واشنطن تتهم طهران بإطلاق طائرة مسيرة استهدفت ناقلة للمواد الكيماوية قبالة سواحل الهند
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
قالت وزارة الدفاع الأمريكية الأحد إن طائرة مسيرة انطلقت من إيران اشتهدفت ناقلة كيماويات في المحيط الهندي السبت.
ويسلط الحادث الضوء على التوترات الإقليمية المتصاعدة والمخاطر الجديدة التي تهدد الممرات الملاحية بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
في نفس السياق، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" أن مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية تمكنت السبت من إسقاط أربع طائرات مسيرة هجومية كانت تستهدفها في البحر الأحمر.
وأضافت سنتكوم على منصة إكس أن المدمرة "يو إس إس لابون" التي كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر "أسقطت أربع طائرات مسيّرة انطلقت من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن وكانت تحلق باتجاه السفينة الحربية الأمركية"، مضيفة أنه "لم تقع إصابات أو أضرار".
كما أعلن الجيش الأمريكي أن ناقلة نفط ترفع العلم الهندي أبلغت عن تعرضها لهجوم بطائرة مسيّرة أطلقها متمردون حوثيون خلال عبورها البحر الأحمر، حيث قامت بإرسال نداء استغاثة إلى سفينة حربية أمريكية منتشرة في المنطقة.
وأفادت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن الناقلة "إم في سايبابا" المملوكة للغابون لم تبلغ عن وقوع إصابات جراء الهجوم.
ارتباطا بحادث ناقلة المواد الكيماوية، قال متحدث باسم وزارة الدفاع موضحا "تعرضت السفينة كيم بلوتو، وهي ناقلة كيماويات ترفع علم ليبريا وتملكها اليابان وتشغلها هولندا، لهجوم في حوالي الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (السادسة صباحا بتوقيت غرينتش) في المحيط الهندي على بعد 200 ميل بحري من ساحل الهند، بطائرة مسيرة هجومية أحادية الاتجاه أطلقت من إيران".
وتسببت جماعة الحوثي المدعومة من إيران وتسيطر على الكثير من أراضي اليمن في اضطراب التجارة العالمية على مدى أسابيع، بسبب شنها هجمات على السفن المارة عبر مضيق باب المندب عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر فيما تقول إنه رد على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
من جهتها، ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في وقت سابق أن منظومة جوية غير مأهولة انفجرت بالقرب من سفينة في مضيق باب المندب، على بعد 45 ميلا بحريا جنوب غربي الصليف باليمن. وأطلقت الولايات المتحدة عملية "حارس الازدهار" قبل ثلاثة أيام، قائلة إن أكثر من اثنتي عشرة دولة وافقت على المشاركة في جهد سيشمل دوريات مشتركة في مياه البحر الأحمر بالقرب من اليمن.
"تحالف الازدهار" وتهديدات إيران
السبت أيضا، حذر المسؤول في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا نقدي من أن ممرات ملاحية أخرى ستصبح غير صالحة لحركة الشحن إذا لم توقف إسرائيل حربها في غزة.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن المسؤول العسكري قوله "فيما تستمر الجرائم، يجب على أميركا وحلفائها أن يتوقعوا ظهور قوى مقاومة جديدة وإغلاق ممرات مائية أخرى".
وأضاف "يجب عليهم أن يتوقعوا إغلاق البحر الأبيض المتوسط وجبل طارق وممرات مائية أخرى قريبا".
ويعتبر البحر الأحمر بمثابة "طريق سريع" يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي عبر قناة السويس، وبالتالي أوروبا بآسيا.
وتمر عبر قناة السويس حوالى 20 ألف سفينة سنوياً، وتعتبر حيوية للتجارة العالمية.
واتهم البيت الأبيض إيران بأنها "متورطة بشكل كبير في التخطيط" للهجمات التي يشنّها المتمرّدون الحوثيون على السفن من خلال تزويدهم "بمعدّات عسكرية متطورة" و"مساعدة استخباراتية".
وأكد البيت الأبيض أنّه من دون هذه المساعدة الإيرانية لكان من الصعب على الحوثيين "رصد وضرب" هذه السفن.
وتعترف إيران بتقديم دعم سياسي للحوثيين الذين يخوضون حرباً منذ 2014 ضد الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي.
لكن طهران تنفي تقديم معدات عسكرية للحوثيين.
