جريدة الوطن:
2025-03-18@13:29:16 GMT

نبض المجتمع : القطاع العقاري .. إلى أين؟

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

نبض المجتمع : القطاع العقاري .. إلى أين؟

لا يستقيم أيُّ تطوُّر في أيِّ مجال بالحياة إلَّا بوجود تنظيمات وتشريعات وحلول مبتكرة للمشاكل الَّتي يواجهها، وهذا المنطق ينطبق على مختلف مناحي الحياة، فلو تحدَّثنا عن القِطاع العقاري مثلًا سنجد أنَّ الإشكاليَّات الَّتي يواجهها في مختلف دوَل العالَم مشاكل متشابهة إلى حدٍّ بعيد، ولكن هنالك دوَل عملت على إيجاد حلول عمليَّة وواقعيَّة لمعالجتها انطلاقًا من وجود هدف واضح وصريح، وهو تنمية هذا القِطاع ودعمه للقِطاعات الأخرى، فكما هو معلوم أنَّ تطوُّر قِطاع ما يساعد بصورة مباشرة وغير مباشرة على تطوُّر القِطاعات الأخرى والعكس صحيح، بل إنَّ أيَّ تطوُّر في القِطاع العقاري سيتبعه تطوُّر في الاقتصاد المحلِّي برُمَّته.

ولو نظرنا للنقطة الَّتي بدأنا بها المقال، وهي طبيعة المشاكل الَّتي يواجهها، فسنجد أنَّ أهمَّ إشكاليَّة هي في ثقة المستثمرين والمستفيدين في آنٍ واحد، ولذلك نجد في كثير من الدوَل غير المُهتمَّة بجانب التشريعات وسرعة إيجاد الحلول للمشاكل أنَّ عدم تطوُّر هذا القِطاع يعُودُ لهذه النقطة، فسَعى الكثير من الدوَل إلى بناء هذه الثقة بمجموعة من الإجراءات، لعلَّ أبرزها وجود قاطرة للمبالغ الَّتي يدفعها المستفيد إلى المستثمر بحيث لا يتسلم المستثمر أيَّ مبلغ إلَّا بعد إتمام المرحلة السابقة من البناء، بحيث تكُونُ هذه المبالغ في حوزة الجهة الحكوميَّة الَّتي تنسِّق هذه العمليَّة، وتضمن انسيابيَّتها بَيْنَ الطرفَيْنِ. من هنا تقلُّ عمليَّة الهروب الجماعي بالأموال الَّذي يمارس في بعض الدوَل والَّتي بمجرَّد أن يجمعَ المستثمر الأموال من المستفيدين من البناء إلَّا ويهرب خارج تلك الدَّولة دُونَ التمكُّن من إرجاع هذه المبالغ الَّتي دفعت، من هنا وعِند وجود هذا التنسيق تنشأ الثِّقة المتبادلة المنظَّمة والَّتي ـ بلا شك ـ تُسهم بفعاليَّة كبيرة في تطوُّر النشاط العقاري، وهذه فكرة بسيطة لا تحتاج لكثير عناء في مقابل مبالغ ضائعة لَمْ يجدْها أصحابها لليوم، وفي مقابل تردد الكثير من أصحاب الأموال عن استثمار أموالهم في هذا النشاط، والأمر ينطبق حتَّى على المباني المنشأة لغرض السَّكن الشخصي، فما زال الوضع على حاله، والدليل كمُّ القضايا المرفوعة في المحاكم في هذا المجال، والأمْرُ لا يحتاج أكثر من قاعدة بيانات خاصَّة للأشخاص المقبلِين على البناء لِيتأكدَ فقط من نزاهة المقاول وعدم وجود سجلِّ تعثرات لدَيْه، وهذا ليس بالأمْرِ الصَّعب، وإذا كان الأمْرُ مرتبطًا بالحفاظ على الخصوصيَّة فهذه معلومات ترتبط بطبيعة عمل قِطاع بأكمله وليس لها علاقة بجانب الخصوصيَّة في شيء. خطرت ببالي هذه الأفكار وأنا أتلقَّى اتصالًا هاتفيًّا من أحَد الزملاء الَّذي كان يشكو من تأخُّر بناء منزله لمدَّة (3) سنوات لمجرَّد أنَّه وقَّع مع المقاول الخطأ الَّذي تفنَّن في تأخيره لهذه المدَّة بأساليب ملتوية ومتعدِّدة لا يفقه فيها شيئًا، اكتشف بعدها كم المشاريع المتعثِّرة لدى ذلك المقاول، وكمّ القضايا المرفوعة عَلَيْه. ولكن من أين له هذه المعلومات في البداية؟ كيف بالإمكان الحصول عَلَيْها بطريقة رسميَّة وصحيحة بعيدة عن التأويلات؟ فلو كانت هذه المعلومات متاحة بصفة رسميَّة لِمَن يوَدُّ بناء منزل أو بناية معيَّنة لقلَّت تلك القضايا المرفوعة في المحاكم، وتطوَّر القِطاع العقاري برُمَّته، فقط مجرَّد إجراء بسيط لا يكلّف شيئًا.
وفي الجانب الآخر من القِطاع وهُمُ المستأجرون، وهُمْ عالَم آخر يدفع بهذا القِطاع إمَّا قُدُمًا إلى الأمام أو يرجع به للخلف، فالوضع يحتاج إلى قاعدة بيانات أيضًا لاتِّقاء مشاكلهم في التخلُّف في السَّداد أو المماطلة في دفع المتأخرات، فالمحاكم حبلى أيضًا، وكُلُّها تصبُّ في النِّهاية في قضيَّة تقدُّم النشاط العقاري من عدمه.
إنَّ وجود قاعدة بيانات موحَّدة ومرتبطة ببعضها البعض، وإتاحتها للمستفيدين وفق ضوابط محدَّدة وواضحة ستحلُّ نصف مشاكل هذا القِطاع، وستعمل على بناء الثِّقة بَيْنَ جميع الأطراف ممَّا سينعكس إيجابًا على تطوُّره في النِّهاية ودعمه للاقتصاد الوطني.

