عيد ميلاد حزين في بيت لحم مع استمرار الحرب في غزة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
غابت شجرة الميلاد الضخمة والاحتفالات والفرح الأحد في مدينة بيت لحم الفلسطينية التي تتجذب حلة العيد فيها عادة زوارا كثيرين، ويحل عيد الميلاد حزينا بسبب الحرب في قطاع غزة.
لا يتوقع أن يكون عدد الزوار والمصلين والسياح كبيرا خلال هذا اليوم وفي وقداس منتصف الليل في المدينة الواقعة في جنوب الضفة الغربية المحتلة والتي يؤمن المسيحيون بأن يسوع المسيح ولد فيها.
واندلعت الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق نفذته الحركة الفلسطينية على الأراضي المحتلة وأسفر عن مقتل 1140 شخصا.
ورد الاحتلال الإسرائيلي على الهجوم بقصف عنيف على قطاع غزة وهجوم بري بعد أن تعهد بالقضاء على حركة حماس. وأوقع القصف الإسرائيلي 20424 شهيدا، معظمهم من المدنيين وفق آخر إعلان لوزارة الصحة في قطاع غزة.
ومنذ اندلاع الحرب، غابت الحركة السياحية.
ولا يرغب المسيحيون الفلسطينيون بالاحتفال بينما ألغت بلدية بيت لحم الاحتفالات بالعيد بسبب قطاع غزة.
وتقول نيكول نجار (18 عاما) في ساحة المهد التي بدت فارغة إلى حد كبير “كثيرون يموتون من أجل هذه الأرض. من الصعب جدا الاحتفال بشيء ما بينما يموت شعبنا”.
قبالة كنيسة المهد حيث ولد الطفل يسوع وفق المعتقدات المسيحية، استبدلت المغارة والشجرة الضخمتان بعمل فني يذكّر بالكارثة في قطاع غزة المحاصر: مغارة “الميلاد تحت الأنقاض” مع تمثالين رماديين لمريم ويوسف وسط ركام خلف أسلاك شائكة.
على جدار بناء قريب، لافتة كتب عليها “أوقفوا الإبادة الجماعية. أوقفوا التهجير القسري. ارفعوا الحصار”، وأخرى كتب عليها “أجراس الميلاد في بيت لحم تدعو لوقف إطلاق النار في غزة”.
في قطاع غزة حيث نزح 1,9 مليون شخص، لجأ المسيحيون الذين يقدر عدد الباقين منهم بقرابة الألف، إلى كنائس لم تسلم من القتال.
ففي 16 كانون الأول/ديسمبر، قتلت امرأة وابنتها في كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة برصاص الاحتلال.
وندّد البابا فرنسيس بأن “مدنيين من دون حماية يستهدفون بقصف وإطلاق نار”.
“لن يأتي أحد”وتقول ميرفت مرة (50 عاما)، وهي مصممة أزياء من بيت لحم، “هذا العام مختلف عن كل السنين. هناك حزن وأسى ودمار”.
وتضيف “لا يوجد عيد ميلاد. عيد الميلاد داخل القلب وليس بالشجرة ولا غيره”.
صباحا، رفع علم فلسطيني ضخم في ساحة المهد حمله فلسطينيون من مختلف الأعمار والديانات.
في محيط الكنيسة، قامت عائلة جقمان بفتح متجرها للتحف دون أي أمل في تحقيق مبيعات.
ويقول أمير جقمان (29 عاما) “لن يأتي أحد. فتحنا لأنه يجب علينا ذلك. إنه عيد الميلاد”.
ويتابع “مرّ علينا عامان سيئان خلال كوفيد ولكن لا شيء مقارنة بهذا” الوضع.
ويقول القس متري الراهب، راعي كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية، لوكالة فرانس برس “لسنا مستعدين للاحتفال بينما يعاني شعبنا في غزة إبادة جماعية. هنا في الضفة الغربية، نحزن على العديد من الشبان الذين يقتلهم الاحتلال وغيرهم من المعتقلين يوميا”.