وفي 18 كانون الأول/ديسمبر، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولي لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن. وانضمت إلى هذا التحالف حتى اليوم أكثر من عشرين دولة.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج غزة الحرب بين حماس وإسرائيل اليمن الحوثيون مضيق باب المندب الولايات المتحدة إيران إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة المغرب فرنسا الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
وسط أزمة اقتصادية خانقة والتضخم المرتفع.. إيران تواجه تحديات رفع الأجور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواجه الحكومة والبرلمان تحديًا كبيرًا في رفع الأجور بما يتناسب مع معدل التضخم البالغ 40%، والذي دفع ملايين العمال إلى الفقر، مع اقتراب نهاية السنة المالية الإيرانية في مارس.
لكن رفع الأجور يواجه العديد من التحديات. القطاع الحكومي، الذي يهيمن على الاقتصاد، يفتقر إلى الأموال اللازمة لزيادة الأجور، بينما قد تواجه المؤسسات شبه الحكومية والقطاع الخاص الإفلاس إذا حاولت مضاعفة رواتب العمال.
وطرحت شبكة إيران انترناشيونال تساؤلًا بخصوص هذا الأمر، وقالت لماذا يتم النظر في مضاعفة الأجور؟ يكسب العمال العاديون حاليًا أقل من 150 دولارًا شهريًا، بينما تشير التقديرات الرسمية إلى أن أسرة مكونة من ثلاثة أفراد تحتاج إلى ما لا يقل عن 450 دولارًا شهريًا لتغطية الأساسيات.
هذه الفجوة ناتجة عن التضخم المستمر، الذي بلغ متوسطه 40% سنويًا على مدار السنوات الخمس الماضية، ومنذ بداية عام 2018، تراجعت العملة الإيرانية بمقدار عشرين مرة، بينما ارتفعت الأجور أقل من ثمانية أضعاف.
لكن الاقتصاديين يحذرون من أن مضاعفة الأجور ليست حلاً قابلاً للتنفيذ. الحكومة لا تستطيع تحمل الزيادة، وإذا لجأت إلى طباعة النقود لتلبية الطلب، فإن التضخم سيزداد سوءًا.
قال البروفيسور مرتضى أفخا، أستاذ الاقتصاد، في مقابلة مع موقع "نامه نيوز" المحافظ في طهران: "لا يمكن حل الأزمة الاقتصادية الإيرانية من خلال تدابير اقتصادية بحتة لأن السبب الجذري يكمن في السياسة الخارجية".
وأضاف أن الطريق الوحيد للأمام هو التوصل إلى اتفاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا حول القضايا النووية وغيرها من القضايا الشائكة. ووفقًا لأفخا، فإن رفع العقوبات أمر أساسي قبل أن تتمكن إيران من التفكير في حلول اقتصادية مستدامة.
واعترف صناع القرار الرئيسيون في إيران علنًا بشدة الأزمة الاقتصادية، مما شجع بعض وسائل الإعلام والمعلقين على أن يكونوا أكثر جرأة في التعبير عن الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاقات مع الغرب.
وفي تغريدة يوم الخميس، عبر أحمد زيدآبادي، الكاتب والمعلق البارز في طهران، عن إحباط العديد من الإيرانيين قائلاً: "إنه من المثير للاستياء أن هناك من يعتقد أنه يمكن التفاوض مع الشيطان لإنقاذ إيران، لكنهم في نفس الوقت يعارضون المحادثات التي تهدف إلى إنقاذ الاقتصاد".
وأضاف زيدآبادي أن هذا النوع من التفكير قد يزيد من غضب الشعب الذي يعاني بالفعل من التضخم والصعوبات.
وفي نفس السياق، ذكر صادق زيباكلام، المعلق المعروف، في منشور على "إكس" (تويتر سابقًا) أن رئيس البرنامج النووي الإيراني قد وعد منذ أكثر من عقد ببناء خمسة مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة.
وقال زيباكلام: "أين هي المفاعلات؟"، مشيرًا إلى أن إيران فقدت مئات المليارات من الدولارات بسبب العقوبات التي فرضت على أنشطتها النووية. مضيفا: "لقد حان الوقت للتفاوض"، مطالبًا الحكومة بذلك.
ورغم هذه الدعوات للعمل، لم يظهر المرشد الأعلى في إيران أي إشارات على استعداده للسماح بإجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة أو التوصل إلى حلول وسط في القضايا الرئيسية.
في حين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يعلن رسميًا عن سياسته تجاه طهران، إلا أن مساعديه أشاروا إلى موقف صارم في تنفيذ العقوبات.
مع تزايد الأزمة الاقتصادية وارتفاع الاستياء العام، يواجه قادة إيران ضغوطًا متزايدة لاتخاذ قرارات صعبة قد تعيد تشكيل مسار البلاد، سواء قرروا الانخراط مع الغرب أو الاستمرار في المسار الحالي، فإن الرهانات ستكون عالية جدًا بالنسبة للشعب الإيراني.