د. خصيب بن عبدالله القريني
kaseeb222@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: هذا الق طاع

إقرأ أيضاً:

بعد استئناف القصف.. «صحة غزة»: حالة القطاع شديدة السوء ونطالب المجتمع الدولي بتدخل سريع

أكد متحدث الصحة في قطاع غزة، خليل الدقران، أن حالة القطاع الصحي في غزة شديدة السوء ونطالب المجتمع الدولي بتدخل سريع.

وقال متحدث الصحة في غزة في اتصال هاتفي لقناة القاهرة الإخبارية صباح اليوم الثلاثاء، أن قطاع الصحة مهدد بتوقف سيارات الإسعاف وانقطاع التيار الكهربائي جراء نقص حاد في الوقود على أثر حظر الاحتلال إدخال المساعدات للقطاع.

وأوضح المتحدث أن قطاع الصحة يفتقر للأجهزة والأدوية وغرف العمليات غير كافية ولا يستطيع تقديم الخدمات الطبية لمئات المصابين، لافتا إلى أن حالات المصابين جراء غارات الاحتلال خطيرة للغاية ومعظم مستشفيات القطاع تخرج عن الخدمة والأخرى تعمل بشكل جزئي.

وأعلن الدقران أن غارات الاحتلال الإسرائيلي على غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 230 شخصا و1000 مصاب

اقرأ أيضاًخبير دولي: استئناف قصف غزة في رمضان تستوجب مذكرات توقيف فورية لمجرمي الحرب الإسرائيليين

«القاهرة الإخبارية»: انفجارات عنيفة تهز كل محافظات قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة إلى 356 فلسطينيا
  • بعد استئناف القصف.. «صحة غزة»: حالة القطاع شديدة السوء ونطالب المجتمع الدولي بتدخل سريع
  • مجلس النقبيين الرمضاني: عام المجتمع يعكس فلسفة بناء الوطن
  • "مركاز البلد الأمين" يناقش مستقبل القطاع العقاري وتعزيز الموثوقية
  • بودكاست "بداية جديدة".. أحمد فؤاد هنو يوضح دور "الثقافة" في بناء المجتمع وتشكيل الهوية
  • تقديرًا لدوره في نشر القيم المجتمعية.. وزير الأوقاف يكرم الفنان القدير سامح حسين
  • لقاء توعوي لطلاب مطروح بعنوان «احترام الأديان صمام الأمان للوطن»
  • وزير الأوقاف يكرِّم سامح حسين.. ويؤكد: الفن الواعي شريكنا في مسيرة التنوير
  • مركاز البلد الأمين ينظّم أمسية “مستقبل القطاع العقاري والموثوقية”
  • السير مجدي يعقوب في بودكاست "بداية جديدة" يكشف عن حلم بناء مستشفى جديد بالقاهرة: سيقضي على قوائم الانتظار