وتشهد الضفة الغربية التي يحتلّها الكيان الصهيوني منذ العام 1967، تصاعداً في وتيرة أعمال العنف منذ اندلاع الحرب بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
وقتل أكثر من 300 فلسطيني بنيران الجيش أو مستوطنين صهاينة في الضفة، وفقا لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية، منذ بدء الحرب.
ويقول الراهب “كل ما نريده في عيد الميلاد الآن هو وقف لإطلاق النار، وقف إطلاق نار مستدام لوقف هذه الفظائع”.
ويتابع “بيت لحم أعطت يسوع للعالم، وقد حان الوقت ليمنح العالم بيت لحم وغزة السلام”.
الوسومالاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية بيت لحم عيد الميلاد قطاع غزةالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية بيت لحم عيد الميلاد قطاع غزة الضفة الغربیة عید المیلاد فی قطاع غزة بیت لحم
إقرأ أيضاً:
أبو لحية لصدى البلد: نتنياهو يرى استمرار الحرب طوق نجاة لمستقبله السياسي
في خضم الأزمات السياسية والصراعات التي تحدث بالعالم، يبرز بنيامين نتنياهو كأحد القادة الذين يرون في استمرار الحروب وسيلة لتثبيت حكمهم وحماية أنفسهم، تتجلى السياسة بوضوح في حملة الإبادة الجماعية التي تقودها إسرائيل ضد المدنيين في غزة، حيث يسعى نتنياهو لترسيخ صورته كمدافع عن إسرائيل، في وقت يستخدم فيه الحرب كدرع لحمايته من اتهامات الفساد التي تلاحقه.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن نتنياهو ينتمي إلى فئة من القادة الذين يرون في إراقة الدماء وسيلة لضمان بقائهم في السلطة، ويعتقدون أن استمرار النهج الدموي ضروري لحمايتهم.
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية بحق المدنيين في غزة على مدار 15 شهرا، وهو انعكاس واضح لهذه السياسة التي يتبناها نتنياهو للحفاظ على منصبه والبقاء على رأس الحكومة الإسرائيلية.
وأشار أبو لحية: "على المستوى الشخصي، يسعى نتنياهو إلى ترسيخ أسطورة شخصية تجعله في أذهان اليهود حول العالم كقائد يخوض هذه الحرب دفاعا عن الوجود اليهودي المهدد، ويقدم نفسه على أنه الشخص الوحيد القادر على حمايتهم من أعدائهم، وفقا لتصوراته، كما يرى في استمرار الحرب فرصة للهروب من المسائلة القانونية بشأن تهم الفساد التي يواجهها، وقد استغل الحرب بالفعل للتهرب من المحاكمة لفترة دامت 14 شهرا، لكنه اضطر في النهاية للمثول أمام التحقيق سياسيا".
استشهاد 6 في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين بقطاع غزةبينهم أطفال ونساء.. 5 شهداء في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط قطاع غزةواختتم: "يدرك نتنياهو أن نهاية الحرب تعني نهاية مستقبله السياسي، حيث لن يكون لديه أي فرصة للبقاء في الساحة السياسية، يحمله المجتمع الإسرائيلي والمسؤولون مسؤولية ما حدث في السابع من أكتوبر نتيجة سياساته الفاشلة وسوء إدارته للأمن القومي الإسرائيلي، ويطالبون بمساءلته قانونيا عن ذلك، ولهذا السبب، يسعى نتنياهو لمنع أي تحقيق رسمي للكشف عن تفاصيل ما حدث قبل وبعد السابع من أكتوبر، لأن جميع الأدلة تشير إليه باعتباره المسؤول الأول عن الإخفاقات".
عبد المهدي مطاوع: الاحتلال يريد تدمير أكبر مساحة ممكنة من غزةالاحتلال يعلن توسيع عمليته العسكرية في غزة ويطالب السكان بالإخلاء