شراع : غزة والبحر الأحمر: النتن وشيخ الخرف .. غريقان يحاولان إنقاذ بعضهما
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
الاستدارة الَّتي يُبديها «شيخ الخَرَف» الأميركيُّ ليست صادقة ونابعة من أعماق قلبه، وإنَّما بدافع الواقع الَّذي فرضته المقاومة على الميدان وحالة الوعيِ الشَّعبيِّ الَّتي أخذت تتَّسع في جهات الأرض الأربع، حيث مفاعيل هذا الوعي بدأت تُمثِّل ضغطًا غير مسبوق ولَمْ يعهَدْه لا أصحاب القضيَّة ولا أرباب السِّياسة والعسكرة.
«شيخ الخَرَف» ظنَّ عِندما جاء مهرولًا من واشنطن لِيعلنَ دعمه العسكريَّ والسِّياسيَّ والدبلوماسيَّ المفتوح سيحمله هذا الموقف انطلاقًا من خلفيَّته الصهيونيَّة سريعًا إلى نصر جديد يمتطي عَبْرَه الحمار في مواجهة خصمه الفيل في جولة الانتخابات القادمة.
لقَدْ أراد (النتن ياهو وشيخ الخَرَف) الغريمان ظاهريًّا، النَّديمان باطنيًّا، الحليفان توجُّهًا وعسكرةً وعدوانًا ومخططًا، أنْ يقفزا عاليًا وأعلى من الشجرة ظنًّا مِنْهما أنَّ ما يمتلكان من إرهاب دَولة وآلة عسكريَّة جبَّارة سيُمكِّنهما من إعادة رسم خريطة الإقليم وأرض فلسطين من على جثث الأطفال والنِّساء وكبار السِّن في قِطاع غزَّة والضفَّة الغربيَّة، فإذا بطغيانهما يجعلهما يغرقان في رمال غزَّة، ومياه البحر الأحمر، ويزيدهما غرقًا مشاهد الوعيِ في كُلٍّ من شوارع واشنطن ولندن وباريس ومدريد وروما وتل أبيب، لِيصبحَ العالَم ويمسيَ على شخصيَّة نتنة وأخرى خَرِفة تقاومان الغرَق؛ الغرَق في غياهب السِّجن، والغرَق في غياهب الخسارة الانتخابيَّة المذلَّة، فيحاول كُلٌّ مِنْهما إنقاذ الآخر من الغرَق عَبْرَ سلسلة طويلة من الكذب والتدليس والتمظهر، ومخادعة المتظاهرين المعتصِمين والمناوئين لسياسة النتانة وسياسة الخرَف، تارةً بالحديث عن عزم على إعادة جميع الأسرى لدى كتائب القسَّام وسرايا القدس، وتارةً بالحديث عن هدنة «إنسانيَّة» مؤقَّتة تسمح بدخول المساعدات والإفراج عن الأسرى، وتارةً أخرى بالحديث عمَّا يُسمَّى «حلّ الدولتَيْنِ».
وعِند مقارنة الحديث مع ما يحدث على أرض الواقع من استمرار للمجازر وهدم المنازل على رؤوس الأطفال والنِّساء وكبار السِّن والتدمير المُمنهج لأحياء قِطاع غزَّة، يكتشف المتابع حجم الكذب ومدى الزَّيف لهذه السرديَّة، وأنَّها موَجَّهة للداخل الصهيونيِّ والأميركيِّ لخداع الرَّأي العامِّ، وامتصاص غضَبه لحسابات داخليَّة لِتدارُكِ حالة الاحتراق السِّياسيِّ، والهروب إلى الأمام خوفًا من النِّهاية المذلَّة.
إذًا، العالَم أمام شخصيَّتَيْنِ «نتنة وخَرِفة» تغرقان رويدًا رويدًا، تُجيدانِ الكذب، وتُوهمانِ هذا العالَم بأنَّهما لَيْستَا على وفاق ممَّا ترتكبانِ من جرائم حرب في غزَّة، وتحاول كُلُّ واحدة مِنْهما إلقاء طوق النَّجاة للأخرى. وتبقى الكلمة للميدان ورجال المقاومة، وأحرار اليمن الَّذين بقوَّة إرادتهم وإيمانهم وشجاعتهم نجحوا في تحويل بوصلة العالَم إلى غزَّة والبحر الأحمر.
خميس بن حبيب التوبي
khamisaltobi@yahoo.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: العال م
إقرأ أيضاً:
إنقاذ صياد بعد 95 يومًا تائهًا في البحر
وكالات
نجا صياد من البيرو بعد 95 يومًا تائهًا في البحر، حيث تغذى على الصراصير والطيور والسلاحف البحرية للبقاء على قيد الحياة.
وتمكنت دورية صيد إكوادورية من العثور عليه تائهًا على بُعد حوالي 700 ميل من ساحل بيرو، وكان يعاني من جفاف شديد وفي حالة حرجة.
وأوضح الصياد ماكسيمو نابا بعد إنقاذه: “أكلتُ الصراصير والطيور، وآخر ما أكلتُه كان السلاحف البحرية. لم أُرِد أن أموت. أمي، أمي على قيد الحياة، وقلتُ إنني لا أُريد أن أموت بسبب أمي. لديّ حفيدة عمرها شهران، كنتُ أتمسك بها”.