الصهيوني، مساء اليوم الأربعاء، بتعزيزات عسكرية ضخمة نحو مدينة طولكرم ومخيماتها شمالي الضفة الغربية المحتلة، حيث استقدمت مدرعات من نوع “إيتان” من حواجزها العسكرية المقامة على مداخل المدينة، وسط انتشار واسع لجنود الاحتلال وفرق المشاة في الأحياء السكنية.

وأفاد شهود عيان لوكالة “صفا” الفلسطينية بأن مدرعتين اقتحمتا بلدة عنبتا قبيل موعد الإفطار، قادمتين من حاجز عناب العسكري، وجابتا شوارع البلدة الرئيسية، مما تسبب في عرقلة حركة المركبات وإثارة الذعر بين المواطنين. كما دخلت مدرعتان أخريان من حاجز جبارة العسكري باتجاه مفرق الشوبكي عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم، قبل أن تتوجها نحو قرية شوفة.

بالتزامن مع ذلك، كثّف الاحتلال عمليات الاقتحام في مدينة طولكرم ومخيميها، طولكرم ونور شمس، في إطار عدوان متواصل لليوم الثامن والثلاثين على التوالي، حيث أسفرت تلك الاعتداءات عن دمار واسع في البنية التحتية، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك المنازل والمنشآت والمحال التجارية.

وانتشرت دوريات الاحتلال في عدة أحياء داخل مخيم طولكرم، وتمركزت في “حارة المطار”، حيث اقتحم الجنود عدداً من المنازل وأجبروا ثلاث عائلات على إخلاء بيوتهم، بزعم قربها من الثكنة العسكرية التي أقامها الاحتلال في المنطقة، وأمهلوهم حتى الساعة العاشرة ليلاً للمغادرة. كما قامت جرافات الاحتلال بهدم منازل في “حارة الحمام” داخل المخيم، وتسويتها بالأرض.

وفي مخيم نور شمس، واصلت قوات الاحتلال تنفيذ مخططها التهجيري، حيث أخطرت 17 عائلة بهدم منازلهم في “حارة المنشية”، بحجة شق طريق جديد، وذلك استكمالًا لعملية هدم 11 منزلًا أخرى في المخيم قبل أيام، والتي شملت منازل ممتدة من ساحة المخيم وحتى “حارة المنشية”.

تصاعدت وتيرة الاعتداءات الصهيونية في طولكرم في إطار سياسة ممنهجة لفرض واقع جديد، عبر التهجير القسري وهدم المنازل وإغلاق الطرق، مما يفاقم معاناة سكان المدينة ومخيماتها، وسط صمت دولي عن الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • انتشال 76 شهيداً مجهولي الهوية بمحيط مستشفى كمال عدوان
  • انتشال 76 شهيداً مجهولي الهوية من محيط مستشفى كمال عدوان شمال غزة
  • مستشفى حمد القطري في غزة يستأنف العمل جزئيا
  • إيقاف فرد أمن تعدى على سيدة بالضرب في مستشفى بدمياط
  • وزير الدفاع الإسرائيلي للمستوطنين: حولوا الضفة إلى غزة أخرى
  • عدوان صهيوني متواصل.. إصابات واقتحامات وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية
  • عدوان صهيوني متواصل على طولكرم.. تعزيزات عسكرية واقتحامات وهدم منازل
  • "الوطني الفلسطيني" يحمّل المجتمع الدولي مسؤولية تقاعسه أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • لأول مرة.. الاحتلال الإسرائيلي يهدم منازل في القدس خلال شهر رمضان
  • غزة: انتشال 48 شهيدا من مقبرة عشوائية بمحيط مستشفى كمال عدوان