جريدة الوطن:
2025-02-23@22:17:48 GMT

فـي تعقيد توحيد أنظمة المعارف العربية

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

فـي تعقيد توحيد أنظمة المعارف العربية

من الصَّعب على المرء أن يصدقَ أو أن يهضمَ حقيقة مفادها أنَّ توحيد مناهج التربية والتعليم عَبْرَ الدول العربيَّة كان أبسط بكثير، بل وفي متناول اليد عَبْرَ بداية وأواسط القرن الماضي (العشرين) مقارنة بهذا اليوم.
وأسباب «الأبوان» بَيْنَ أنظمة المعارف العربيَّة كثيرة ومتنوِّعة، بل وفي ازدياد مُطَّرد، كما يبدو للتربويِّين العرب على أقلِّ تقدير، علمًا أنَّ التقريب بَيْنَ هذه المناهج التربويَّة، خصوصًا على المستوى الابتدائي الأوَّلي، كان دائمًا من أهمِّ ما عملت عَلَيْه وزارات المعارف والتربية والتعليم في الدوَل العربيَّة، سويَّة مع منظَّمات جامعة الدول العربيَّة المتخصِّصة.

زد على ذلك تعقُّد مشاكل المعارف والتنشئة عَبْرَ السنوات الأخيرة من القرن الماضي وما تلاها من سنوات القرن الجاري.
والحقُّ، فإنَّ تباين التوجُّهات الفكريَّة والأيديولوجيَّة بَيْنَ الحكومات العربيَّة قَدْ أدَّى دَوْرًا معيقًا بقدر تعلُّق الأمْرِ بتوحيد أو تناظر المناهج التربويَّة بَيْنَ دَولة وأخرى. بل إنَّ التوجُّهات الحكوميَّة الأساس تزداد الآن تباعدًا عَبْرَ المرحلة الراهنة درجة «تيئيس» المختصين التربويِّين من مجرَّد فكرة التناظر والتوحيد الَّتي كانت في المتناول قَبل بضع عشرات من الأعوام، لبالغ الأسف.
وإذا ما أصبحت فكرة توحيد المناهج خصوصًا بالنسبة للمراحل الابتدائيَّة والمتوسطة تدقُّ نواقيس الخطر بقدر تعلُّق الأمْرِ بالتقريب، بدلًا عن التباعد، فإنَّ مجرَّد الاطِّلاع على التنافر البائن بَيْنَ بعض الحكومات العربيَّة عَبْرَ مؤتمرات القمَّة العربيَّة الأخيرة إنَّما هو خير دليل على بداية «انهيار الرؤية» الَّتي أدَّت قيادات الدوَل العربيَّة ليلة تأسيس «بيت العرب»، أي جامعة الدوَل العربيَّة، إذ بدت تلك الرؤية حقبة ذاك وهي واعدة ومتطابقة، ومشحونة بالتفاؤل، كما عَبَّرَ عن ذلك المسؤولون العرب الَّذين وضعوا إمضاءاتهم على مواثيق وتفاهمات جامعة الدوَل العربيَّة المبكرة. ولكن لبالغ الأسف لَمْ يتبقَّ من ذلك التفاؤل شيء يستحقُّ التشبُّث به الآن.
وإذا كان الأمْرُ بهذه السوداويَّة والتعقيد بقدر تعلُّق الأمْرِ بالقضايا التربويَّة المتَّفق عَلَيْها أصلًا، فما بالك فما بالك ببرامج التقريب والتوحيد السِّياسيَّة والتنمويَّة والاقتصاديَّة والتجاريَّة!
ولا بُدَّ لمؤتمرات القمَّة العربيَّة المرتقبة من دعوة خالصة ومخلصة للعودة إلى أصول فكرة جامعة الدوَل العربيَّة في جهدها المبكِّر والأوَّل للدَّمج والتقريب، مضادًّا للتفريق والتنائي الجاري الآن بَيْنَ بعض الأنظمة العربيَّة.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الدو ل العربی الأم ر

إقرأ أيضاً:

طالبة كلية الآداب جامعة قناة السويس تشارك في برنامج إعداد قادة الشباب العربي بـ"الشارقة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شاركت الطالبة تقوى وليد محمود، الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس، في فعاليات البرنامج التدريبي لإعداد قادة الشباب العربي في مجالات الابتكار وريادة الأعمال، والذي استضافته جامعة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 16 حتى 21 فبراير 2025.

