استقالة مستشار قائد الدعم السريع فارس النور
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
رصد- تاق برس- دفع فارس النور المستشار السياسي لقائد الدعم السريع، وعضو وفد التفاوض، باستقالته من مواقعه، حتى يكون متفرغا لدعم خيار وقف الحرب.
وسرد فارس في منشور تفاصيل كثيرة وقال: عندما بدأت الحرب كنت في المدينة المنورة (عمرة رمضان)، خلال الخمسة أيام الاولى تابعت بصدمة مجريات الاحداث، ولكن كنت على يقين تام ان هنالك من غدر بقوات الدعم السريع وأشعل الحرب بغرض التخلص منها.
وتابع “في هذه الايام وردتني مئات الرسائل والمكالمات من السودانيين طلبا للمساعدة بعد ذلك قررت البقاء في موقعي ونويت وعزمت على الاتي:
١/العمل على تخفيف اثار الحرب على السودانيين وفي هذا قمت وبمساعدة اخوان واخوات أعزاء لم ارهم في حياتي بأنشاء قروب لتجميع معلومات عن المفقودين ومحاولة معرفة أماكنهم وإطلاق سراحهم في المقابل كانت استجابة قائد قوات الدعم السريع فورية وبحمدالله نجحنا في إطلاق سراح المئات.
وهنا لابد من ان اعتذر كذلك للذين لم استطيع خدمتهم
٢/توفير دعم مادي من الخيرين لمئات الأسرة التي شردتها ظروف الحرب.
٣/ان أساعد في ايقاف الحرب بأسرع ما يمكن وذلك عبر تقوية واعلاء صوت السلام والحمد الله وجدت أن قيادة الدعم السريع أكثر حرصاً على السلام وترفع شعار (وإن جنحوا للسلم فاجنح له) وقد انخرطت مع اخوتي في وفد التفاوض بروح إيجابية ونوايا صادقة.
وقال النور: هنا أشهد أن اخوتي في الوفد سعوا بكل جدية لحقن الدماء عبر الحوار في منبر جدة وهنا لابد من تسجيل صوت شكر للوساطة ممثلة في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والايقاد وشكر خاص للسادة السفراء السفير جون والسفير دانيال سفراء الولايات المتحده وكذلك الشكر للسفير اسماعيل ممثل الايقاد وشكر خاص جدا لسعادة السفير على بن جعفر سفير خادم الحرمين الشريفين ورئيس منبر جده واعضاء وفده الذين في كل لحظه كانو يؤكدون على محبتهم الخالصه للشعب السوداني وبذلوا كل جهد وسهروا معنا الليالي من اجل حقن دماء السودانيين .
واشار النور إلى ان اهدافهم الرئيسية في وفد التفاوض “التوصل الى اتفاق يسكت صوت الرصاص فوراً، يعقب هذا الاتفاق بداية الحوار السياسي بين السودانيين للحل الشامل وتكوين حكومة مدنية والاتفاق على تأسيس جيش مهني قومي واحد يحمي الدستور ويحفظ حدود الوطن”.
وتابع “الامر الغريب بالنسبة لنا ان الوفد الاخر ورغم انه مهزوم في الميدان الا انه كان يعرقل التفاوض وكان واضحاً انه جاء من مراكز قرار متعددة.
وخلال الجولة الأخيرة من التفاوض تم الاتفاق على ٩٩% من مسودة وقف العدائيات وبدأت الوساطة في الترتيب للتوقيع لنتفاجأ بتراجع وفد الجيش عن مأتم الاتفاق عليه وبصوره كانت مفاجأة حتى للوساطة، والمذهل ان الجيش ليس له قدره على الحرب وليس له إرادة للسلام..
وأضاف “هذا امر محير، ومربك في ذات الوقت”، وتساءل النور “لماذا الرغبة في استمرار الحرب رغم الهزيمة!؟
وقال إن الكلفة العالية لهذه الحرب اللعينة وقعت على المواطن البسيط
لذلك الاولوية الوحيدة والمهمة والعاجلة هي ايقاف الحرب، ولابد من تشكيل رأي عام يضغط في هذا الاتجاه وحتى اكون متجرداً في دعم هذه الأولوية فاني أتقدم باستقالتي لدعم جهود وقف الحرب.
