9 سنوات من العمل الجاد.. كيف غيرت مصر العشوائيات إلى مدن متكاملة؟
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
يعتبر ملف العشوائيات أحد التحديات التي واجهتها الدولة المصرية بكل قوة، حيث أعطت هذا الملف أولوية قصوى حتى تحول مشهد العشوائيات في مصر إلى صورة حضارية ونموذج مشرف تسعى الدول إلى تنفيذ هذه التجربة الرائدة في القضاء على العشوائيات وبناء مناطق سكنية حضارية تليق بالمواطن.
وفي هذا الصدد، نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تقريراً سلط الضوء على تجربة مصر الاستثنائية في القضاء على العشوائيات لضمان حق المواطن في حياة آمنة وكريمة بعد 9 سنوات من اقتحام الملف الشائك للعشوائيات وتنفيذ استراتيجيات التخطيط والبناء والرقابة.
وأبرز التقرير التغيير الإيجابي لرؤية المؤسسات الدولية لجهود الدولة في القضاء على المناطق العشوائية، حيث أشار تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة عام 2021، إلى اهتمام القيادة المصرية بملف تطوير العشوائيات باعتباره أحد أهم أولوياتها، لافتاً إلى أنه تم افتتاح عدد من المشروعات وعلى رأسها "بشائر الخير والأسمرات" بما ساهم في انخفاض عدد السكان في المناطق غير الآمنة.
يأتي ذلك على عكس ما ذكره التقرير عام 2010، حيث أكد حينها أن المناطق العشوائية تفتقد لأدنى معايير التنظيم والأمن، مما أدى إلى انتشار الجريمة والمخدرات، كما أدى ارتفاع أعداد سكان العشوائيات في القاهرة إلى تدنى مستوى التعليم بشكل خاص.
بدوره، أكد برنامج الأغذية العالمي في عام 2023 أن هناك تكاملاً في سياسات التنمية المستدامة في مصر، وقد أثبتت مبادرة حياة كريمة النهج المصري المتكامل في التنمية، حيث تضمنت إعادة تأهيل البنية التحتية، وتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية والصحية لتحسين جودة الحياة فى القرى الأكثر فقراً بالمناطق الريفية المهمشة.
وكان البرنامج ذاته يرى عام 2011، أن المناطق العشوائية والمناطق الريفية البعيدة والمحرومة في مصر تعاني من مشكلات عديدة، مثل تدهور الصحة العامة والمياه الملوثة وتدهور أنظمة الصرف الصحي وغياب المساواة في الرعاية الصحية ونقص القدرات اللازمة لتوفيرها.
من جانبه، أشاد مكتب الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية عام 2020 بمشروع الأسمرات، مشيراً إلى أنه يعد بمثابة نموذج جديد لاستيعاب المواطنين ونقلهم من المناطق الخطرة، حيث تم تطوير الأسمرات عبر توفير المرافق الصحية والتعليمية والرياضية، ويتمتع المشروع بشوارع متسعة، ويوفر الخصوصية للسكان وهو ما ساهم بشكل كبير فى تحسين جودة حياة السكان.
جاء ذلك بخلاف ما ذكره المكتب عام 2011 بأن جميع المناطق العشوائية في مصر، مصنفة كمناطق غير آمنة، نظرًا لما تشكله من مخاطر بيئية وصحية، حيث أشارت الإحصاءات إلى أن عدد سكان العشوائيات في القاهرة الكبرى بلغ نحو 8.3 مليون نسمة في عام 2000.
هذا وقد أبرز التقرير تصنيف الأمم المتحدة لمصر ضمن أفضل الدول في انخفاض نسبة سكان العشوائيات من إجمالي سكان الحضر عام 2022، حيث حصلت مصر على 99 نقطة مقارنة بـ 95.9 نقطة عام 2014، و83.7 نقطة عام 2010، و65.3 نقطة عام 2005، و53.1 نقطة عام 2000، علماً بأنه كلما انخفضت نسبة سكان العشوائيات كلما ارتفعت قيمة المؤشر.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور الحسين حسان، خبير الإدارة المحلية والتنمية المستدامة، إن التجربة المصرية في القضاء على العشوائيات تعتبر من أهم التجارب في العالم اجمع، حيث كانت أفضل من تجربه البرازيل التي استمرت أكثر من 10 سنوات في آلية القضاء على العشوائيات.
وأوضح حسان ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن مصر لديها قيادة حكيمة قدرت تقوم برؤية مختلفة للقضاء على العشوائيات من خلال زيادة موارد صندوق تطوير العشوائيات من 40 مليار الي 400 مليار وهذه ميزانية ضخمة للقضاء على العشوائيات فمصر لديها رؤية مختلفة دائما في آلية التطبيق.
وتابع: مصر قامت بعمل مدن متكاملة بشكل حضاري و40% منها مساحات خضراء، فاليوم المواطن الذي يأخذ سكن بديل للعشوائيات يأخذ سكن مؤسس بالكامل للقضاء على العشوائيات.
وأكد أن التجربة المصرية هي من أفضل وأحسن التجارب في افريقيا ولا يوجد دولة افريقية قضت على العشوائيات الخاصة بها، فمصر عملت معالجات مختلفة للقضاء على العشوائيات.