هذا وأشاد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، بالمشاركة المتميزة للطالبة، مؤكدًا أن هذه الفرص التدريبية تعزز من كفاءة الطلاب، وتساهم في إعداد كوادر قادرة على الإبداع والابتكار، مما يعكس المكانة العلمية المتميزة للجامعة. وأضاف أن الجامعة تضع دعم طلابها في صدارة أولوياتها، إيمانًا منها بأن الاستثمار في العقول الشابة هو حجر الأساس لبناء مستقبل أكثر تطورا وازدهارا.

ويأتي هذا البرنامج في إطار التعاون بين جامعة الشارقة، واتحاد الجامعات العربية، ومعهد إعداد القادة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية بحضور  الدكتور كريم همام، مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة،  مستهدفًا مائة طالب من ثماني عشرة جامعة عربية ومصرية، بهدف تنمية قدرات الشباب العربي وتأهيلهم لقيادة مستقبل الابتكار والتنمية المستدامة في المنطقة.

من جانبه، أوضح الدكتور محمد عبد النعيم، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، أن الجامعة حريصة على توفير أفضل الفرص التدريبية لطلابها، بما يساعدهم على صقل مهاراتهم القيادية والتكنولوجية، مشيرًا إلى أن مشاركة الطالبة تعكس قدرة طلاب الجامعة على تمثيل مصر في المحافل الدولية بتميز وكفاءة.

وأكد الدكتور محمود شعيب، منسق عام الأنشطة الطلابية، أن البرنامج التدريبي تضمن سلسلة من المحاضرات وورش العمل المتخصصة؛ حيث شملت موضوعات القيادة الاستراتيجية، الابتكار وريادة الأعمال، الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، التخطيط الاستراتيجي، إضافة إلى مجالات الاستدامة والطاقة المتجددة والتغير المناخي. كما تضمن البرنامج زيارات علمية إلى أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، و معرضًا للمشغولات التراثية للدول العربية المشاركة، إلى جانب جولات ميدانية داخل جامعة الشارقة للتعرف على مرافقها البحثية والتعليمية، لافتاً إلى أن مثل هذه التجارب توفر للطلاب فرصة استثنائية للاحتكاك بأفضل العقول الشابة في العالم العربي، وتمنحهم أدوات عملية لتطوير أفكارهم الريادية وتعزيز قدراتهم التنافسية.

بدورها ، أكدت الدكتورة هبه الدناصوري مستشار النشاط الإجتماعي أن البرنامج يُعد نقلة نوعية في إعداد القيادات الشابة وتأهيلهم بالمعرفة والخبرات اللازمة لمواكبة تطورات العصر، مشيرًا إلى أن التعاون بين الجامعات العربية يسهم في تحقيق تكامل أكاديمي حقيقي يعزز من قدرات الشباب العربي في مختلف المجالات.

ويأتي هذا البرنامج في سياق الجهود العربية لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب، حيث يعكس التزام المؤسسات الأكاديمية بتوفير بيئة تعليمية محفزة تسهم في تأهيل جيل قادر على قيادة مستقبل التنمية في الوطن العربي.
 

مقالات مشابهة

  • إسكان النواب: القمة العربية الطارئة اختبار حقيقي لوحدة الصف العربي
  • يزيد المشهد تعقيدًا.. خبير سياسي يحذر من تشكيل حكومة موازية في السودان
  • رئيس مجلس النواب يشارك في أعمال المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية
  • مجلس الشورى يشارك في يشارك في أعمال المؤتمر السابع للبرلمان العـــربي ورؤســـــاء المجالس والبرلمانات العربية بالقاهرة
  • أبو الغيط في إفتتاح المؤتمر السابع للبرلمان العربي: المنطقة العربية تعيش اخطر مراحلها
  • اللجنة التحضيرية للمؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية تجتمع بالقاهرة
  • 32 وظيفة خالية بجامعة عين شمس | قدم الآن
  • اليوم العالمي للغة الأم.. نصائح لتعليم الطفل اللغة العربية
  • طالبة كلية الآداب جامعة قناة السويس تشارك في برنامج إعداد قادة الشباب العربي بـ"الشارقة"
  • محلل سياسي: الآن هناك عودة لمفهوم الأمن القومي العربي (فيديو)