المصدر: تاق برس
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير
زهير عثمان
تشهد الساحة السودانية تصاعداً في تعقيد الصراعات السياسية والعسكرية، حيث تُعتبر الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال وقوات الدعم السريع فاعلين رئيسيين في المشهد السوداني. ورغم اختلاف أهدافهما وسياقاتهما، يتشاركان النفوذ العسكري والسياسي. يُثير هذا التساؤل حول مصير البلاد إذا ما قررت الحركة الشعبية إعلان حكومة في مناطق نفوذها، وما قد يعنيه ذلك على المستويين الداخلي والإقليمي.
الفروق الأساسية بين الحركة الشعبية والدعم السريع
الأيديولوجيا والأهداف
الحركة الشعبية لتحرير السودان , تعتمد الحركة على رؤية سياسية واضحة تُعرف بـ"السودان الجديد"، التي تسعى لإعادة تشكيل الدولة السودانية على أسس المواطنة والمساواة واحترام التنوع. تهدف إلى إنهاء التهميش التاريخي لمناطق مثل جبال النوبة والنيل الأزرق.
الدعم السريع وطرحه نعلم انها تفتقر قوات الدعم السريع إلى أيديولوجيا متماسكة أو رؤية سياسية طويلة المدى. يُنظر إليها كقوة عسكرية تهدف إلى تعزيز نفوذ قيادتها، وعلى رأسها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مع التركيز على تحقيق مكاسب تكتيكية بدلاً من طرح مشروع وطني شامل.
القاعدة الشعبية والجغرافية
الحركة الشعبية اسست والان تمتلك قاعدة شعبية راسخة في المناطق المهمشة مثل جبال النوبة والنيل الأزرق، وتطرح نفسها كممثل للمهمشين والمظلومين في السودان.
الدعم السريع قاعدته الأساسية في دارفور مع توسع نفوذها إلى مناطق أخرى، لكنها تُعتبر أكثر ارتباطاً بالبُنى القبلية والمصالح الاقتصادية لقادتها.
الشرعية والممارسات
الحركة الشعبية بالرغم تعرضها لانتقادات في قضايا كثيرة مثل علمانية الحكم والحقوق المدنية ، إلا أنها تُعتبر فاعلاً سياسياً مشروعاً يسعى إلى تغيير بنية الدولة السودانية.
الدعم السريع يواجه انتقادات شديدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان واعتمادها على القوة العسكرية المفرطة في حروبها كلها .
إعلان حكومة من قبل الحركة الشعبية: السيناريوهات والتداعيات
الأثر على وحدة السودان
إعلان حكومة في مناطق نفوذ الحركة الشعبية سيُعيد إلى الأذهان تجربة جنوب السودان. قد يُعزز ذلك الشعور بانعدام الثقة بين الأطراف السودانية المختلفة، ويُؤدي إلى مزيد من الاستقطاب.
التحديات الداخلية
الاعتراف الدولي أول ما ستواجه الحركة تحدياً كبيراً في الحصول على اعتراف دولي بحكومتها.
الخدمات والبنية التحتية: تعتمد هذه المناطق على المركز في تقديم الخدمات، ما يعني أن إعلان حكومة سيضع عبئاً هائلاً على موارد الحركة.
التداعيات الإقليمية
التدخل الإقليمي وقد يدفع إعلان حكومة دول الجوار مثل إثيوبيا وجنوب السودان إلى اتخاذ مواقف متباينة، بناءً على مصالحها.
التوازنات الجيوسياسية سيُربك ذلك حسابات القوى الدولية والإقليمية لفترة وخاصة التي تسعى لاستقرار السودان.
مقارنة مع تجربة الدعم السريع
إذا كانت قوات الدعم السريع تُركز على تثبيت نفوذها داخل النظام الحالي، فإن الحركة الشعبية قد تسعى لتأسيس كيان مستقل تماماً. الفرق الجوهري هو أن الدعم السريع لا يمتلك مشروعاً سياسياً متكاملاً، بينما للحركة الشعبية رؤية تتجاوز حدود السلاح.
وفي حال أعلنت الحركة الشعبية حكومة في مناطق نفوذها، سيشكل ذلك تحولاً جذرياً في المشهد السياسي السوداني. بينما تظل احتمالات نجاحها مرتبطة بقدرتها على كسب الاعتراف الدولي والتعامل مع تحديات داخلية معقدة. ومع ذلك، يبقى الحل الأمثل هو السعي نحو تسوية سياسية شاملة تُعالج جذور الأزمات السودانية وتجنب البلاد سيناريوهات التفكك والمزيد من الصراع.
zuhair.osman@aol.com