وأضاف أن هناك تعدد لأنواع العشوائيات في مصر فكان يوجد عشوائيات خطرة ومصر قدرت ان تتعامل مع هذا النوعيات سواء كانت عشوائيات غير آمنه وأماكن غير مخططة فكل ذلك كان تنوع في العشوائيات فهذا التنوع لم يسبق لدولة في العالم ان تعاملت مع هذا التنوع العشوائي في طبيعة السكن.
فمصر كانت من الدول السباقة بهذا الملف وقدرت تحقق نوع من جودة الحياة خاصة بالمواطن المتواجد داخل المناطق العشوائية ونقله الي مكان يوجد به مسطحات خضراء ومراكز شباب فمصر استطاعت القضاء على أكثر من 357 منطقة عشوائية غير آمنة.
واختتم: فمصر حاليا بلا عشوائيات خطرة، فبالتالي يعد سبق كبير جدا يستحق من المجتمع الدولي انه يشيد بهذا الدور المصري في ظل أزمات وتحديات يلاحق العالم كله وليس مصر بالتحديد.
ونجحت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية في إحداث نقلة حضارية ونوعية في تلك المناطق العشوائية، وأصبح لسكان المناطق العشوائية سكنا حضاريا لائقا، واعتبرته الدولة حق من حقوق الإنسان وليس تفضلا عليهم حتي أن المؤسسات الدولية اعتبرت مشروع تطوير العشوائيات في مصر أحد التجارب الرائدة في العالم.
وحقق الرئيس السيسي حلمه بتحويل المناطق العشوائية الي مدن حضارية متكاملة مزودة بكافة الخدمات والمرافق من أبراج ماسبيرو إلى الأسمرات وروضة السيدة زينب ومناطق البشاير وغيرها من مناطق تحولت من حالة اليأس والبؤس إلى حياة كريمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العشوائيات ملف العشوائيات تطوير العشوائيات المناطق العشوائية السيسي فی القضاء على العشوائیات المناطق العشوائیة تطویر العشوائیات سکان العشوائیات العشوائیات فی نقطة عام فی مصر
إقرأ أيضاً:
الافتاء: يجوز الجمع بين صيام نية القضاء والست من شوال
أجابت دار الافتاء المصرية عن سؤال ورد إليها عبر صفحتها الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مضمونة:" حكم الجمع في الصيام بين نية القضاء وصيام ست من شوال".
لترد دار الافتاء موضحة: أنه يجوز للمسلم أن يجمع في الصوم بين نية قضاء ما عليه من رمضان ونية صيام الست من شوال، فيقضي ما فاته من رمضان في شهر شوال، ويكتفي بكل يوم يقضيه فيه عن صيام يوم من الست من شوال، ويكون صومُه هذا مجزئًا له عن قضاء الصومِ الواجب عليه وصومِ التطوُّع معًا، والأكمل والأفضل أن يصوم كلًّا على حدة.
هل يجوز الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الست من شوال؟
اختلف الفقهاء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال، القول الأول: يرى أصحابه أن الجمع بين نية صيام الست من شوال ونية قضاء رمضان يصح عن أحدهما لا عن كليهما، وهو مذهب الحنفية، وإن اختلفوا إن صامًا جامعا بين النيتين عن أيهما يقع . فعند أبي يوسف يصح عن قضاء رمضان، لأنه فرض، وعند محمد يصح عن الست، يعني يقع عن النفل، ولا يصح عن القضاء.
دليل أبي يوسف: أن نية الفرض محتاج إليها، ونية النفل غير محتاج إليها، فاعتبر ما يحتاج إليها، وبطل ما لا يحتاج إليها. ودليل محمد: أن بين نية النفل ونية الفرض تنافيا فيصير متطوعا؛ لأنه لم يبطل أصل النية، وأصل النية يكفي للتطوع.
هل يجوز الجمع بين صيام القضاء والست من شوال
القول الثاني: يرى أصحابه صحة الصوم عن الفرض والنفل في حالة الجمع بينهما وهو مذهب المالكية كما في المدونة، وأكثر الشافعية، والرواية المعتمدة عند الحنابلة جاء في المدونة: «في صيام قضاء رمضان في عشر ذي الحجة، وأيام التشريق قلت: ما قول مالك أيقضي الرجل رمضان في العشر ؟ فقال : نعم. قلت: وهو قول مالك ؟ قال: نعم». وفي شرح التنبيه للحافظ السيوطي: «من فتاوي البارزي فإنه قال:" لو صام في يوم عرفة مثلا قضاء أو كفارة أو نذرا ونوى معه الصوم عن عرفة صح وحصلا معا، وكذا إن أطلق».
واستدل أصحاب هذا القول، ما روي عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «ما أیام أحب إلىّ أن أقضي فيها شهر رمضان من هذه الأيام لعشر ذي الحجة»، فدل الأثر على جواز تشريك النية بين الفرض والنفل.
القول الثالث: يرى أصحابه عدم جواز التشريك بين النيتين، ولا يصح عن واحد منهما، وهو مذهب بعض الشافعية، ورواية عند الحنابلة، دليلهم: أن الصوم الواجب بطل؛ لعدم جزمه بالنية له، وكذا النفل لعدم صحة نفل من عليه قضاء رمضان قبل القضاء.